غلطاتك عندنا مغفورة
تعرض نجم الهلال مدثر كاريكا لحملة هجوم عنيفة من بعض الصحف الرياضية والسياسية بسبب سفره الى أمريكا بدعوة من الاتحاد الامريكي وعدم مشاركته في مباراة المنتخب الوطني أمام الجابون التي طلب فيها اذناً من الجهاز الفني الذي تعسف ورفض قبول الإعتذاز رغم ان المنتخب قد خرج من البطولة من الجولة الخامسة ولم تعد النتيجة تؤثر في موقفه، والغريب ان نفس الجهاز الفني بقيادة مازدا قد اكتفى بإبعاد رمضان عجب وضفر والطاهر سادومبا من الفريق بعد تخلفهم عن التدريب الأول ولم يحولهم للجنة المنتخبات الوطنية كما فعل مع كاريكا الذي لم يمارس التخلف يوماً وكان أكثر لاعبي المنتخب مشاركة في التمارين والمعسكرات والمباريات وإحتراماً للتعليمات والتوجيهات كما كان لكاريكا شرف قيادة المنتخب لنهائيات البطولة الافريقية في الجابون وغينيا الاستوائية التي ظهر خلالها بمستوى رائع وجد الاشادة من الجهاز الفني وأجهزة الاعلام الافريقية التي اعتبرته من اخطر المهاجمين في القارة السمراء.
ان المدرب مازدا الذي يطالب بمحاسبة كاريكا لعدم الالتزام بالمشاركة في مباراة اداء الواجب أمام الجابون كان هو قد سافر الى أمريكا في العام الماضي بدعوة من نفس الاتحاد الامريكي الذي لو وجه له الدعوة هذه المرة لربما سافر وترك المباراة لمساعديه لأن نتيجة المباراة لا تؤثر في موقف المنتخب ولأن للسفر الكثير من الفوائد.
ان دعوات الإلتزام بالنظام والإنضباط التي يطالب بها البعض كاريكا لا وجود لها في الكرة السودانية التي تجتاح الفوضى كل مؤسساتها ،فالأندية والإتحادات تدار بطريقة فردية بعيدة عن المؤسسية ،والقانون لا يطبق على الجميع بعدالة بسبب الإنتماءات والمجاملات ،والاجهزة الفنية في الأندية تشرك في بعض الاحيان كبار النجوم وهم خارج الفورمة على حساب لاعبين في منتهى الجاهزية، وتصل الفوضى مداها بتسجيل الإداريين لبعض اللاعبين بمبالغ كبيرة ودون إستشارة الإجهزة الفنية ليتم شطبهم في نهاية الموسم ويضيع المال والجهد لعدم الالتزام بالرؤية الفنية التي تحدد حوجة الفريق للاعبين ولذك فإن قبول كاريكا لدعوة الاتحاد الامريكي وسفره للولايات المتحدة لاتستحق هذه الضجة التي كان يجب أن يجد له الجميع العذر فيها لأنه لاعب منضبط عرف طوال تاريخه بالاخلاق الفاضلة وحسن السلوك والالتزام بالتعليمات في كل فترة يتم فيها اختياره للمنتخب الذي لم يتردد يوماً في تلبية ندائه مهما كانت ظروفه الشخصية والبدنية التي تغفر له السفر لأمريكا دون إذن الجهاز الفني.
أما بالنسبة لموقف الهلال من سفر كاريكا فقد وافق عليه المدرب بلاتشي لأنه لن يشركه في مباراة النيل شندي لإيقافه لمباراة واحدة كما ان كاريكا قد التزم للمدرب بالعودة قبل عدة أيام من سفر الفريق للفاشر لأداء مباراتيه أمام الهلال والمريخ في منتصف الشهر الجاري ورغم هذه الموافقة فقد تعرض كاريكا للنقد من البعض لعدم إعتذاره عن السفر ليواصل تدريباته مع الفريق ليكون جاهزا لمباراتي الفاشر اللتين يعتبر الفوز بهما جواز المرور لبطولة الممتاز بعد أن خرج من الموسم الماضي خالي الوفاض وكما إن إعتذار بشة عن السفر لأمريكا فقد ألب عليه البعض وجعلهم يطالبونه بعدم السفر رغم إختلاف ظروف كاريكا الموقوف والذي لم يتمرد يوماً عن الهلال أو يتقدم بمطالب تعجيزية أو يرفض إعادة التسجيل ليواصل رحلة العطاء للنادي الذي أحبه وعشقه وضحى من أجله بالصحة والراحة وعدم العيش مع أسرته في مكان واحد وعليه كان ينبغي لمن إنتقدوه إن يجدوا له العذر للمشاركة في هذه الرحلة التاريخية للترويح عن النفس وتجديد النشاط وهو الذي لم يتهرب يوماً من تحمل مسؤولية تحقيق الإنتصارات لإسعاد جماهير الهلال الوفية ولم يقصر في واجباته نحو الفريق رغم حملات النقد الهدام التي طالبت بشطبه لكبر السن وعدم القدرة على العطاء الذي رد عليه بتسجيل 12 هدفاً في هذا الموسم وضعت الهلال في صدارة الممتاز وعلى بعد خطوات من الفوز بالبطولة..