المفاجأة المؤلمة
حدثت المفاجأة وخسر الهلال من الاسماعيلي المصري امس بهدف نظيف في ذهاب دور الـ 16 لدوري ابطال افريقيا رغم ان الفريق الارق كان يلعب على ارضه ووسط الالاف من جماهيره.
اقول مفاجأة لان اكثر المتفائلين من منسوبي النادي المصري لم يكن يتوقع ان تنتهي المباراة بهذه النتيجة , وفي نفس الوقت لم يكن اكثر المتشائمين في الهلال ينتظر ان يخرج فريقهم خاسرا.
اكثر من 25 الف متفرج دفعوا اكثر من 317 مليون بالقديم حرصوا على مشاهدة المباراة وكانوا يمنون انفسهم بعرض متميز ونتيجة كبيرة , لكن خاب فالهم فخرجوا حزانى وقرفانين.
ومع قناعتنا ان المفاجآت في كرة القدم قد يصعب تكرارها في اوقات متقاربة, لكن نقول : بامكان للهلال ان يحققها ايضا في الاسماعيلية ويفوز بفارق هدف او هدفين ويتاهل لدوري المجموعات شريطة ان يقدر لاعبوه المسؤولية ويلعبوا بمستوياتهم المعروفة.
خسر الهلال امس ليس لان الاسماعيلي كان الافضل أو الاجدر بالفوز , ولكن لان لاعبوه لم يعرفوا كيف يستفيدون من الفرص الكثيرة التي اتيحت لهم امام مرمى ضيوفهم , ثم لعدم تقدير البعض منهم اهمية المباراة ودوافع الفريق الذي كانوا يلعبون امامه.
كسب الهلال حوالي خمسة عشرة ضربة ركنية على مدار الشوطين , واكثر من ثمان اخطاء كانت قريبة من خط الـ 18 , لكنه فرط فيها بطريقة غريبة ولم يستثمرها بالشكل الصحيح.
تعامل قائد الفريق هيثم مصطفى اكثر اللاعبين خبرة, مع تلك الكرات التي نفذ اغلبها بطريقة مكشوفة و بدائية الامر الذي سهل مهمة دفاع الاسماعيلي وحارسه الحضري.
ولم يكن البديل مهند الطاهر المتخصص في الركنيات وتنفيذ الاخطاء القريبة من خط الـ 18 باحسن حالا من هيثم , ففشل في المهمة التي ادخل من اجلها.
كان اغلب اللاعبين بعيدين عن مستوياتهم وعن الروح التي عرفوا بها , باستثناء سادومبا وعمر بخيت اللذين لعبا مباراة كبيرة , وبذلا جهدا خارقا لكن ذلك لم يكن كافيا للخروج بنتيجة افضل مع تراخي بقية زملائهما.
تواصلت اخطاء منير ام بدة القاتلة , ودفع الهلال ثمن ذلك الهدف الوحيد الذي ولج مرماه , وكان علاء الدين يوسف خارج الشبكة , وكاد يكلف فريقه هدفا ثانيا من خطأ شنيع .
مشكلة الهلال الاساسية في اعتقادي كانت في الاطراف , حيث لم يقم التاج واحمد الفاضل بدورهما في النواحي الهجومية , لكن قلة خبرتهما مع بعد الاخير عن اللعب التنافسي قد يجد لهما العذر.
وقد فشل المدرب كامبوس في معالجة هذا الخلل الذي كان يمكن ان يستدركه منذ وقت مبكر ,حتى لو اضطر لاشراك مساوي في الجهة اليمنى وامبيلي في الجهة اليسرى.
نقدر الظروف الصعبة التي يمر بها فريق الهلال والمتمثلة في عدم جاهزية مساوي واصابة الجوكر حمودة , وايقاف خليفة , وقلة خبرة الظهيرين , لكن هذا لا يعفي المدرب من المسؤولية.
كنا ننتظر من كامبوس الذي تعرف جيدا على قدرات وامكانات لاعبيه , ووقف على اسلوب وطريقى اداء الاسماعيلي على الطبيعة او من خلال (سيديهات) ان يلعب على الاقل بالتشكيلة والطريقة التي كانت ستحقق له هدفه.
لم نفهم دواعي الدفع بمدثر كاريكا من البداية واجلاس امبيلي الذي يتميز بالسرعة في دكة البدلاء رغم ان الاول لم يكن سيئا , لكنه لم يكن اللاعب المناسب في هذه المباراة.
