كامبوس او السبعة
كان من الطبيعي ان يجدد رئيس نادي الهلال الثقة في مدرب الفريق البرازيلي كامبوس ولاعبيه عقب مباراة الاسماعيلي في ذهاب ثمن نهائي دوري ابطال افريقيا والتي خسروها بهدف.
وكان لا بد للارباب القريب جدا من المدرب واللاعبين ان يسارع باطلاق مثل هذا التصريح المعنوي حتى يضمن تماسك الفريق الذي تنتظره مباراة هامة غدا امام الميرغني في الدوري.
لو كنت رئيسا لنادي الهلال او مسؤولا فيه لما ترددت في اطلاق مثل هذا التصريح الذي اعتقد ان الارباب قصد به ان يرفع الروح المعنوية للاعبين والمدرب كما حدث منه عقب نهاية مباراة الخمسة امام مازمبي.
في ذلك الوقت تجاوز الفريق ازمته بسرعة شديدة رغم مرارة الهزيمة وقساوتها ووقعها السيء على الجميع , وذلك لاسباب كثيرة , اهمها صفاء النية الذي كان سائدا بين الجميع, ووحدة الصف التي كانت تنتظم كل الدوائر التي لها علاقة بالفريق.
لم تكن هناك خلافات بين اعضاء المجلس الواحد, ولم تظهر في الافق علامات تدل على ان امين الخزينة سعد العمدة والامين العام عماد الطيب يحاولون ضرب الارباب والاطاحة به من رئاسة النادي.
كانت العلاقة بين المدرب كامبوس واللاعبين بما فيهم الكابتن هيثم مصطفى في ذلك الوقت سمن على عسل, وكانت كلمة المدرب هي العليا , ولكن العلاقة بين الطرفين باتت اليوم متوترة وبها الكثير من الثغوب التي نعتقد بانها ادت لهذا التراجع المخيف في مستوى الفريق.
يقال والعهدة على الراوي, ان عناد المدرب كامبوس يفوق عناد العنيد اركان حرب صلاح ادريس, وانه اصبح لا يتورع في ابعاد أي لاعب عن التشكيلة اذا خالفه الراي او رفض الانصياع لاوامره.
كان هيثم مصطفى اول لاعب يقع ضحية هذا العناد , وما استبعاده عن تشكيلة الفريق امام الخرطوم دوريا,واستبداله في مباراة هلال الجبال الا دليلا على ذلك.
منذ ذلك الوقت لم يقدم هيثم المستويات المتميزة التي عرف بها, ولم يحسن قيادة الفريق بالشكل المألوف الا في مباراة افريكا سبورت العاجي التي انتهت برباعية.
غالبية المدربين والفنيين والذين يفهمون في الكرة يشهدون ان المدافع سامي عبدالله هو افضل من منير ام بدة بعشرات المرات , ومع ذلك يصر كامبوس على استبعاده.
في مباراة الدراويش اصيب باري ديمبا ولم يتمكن من اكمال المباراة , لكن كامبوس الذي وضع سامي في (راسه) رفض ان يشركه رغم انه مدافع في الاصل , ففضل ارجاع لاعب الوسط علاء الدين للدفاع وإدخال امبيلي.
امبيلي هو الآخر ونحن لا نعرف اسباب بقائه في دكة البدلاء رغم الامكانات الهائلة التي يملكها ومن ضمنها التميز بالسرعة التي اصبحت من العوامل الرئيسة في حسم المباريات.
من خلال هذه المعطيات يمكن ان نكون قد عرفنا جزء من الازمة التي يعيشها الهلال والتي ساهمت في تراجع مستوياته بشكل ظاهر , وادت لخسارته من الاسماعيلي وقبلها من هلال الجبال.
لذلك فاننا نعتقد ان أي طبطبة على هذا الواقع , او أي تصريحات مهما كانت قوتها لن يفيد الفريق ولن تساعده في تجاوز خسارة الاحد بسهولة والعودة الى سابق عهده كما حدث بعد هزيمة مازمبي.
صحيح انني كنت من اشد المؤيدين لبقاء كامبوس واستمراره مع الفريق لاسباب كثيرة ذكرناها في حينها , لكن مع تولد هذه المشاكل وتعقيدها والتي اصبح هو جزء منها لا بد لادارة النادي ان تعيد النظر في هذا الواقع.
فالدلائل والمعطيات كلها تشير الى استحالة عودة الفريق الازرق الى مستواه الطبيعي في ظل هذا الوضع المتازم , والحل في تقديري ينحصر في امرين لا ثالث لهما , فاما ان يتم اعفاء كامبوس واختيار مدرب بديل , او تجميد نشاط كابتن الفريق هيثم مصطفى وسامي عبدالله والمتعاطفين معهما من الذين اصبحت علاقاتهم بالمدرب ليست على ما يرام.
وفي اعتقادي ان الحل الاول سيكون هو الانسب, لانه ليس من المعقول ان يتم تجميد نشاط سبعة لاعبين دفعة واحدة.

كيف يستقيم الظل والعود أعوج؟
سقط الهلال أمام الإسماعيلي \"واحسرتاه\" وكان السقوط للاسف في مقبرة الخصوم , وأصبح خروجه من دوري الأبطال مسألة وقت ليس إلا.
