• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
صحيفة كفر و وتر

شكراً دسوقي فهكذا يكون الحوار

صحيفة كفر و وتر

 5  0  2100
صحيفة كفر و وتر

كمال الهِدي

kamalalhidai@hotmail.com

· أورد الأستاذ الصحافي المخضرم دسوقي في مقاله الأخير تعقيباً على مقالي الذي اختلفت فيه مع دعواته لإعادة هيثم للهلال بحجة تاريخه الطويل مع النادي.

· وكنت قد عاتبت الأخ دسوقي على ما رأيته تقلباً في المواقف ورآه هو تغليباً لمصلحة الهلال.

· أولاً وقبل كل شيء أقول شكراً جزيلاً للأخ دسوقي على رحابة صدره والتزامه الأكيد بأدب الحوار، وعلى كلماته الطيبة في حقي رغم أن عمري في الكتابة الصحفية لا يمكن أن يقارن بتاريخه الطويل مع المهنة.

· احترام الآخر، خاصة من نخالفهم رأياً أو فكرة هو الطريق السليم لتحقيق الأهداف التي نتوق لها.

· حديثك عن أن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية هو عين الصواب.

· أوضح دسوقي في تعقيبه أنه كتب فعلاً بعد توقيع هيثم للمريخ منتقداً اللاعب ومؤكداً أنه مسح تاريخه وأحرق مجده بجرة قلم، ورأى أن ذلك لا يتقاطع مع مطالبته باعادة هيثم للهلال بعد موقفه العظيم والتاريخي بتوقفه عن اللعب مع المريخ ورفضه لكل الإغراءات وسعيه لإصلاح الخطأ الذي وقع فيه.

· وهنا تختلف وجهات النظر بيننا تماماً.

· ففي رأيي المتواضع أن الشخص أحياناً قد يقع في خطأ كبير، لكن مثل هذا الخطأ لابد أن تكون له تبعاته التي ليس أمامه سوى تحملها، سيما إن ارتبط ذلك بمؤسسة كبيرة.

· ومن يحرق شيئاً لا يستطيع إعادته مجدداً في رأيي.

· وطالما أن هيثم أحرق مجده ومسح تاريخه بجرة قلم ما كنت أتوقع أن يطالب الكبار أمثالك بأن يمنح فرصة لتصحيح هذا الخطأ.

· فالهلال كبير نعم .. ولديه موروثاته نعم.

· لكن لأنه كبير لا يفترض أن يتلاعب به أي كائن.

· لهذا كان رأيي بأن على اللاعب أن يتحمل نتيجة ذلك الخطأ الجسيم، رغم اقتناعي التام بصعوبة أن تجد نفسك فجأة هكذا بلا جذورك التي كانت تثبتك على هذه البسيطة.

· لكن مشكلة هيثم أنه أسهم بالقدر الكبير في أن يُقتلع من جذوره.

· وأجد نفسي مختلفاً مع فكرة أنه رفض الإغراءات أو توقف عن اللعب في المريخ بسبب حالته النفسية.

· فقد رأيناه يركض في ملعب الهلال وهو بالقميص الأحمر لأول مرة وهو في كاملة حماسه وبرغبة شديدة في تحقيق الفوز على ناديه السابق.

· بينما على النقيض من ذلك شاهدنا محترفاً حقيقياً - لا تربطه بناديه السابق برشلونة لا الجنسية ولا تاريخ يتعدي 17 عاماً- يتصرف على نحو مغاير.

· ما أعنيه هو يحيى توريه لاعب مانشيستر سيتي الحالي وبرشلونة السابق.

· فعندما تبارى الفريقان بملعب الكامب نو قال توريه بعد المباراة أنه شعر برهبة المكان الذي كانت له فيه ذكريات جميلة وتعلم فيه الكثير.

· ولم يتوقف هيثم عن اللعب مع المريخ إلا بعد خلافاته مع كروجر وأوتوفيستر.

· وهو ما يؤكد أنه سعى دائماً لتحقيق أمجاد شخصية، استخدم فيها الهلال في أوقات سابقة بذكاء وساعدته في ذلك العديد من الأقلام.

· والمحزن حقيقة أن بعض الأقلام التي حلقت به في السماء، ارتدت وهوت به إلى القاع.

· عموماً هذا ملف اغلق أخي دسوقي ورغم أننا ننشد ما هو أكبر منه عدت له مجدداً لأنه ما كان من الممكن أن اتجاوز تعقيبك على ما خطه يراعي.

· نتمنى لهيثم التوفيق في ناديه الجديد وليته يستفيد من هذه التجربة القاسية ويعي الدرس.

