خسر المريخ النقاط في الملعب بعد أن قدم مستويات متواضعة.. وهذا أمر طبيعي في كرة القدم.. وبدلاً من البحث عن أسباب النتائج السلبية ومحاولة معالجة الأمر في المباريات التالية من أجل العودة إلى سكة الإنتصارات قام مجلس المريخ بتقديم شكوتين باحثاً عن النقاط الكاملة من ناحية ظاهرية.. ولكن الموضوع وكما قلتُ في مقال سابق لم يكن يتعلق بالنقاط المهدرة وإنما كان يتعلق بمحاولة صرف انظار الجماهير عن الهزائم وتغيير دفة الحديث من موضوع تواضع شكل الفريق إلى موضوع الشكاوي والذي يحمل في داخله جانبين.
الجانب الأول مرحلي ويدور في فلك الأحلام المتعلقة بالشكوى.. فالجمهور الأحمر وبعد أن يقرأ تصريحات أعضاء المجلس وكتابات الصحفيين سيشعر بأن الشكوى (مضمونة) وسينسى أداء الفريق.. الجانب الثاني له علاقة برفض الشكوتين.. وهو الأمر الذي كان يتوقعه المجلس لأن الشكوتين فالصو من الأساس.. وهو جانب إستثماري بلا شك.. والجانب الإستثماري نفسه له شقين.. شق يتعلق بالضغط على الإتحاد العام وبالضغط ايضا على الحكام الذي سيديرون مباريات الفريق المتبقية في الممتاز وربما كأس السودان.. وشق يخص الجمهور.. فالجمهور سينفعل ويشعر أن الإتحاد العام يلعب لصالح الهلال.. وبهذا يكون مجلس المريخ قد قام بتجهيز (شماعة) مبكرة في حال إخفاقه الرسمي في إمتحان لقب الممتاز.
هذا هو تفكير مجلس المريخ وربما إعلام المريخ ايضا.. ولكنه تفكير خاطيء بالطبع ولن يفيد الفريق في شيء.. بل يمكن القول أن خسارة المريخ أمام هلال الأبيض حدثت لأن التركيز كان منصباً نحو أمور إنصرافية مثل الشكاوي وبالإضافة إلى ذلك لأنه لم يكن هناك إعتراف بوجود مشاكل فنية في الفريق وبالتالي لم تحدث المعالجة المطلوبة.. وهذه هو آخر الإنغماس في المبررات والبحث عن الشماعات.. فهي لا تصرف أنظار الجماهير.. بل بشكل أو بآخر يمكنها أن تؤثر سلباً على اللاعبين.
على المستوى الشخصي أحترم الشكوى كمبدأ.. ففي النهاية هي حق قانوني.. ولكن يجب أن نتفق على أن المريخ كفريق كبير يُفترض أن لا يبحث عن نقاط المباراة خارج الملعب وإنما داخله خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالبطولة المحلية.. المريخ خسر أمام الأمل عطبرة بهدفين نظيفين في مباراة لم يقدم فيها لاعبو المريخ شيئاً يُذكر.. وخسر نقطتين بالتعادل أمام هلال كادوقلي في مباراة سيئة أخرى.. بمعنى أنه لم يكن يستحق النقاط.. بالتالي فإن البحث عن النقاط عن طريق الشكاوي لا يليق بالمريخ.. فما فشل فيه المريخ كفريق كبير داخل الملعب يجب أن لا يبحث عنه خارج الملعب.
المريخ الذي خسر في أرضه مرتين (أمام مريخ الفاشر وهلال الأبيض).. المريخ الذي خسر أربع مباريات في البطولة ككل (حتى الآن) ليس هو الفريق الذي يستحق اللقب.. يجب أن يتصالح أهل المريخ مع أنفسهم ويبتعدوا عن سفاسف الأمور ويتذكروا أن الموضوع في النهاية يتعلق بكرة قدم.. بلاش تصريحات نارية وتصرفات (صبيانية) قد تؤجج نيران الفتنة وقد تفضي إلى ما لا يُحمد عقباه!
