بكل الأسي تابعنا وتابع غيرنا من العالمين ، المهزلة الإعلامية أو قل الفضيحة إن شئت ، التي نسج خيوطها بعض القائمين علي أمر قناة الشروق الفضائية ورصيفتها النيلين الرياضية ، وكلاهما سودانيتان ، الأولي تتبع للتلفزيون الحكومي بشكل مباشر ، والثانية تتبع للحكومة بطريق غير مباشر.
كلنا تابعنا والغصة تطعن في الحلق التنافس المحموم والمعركة في غير معترك من أجل إنتصارات لا نشك أبداً أنها انتصارات للذات وليس للمواطن ولا للإعلام السوداني ، وبدأت المعركة بعد نقل النيلين لمباراة المريخ مع بايرن ميونيخ بالدوحة ، وتواصل مسلسل الفضايح بعدها وكيف قام بعض المنتمين لنادي المريخ بإيقاف بث الشوط الثاني لمباراة المريخ ضد المريخ الفاشر ، والغريب أن الحادثة مرت مرور الكرام دون أن يتكرم علينا أحد بكشف من هو الفاعل وتقديمه لمحاكمة عاجلة .
تابعنا بكل الأسي حديث الأستاذ خالد الإعيسر مدير قناة النيلين الرياضية عبر القناة والذي كشف فيه صراحة تدخل قناة الشروق الفضائية لنقل مباراة كمبالا سيتي والمريخ مع علمها أن حقوق البث قد آلت للنيلين وهو ما نفته الشروق ، وأضاف خالد أن الشروق عرضت مبلغ 40 الف دولار للحيلولة دون نقل المباراة ، وأعلن إستقالته من إدارة القناة علي الهواء مباشرة وخرج غاضباً من الاستديو.
وبعيداً عن حقيقة حديث مدير قناة النيلين المستقيل أو عدم حقيقته ، هو حديث خطير لابد من الوقوف عنده كثيراً وتشكيل لجنة تقصي حقائق عاجلة ومن بعدها كشف الحقيقة كاملة للرأي العام وتقديم من أجرم في حق الوطن لمحاكمة عاجلة ، فالأمر ليس أمر نقل مباراة من عدمها ، ولكنه أمر وطن وسمعته ومصالح عباد وحقوق ضائعة.
لكن هل تظنون أن شيئاً من تحقيق أو كشف حقائق سيحدث ، لا أظن ذلك ، ليس من باب التشاؤم ولكن لأن قرائن الأحوال تقول ذلك ، وما تجاهل أحداث قطع بث مبااراة المريخ والأهلي ببعيدة ، وهي الأحداث التي لا تحدث في أي دولة تحترم نفسها وتحترم مواطنها ، والغريب أن المتهم أنكر فعلته ، ومع ذلك لم نسمع عن تحقيق لكشف المتهم الحقيقي وأكتفي الجميع بقرار هزيل من مجلس إتحاد الكرة العام الهزيل ، وكان الله في عونك يا بلد.
