كمال الهِدي

kamalalhidai@hotmail.com

· أنصفنا محللو الجزيرة بالأمس أثناء استعراضهم لمباريات تصفيات أمم أفريقيا.

· وحين أقول أنصفونا فالمعني هو نحن كشعب سوداني وكمهتمين بشأن الكرة في البلد.

· لم يكذبوا علينا أو يجاملوننا أو يسوقوا لنا الوهم كما يفعل أبناء جلدتنا.

· قالوا أن حظوظ منتخب السودان تكاد تكون معدومة أمام نيجيريا في مباراة الغد.

· وناصحوا قومنا الذين لا يسمعون النصيحة بالقول أن الاتحاد السوداني لا يضع خططاً بعيدة المدى، بل يكتفي فقط بتجهيز المنتخب قبل أيام قليلة من موعد كل مباراة.

· وقالوا أن منتخبنا يعتمد على لاعبين ظلوا يركضون في الملاعب وبشعاره منذ عشر سنوات دون أن يضيفوا لكرة القدم السودانية أي جديد أو يظفروا بألقاب قارية أو ينافسوا في النهائيات بصورة تستحق الاحترام.

· وأضافوا أن الاتحاد بعد الهزيمتين الأخيرتين لم يفعل أكثر من استبدال معاوني مازدا بينما أبقى على مازدا الذي تجاوز حالة الغضب التي انتابت جماهير الكرة واستمر في أداء مهمته.

· إلا أن أكثر ما أضحكني في كلام أحد محللي الجزيرة هو قوله أن المنتخب السوداني يفقد هدافه كاريكا الذي غادرة لأداء مناسك الحج هذا العام وأضاف المحلل أنه كان يتوقع من الاتحاد أن يجهز طائرة أو تذكرة سفر حتى يضمن عودة هدافه قبل موعد مباراة الغد!!

· ما أضحكني في حديث محلل الجزيرة بالطبع ليس الطرح لأنه طرح منطقي ومفهوم، لكن المضحك هو أنه يخاطب قوماً لا يدرى أن مثل ما قاله هو آخر ما يمكن أن يخطر على أذهانهم.

· فهؤلاء يا عزيزي لا هم لهم لا في هداف المنتخب ولا في المنتخب نفسه.

· كل ما يهم هؤلاء القوم هو أن تتحقق مصالحهم الشخصية.

· ليس مهماً أن يكون المنتخب جاهز لملاقاة نيجيريا أو غيرها.

· وليس هناك مشكلة في أن ننهزم أمام نيجيريا مثلما انهزمنا أمام غيرها من قبل.

· ولا يؤلم هؤلاء النفر أن يتحدث الناس عن منتخب السودان بمثلما تحدثتم بالأمس.

· بل المهم فقط أن يظل معتصم رئيساً للاتحاد ومجدي سكرتيراً له وأسامة أميناً لماله و مازدا مدرباً له وبقية الشلة تؤدي هذا الدور السلبي أو ذاك.

· هذا هو ما يشغل بال هؤلاء يا عزيزي المحلل.

· ولو أنكم كمحللين تابعتم التقرير الذي قدمه مراسل قناتكم ( الجزيرة) قبل تحليلكم لأدركتم لماذا لا تتطور الكرة عندنا ولماذا لا يخطط مسئولو الاتحاد أو يفعلوا أكثر من الحديث فارغ المحتوى.

· ففي الوقت الذي كنتم تتحدثون كمحللين محترفين عن حقائق ضعف إعداد المنتخب السوداني وعدم تجديد الدماء فيه، سبقكم مراسل الجزيرة بحديث اعتدناه من إعلامنا الرياضي.

· قال العمرابي أن لاعبي المنتخب السوداني تألقوا كثيراً خلال التدريبات التي تسير بصورة طيبة!!

· وأوضح أن مدرب المنتخب يعول على قدرات وتألق بكري عبد القادر ( المدينة) ومهند الطاهر!!

· قدم مراسلكم المبجل صورة وردية لجماهير الكرة عن منتخب لم يبدأ إعداده إلا قبل أيام معدودة من موعد اللقاء.

· لم يذكر محلل القناة في تقريره أن مدرب المنتخب شغل نفسه خلال الفترة الماضية بالسفر لأمريكا في نزهة أسموها ( دورة تدريبية).

· ولم يشر إلى أن مهند ( الذي يعول عليه مازدا ) لم يشارك كأساسي مع ناديه الهلال منذ فترة ليست بالقصيرة.

· ولم يقل العمرابي أن المدينة الذي ينتظر منه المدرب حسم اللقاء أمام جهابذة نيجيريا أضاع خلال الأسابيع الماضية فرصاً بالأطنان على ناديه الهلال وفي مباريات ضعيفة بالمقارنة مع لقاء نيجيريا.

· باختصار لم يتفوه مراسلكم ولو بكلمة واحدة تؤكد إن إعلامنا يسير على الطريق الصحيح حتى يكون لدينا المنتخب الذي تحدثتم عنه.

· ما قاله مراسك قناة الجزيرة في تقريره يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أننا ماضون في ذات نهج العشوائية والتخبط وتسويق الوهم لجماهير الكرة.

· إذ كيف يعول مدرب المنتخب على لاعبين الأول تخصص في إضاعة الفرص السهلة أمام المرمى مع ناديه، والثاني يكتفي بتسديدة قوية واحدة كل ثلاثة إلى ستة أشهر، علاوة على أنه جلس على الدكة لفترة طويلة ماضية!

· لم يقل العمرابي أن الاختيار لتشكيلة المنتخب يتخطى دائماً لاعبين يتألقون في كل مباراة مع أنديتهم مثل صلاح الأمير دون سبب وجيه.

· ولم يقل.. ولم يقل..

· باختصار لم يقل العمرابي ما يجب أن يقوله أي إعلامي محترف.

· وأكتفى فقط بمعسول الكلام.

· هذه هي صحافتنا يا أعزائي محللي قناة الجزيرة.

· وهذا هو تحللينا.

· وهذه هي طريقتنا في التعامل مع شأن الكرة.

· لهذا لا يزعج مسئولو الاتحاد أنفسهم بإعداد جيد أو خطط بعيدة المدى.

· ولا يفعل معظم لاعبي الكرة عندنا أكثر من الركض لتسعين دقيقة دون هادِ.

· فالثمرة ليست مشكلة في بلدنا طالما أن من يركض دون هادِ يكافأ باختياره كلاعب أساسي في منتخب البلد.

· بينما من يجتهد ويمتع ويساعد فريقه في كل مباراة يكون مصيره التجاهل.

· لن ينصلح حال الكرة في السودان أعزائي محلل الجزيرة وليتكم وفرتم هذه النصائح الغالية لمن يسمعون ويفهمون ويشعرون في بلدان أخرى غير بلدنا.

· المقارنة بين ما قاله هؤلاء المحللون وما ذكره مراسل القناة في تقريره يوضح بجلاء ويجيب على السؤال: لماذا تتطور الكرة في بلدانهم بينما تتراجع كل يوم في بلدنا.

© 2014 مايكروسوفت حيث الخصوصية والكوكيز المطورين الإنكليزية (الولايات المتحدة)