مجلس المريخ وحسب الأخبار وبعد رفض الشكوتين قال أن الكرة في ملعب الجماهير.. أو ما معناه.. هذا الكلام خطير جداً ولا يصدر من مجلس مسؤول يزن الأمور بميزان العقل.. ما علاقة الجمهور بالأمر.. هل الجمهور هو صاحب القرار؟.. هل الجمهور هو الذي يدير النادي؟.. للأسف كل شخص يمتلك المال يمكنه أن يصبح مسؤولاً.. ولكنه في الغالب الأعم يكون مسؤولاً غير مسؤول!

صباح الخير بالليل
طالبنا الكوكي مرات ومرات أن يدفع بكاريكا في مركز رأس الحربة لأنه أكثر خطورة عندما يكون قريباً من المرمى.. وبالفعل بدأ المدرب التونسي يشركه كمهاجم صريح ليساهم بشكل واضح في هدف الفوز الغالي في مباراة مازيمبي.
كاريكا قال كلمته في مباراة النسور وكان أحد نجوم المباراة مسجلاً هدفين وصانعاً هدف وهو أمر جيد خصوصاً من النواحي المعنوية.. وأعتقد أن عودة كاريكا لتقديم المستويات الجيدة جاءت في التوقيت السليم قبل مباراة سموحة المصيرية.
بمناسبة سموحة.. بعثة الهلال وصلت بالأمس للإسكندرية برئاسة الأمين العام عماد الطيب.. وأظن أن وصول البعثة قبل ستة أيام من المباراة يُعتبر أمراً جيداً من ناحية التأقلم على الأجواء ومن ناحية التجهيز للمباراة في ظروف هادئة بعيداً عن ضغط الجمهور والإعلام.
إتفاق مجلس الهلال مع نجم أهلي شندي ولاعب المنتخب الوطني عماريه يُعتبر ضربة معلم فهذا اللاعب من أفضل اللاعبين في الساحة وشخصياً كنتُ أتمنى أن أراه بشعار الهلال بل أنني أعتقد أن الإتفاق معه تأخر كثيراً فهو كان يستحق اللعب للهلال قبل سنتين أو ثلاث سنوات.. ولكن ماذا عن صلاح إدريس؟.. صلاح وكما هو معروف يعرقل دائماً إنتقال لاعبي أهلي شندي للهلال.. قد يقول قائل عماريه مطلق السراح بنهاية الموسم ولكن هذا لا يعني شيء عندما يتعلق الأمر بصلاح إدريس.. فيمكنه أن يُحوّل إتجاه اللاعب من الهلال إلى المريخ (نكاية في الكاردينال).
أتمنى أن يتعلم مجلس الهلال من خطأ ملف المدينة ولا يتعامل مع عماريه على أساس أنه سينضم إلى كشوفات الهلال لمجرد الإتفاق الشفهي حتى ولو كان الإتفاق مدعوماً أو مقترناً بمغريات مادية.. فصلاح لن يرحب.. وجمال الوالي لن يسكت وسيحاول أن يضحك في الحلقة الأخيرة.. وما قلته عن عماريه اقوله ايضا عن النجم الواعد ولاء الدين مهاجم الأهلي مدني.
التسجيلات في السودان لا تعتمد على رغبة اللاعب أو كلمة أسرته وإنما تعتمد على (الكاش).. والكاش لا يقلل النقاش فقط وإنما يُبدل القمصان.. فاليوم يمكن أن يتفق اللاعب مع الهلال.. وغداً تجده في مباني الإتحاد العام بشعار المريخ أو العكس.. والأمثلة كثيرة!
يجب أن نشيد بمجلس الهلال بسبب تفكيره في المستقبل من خلال تمديده لعقودات محمد مختار (بشة الصغير) وعماد الصيني وصهيب الثعلب.. أمر مميز أن تعمل من أجل الحاضر دون أن تنسى المستقبل.. هؤلاء الشباب هم مستقبل الهلال.. وأظن أن مستقبل الهلال سيكون بخير.. ففي الوقت الراهن أكثر من سبعة لاعبين واعدين بمعنى الكلمة.. ربما تكون هذه الفترة من أروع فترات الهلال من ناحية (نوعية) اللاعبين الشباب.. المستقبل أخضر بإذنه تعالى!