· يظل ما بيننا اختلافاً في الآراء.

· لكن المهم هو فعلاً أن نختلف أو نتفق من أجل الهلال ولا شيء غيره.

· وليعمل كل من تهمه مصالح مؤسساتنا بجد واجتهاد ونتحاور من أجل قفل الطريق على بعض أصحاب المصالح الذاتية الذين لا يريدون لهذه المؤسسات خيراً.

· بيننا من يتسلقون هذه المؤسسات والأندية الكبيرة لتحقيق أغراض ذاتية لا علاقة لها بحب الكيان أو تطوره.

· وحتى نوصد الأبواب أمامهم لابد من مواقف صارمة في بعض الأحيان وبعد تام عن العاطفة حتى إن اضطرنا ذلك لأن نقسو على من نحب.

· تعلم أخي دسوقي أن الهلال يمر الآن بمرحلة بالغة الصعوبة.

· وما ذكرته في تعقيبك حول مساندة أي مجلس حتى وإن كنا من معارضيه يتسق مع ما أراد شخصي الضعيف الكتابة عنه اليوم.

· فقد طال أمد الانقسام الذي يعيشه الأهلة لسبب أو لآخر.

· وبالرغم من استلطاف الكثيرين منا لعباراة " الهلال نادي الديمقراطية"، إلا أننا سريعاً ما نضيق ذرعاً بهذه الديمقراطية.

· فالديمقراطية ليس بالضرورة أن تأتي بمن أرضى عنهم كامل الرضا، أو من يحققون كل تطلعاتي.

· البعض ثاروا وهاجوا لقرار البرير ومن بعده الكاردينال لدرجة الاعتداء على الأمين العام للنادي، لمجرد أن المجلس لم يحقق لهم إحدى رغباتهم.

· فهل المتوقع من كل رئيس يأتي أن يحقق رغبة أو فكرة أي واحد منا كأهلة؟!

· بالطبع هذا أمر لا يمكن تحقيقه.

· والعجيب في الأمر وما لا أستطيع فهمه هو أن الأهلة الذين أضاعوا وقتاً ثميناً في الاعتصامات وسّخر بعضهم أقلامهم لمطالبة السلطة بالتدخل وزحزحة البرير من منصبه في وقت سابق فات عليهم أن الجهد الحقيقي الذي يريده منهم الهلال غير ذلك تماماً.

· لماذا نترك دائماً مصير النادي معلقاً بأيدي فئة قليلة، ثم نأتي لنتضجر ونقول أن المجلس الهلالي يحركه فلان وعلان.

· في أحد لقاءاته التلفزيونية قال الكاردينال في رده على الانتقادات التي طالته بسبب تعيين فاطمة الصادق كمنسق إعلامي وناطق رسمي أنها وقفت مع تنظيمه وقفة قوية ، مؤكداً أنه من الطبيعي أن تنظر بعين الاعتبار لمن وقفوا معك بعد فوزك بالمنصب.

· بالطبع هو فهم مغلوط للكاردينال أجد نفسي مختلفاً معه تماماً.

· فمن تشعر بأنه وقف معك في مرحلة سابقة وتريد مكافأته يفترض أن تقدم له ما تريد بعيداً عن الهلال المؤسسة الكبيرة.

· وطالما أن عدداً كبيراً من الأهلة يختلف مع فكرة أن تكون فاطمة منسقاً إعلامياً وناطقاً رسمياً، لم يكن من الحكمة في شيء أن يصر الكاردينال على تعيينها في ذلك المنصب.

· بالطبع لم أجر احصائية دقيقة تمكنني من تحديد من يوافقون على توليها هذا المنصب ومن يعارضون ذلك.

· لكن فاطمة تحديداً سبق أن كتبت مقالاً مجحفاً أساءت فيه لأبناء الشعب السوداني قاطبة وليس الأهلة وحدهم.

· لذلك أرى أن تعيينها في هذا المنصب لم يكن قراراً موقفاً من المجلس ورئيسه.

· وعموماً لم أذكر هذه الحالة إلا للتدليل على وقوف الأهلة كمتفرجين وبعد ذلك يضطروا لتنظيم الاعتصامات أو محاولة أخذ الحق بقوة العضلات.

· ولو أن الأهلة وفّروا هذا الوقت والجهد واستعاضوا عن ذلك بالإصرار على نيل عضويتهم في النادي من أجل شراكة حقيقية لاختيار الأشخاص الذين يرون أنهم الأجدر بإدارة النادي لتغيرت أمور كثيرة.

