(( خواطر زول )) عبد الله القاضي
أرجوك صحح هذا الوضع المقلوب يا سعادة السفير !!!

بداية نبارك لسعادة السفير ياسر الخضر ولجميع طاقم السفارة وأعضاء لجنة الرقم الوطني والجواز الجديد ورئيس الجالية وأعضاء مكتبه ولجنة الأمناء ولجنة تسيير المركز الثقافي وأفراد الجالية في قطر بحلول شهر رمضان المبارك أعاده الله علينا والسودان ينعم بالأمن والاستقرار وجميع بلاد المسلمين.
في مقالي السابق تناولت قرار رقم (3) لسنة 2015 الذي اصدره سعادة سفير السودان في قطر الأخ ياسر الخضر بتكوين مجلس الأمناء والإدارة التنفيذية ورؤساء الأندية بالمركز الثقافي السوداني بدولة قطر . وقلت أن المركز يحتاج لمدير متفرع وسكرتارية متفرغة لأداء رسالتها بالصورة المثلى !! ثم ختمت مقالي بأنني سوف أخصص مقال للحديث عن اختيار أحد الإخوة الأعزاء مسئولاً عن النادي الثقافي !!
ولأن الحديث عندما يكون عن الشأن الثقافي فيكون حديث ذو شجون خاصة وأن الثقافة تجمع كل عادات وفنون وسلوكيات وأنماط مختلفة في وعائها لتشكل لنا الوجدان الثقافي أو الحضارة الإنسانية للأمة ولذلك تتعدد تعريفات الثقافة وكثرة المعنى تدل على عظمة المسمى ! ومن قائل أن الثقافة هي سلوك وضوابط لمجموعة من السلوكيات لتقويم سلوك الفرد أو المجتمع ويرى البعض أن الثقافة أساسها تهذيب النفس و صقلها عن طريق الفنون والمعارف و عقائد الثقافات المختلفة والتي تقوم بتقويم السلوك !
لكن المعنى الحقيقي للثقافة تكون في السلوكيات ، عن طريق الاعتقادات المتّبعة ، وقبول الآخر واحترام رأيه وعاداته الموروثة ، و حسن التعبير ، و حب المشاركة!
كل ما ذكر أعلاه للأسف لا يمكن أن تجده في مسئول النادي الثقافي السوداني الذي تم تعيينه بصورة لا ابالغ إن قلت أنها فاجأته قبل ان تفاجأ الجالية بأثرها !!
شخص لا يعترف بثقافة الآخرين بل لا يعترف بأحقية بعض مواطني السودان في الوجود كبشر لهم ما له وعليهم ما عليه من واجبات وحقوق !! رجل يرى أن أهل غربنا الحبيب بجل قبائلها نوبة وفور وزغاوة الخ مجرد زنوج نزحوا لسودان ( السجم ).. كما يسميها, ورجل يجاهر بهذه العنصرية البغيضة ولا يستحي من ذكرها وترديدها عبر كل الوسائط والاسافير ومواقع التواصل الاجتماعي صوت وصورة وبخط يده !!
كيف سيكون مسئولا عن ثقافة أهل السودان قاطبة وكيف له أن يقيم فعالية ثقافية ندوة كانت أو محاضرة أو مهرجان ثقافي لأي قبيلة من القبائل التي يراها نازحة ولا علاقة لها بسودان (( السجم )) ؟! هل يمكنه أن يلقي خطاباً في ندوة للنوبة ؟! هل له أن يشارك في مهرجان ثقافي للفور أو الزغاوة وهو الذي قال عنهم قبيلة وافدة تحلم بدولة الزغاوة الكبرى في السودان؟! هل يمكنه أن يجلس بين أهل كردفان الغرة ويأكل من أكلاتهم ويتمايل طربا مع رقصاتهم الشعبية ؟! لا أظنه يفعل ذلك من يكتب ويردد ما يقوله يوميا ويؤمن به ويناضل من أجله بل ويدخل في صراع يومي مع الناس أجمعين ويحلم بفصل جزء عزيز من الوطن كما تم فصل الجنوب !!

