(( خواطر زول )) عبد الله القاضي

منذ عدة سنوات تقريبا وأنا أسمع نفس الاسطوانة وهي تتكرر على لسان قادة الاتحاد العام لكرة القدم !!! بعد رحيل العجوز الانجليزي قسطنطين من تدريب المنتخب تسلم المدرب محمد عبد الله مازدا تدريب صقور الجديان ... وكلما طالب الناس بتعيين مدرب أجنبي يقود المنتخب جاء الرد المعلب الجاهز .. ما في قروش ... من وين نجيب راتب الأجنبي ؟! ولو سألتهم عن مازدا يقولون لك هو يعمل مجانا .. لا يتقاضى ولا جنيه من الدولة أو الاتحاد العام !! وقد ناقشت ذلك مع شداد ومجدي وكذلك أسامة عطا المنان أثناء زياراتهم لمتكررة للدوحة وخلال معسكرات المنتخب التي أقيمت في العاصمة القطرية عدة مرات ... أجمع الكل أن مازدا متطوع ويعمل بالمجان ... مما أدخلني في حيرة من أمر مازدا ؟! إذن رجل يعمل كل هذه السنوات من أين يأكل ؟! ومن أين يعيش ويتكفل بأسرته ؟! هل هو موظف دولة في وظيفة أخرى ؟! هل يعيش على الهبات والصدقات ؟! أم تتكفل به وبأسرته منظمات خيرية ؟! نعلم أن مازدا هو عضو الاتحاد العام لكرة القدم ورئيس لجنة التدريب المركزية !! هل هذه العضوية ورئاسة لجنة التدريب المركزية أيضاً مجانيا أم لديه راتب وعلاوات وبدلات سفر كما الباقون من أعضاء الاتحاد العام الذين يلهفون بالدولار الحار نظير سفراتهم في حلهم وترحالهم ؟!
سمعنا قبل أيام بأن الاتحاد العام تعاقد مع مازدا براتب 30 مليون جنيه وهذا شيء طيب .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه ؟! من أين جاءت وتوفرت الأموال هذه المرة ؟! ثم السؤال الأكثر حيرة ... لماذا لا يتحدث أحد عن مساعدي ومعاوني مازدا أمثال الكوتش إسماعيل عطا المنان ومبارك سلمان والطبيب المرافق ومدرب اللياقة ؟! وعدد كبير من الإداريين في كتيبة المنتخب ! هل هؤلاء يتقاضون رواتب ومازدا وحده الذي لا يأخذ راتبا أم ماذا في الأمر ؟! وهل الباقون متطوعون أيضاً ؟!
بالكو ....!!
((نعم قضيت عشرة أعوام ولكنها كانت سنين عطاء وليست شتائم أو انتقاص من قدر الآخرين أو جعجعة بلا طحين استمتعت فيها الجماهير بالمنشآت والانتصارات فازوا على الهلال كثيراً وتحصلنا على كأس السودان ثمانية مرات، نعم فزنا بثلاثة بطولات من 11 في الدوري الممتاز))
الفقرة الواردة أعلاه هو جزء من حديث السيد/ جمال الوالي رئيس نادي المريخ وهو يرد بعنف على بعض منتقديه !!!
كلام رئيس المريخ مجافي تماما للحقيقة والواقع بالنسبة لاستمتاع الجماهير بالمنشآت وكاس السودان الذي لا يسمن ولا يغني من جوع الجماهير التي تريد الدوري الأقوى كما يحدث في كل بلاد العالم ... كما أن الجماهير تريد منشآت بحق وحقيقة وليس مجرد طلاء ألوان وقليل من الدهان وكراسي بلاستيك من الدرجة الثالثة ثم نقول أننا نملك إستاداً عالمياً أو نادي مفخرة لنا!!
الملعب هو الأسوأ من نوعه وكل عام يتم إعادة تنجيله وترميمه وتخرج بصورة أسوأ من سابقتها واليوم هو مغلق منذ شهور لذات السبب !! إّذن لا توجد منشآت ولا يحزنون يا أيها الوالي ... فقد رجال أوفياء ببناء الإستاد من قبل أن تولد وأنت اليوم فقط تعمل بعض الترميمات والصيانة ثم تعتبر نفسك مؤسس وباني المريخ من العدم لتظهر من وقت لآخر وتردد هذا القول ؟! أين هي المنشآت التي بنيتها وماذا تساوي كل هذا أمام هذا الكم الهائل من الدعاية والشو الإعلامي والمكانة التي وجدتها من رئاستك لنادي المريخ العظيم ؟! من كان يعرف جمال الوالي من قبل ؟! وهل تعلم أنك حتى بعد الاستقالة المزعومة عندما تسافر لأعمالك الخاصة خارج الوطن أو حتى وأنت تمثل الحزب الحاكم كعضو مجلس الشعب ... لا أحد يذكر اسمك إلا وهو مقرون برئيس نادي المريخ السوداني !!
إذن لو قمت ببناء ملعب شبيه بالكامبنو في قلب أمدرمان لما وفيت المريخ الكيان حقه نظير ما منحك من مكانة اجتماعية !!!
كفانا مزايدات يا رؤساء الهلال والمريخ فلم تقدموا شيئا يذكر حتى الآن!!
baaalkooo@hotmail.com