*رغم ان الهزيمة أمر وارد في كرة القدم اي كان حجمها أو مكانها فهي في الأخير تعتبر هزيمة يسحب بسببها نقاط اللقاء من الخاسر لكن ما حدث للمريخ امام هلال الأبيض لم يكن مجرد هزيمة فقط تنطبق عليها قاعدة الهزيمة العابرة التي يستخدمها كثيرون لتبرير فداحة ما بات عليه المريخ الذي أكدت مباراة الأمس انه وصل لمرحلة متقدمة من الضعف والهوان بفضل سياسات إدارية مشتركة بين اللجنة السابقة والحالية وأن كانت اللجنة الحالية تتحمل عبء كبير فيما وصل له حال الفريق بعد ان تم اللجؤ لها بقيادة جمال الوالي لتنقذ المريخ من براثن الإدارة السابقة بقيادة ونسي ورفاقه الذين تم إبعادهم لأسباب كثيرة كان أبرزها غياب المال وعدم قدرة اللجنة على تسير دولاب العمل بالطريقة التي يريدها شعب المريخ، لهذا من الطبيعي ان تكون اللجنة الحالية مسؤولة عن ما يدور فهي منذ إستلامها لمقاليد الأمر قبل ثلاث أشهر كانت الصورة واضحة أمامها ولا تحتاج لكثير بحث كي تدرك مواطن الخلل بفريق الكرة الذي يمثل عصب الأشياء في عوالم المريخ وهذا الإدراك كان لا بد معه من عمل متقن يهدف إلى تصحيح اي مسار معوج صاحب التجربة الإدارية التي أتت الإدارة الحالية على أنقاضها، لكن للأسف لم تفعل اللجنة الحالية اي جديد يشار إليه بل بدأت بتعين الثنائي محسن وبرهان في حين انه كان من المفترض ان يتم التعاقد مع جهاز فني أجنبي مقتدر يكون نواة لتجربة مستقرة خلال متبقي الموسم ويطلع بدوره على تعاقدات الفريق خلال نوفمبر القادم ويبني إستراتيجيته الفنية خلال الفترة المذكورة حتى يكون الفريق على أهبة الإستعداد عندما يحين موعد البطولة القارية عند إنطلاقة الموسم الجديد، لكن للأسف لم تتحرك اللجنة لفعل ذلك وكان هم أعضائها بما فيهم رئيس النادي قائم على توفير بعض المرتبات الدولارية التي ستصرف على جهاز فني أجنبي يخوض غمار بطولة محلية غير مضمون النجاح فيها، فهذه الفلسفة بلا شك سيطرت على تفكير أعضاء لجنة التسير لينجم عنها ثنائي قاد المريخ بإتقان نحو هاوية ملتهبة من الهزائم كما حدث أمام فتية الديسكو في قلب الرد كاسل، واللجنة المكلفة لم تتوقف عند ذلك الحد بل تابعنا كيف أنها تعاملت ببرود غريب مع إبتعاد قائد الفريق المصاب والذي مازال في القاهرة ولا يدري أحد ما هي حجم إصابته التي جعلته يتغيب منذ إستلام اللجنة الحالية لمقاليد الأمور بالنادي، وراجي ليس وحده من إبتعد وتغيب فهنالك جابسون سلمون وبكري المدينة فهذا الثلاثي اللجنة الحالية مسئولة مسئولية كاملة عن إبتعاده عن صفوف الفريق خاصة النيجيري جابسون وبكري المدينة فحتى وقت قريب كان يمثل هذا الأمر جريمة في حق المريخ ولأجلها تم سلق لجنة التسير السابقة بأسنة حادة، لكن مع اللجنة الحالية أصبحت الغيابات لها مبررات غير المال وماعرف بقضية المستحقات كيف لا واللجنة الحالية أتت بزفة لحل مشاكل المال بالمريخ وهذا الأمر لوحده يجعلنا لا نقبل منها اي تبريرات فطيرة وغير دقيقة ولا تعالج مشكلة راهنة سقط فيها المريخ وبات خروجه منها صعب خاصة ان ما نتابعه من مؤشرات يؤكد ذلك.
