في عام 2001م تقدّم أخي طه باستقالة مجلسه وقد كانت استقالة اكتسبت أهمية بالغة كان لها أثرها الكبير في تاريخ الهلال. كان المقصود من الاستقالة، حسبما بدا لنا من المهتمين والقريبين الغارقين في الشأن الهلالي، إعادة تشكيل المجلس بما يمكن التعبير عنه بخطوات التنظيم، باللغة العسكرية، ولكن فشل ذلك المخطّط لاختلاف وجهات النظر حول تلك الخطوة وقد تراوحت تلك الوجهات ما بين قبول ورفض وتباينت أسباب الرفض وإن اتفق أكثر أصحاب الشأن بحتمية التغيير وضرورته!!
أبطل البعض، وكنت منهم، تخطيط أخي طه ومن معه في أن تكون استقالة المجلس بمثابة تأشيرة خروج وعودة، بلغة الاغتراب الذي طال، وكان نتيجة ذلك أن يسقط في أيدي المستقيلين وعرّابهم الأخ الأستاذ أحمد حسب الرسول وزير الشباب والرياضة والذي كان القلم في يده والتهنئة على لسانه معدّة لتخرج حارة وطازجة لأخي طه ومن معه الذي كان أخونا الأستاذ أحمد حسب الرسول واحداً منهم!!.
ولقد كانت أمانة الشباب والرياضة في الحزب الحاكم على أهبة الاستعداد وقمّته ولكن، والحق يقال والله خير الشاهدين، أن المنهج والأسلوب قد كانا قمة في المسؤولية والأمانة والشفافية.
كانت اللجنة المكلّفة بالملف مكونة من الإخوة الأكارم المهندس عبد الوهاب محمد عثمان، يرحمه الله، والأستاذ عبد القادر محمد زين والأستاذ عبد العاطي هاشم والأستاذ بشير بساطي إضافة إلى مشاركة أعلى من خلال الإخوة المهندس أسامة عبد الله رئيساً وعضوية ممثلين لتلك اللجنة الأولى وهما الأخوين عبد الوهاب، يرحمه الله، وعبد القادر.
في صبر ورويّة ومثابرة عملت اللجنة وفتحت أبوابها وعيون وصدور وقلوب أعضائها للإخوة في المجتمع الهلالي العريض رموزاً وكباراً وقيادات وسيطة وأفسحت المجال للمجموعتين المتقدمتين تصدّياً للمهمة واللتين كان على أس إحداهما أخي طه وفي الأخرى شخصي الضعيف بنفسه، القوي من الله ثم القوي بإخوته، وقد كان ذلك ظهوري الأول والذي أراد أخي طه، قبيل ذلك، أن يكون من خلال مجلسه الجديد بعيد الاستقالة.
وهكذا جاء مجلس أخي الفريق الأكثر إدهاشاً عبد الرحمن سر الختم.. جاء مجلساً عملاقاً وقوياً وأبياً وذلك لأنّه قد جاء نتيجة منهج ديمقراطي وإن غابت الانتخابات إلا أن الشورى قد كانت باذخة واختفت المطامع الحزبية والفئوية لتكون الكلمة لمطامح الهلال وأهله.
وحينما تقدّمت باستقالتي من المجلس لأتقدم لانتخابات الاتحاد العام كان الحوار حول تلك الخطوة في المجلس، لا خارجه، ولم يكن طعنة في الخاصرة أو عبر إعلان خبيث دبّر بليل بهيم وأعطى لصحافي صديق.. وانتهى النقاش في المجلس بالموافقة بعد أن تأكد للجميع بأن الهلال بخير وأنه لن يكون وقفاً على أحد وهو ما أكّده الأخوان عماد الطيب وسعد العمدة من خلال قناة قوون على الهواء مباشرة مؤكدين بأن عدة شركات قد أبدت استعدادها للتعاقد والرعاية وتم تأكيد ذلك أمام المهندس أسامة ونسي وزير الشباب والرياضة الولائي.
ولا بدّ لي أن أذكر هنا أنني قد أعلنت لإخوتي أعضاء المجلس، عند استقالتي، بأنني أتقدم لخدمة الكرة في السودان وأن شعار الهلال يقدم الوطن على نفسه ولهذا عزمت مؤكداً لهم بأنّ الجمعية العمومية للهلال قد حددنا لها موعداً كان سيتيح ترشحي ثانية إن فشلت في انتخابات الاتحاد ولكن ذلك قد أجهض.
أصرّ الأخ المهندس أسامة ونسي وومساعدوه على التعيين ولسبب واهٍ وضعيف وهو الخوف من فشل بقية من في المجلس على تسيير أمور الهلال.. عبثاً حاولنا.. تكفّلت بالمصروفات كافة على الجمعية.. وأعلن الكاردينال استعداده لذلك مع مطالبته بالرئاسة وحتى لا ينكر فإن هذا الأمر لم يكن في حدود الوزارة الولائية لكنه أكبر من ذلك بكثير.. ولكن ردّ الفعل الأكبر بكثير قد كان الاعتذار وجاء مجلس أخي المهندس يوسف أحمد يوسف شيخ العرب.

وحاشية..الأخ الدكتور أحمد بلالالأرزاق بيد الله..فهو المعطي لا غيره سبحانه وتعالى ولكن يا سعادة الوزير معقولة تقطع رزق زول بشكوى أو وشاية، كان ياخي تحيله للتحقيقويا وزير الإعلام: رجل الشارع العادي يعلم أن أقصى غاية لحق المتأذّي أو المتضرّر من مادة إعلامية أن ينشر رأيه المعارض أو نفيه في نفس المكان، وبنفس المساحة وبنفس الخطوط وإلا فأمامه المحاكم والجهات الرقابية لا الفصل وإيقاف البرنامج.. محمد الأمين نورالدايم انتقد الكاردينال ومجلس الهلال وأعطى الفرصة للمجلس أو من يمثله ليرد، يعني لو انتقدك أنت، كان الحكم عليه يكون بالقصاص؟!
ونواصل فابقوا معي..