• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
سيف الدين خواجة

محمد عيسي ...الموسوعة التي رحلت !!!

سيف الدين خواجة

 0  0  1353
سيف الدين خواجة

كان احد الفرسان الثلاثه في اربعينيات القرن الذي مضي من مدينة الخرطوم الذين يدرسون في معهد ام درمان العلمي حتي لقبوهم (بالزرق الثلاثة) اولهم وهو الاشهر علي سوح السجال الادبي والثقافي وهو الشاعر الكبير واستاذي الراحل المقيم عبد الله الشيخ البشير واحد من اعلام الشعر في السودان والعالم العربي وهو الذي جعل فؤاد محي الدين رئيس وزراء مصر الاسبق يصعد الي المنصه ويحتضنه قائلا ( لاول مرة اسمع شعرا من ثلاثين سنه ) ليلة ان القي الشاعر رائعته ( البحث عن بيت شعر ) في احد مسارح القاهرة الكبري وثانيهما هو مربي الاجيال بالثانويات استاذنا محمد علي سيد احمد وقد رحلا للقاهره سويا لدار العلوم المصرية اتي تزينت بهما اما ثالثهما وهو موضوعنا هو الاستاذ محمد احمد عيسي سوار الدهب فلم يواصل تعليمه رغم مقدرة والده الفائقة علي الصرف عليه ولكن لانه اكبر الاسرة اثر ان يكون بالقرب من والده وتعلم منه شيئا من التجارة لاسرة دخلت الي الخرطوم عام 1920سكنوا اولا بالمقرن وعمل والده بهيئة الاشغال ثم احترف التجارة في سوق الخرطوم القديم ( الواحة الان ) ويومها كان منزلهم في الخرطوم شرق وفي شارع سينما كلزيوم اما الابن فدرس دبلوم متوسط في المحاسبة لكي يكون تاجرا مؤهلا يترقي بتجارة والده وهذا الوضع اتاح له معرفة الخرطوم القديمة شارع شارع ومنزل منزل ومقهي مقهي وكان يعتبر حجة في معالم الخرطوم ومرجع لا يضاهي بل هو موسوعة متحركة في شتي ضروب الحياة في الخرطوم سياسة وثقافة ورياضة ومجتمع وفي كل واحدة من هذه المناحي يعتبر كتابا وسفرا عظيما قائما بذاته اضافة الي صفاته الانسانية الاخري ,التي تميز بها دون اقرانه واهله والتي تعتبر مجلدا قائما بذاته لا يبز فيه ولا يجاري ولم اري احدا فري فريته كما يقول علجم اللغة العقاد في عبقرياته والذي لا يعلمه الناس كثيرا رغم انه علما ومعلما ومنارا يهدي التائهين فقد انتمي في بداية حياته السياسية الي اليسار السوداني في مكافحة الاستعمار وكان معجبا جدا بالاديب والقاص الراحل المقيم حسن الطاهر زروق كما روي لي قائلا ( لم اشهد رجلا في بلاغته ولا يخطئ في النحو في تلك الظروف حيث كنا نحمله في المظاهرات ونطوف به الشوارع رغم مايصيبنا ورغم كل هذا الرجل قوي العبارة شديد الحماسة قوي الشكيمة حيث كنا نعد لذلك بطريقة اتعبت الاستعمار حيث كنا ننزله ونتفرق لنلتقي في اماكن محددة لنحمله مرة لمواصلة النضال ) وكان ايضا معجبا بالجنيد والوسيلة وكذلك بصلة دمنا عوض عبد الرازق ولاحقا تتطور في السياسة والتحق بحزب الامة بعد الاستقلال لاحقا بعمه زيادة ارباب المحامي واول وزير للمعارف ثم التحق بجناح الصادق عند المفاصلة في الستينات من القرن الماضي وظل منتميا لحزب الامة حتي المصالحة وكان مستودعا في دكانه بالسجانه للاسرار عن مايو والمعارضة لها وكنت محظوظا حيث كان يبرني باسرار الانقلابات الظاهرة قبل وقوعها