وبالعودة إلى العنوان نقول إن \"العود الأعوج\" ونعني به مجلس الإدارة الذي كتبتُ وكتب الكثيرون غيري عن خلافاته وتنافر أعضائه وقبلنا جميعاً أثبت ذلك عملياً أعضاء المجلس أنفسهم بأفعالهم وبما نشروه في الصحف.
ومن المعروف أن النجاح في أي مجال من مجالات الحياة لا يتحقق إلا بالتخطيط العلمي السليم والمدروس بعناية وهذا لا يتأتي إلا من أناس أصحاب فكر إداري ومشبعين بالخبرات وإن لم تكن لهم الخبرة فليستعينوا بأصحابها.
وبما أننا بصدد الحديث عن كرة القدم فليعلم مجلس إدارة نادي الهلال أن البطولات لن تأتي طائعة مختارة لأي نادٍ في العالم مهما كان اسمه وتاريخه وجماهيره فلابد من الإعداد الجيد والمتمثل في إقامة المعسكرات قبل بداية الموسم والتباري مع الفرق القوية التي تهزمك فتظهر عيوبك وتعمل على تلافيها, وفي أثناء التنافس يجب إحضار فرق قوية أيضاً وبدون ذلك لن يكون هناك إعداد فني وبدني بالمستوى المطلوب .. فهل فعل مجلسنا الموقر ذلك؟ .. كلا إنه لم يفعل فانعكس ذلك على اللاعبين الذين لم يكن أداؤهم مطمئناً في جميع المباريات التي خاضوها في الدوري الممتاز وكذلك مباراة \"أفريكا سبورت\" في البطولة الإفريقية رغم الانتصار لأنهم لم يجدوا الإعداد الذي ذكرناه آنفاً فكانت النتيجة ما نشاهده الآن.
لقد ركزت في حديثي على مجلس الإدارة لأنه \"رب البيت\" وعليه تقع المسئولية في المقام الأول ولقد رأينا له تقصيراً فأحببنا أن نبيِّنه له .. \"ولا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيهم إن لم يسمعوها\".
وبالنسبة للاعبين عليهم أن يعلموا ويعوا جيداً أن أي قصور فني من اللاعب سيترتب عليه قيام أحد زملائه بالعمل على تغطيته مما يعتبر عبئاً إضافياً عليه وبالتالي خصماً على أدائه في الملعب.والأخطر من ذلك استغلال الخصم لذلك القصور باعتباره ثغرة.وأذكر هنا بصراحة اللاعبين أحمد الفاضل ومنير موسى \"أمبدة\" ومع احترامي الشديد لهما كلاعبين مجتهدين إلا أن الأول مع قلة خبرته فهو ضعيف في الناحية الدفاعية، أما منير ورغم أنه لاعب قوي لكنه ليس مهارياً ولا يحسن التصرف وعليه أن يتذكر أن المنطقة التي يلعب فيها حساسة والخطأ فيها يكلف كثيراً.
خاص للأرباب
لقد صرفت الكثير من الأموال من أجل الهلال ـ قبل تولِّيك القيادة وأثنائها ـ والكل يعرف لك ذلك وحققت الكثير من النجاحات الداخلية ولكن خارجياً هل وصل الهلال في عهدكم للنهائي الإفريقي - على الأقل - والذي وصل إليه من قبل؟ ..الإجابة بالطبع لا.. والأسباب أنتم أعلم بها مني.
باولو كاموس
كلنا رأينا كيف أعطى هذا المدرب الفرصة لجميع اللاعبين لإثبات وجودهم وهو بالتالي عرف قدراتهم ومواهبهم فعمل على توظيفها .. ومباراة الاسماعيلي التي تعرض فيها للنقد تثبت ذلك فعند إصابة \"ديمبا\" المدافع استبدله بـ\"امبيلي\" المهاجم وتم توظيف علاء الدين يوسف كمدافع وكذلك الحال بالنسبة لاستبدال التاج بمهند وتوظيف سيف مساوي في الطرف اليمين. ولا تنسوا النقص الذي يعاني منه الهلال للإصابات والإيقافات فاجتهد الرجل في حدود المتاح.
وللاتحاد العام نصيب
لقد حددتم عدد المحترفين الأجانب بثلاثة فاحتالوا عليها بالتجنيس فنجحوا عن طريق السلطات العليا, وقلصتم العدد الكلي للاعبين إلى \"28\" بمن فيهم اللاعبون \"تحت السن\" وهذا من سلطتكم فنرجو منكم مساعدتهم بتكملة العدد \"30\" تحسباً للإصابات والإيقافات .. فهلا أنتم فاعلون ؟.. أتمنى ذلك.
عبد المنعم إبراهيم خضر ـ صحيفة البلاد السعودية
آخر الكلام
رغم مرارة هزيمة فريقهم من الترجي بثلاثية بيضاء, ورغم الفاجعة التي حلت بهم في ملعب رادس, الا ان غالبية المريخاب فرحوا فرحا شديدا وتفرغوا امس لتبادل التهاني فيما بينهم وتوزيع النكات الساخرة عبر رسائل الـ sms بعد خسارة الهلال من الاسماعيلي.
وصدق من قال : الهلال يسعد ثلاثة ارباع الشعب السوداني حينما يفوز , ويفرح الربع الباقي عند الخسارة.
انه هلال السودان.
Ibrahawad960@hotmail.com