*حديث رئيس النادي لإذاعة هوى السودان حمل عدد من التبريرات الفطيرة التي أن سلمنا بجزء منها لا يمكن ان نسلم بها جميعاً فالوالي لوقت قريب كان يعتقد فيه الجميع القدرة على تسير شؤون النادي دون ان تحدث اي منغصات تتعلق بالمال، لكن هنالك أسباب لم يتطرق لها الرجل وأعتقد انه لن يتطرق لها طالما يعتبر ان هزيمة المريخ بخماسية مع الرأفة هزيمة عابرة ولا تتطلب ان يثور الجميع بسببها بل أستدل الرجل بهزيمة مماثلة تلقاها الهلال وكأني به يريد ان يقول الهلال أتغلب قبلنا أحنا ما نتغلب يعني شنو فبالله عليكم ألم يختلط الأمر على الوالي الذي أعتقد بل أجزم أنه لا يتابع المستويات المتدنية التي وصل لها المريخ مؤخراً والتي بفضلها تجرع الفريق ثلاث خسائر منذ إستلام لجنته الحالية هذا غير التعادل امام هلال كادوقلي والأمل وإذا أعدنا الشريط سنجد ان الفرقة الحمراء إنتصرت في بعض المباريات بعد معاناة أليس كل هذا الإخفاق كفيل ان يجعل رئيس نادي المريخ موضوعي في تناول أسباب ما وصل له الفريق بفضل فشل لجنته المكونة من رهط من الأعضاء لم يضيفوا شي للمريخ بل ضاعفو من أزماته وزادو عليها الطين بلة بعد ان فشلوا تماماً في معالجة أمر أكثر من لاعب كان لإبتعادهم القدح المعلا فيما وصل له المريخ.
*الوالي تحديداً تجاربه كفيلة بعدم تبرير اي إخفاق خاصة ان كان لهذا الإخفاق أسباب تتعلق بسؤ الإدارة وفشلها في ربط لحمة الفريق الذي تشتت لاعبيه بين موقوف ومبعد وما أكثر المبعدين بأسباب غير معلنة ومع ذلك كان جل حديث رئيس النادي يتركز على تحميل اللجنة السابقة أوزار ما يحدث الأن، فنحن لو أردنا قياس الأوضاع على حسب تبرايراته سنحمله أسباب أخفاق اللجنة السابقة لانه هو من إستقال قبل نهاية الموسم وهو من إبتعد عن الفريق ليواجه أزمة التعين التي مازالت تأثيرتها السلبية تلاحق المريخ في عهد الوالي نفسه والذي فيما يبدو أنه يتنصل من تحمل تبعات التقهقر الحالي الذي لم تفلح عودته في تقليص حجمه بل ضاعفته بصورة أكبر من السابق، فنحن لو أردنا ان نجري مقارنة للجنة الحالية مع السابقة سنجد ان اللجنة السابقة لم ينقاد الفريق في عهدها لهذه المهازل ولم يتغيب هذا الكم من عناصر الفريق في عهدها بأسباب مبسترة وجاهزة يدخها الإعلام في شراين الجماهير الصابرة والمحتسبة والتي كلما مدت للوالي أياديها بيضا أثقل على هذه الأيادي بفشله وإخفاقاته التي لا تنتهي والتي كنا نظن ان التعين الحالي سيخلو منها لكن الجواب الحالي يكفينا عنوانه.