والباطنة يمدني باسماء العسكر والمدنيين من اشتركوا فيها وفي عام المصالحة 1977قال لي ان النميري( بعد عودته من الخارج ومن المطار سيذهب لبورسودان لمقابلة السيد الصادق المهدي وظلت اسرار المصالحة تتسرب الينا ونتكتم عليها حتي تبلورت وظهرت للوجود ) وعلمت لاحقا ان معظم المعلومات كانت تاتيه من الاستاذ زيادة ارباب احد اكبر اقطاب حزب الامه الذي ضحي هو واخوه ببعض املاكهم بامدرمان في تمويل انقلاب الجبهة الوطنية 1976الذي سمي زورا وبهتانا بالمرتزقه وبعد وفاة الاستاذ زيادة ارباب وتشرزم حزب الامة مال الي انصار السنة فكرا تعبديا اما سياسيا فقد ظل يصوت للاسلاميين في مجالس مايو المختلفة حتي سقوطها
وظل يواليها حتي انقلابها عام 1989 ولكن احزنه فشلهم في ادارة البلاد وما اصاب المجتمع من تمزق والاقتصاد من كساد والسياسة من بوار ومحاق فشغل نفسه بقراءة الكتب والقران والصحف السيارة اليومية والمجلات وكتب الفقه وظل يمارس نقده لاهل الحكم مع زائريه ممتعضا ايما امتعاض لفشل التجربه الاسلامية فانكسرت اشواقه في التنمية والعدل والاصلاح والتقدم حتي نقدم للعالم تجربة تحتذي ويقتدي بها مما اكسبه رنة حزن ظلت تلازمه حتي رحيله !!!
** ايضا وجودة في السوق( زنك الخضار) اتاح له رؤية عدد من الشعراء علي راسهم محمد احمد الشيخ الشهير بالجاغريو وكان يجلس اليهم في سوق الخضار وعرف كثيرا من حكايات الشاعر وفيمن قيلت قصائده وقد روي لي ان قصيدة ( طار قلبي ) قيلت في حسناء كان يخطط الشاعر للارتباط بها وفوجئ ذات ليله في حفل دعي له ليغني فيه بان محبوبته هي العروس فارتجل الاغنية في اللحظة والتو ثم قال لي حق للشاعر ان يموت في ذاك العمر الباكر !!! كذلك عرف معظم فناني الخرطوم وشعرائها امثال حسن عطية وعثمان حسين ويحفظ اغانيهم وحكاياتها وفيمن قيلت وكان صديقا شخصيا للفنان الكبير الملقب (بالهاوي) حسن سليمان وبكاه بكاء شديدا مع حسن عطية وعثمان حسين ويعرف كل الملحنين الذين لا يذكرهم الناس الان وكان يعددهم لي ويذكر مهنهم واماكن عملهم فمنهم العجلاتي ومنهم الحداد ومنهم السباك ويعرف متي واين لحنت اغلب اغنيات عثمان حسين وحسن سليمان اما اغاني الحقيبة التي قيلت في حسناوات الخرطوم فكان يذكر لي الاسم والمنزل ولمن ال المنزل لاكثر 10ملاك ويعددهم لي ويذكر احوالهم اسرة واسرة واين يسكنون الان ومن تزوجت واين كان يعمل ومن هم اولاده الان وما ذا حدث لهم بذاكرة فسفورية يحسده عليها شباب هذا الزمن والي ذلك فهذا الضرب من المعرفة اتاح له معرفة القبائل بالخرطوم وعلاقاتها ومصاهرتها وبيوتها الكبيرة ومشايخها مما اهله لان يكون مرجعا لكل اهل السجانه في الزيجات والمصاهرات وقد اضعنا فرصة تاليف كتاب اخر في اجناس الخرطوم ومواقعهم !!!
** وبنفس هذا المستوي كان موسوعة في الرياضة فهو يحفظ تاريخ كرة القدم السودانية عن ظهر قلب رغم ارتباطه بالهلال وانتماء كل اسرته له فقد كان منصفا ويحفظ نتائج مباريات القمة القديمة وطرائفها مما اضاع علينا تاليف كتابا اخر في هذا الضرب من التوثيق وظل يتابعها عبر الصحف حتي يوم رحيله !!!