· أما أن يبتعد كل منا ويكتفي بمتابعة المباريات والتدريبات وقراءة الصحف والتعليق على ما ينشر فيها، وبعد أن تقع الطامة نأتي لنقول أن فلاناً ليس في قامة الهلال أو علاناً ما كان يستحق أن يدخل المجلس فهذا قصور واضح.

· ومن يقّصر يفترض أن يتحمل نتيجة تقصيره، بدلاً من محاولة تعويض ذلك باساليب مرفوضة.

· يقول الكثير من الأهلة أن البرير كان أقل قامة من الهلال.

· ويرى بعضهم أن الكاردينال أقل قامة من البرير نفسه.

· ورأيي الشخصي أن من سبقهما أي صلاح إدريس هو من ملأ الدروب بالأشواك والمطبات.

· لكن رغم اختلافي التام مع إدارته وقتذاك اكتفيت بالنقد والإشارة لجوانب القصور، دون أن أسعى لتحريض السلطة ضده أو دعوة الأهلة للاعتصام لاسقاط مجلسه.

· فطالما أن بعضنا انزوى بعيداً وتركنا الجمل بما حمل لفئة قليلة هي التي أتت به كان لابد من تحمل نتائج تلك الديمقراطية المشوّهة وانتظار اكتمال فترة المجلس الذي يرأسه.

· نفس الشيء ينطبق الآن على الكاردينال.

· فقد أتى عبر جمعية عمومية، رغم أن عدد أفرادها مخجل بالمقارنة مع مكانة الهلال.

· لكن هذا واقعكم وهذه رغبتكم يا أهلة وعليكم التسليم بذلك.

· ولنتذكر أن مجلس الكاردينال لم يضع في برنامجه بنداً بإعادة هيثم للهلال.

· لهذا رأيت الاختلاف معه في هذه الجزئية أمراً مستغرباً.

· ما يزال المجلس الحالي في بدايات فترته.

· وليس مطلوباً من أحد التهليل له أو التطبيل لرئيسه.

· بل على العكس سنكون لهم عوناً بالنقد البناء والهادف.

· لن تغفل أعيننا عن أي خطأ يقعون فيه.

· لكننا في نفس الوقت نرفض محاولات فرض إرادتنا بالقوة.

· هذا ما يفترض أن يكون دور حملة الأقلام.

· لا يجدر بنا أن نكون أبواقاً لهذا أو ذاك.

· ولا يصح أيضاً أن نكثر من الكلام العاطفي لأنه يهيج بعض أفراد هذا الجمهور ويدفعهم للمحظور.

· حسم المجلس ملف تسجيلاته بالطريقة التي يراها بعد أن قلنا رأينا قبل أن تكتمل العملية عسى ولعل أن نعينه على الاختيار الصحيح.

· والآن ليس أمامنا سوى الانتظار لنرى ما إذا كانوا قد أتوا باللاعبين الجديرين بارتداء شعار الهلال أم لا.

· وفيما يتصل بالجانب الإداري والفني فقد اتخذ المجلس عدداً من القرارات المناسبة.

· تعيين عدد من قدامى لاعبي النادي بقطاع الكرة والمجلس الاستشاري قرار موفق من المجلس، ولو أنني أرى أن بعض الاختيارات جاءت معكوسة.

· فالكابتن الكبير والمربي الجليل أمين زكي تم اختياره كرئيس للقطاع الرياضي، فيما تم تحويل فوزي المرضي للرديف.

· وظني أن أمين زكي أنسب لتولي شأن الرديف، باعتبار أن الصغار هم مستقبل الهلال وهم من يحتاجون لفكر وتجربة الكابتن أمين زكي الذي مارس مهنة التدريس بجانب لعب الكرة والتدريب.

· خلاصة القول أن البكاء على اللبن المسكوب سيضر بالهلال كثيراً، لو كنا فعلاً نحب الهلال.

· ولا نتوقع في يوم أن يأتي مجلس يلتف حوله كل الأهلة أو تلاقي قراراته هوىً في أنفسنا جميعاً.

· لكن ما تحتمه مباديء الديمقراطية هو أن نفسح المجال لمن مكناهم من الفوز بالجمعية العمومية لتنفيذ برنامجهم.

· وإن تقاعسوا أو تهربوا من تنفيذ برنامجهم المعلن نذكرهم وننتقدهم.