وهج اخير
*حديث الرجل عن توزيعه ل50% فقط من مستحقات اللاعبين الا يعتبر تقصير مريع من رجل تم إختياره دون غيره لإنهاء مشاكل اللاعبين والمستحقات التي بفضلها شهدنا ثورة عصفت بالديمقراطية وأطالت عمر التعين الذي بفضله الأن يعيش الفريق أيام حالكة السواد والخروج منها للنور يبقى صعب في ظل تواصل ذات السيناريوهات من رئيس نادي المريخ الذي لم تفده السنوات ولم تغير فيه النكسات ولم تبدله الأيام فجمال هو جمال يهزم الفريق يخرج ببعض الكلمات المعسولة ليداري حقيقة الصورة المشوهة التي وصل لها المريخ بفضل جوقته وبفضل عودته التي لم تحمل اي جديد عدا تلك اللجنة المتضخمة والمترهلة والعاجز أعضائها عن إدخال أياديهم في جيوبهم لمعالجة أزمات النادي التي تتفتق بسبب المال سواء إعترف بذلك الوالي أو لم يعترف فغياب عدد من عناصر الفريق غير الموقوفين من قبل الكاف يقف وراءه غياب المال وأخر هؤلاء الحارس اليوغندي الذي فضل البقاء في بلاده على العودة ان لم يأخذ مستحقاته وهذا الأمر بالطبع وسيلة أصبحت ناجعة لمحترفي الفريق فمن قبل إبتكرها المالي تراوري وسار في دربه جابسون وهاهو الدور قد أتى على جمال سالم ليستعرض عضلاته في ظل فقر مالي غير معلن تعانيه اللجنة التي عينت لتعين النادي على قضاء حوائجه المالية ولم تعين لغير ذلك لهذا لا نجد اي مبرارات مقبولة لها وهي تخفق في ملف المال.
*الحديث والوعود ليست جديدة على رئيس النادي وأعتقد أنها تمثل سيناريوهات معادة أدمن الوالي في تكرارها ودائماً تاتي المحصلة صفر، فالحديث عن لجنة للتسجيلات وهنالك لاعبين لم يأخذو مستحقاتهم يبقى حديث مضحك وللإستهلاك ولا يمكن بأي حال ان يبدل الواقع الراهن الذي يحتاج لعمل كبير ويحتاج لتكاتف من أبناء المريخ ويحتاج قبل ذلك لتأكيد فشل التعين الذي أطلقت عليه بالأمس طائر الشؤوم الذي حط على ديار المريخ ليحولها لخراب ودمار.
*اللجنة الحالية لا يوجد ما يبرر خيبات الفريق في عهدها وعليها ان تجتهد لتتدارك أمر الفريق بدل ان يمارس رئيس النادي (فلسفة دائمة)دائماً ما يسعى خلالها لتبرئة سوحه من الإخفاق، فالوالي سواء إعترف أو لم يعترف يبقى المريخ مهدد في عهده لياتي ثالثًا وربما رابعاً هذا غير الخوف من التعرض لهزائم مجلجلة على شاكلة هزيمة هلال الأبيض.
*إقالة ثنائي الهزائم بداية لإصلاح وإنقاذ ما يمكن إنقاذه والإستعانة بفاروق جبرة خطوة جيدة وان تأخرت كثيراً لكن ان تأتي أخيراً خير من ان لا تأتي ونتمنى حقاً ان يتمكن فاروق خلال الفترة الضيقة من إعادة روح الفريق التي ذهبت تماماً لتحل مكانها أرواح أشباح مثلت بالمريخ بصورة سيئة تحت إشراف ثنائي الهزائم.
*الحديث عن التعاقد مع الألماني أنتوني هاي يجب ان لا يتعجل فيه المجلس الحالي فهذا المدرب واضح من سيرته الذاتية الضعيفة انه نسخة مماثلة من البلجيكي الكارثة لوك إيميال.
*حديث الوالي حول انتوني هاي وقوله انه من كان يلح ويتصل على أعضاء مجلس الإدارة يشير لكارثة تدريبية جديدة بلا شك ستنسف كل شي مع انطلاق الموسم القادم.
*المدربين الجيدين لا يلاحقو الإدارين ولا يعرضون خدماتهم على الأندية كي تتعاقد معهم ومجلس المريخ الحالي به بعض الشخصيات الكارثية والتي تعتقد أنها الأصوب في الرأي وأنها الأذكى لهذا من غير المستبعد ان يتم التعاقد مع هاي لتعاد تجربة أخرى من الإخفاقات الفنية للمدربين الأجانب في عهد الوالي الذي يبرع عبر تاريخه في تطفيش اي جهاز فني ناجح ومقتدر وكروجر وغارزيتو خير مثال.
*انتوني هاي يطالب بتدريب النادي وبكل تأكيد سيقابل طلبه بكرم حاتمي من أعضاء المجلس المكلف ولا غرابة في ذلك.