كما ان اصراره على ابقاء هيثم مصطفى داخل الملعب حتى نهاية المباراة رغم تراجع مستواه ولياقته , اضافة الى عدم توفيقه في كل الكرات التي نفذها, كان من اهم اسباب الخسارة.
نرجع ونقول ان الهلال لا يزال في المنافسة, ويملك فرصة رد اعتباره في الاسماعيلية بعد اسبوعين والتاهل لدوري المجموعات , اذا نجح المدرب كامبوس في معالجة اخطاء مباراة امس.
ونعتقد ان هذا الفريق محتاج لعدد من المباريات الودية مع فرق كبيرة , ونتمنى من ادارة النادي ان تسعى للاتفاق مع فريق للتبارى معه في الخرطوم مرتين ويا حبذا لو كان الفريق من بلد عربي.
وننتظر من اللاعبين الذين خذلوا جماهيرهم وصدموها ان يراجعوا انفسهم ومستوياتهم التي ظهروا به امس والتي لا تليق بهم ولا بالفريق الذي ينتمون اليه والذي نجح في التاهل لنصف نهائي دوري الابطال مرتين في الثلاث سنوات الاخيرة وذلك بفضل جهودهم.
اتفق مع الكثيرين الذين حملوا مجلس الادارة جزء من اسباب هزيمة امس بما فيهم الرئيس بسبب الخلافات التي نشبت بينهم رغم ان الاخير بذل الكثير من الجهد , وانفق العشرات من المليارات.
لذلك نامل منهم ان يرتفعوا لمستوى المسؤولية , ويكونوا قدر الامانة التي حملتها لهم جماهير الهلال في الجمعية العمومية , وان يعملوا باخلاص وتفان
ونذكرهم بان الفريق الحالي يمكن ان يحقق امال وتطلعات الجماهير الهلالية في هذه البطولة , ويفوز بلقبها , اذا وجد الرعاية الحقة, والاهتمام الكافي.
آخر الكلام
اتفق مع الاخ الصديق عبدالله ضبعة بان حكم المباراة الجنوب افريقي لم يوفق في احتساب الخطأ الذي نتج عنه هدف المباراة الوحيد , حيث ان اعادة اللقطة اكدت ان الحارس المعز كان برئيا مما اعتقده الحكم.
وفي اعتقادي وحسب فهمي لقوانين التحكيم والكرة فان لاعب الاسماعيلي هو الذي ارتكب الخطأ ضد المعز , لكن الحكم عكس الحالة ومنح الاسماعيلي شئيا لا يستحقه.
ومع ذلك نقول ان اخطاء الحكام هي جزء من لعبة كرة القدم , والعزاء ان الحكم لم يكن سيئا, حيث كانت اخطاؤه قليلة.
من الظواهر السالبة التي صاحبت اداء الهلال امس , البطء في التحضير عند الهجمة , وعدم عكس الكرات بالشكل السليم , اضافة الى الشرود الذهني الذي سيطر على اكثر من نصف اللاعبين.
وقد ساهم هذا الشرود في اضاعة هدف مضمون من قدم مدثر كاريكا في الشوط الثاني , واكثر من ثلاث فرص مضمونة في الشوط الاول
ويبدو ان عدم تجهير الفريق فنيا وبدنيا من قبل الجهاز الفني ما ينبغي , وتجاهل تهيئة اللاعبين نفسيا ومعنويا من قبل الادارة, ادى لتراجع مستوياتهم.
نتمنى ان يتعامل الجميع مع هذه الهزيمة بدون انفعال , وعلينا ان نكون واقعيين في تحليلنا , وبعيدين عن التناول الشخصي , فالكرة نصر وهزيمة , ومن يعتقد غير ذلك فعليه ان يبتعد عنها ويترك مشاهدتها وتشجيعها.
فاالاسماعيلي الذي نجح في التغلب على الهلال امس بملعبه يمكن ان يتاهل على حسابه لدوري المجموعات , كما تاهل الهلال على حسابه من قبل لنهائي البطولة الافريقية عام 1992.
ولا تنسوا احبائي ان الدراويش فريق كبير ومعروف على اكبر نطاق , وهو على الاقل لا ينتمي الى قائمة الحمام الميت.