· وبعد أن تكتمل فترتهم تحاسبهم الجمعية التي أتت بهم، على أن نشارك جميعاً في الجمعية القادمة بعد نيل أكبر عدد ممكن ممن تنطبق عليهم شروط العضوية لهذه العضوية التي تمكنهم من أن يصبحوا شركاء فاعلين لا مجرد متفرجين يرغبون في تحقيق كل آمالهم وتطلعاتهم من منازلهم.
امسح للحصول على الرابط
 5  0
التعليقات ( 5 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    خالد عبدالماجد 12-03-2014 09:0
    الأخ الأستاذ كمال ..
    أنت قلم صادق ورائع وموضوعي يسير على النهج الصحيح نتمنى أن تسير على هذا النهج وأنا أتابعك منذ فترة وتيقنت بأنك من طينة العمالقة بعد ردك على من وجه لك الإساءات بالفيس ..رد أبان من أنت ومستوى تفكيرك ..
    أسأل الله لك التوفيق .
  • #2
    ابوصلوات 12-03-2014 09:0
    مثلك يستحق ان نقرأ له والشكر موصول للاستاذ دسوقي لادبه فى الرد واعتقد انكم تستحقان الاشادة من الجميع ..وارجو ان تدعو معتصم محمود ليقرأ تلك الردود المهذبة ليستفيد ويترك الهمز واللمز ورمي الناس بالباطل والفتن ..
  • #3
    عاشق الهلال 12-03-2014 08:0
    اهم ما يميز كتابات الاستاذ كمال ان مصلحة الهلال تمثل لحمتها وسداها مما يجعل القارىء يكن له الكثير من الاحترام حتى ولو اختلف معه احيانا ،، فعلا هكذا يكون الحوار والشكر للاستاذ دسوقى فقد كان منطقيا ومرتبا فى رده وهذا ما نرجو ان يكون عليه كل كتاب الهلال و الذين نثق فى حب معظمهم للهلال ،،، كل ما نرجوه ان تكون مصلحة الهلال هى الهدف وليس الافراد مع ايماننا بقناعة بعض الكتاب بان دفاعه عن فرد هو دفاع عن الهلال فالهلال لديه مجلس شرعى علينا جميعا ان نسانده ليس بالتطبيل وانما بالتأمين على الايجابيات والاشارة للسلبيات وعند اقتراب فترة الانتخابات من حق الجميع ان يعمل على تلميع من يرى انه الاصلح اما ان نعمل على وضع العراقيل امام مجلس منتخب سعيا لافشاله حتى يصل الطرف الآخر لحكم الهلال فهذه تعتبر طعنة للهلال وليس للمجلس ، اتفق مع الاستاذ كمال فى حديثه عن الكابتن امين زكى والذى نكن له كل التقدير الا ان وجوده فى الناشئين اكثر فائدة من الناحية التربوية مع تقديرنا لفوزى وشوقى بالاضافة لقناعتى بان امين زكى ليس لديه المقدرة على التعامل مع ما وصلنا اليه من انحدار فمن دفع من جيبه وهو لاعب لحضور التمارين لن يقوى على تفهم ابتزاز اللاعبين للادارة
  • #4
    اسيياد 12-03-2014 07:0
    أصبت وأيم الحق أستاذنا / كمال الهدي ، رد محترم من شخص يحترم قلمه والأمانة التي على عاتقه ، ومايميزك ياسيدي هي الموضوعية والدرجة العالية الإقناع المتوفرة بين جنبات كلماتك وحروفك ، احترامي أستاذنا
  • #5
    الصواعق 12-03-2014 02:0
    خلاصة القول أن البكاء على اللبن المسكوب سيضر بالهلال كثيراً، لو كنا فعلاً نحب الهلال.

    · ولا نتوقع في يوم أن يأتي مجلس يلتف حوله كل الأهلة أو تلاقي قراراته هوىً في أنفسنا جميعاً.

    · لكن ما تحتمه مباديء الديمقراطية هو أن نفسح المجال لمن مكناهم من الفوز بالجمعية العمومية لتنفيذ برنامجهم.

    · وإن تقاعسوا أو تهربوا من تنفيذ برنامجهم المعلن نذكرهم وننتقدهم.

    · وبعد أن تكتمل فترتهم تحاسبهم الجمعية التي أتت بهم، على أن نشارك جميعاً في الجمعية القادمة بعد نيل أكبر عدد ممكن ممن تنطبق عليهم شروط العضوية لهذه العضوية التي تمكنهم من أن يصبحوا شركاء فاعلين لا مجرد متفرجين يرغبون في تحقيق كل آمالهم وتطلعاتهم من منازله

    وهذه كلمات كبيرة وعظيمة يجب ان تكون دستورا لكل كتاب وصحفي الهلال من اجل الهلال الكيان ان كانوا فعلا يعشقونه... اما ان كانو من عشاق الافراد وخاصة جيوبهم المنفوخة فليترجلوا من المركب لانها ستؤجج الخلاف وتغرق المركب بما فيها ومن فيها...
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019