• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
نزار عجيب

ناجحون في اعمالهم فاشلون بالاندية

نزار عجيب

 0  0  10269
نزار عجيب


كثيرا ما يتبادر سؤال الى ذهني , لماذا رجال الاعمال الذين يديرون الاندية عندنا ناجحون على مستوى اعمالهم التجارية الخاصة ويجنون الارباح بالمليارات ولكنهم يفشلون في ادارة الاندية ويغرقونها في الديون .

حتى على مستوى اتحاد كرة القدم السوداني الذي يديره في الوقت الحالي ثلاثة اشخاص اصبحوا من فئة رجال اعمال وهم الثلاثي معتصم جعفر الرئيس ومجدي شمس الدين السكرتير واسامة عطا المنان امين المال , لان الوضع المالي لهذا الثلاثي يجعلنا نضعهم فعلا في خانة رجال الاعمال , مع العلم ان اتحاد كرة القدم عادة لايحتاج الى رجال اعمال ليديرونه عكس الاندية .

هذه المؤسسات تعتبر شركات وطنية عامة يفترض ان كل من يديرها يكون موضع محاسبة ويخضع لرقابة خاصة في الملفات المالية ولا يترك له الحبل على القارب ليفعل ما يحلو له وفي النهاية يغادر ويترك ديونا بالمليارات خلفه .

بالامس تحدث وزير الشباب والرياضة بالخرطوم لبرنامج عالم الرياضة وكعادة كل الوزراء لم يقدم لنا اي افكار جديدة , واقصى ما كشف عنه هو حديثه عن دعم المريخ بمليارات , مع العلم ان كل الوزراء السابقين لم يتركوا اي بصمة لانهم اصلا من خارج البيت الرياضي وليس لديهم اي فكرة عن العمل في هذا المجال .

نادي المريخ حاليا يقال انه خارق في مديونية كبيرة قد تصل الى 45 مليار وهي عباراة عن تراكمات سابقة , وفي الهلال عندما غادر صلاح ادريس قبل سنوات ترك خلفه كومة من الديون وكذا الحال بالنسبة للامين البرير الذي يقال ان ترك ديونا بلغت 11 مليار اضافة الى بقية مستحقات لاعبين ومدربين منهم غارزيتو الذي طالب بملبغ يصل الى 100 الف دولار .

اسماء مثل الامين البرير و صلاح ادريس واشرف الكاردينال وجمال الوالي ومعتصم جعفر واسامة عطا المنان نجد انهم ناجحون في اعمالهم التجارية وكونوا ثروات كبيرة يديرونها باحترافية عالية ولديهم شركات داخل وخارج السودان تحقق ارباحا بالمليارات يوميا .

هذه الاسماء نفسها التي نجحت في اعمالها التجارية عندما تاتي لادارة ناديا او اتحادا نجد انها تغرقه في الديون بشكل مبالغ فيه لدرجة ان كل من ياتي ليتولى المهمة خلفهم قد يجد معاناة كبيرة كما يحدث لرئيس المريخ حاليا الذي يعاني في تسيير امور ناديه بسبب الديون وعدم وجود اي موارد مالية يمكن ان تعينه .

وزير الشباب الحالي وغيره من الوزراء بدلا ان يتحدثوا عن دعمهم لهذه الاندية بالميارات كان عليه اولا ان يسن قانونا يحاسب به اي شخص يتسبب في اغراق هذه المؤسسات الوطنية بالديون , ويكون هنالك قانون يحاسبه ايضا كوزير في حال الاخفاق .

عدم وجود قانون رادع احد ابرز الاسباب التي تجعل رجال الاعمال يبعثرون اموال هذه الاندية ويساهمون في معانتها المالية , ورغم ان هؤلاء يدفعون ويساهمون في كثير من الاوقات ولكننا نجد انهم دائما يخلفون ديونا قد توزاي دعمهم او اكثر .

في دولة قطر صدر قبل فترة قانون تنظيم الاندية , ابرز مافي هذا القانون ان رئيس النادي ونائب رئيس النادي يعتبروا موظفين يتقاضون راتبا شهريا نظير عملهم في النادي ولكن في المقابل تتم محاسبتهم على كل صغيرة وكبيرة خاصة في الامور المالية , وقد يصل الامر للمحاسبة القضائية في حال تسببهم في اي ديون للنادي .

اتحاد كرة القدم السوداني واحد من المؤسسات العملاقة والتي لديها مواردا مالية كبيرة , وهذا الاتحاد لايصرف الكثير من امواله بل نجد ان مدخولاته تزيد عاما بعد الاخر , ورغم ذلك نجد ان رئيسه قبل فترة تحدث عن وجود ديون بالميارات عليهم .

والسؤال يا رئيس الاتحاد لماذا نجد شركاتك تجني الملايين ولكنك في المقابل ساهمت في اغراق الاتحاد بالديون , ونفس السؤال للاخ امين الخزينة اسامة عطا المنان , كيف عملت اكبر وكالة سفر في الخرطوم وفشلت في تحويل اتحاد الكرة الى مؤسسة تربح الملايين .

الاجابة قد تبدو صعبة ولكنها سهلة , فطالما لايوجد قانون يحاسب هؤلاء من الطبيعي ان يتعاملوا باستهتار في الاموال العامة التي تخص الاندية والاتحاد , ومن امن العقوبة اساءا الادب ...
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : نزار عجيب
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019