بعض مما يقوله المذكور لا يصلح للنشر إطلاقا وهو متداول ومشهود في مواقع كثيرة لمن يريد أن يتأكد واقل كلمة كتبها يستحق معها المساءلة بل والمحاكمة لا أن يتم تعيينه مسئولا عن النادي الثقافي في دوحة السلام , دوحة الطيب صالح والشوش والبيلي والنخلي وزمراوي والكردفاني وامير تاج السر!!
حقيقة لا علم لي بمؤهلاته التي يحملها وقد يكون مؤهل أكاديميا لكن لا علم لي بنشاط ثقافي للمذكور طيلة وجودي في قطر منذ أكثر من ثلاثة عقود وأنا أحضر كثير من الفعاليات الثقافية والأدبية والفنية والرياضية منذ أن حضرت أول محاضرة ثقافية للبروف عبد الله الطيب عام 1981 برفقة الشاعر الكبير محمد المهدي المجذوب رحمهم الله , ثم تلتها محاضرات الأدباء الطيب صالح والشوش وغيرهم ! تلك المحاضرة التي أقيمت في نادي الجسرة هذا النادي الذي احتضن كبار مثقفي وأدباء السودان وكانت المحاضرة إن لم تخني الذاكرة بعنوان ((محنة المثقفين العرب )) وكأن المرحوم عبد الله الطيب يستشرف المستقبل !!

بالكو

إن دولة قطر ما بذلت الغالي والنفيس وما صرفت المليارات وما عقدت المؤتمرات والاجتماعات للفرقاء السودانيين إلا لرتق النسيج الاجتماعي ووقف العدائيات بين مكونات الشعب السوداني خاصة فيما يخص سلام دارفور !! ولا اعتقد أنه من المفيد لقضيتنا ومسيرة المركز الثقافي السوداني الذي يمكنه ان يوحدنا ويساهم في علاج كثير من مشكلاتنا أن يتم تعيين رجل بكل هذه الصفات العنصرية ليكون مسئولا عن النادي الثقافي السوداني !!


لا اعتقد أن سعادة السفير ياسر الخضر يعرف ويقرأ ما يكتبه هذا الشخص ولا أظن أن سعادته سوف ينقض غزل حكومتي قطر والسودان من بعد قوة أنكاثا بيده وهو يعين أكثر شخص عنصري في قطر ليقود سفينة الثقافة السودانية !! واعتقد أن يكون التعيين قد جاء بتوصية من أحد وهذا أيضا أمر غير سليم في اختيار الكفاءات ووضع الرجل المناسب في العمل القومي المناسب !!
عندما كنت أقرأ له بعض المداخلات كنت أتعجب من أنه لا يترك لك اي فرصة لتجد له العذر ولا يترك لك فرصة لتقول ربما أخطأ الكلمة أو لا يقصدها لكنه يرهق نفسه ويوثق ما يكتبه من رأي بشكل واضح وصريح وبالتشكيل حرفاً حرفاً بالضمة والفتحة والكسرة والشدة الخ!
لقد سمعت بعض أعضاء الروابط وعدد لا يستهان به محتجين في هذا التعيين وأرجوا أن يتدارك سعادة السفير وهو الحريص على وحدة النسيج السوداني الذي لم يعرف عنه في قطر خلافا عميقاً من قبل بل مجرد اختلاف في طريقة كل شخص في التعبير عن حبه للسودان ولذا أكرر مناشدتي ليصحح هذا الوضع قبل أن يحدث ما لا يحمد عقباه فالجالية الحمد لله بها من الكفاءات وأهل القبول والرأي السديد من الأدباء والفنانين والشعراء وكل دروب الثقافة ما يكفي لاختيار الشخص المناسب في المكان المناسب يكون مقبولا لدى الجميع !!

أما وقد بلغنا ما أردناه فالحمد لله، اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد.


أنمركزكى بالكو ... يعني خلي بالك من مركزك !!