واذكر ان اللاعب محمد حسين كسلا جاءه بالدكان ليشتري فول فساله سؤاله المعتاد لمن يراهم اول مرة في السجانه فهو لا يبع فوله الا لزبائنه فاجابه فباعه وبعد ان ذهب قلت له هذا لاعب الهلال الجديد كسلا فضحك قائلا ( هذا لاعب سيكون له شان عظيم هذا سيكون صوفي الكرة السودانيةوذلك مما لاحظ من حركة كسلا ومن عيونه وقد صدق فقد كان كسلا كذلك واكثر من ذلك ومن هنا سمح لاولاده ممارسة هذا الضرب من الرياضة وقد كان جزء من منزله نادي لفريق العلم برابطة السجانه وقد لعب كل اولاده لهذا الفريق عصام وعمار وعادل ووليد والصادق وان كان اشهرهم ( الكوتش عصام ) والمعلم كما لقبه المشجعون والمهندس الان بالسعودية ( عمار) ولهلاليتهم الشديدة رفضوا كل العروض خاصة عصام الذي رفض النيل والاهلي في عهدهما الزاهر في السبعينات وقد روي لي المدرب محمد ادم ان عن قوة ايمانه ورباطة جاشه عندما جاءه بتاكسي وقبل ان يتكلم ساله ( الاولاد اصيبوا الاتنين يعني عصام وعمار ) فما كان منه الا ان طلب من عادل ان يحضر جلابيته وعمامته ولا يكلم امهما وذهب الي المستشفي ووجد كل الجماهير هناك بعد ان الغيت المباراة لهذا المصاب وقد كان حادثا مشهودا حتي ان مدير وزارة الشباب والرياضة الاستاذ/ احمد علي زارنا بالمنزل وعندما اراد ان يقدم دعما رفض بكل قوة قائلا ( شكرا لكم انا قادر علي علاج اولادي واحتياحاتهم ) فما كان من المدير الا ان تصرف بذكاء فوضعها مناصفة تحت وسادة كل واحد منهما مستغلا رجوعه للدكان وشكرته علي هذه الاريحية فرد قائلا( كنت ادرك ان عم محمد لن يقبل فهذا رجل شامه في هذه المنطقه ) فالمدير من نفس المنطقه !!! ورغم كل هذا لم يمنعهم من ممارسة الرياضة رغم ان عمار اصيب اصابة بالغة مرة اخري من كسر مركب اسفل الساق كلفنا اربعة عمليات ما بين السودان والقاهرة والرياض وذلك من خلال اجازات الجامعه حيث يكون مجبصا في كل اجازة والاخيرة كانت في مقر عمله بالرياض بواسطة راحلنا المقيم الدكتور بابكر عوض حمور اختصاصي العظام الكبير ورغم كل هذه المعاناه الباهظه لم يحرم ابناءه الاخرين من ممارسة هذا الضرب من الرياضة او تشجيعها بل ظل نادي العلم بمنزله حتي ابتنوا دارا في الالفية الثالثة لا كل ولا مل من تحملهم بل كان يداعب اللاعبين بالقاب خاصة بهم وكان لصيقا بهم وظل يتابع اخبار الرياضة عبر الصحف بشكل يومي وما كانت تخلو من تعليقات ساخرة او بمقارنه فكاهية بما سبق ان شاهده وهو يضرب كفا بكف الي ما ال اليه الحال الرياضي واذكر مرة انني قابلت محمد عابدين مدرب النيل وسالت موسوعتنا هل مدرب النيل مصري فقال لي لا ولكنه من اولاد الخرطوم تلاته الاصليين وقد كان لاعبا ممتازا ولقبه (اورنجيتا ) اهو من لونه الاصفر او طريقة لعبة لاادري او ربما الاثنين معنا ومنذ رحل محمد عابدين خبيرا الي سلطنة عمان من فريق النيل الخرطومي تدحرج الي ما هو عليه الان وسالته عن يوسف مرحوم ونجم الدين وابو اسكندر وعوض جولط فعرفني باسرهم الكريمه فردا فردا خاصة ان معظمهم كان من فرق (ديم سلمان وفريق البرنس) وكيف ان هذه الكوكبة فازوا مع النيل ببطولة دوري الخرطوم حيث هزموا الهلال 3/صفر وذلك عام 1963 وسالته في الاهلي عن حسن دقدق ( بقطر الان منذ 1963) وابراهيم كبيروالنور عبد القادر الذي اتضح انه له نسب وسبب باسرتنا وفي بري من حسبو الكبير وحسبو الصغير وترانسستور( قسم السيد) وتفاصيل كثيرة ومثيرة وما هذا الذي ذكرته الا رؤوس اقلام لكتاب في الرياضة لم يكتب بعد وبالتالي لم يقرا وهذا من هدر الدرر الثمينة لدينا وثقافه الشفاهه التي مارسناها بغير وعي حتي بدا لنا وكانه ليس لنا تاريخ !!!
