اعداد المريخ لايتناسب لمواجهة الهلال !!
لاشك ان مشاركة الهلال فى بطولة الكونفدرالية وبقائه حتى هذه المرحلة المتقدمة منها قد افاده كثيرا لتحسين مستواه الفنى وعزز من استقراره الذى يمنحه المردود الفنى المطلوب قبل مباراة القمة التى ستجمعه مع المريخ فى نوفمبر القادم وهى المباراة التى ذكرنا من قبل بانها ستكون المحطة الفاصلة لتحديد مسار لقب الدورى ان كان سيبقى فى العرضه شمال ام ينتقل للعرضه جنوب ,, فهناك فارق كبير فى اعداد الفريقين لهذه المباراة المصيرية حيث تميل الكفة حتى الان نحو الهلال لان اداء مباراة افريقية واحدة تغنى اى مدرب عن اداء ثلاث مباريات فى الدورى الممتاز الضعيف والدليل على ذلك تفوق ناديى القمة على معظم الاندية فى امدرمان او فى الولايات باستثناء بعض المباريات التى كانت عقبة فى طريق الناديين ولكنها تظل حالة استثنائية لايمكن تعميمها على المستوى العام للدورى ,, فالمريخ الذى لم يتبقى له سوى المنافسة على لقب الدورى الممتاز او بطولة كاس السودان من اجل تحسين موسمه الكروى بعدما ودع البطولة الافريقية لابد ان ينتبه مدربه لتفوق خصمه الهلال وتوافر فرص اعداده من خلال استمراره فى البطولة الافريقية فضلا فى ان الهلال لم يتعرض لاى صعوبات او ظروف مثل التى وقفت فى طريق المريخ وعطلت مسيرته وفى مقدمتها ظروف النقص الذى لازم الفريق بسبب الوفاة والاصابات والايقاف منذ عهد كاربونى وحتى اليوم ,, اضافة الى حالة الاستقرار التى ينعم بها الهلال فى تشكيلته الاساسية والتى ظلت ثابتة دون تغيير يذكر الا فى حدود بعض المراكز الدفاعية والتى طالتها عملية احلال وابدال فى عهد المدرب السابق كامبوس ,, فكل المدربين الذين تعاقبوا على الهلال فى الموسم الحالى لم يجدوا صعوبة فى اختيار العناصرالتى يمكن ان يدفعوا بها للمباريات وحتى الصربى ميشو لم يأخذ وقتا طويلا لمعرفة قدرات وامكانيات اللاعبين بل حقق قدرا كبيرا من النجاح تجسد فى الانتصارات التى منحته بطاقة الصعود الى نصف نهائى الكونفدرالية ,, فالهلال خاض حتى الان 12 مباراة فى بطولتى دورى ابطال افريقيا والكونفدرالية مع اندية تخضع لمدارس تدريبية مختلفة وتتباين فى المستوى الفنى حقق فيها 7 انتصارات وتعادل مرة واحدة وتعرض لثلاث هزائم علما بان الهلال لازالت امامه مباراتين ذهابا وايابا فى نصف النهائى واذا نجح فى التأهل سيؤدى مباراتين فى النهائى ,, بينما لعب المريخ 6 مباريات فقط تشمل مباريات الدور التمهيدى ثم دور ال32 فى دورى ابطال افريقيا اضافة الى دور الترضية فى بطولة الكونفدرالية التى ودع فيها المشاركات الافريقية حيث فاز فى مباراتين فقط وتعادل ثلاث مرات وخسر مباراة واحدة كانت امام الترجي ,, من خلال هذه الاحصائية يتضح الفارق الكبير فى فرص الاعداد الفنى السليم بين الفريقين قبل ان تجمعهما مباراة القمة المرتقبة ,, فالمريخ يكتفى مدربه الان باعداد فريقه من خلال مشاركته فى الدورى الممتاز او كاس السودان وهى غير كافية لمواجهة خصم يؤدى لاعبوه مباريات افريقية بانتظام بل حتى على المستوى المحلى حرص مدرب الهلال على تهيئة لاعبيه واعدادهم بالبرمجة الضاغطة عندما لعب ثلاث مباريات تنافسية فى الدورى الممتاز فى ظرف اسبوع واحد وضح اثرها الايجابى على اداء اللاعبين فى مباراتهم ضد الاتحاد الليبى !! فى الوقت الذى كان فيه مدرب المريخ يشكو لطوب الارض من سوء البرمجة وتخبط الاتحاد العام وحرمانه من نجومه الدوليين بسبب معسكر اريتريا ثم سحبهم من المعسكر وارجاعهم للخرطوم وكل ذلك على حساب خطة الاعداد التى يسعى كروجر لتطبيقها !! فعلينا ان نعترف بكل صراحة وبعيدا عن حساسيات هلال مريخ ان الفريق الازرق يتقدم حتى على المريخ بخطوات ثابتة وهى حقيقة لاتحتمل المكابرة ,, فمجلس المريخ منذ ان ودع الفريق البطولة الافريقية لم يفكر فى العودة من جديد الى سياسة المباريات الودية مع الاندية الافريقية كما ظل يفعل الرئيس المستقيل جمال الوالى والذى نجح من قبل فى استضافة بطولة سيكافا للاندية فى مطلع هذا الموسم الحالى من اجل الاعداد الفنى السليم الا ان مردود تلك البطولة اهدر بسبب الظروف القاسية التى صاحبت مسيرة المريخ وخسر بسببها افضل عناصره الاساسية وفى مقدمتهم الراحل ايداهور ومن ثم اصابة كليتشى وطمبل ,, ولكن مع ذلك اعتقد ان الفرصة مواتية امام مجلس الادارة ليفكر فى اداء مباراة او مباراتين وديتين مع اندية افريقية ليختبر بها قوة الفريق ومدى جاهزيته للهلال بدلا من الصخب والضجيج الذى تحدثه انتصارات المريخ على اندية متواضعة وكسيحة فى الدورى الممتاز او كاس السودان وهى انتصارات معنوية اكثر من كونها فنية !!