واحدة من أبرز سلبيات المدربين الأجانب الذين حضروا للسودان تمثلت في اهتمامهم بالنتائج والبطولات على حساب بناء الفريق والتطوير ومنح الفرصة للاعبين الشباب في ظل خوفهم من سيف الإقالة .
وعلى مدى السنوات الماضية دفع الهلال ثمن الاعتماد على لاعبين بعينهم وعدم منح الفرصة للاعبين الجدد والواعدين ليفقد الهلال عناصر مهمة تم شطبها بسبب التسرع وعدم منحها الفرصة لتتالق مع أندية أخرى.
الأمثلة كثيرة ومتعددة وخاصة في فترة 2007 عندما كان ريكاردو مدربا للفريق الأزرق حيث كانت مشكلة المدرب البرازيلي في اعتماده على 12 أو 13 لاعب بشكل دائم ليخسر الهلال فرصة بناء فريق المستقبل .
في الموسم الحالي كان البلجيكي باتريك هو من فتح الباب للاعبين الشباب للمشاركة مع الفريق من مباراة إلى أخرى ويحسب للمدرب السابق للهلال شجاعته بمنح الفرصة للاعبين أمثال وليد علاء واطهر الطاهر وغيرهم .
ومع قدوم المدرب التونسي نبيل الكوكي استمر هذا النهج الذي ظهر بشكل أكبر أمس في مباراة النسور التي اختار لها المدرب التونسي لاعبين شباب معظمهم من الصف الثاني .
عندما طالعنا تشكيلة الفريق الهلالي قبل المباراة أمام فريق النسور أشفق البعض على هؤلاء اللاعبين واعتبر البعض أن المدرب التونسي يجازف في مباراة رسمية أمام فريق شرس معروف بمواقفه أمام القمة .
كان الكوكي شجاعا كعادته بعد أن قرر اراحة عناصره الأساسية لمباراة المغرب التطواني الأفريقية وفي نفس الوقت منح الثقة للاعبين شباب وآخرين كانوا على الدكة.
لم يخيب اللاعبون ظن مدربهم وكانوا على قدر الثقة بعد أن قدموا مباراة جميلة توجوها بفوز عريض أمام فريق عنيد ليكسب الهلال الكثير من المباراة .
شجاعة المدرب الكوكي تستحق التحية لأن المدرب برهن انه يعمل لأجل المشروع الكروي للهلال ولأيبحث عن الأمجاد والبطولات فقط مثل بقية المدربين الأجانب .
الأداء الذي قدمه اللاعبون بالأمس أمام النسور جعلنا نطمئن على مستقبل الهلال ومن وجهة نظري أن الفريق الأزرق ربما لايحتاج إلا للاعبين اجانب في فترة الانتقالات القادمة في ظل وجود كوكبة من اللاعبين المواطنيين الذين ينتظرهم مستقبل واعد .
لم يكتفي الهلال بالفوز فقط على النسور بل سجل اللاعب الثعلب هدفا رائعا لتكتمل جمالية المباراة التي كانت فعلا ممتعة في ظل وجود لاعبين واعدين ومدرب شجاع .
حسابات المدرب الكوكي كانت في محلها لأن تخوفه من الإصابات كان في محله والفريق مقبل على مواجهة افريقية مهمة للغاية أمام المغرب التطواني .
ضرب الفريق الأزرق أكثر من عصفور بحجر وكسب عودة لاعبين آخرين لم يحصلوا على الفرصة سابقا وعلى رأسهم فيصل موسى وأيضا الواعد وليد الشعلة الذي كان أيضا علامة فارقة في المباراة وأكد أنه سيكون المهاجم الأول في السنوات المقبلة .
خطأ الكوكي الوحيد في الموسم الحالي تمثل في عدم الحاقه لوليد الشعلة بالكشف الأفريقي وأعتقد أن الهلال كان في حاجة إلى خدمات هذا اللاعب الموهوب كثيرا .
المدرب التونسي أكد أنه فعلا يستحق الاستمرار لسنوات حتى وإن لم يحقق الهلال بطولة العام الحالي كونه يؤمن بمشروع الهلال الكروي ويعمل لأجله وهذا هو الأهم .
أنتهت المهمة المحلية وسيفتح المدرب ولاعبيه ملف البطولة الأفريقية مجدداً اعتبارا من اليوم للقاء المغرب التطواني القادم .