** أما علي الصعيد الاجتماعي فقد كان منزله علامه فارقه في الكرم وحسن الضيافه لاهله ومعارفهم واصدقائهم وكل من دخل اليه آمنا حتي لقبوه ( بالركن اليماني ) واي قادم من منطقتنا بالشماليه اول ينزل عنده ومن هناك يتم التوزيع حتي لقبه البعض ( بالمحطة الوسطي ) ويؤثر لهذا المنزل ان كل الطلبة منذ الاربعينات والي يومنا هذا قد تخرجوا منه حتي اسموه ( بيت الشعب ) بل ان كبار الاهل الذين يفدون للعلاج او الراحة بالخرطوم يمكثون عنده وان كان لهم اولاد بالخرطوم لما يجدونه من طيب معشر وترحاب وحسن استضافه خاصة الوان الطعام وجودتها مما يضاهي افخم وافخر الفنادق من يد ست البيت ( صححها الله وعافاها) لدرجة في المناسبات الكبيرة افراح او اتراح الناس تعرف نوع الطعام الذي قامت بطهيه ( بت الفكي ) لما له من رونق وبهاء وطعم مما جعل البيت دائما علي استعداد علي مدار اليوم وليس لديهم اي مفاجات لدرجة ان احد كبار السن مرة وكان كثيرا الطلبات نادي صباحا قبل ان تشرق الشمس ( يا بت الفكي) فجاءته وهي تبتسم اهلا يا عمي فطلب منها ( عصيده بملاح لبن ) فكان ردها ( عشرة دقائق ويكون جاهز ) فقال ( الله يفتح عليك يا بتي ويعمر بيتك ليوم القيامة ويسعدك في الدارين عشان كدا نحن بننزل عندكم لانكم اصحاب رسالة في الحياة ) واذكر مرة كنت وزميلي نعد تقريرا لمامورية عمل باليمن وراينا ان نعود مساء لاكماله دون عمل اضافي يوم ان كان العمل سلوك ورغبة وانجاز وراحة ضمير وكان يسكن بعيدافقلت له نذهب (لبيت الشعب) فتردد من المفاجاة وبعد لاي ذهب معي وكانت المفاجاة حين دعونا للغداء وجدني اسلم علي 6 اشخاص لاول مرة كلهم قدموا من خارج الخرطوم بعدنا وفوجئ زميلي بمستوي الاستعداد لدرجة التحلية كانت (كنافه صوابع ) صنعت بالبيت والاغرب من ذلك حين مغادرتنا ودعنا رب البيت وزميلي لا تنقطع قائلا ( هذا بيتك في اي لحظه مرحب بيك دون الارتباط بصاحبك ) بعدها اشرق صديقي بالدمع وهو يردد هذا شئ لا يصدق (ما معقول في الدنيا في انسان بهذه الرقه والانسانية ) وذات مرة دخلت عليه بالدكان مساء وبعد السلام قال لي ( اليوم لازم تبيت لدينا ضيوف اغراب خليك معهم لما اجي) وكانت المفاجاه 3 رجال وامراتان تزودان وبعد السلام قلت ما خطبهما فقالوا احداهما مريضة نفسيا وستزعج النساء بالداخل فاخبرته الخبر فجاء وقال لهم ( المرض ليس عيبا فالمؤمن مصاب واخذهما الي حيث النساء ) وعند النوم اصر الضيوق ان تنام الامرتان معهما ولكنه رفض قائلا (اذا اصبحت غدا مجنونا فهل يرفضني اهلي كلا المؤمن مصاب وكل انسان معرض لاقدار الله فقط عليه بالصبر ) وفي الصباح بعد الضيافة وهموا بالمغادرة اصروا ان تحضر ست الدار ودعوا لها بالخير والبركة وذلك لما قامت بالواجب وزيادة مما يؤكد حقيقة ان ( البيت امراة) واتضح فيما بعد ان هؤلاء تاهوا يوما كاملا في السجانة ومساء جاءوا ليناموا في برندة الدكان فرفض وادخلهم الي المنزل مكرما وفادتهم مما جعلهم في غاية التاثر وهم يغادرون الخرطوم عائدين لاهليهم واعينهم تفيض من الدمع ولسانهم يلهج بالثناء ولسانهم حالهم يقول ان للخرطوم وجها اخر غير الذي عليها من زيف المدنية وتعيقداتها !!!
** اما علي صعيد عمله فقد كان من الذين اذا عملوا عملا ادقنوه كما انه كان صادقا ورغم محدودية تجارته بدكانه الا انه سنويا يجرد الدكان ويخرج الزكاة وقد كان له فول مشهود علي نطاق المنطقه ولكن لا يبيع الا لزبائنه من اهل الحي واذكر مرة انه اشتري جوال فول واكتشف فيما بعد استوي انه سئ فكان يكلم كل زبون اليوم حبة الفول سيئه ولا تاكله الا البهائم ويقول للزبون انت وخيارك لا اجبرك اليوم الفول كعب ) وكان يجيد ويتقن فن استوائه بخبرة طويلة وقد حاولناه ان يتوسع في تجارته تلك وان يشتري مطعما بالخرطوم فرفض بحجة انه اذا توسع سينفرط عقد الاتقان ولا يستطيع ان يتحكم في معاونيه ان يكونوا في مستوي ادائه ولا يامنهم علي الزبائن وتكون المسئولية مسئوليته امام الله وهذا ما يخاف منه رغم الاغراءات التي قدمت له وكان يفعل ذلك في انواع البضاعة الموجودة لديه ويكشف عن عيوبها ومدتها حتي لا يتسغفل الزبون بل اكثر من ذلك كان يتنظر بعض الزبائن الي ما بعد منتصف الليل بعد ان يغلق الابواب ويترك الشباك مفتوحا وكان معظمهم من اصحاب المزاج وحين ياتون يمازحهم ولكل منهم عنده لقبه الخاص ودايما ( الله لا كسب فلان ادانا السهر ) بل يتفقد اسرهم عسي ما يكون حدث لهم شر اخرهم فقد كان امينا دقيقا في تعامله التجاري مما يصعب ويندر ان تجد مثله وحقيقة هذا رجل لا تحيطه مقاله فقد وصلتني رسائل عديده مطالبين بالكتابه عنه وفيها شئ من اللوم والعتاب وكنت اقول لسببين لم اكتب اولها حزني الشديد عليه وهذا يفقدني التركيز وثانيها انني امام انسان موسوعي كان من خططي ان اطوف به العاصمة منمن عمقها وسطها الي جنوبها حتي السجانه وكان مخططي ان الف كتابا عن سوق الخرطوم (زنك الخضار او واحة الخرطوم اليوم) عدد الدكاكين وكيف التقديم لها ومن هم اول الملاك وكيف الت الملكية بتسلسل تاريخي وكذلك عن تاريخ السوق العربي ثم السوق الافرنجي ثم عن اشهر التجار في كل مجال واين عقاراتهم والي من الت واشهر رجال الاعمال ثم كتاب عن اجناس الخرطوم والعمد فيها والمشايخ وكتاب عن الفن في مدينة الخرطوم خاصة الثالوث ( حسن عطية وعثمان حسين وحسن سليمان ) وكتاب اخر عن تاريخ الحركة الرياضية بالخرطوم وهو شاهد عصر علي كل ذلك شاملا فريقي القمة الهلال والمريخ ولكن اغترابي الباكر ثم وقوع الانقاذ التي حرمتني من الاجازات هناك لمدة 10سنوات ثم تضاعف تكاليف الحياة والاسرة الممتدة والمسئولية تجاهها بعد ان مستهم الانقاذ بالمسغبة وقد كانوا من اهل الستر ولهم فضل زاد علي الناس حتي ضاعوا وضاعت معهم الطبقة الثالثة فاصبحنا بين بئر معطلة وقصر مشيد !!! رحم الله محمد عيسي الموسوعة التي لم تكتب !!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : سيف الدين خواجة
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019