موعد مع التحدي
من خلال رسالة الزميل معاوية صابر موفد (قوون) إلى كوماسي أحسست بمدى الاهتمام الكبير الذي يوليه الغانيون لمباراتهم أمام منتخبنا الوطني المقررة اليوم بملعب بابا يارا الملعب الذي شهد عودة المنتخب إلى النهائيات الإفريقية بعد غياب طويل عندما خاض مباراتيه أمام زامبيا ومصر ضمن مباريات المجموعة الثالثة في نهائيات النسخة الثامنة عشرة من كأس الأمم الإفريقية عام 2008، واهتمام الغانيين بالمنتخب مرده لاحترام الخصم بغض النظر عن مستواه الفني او درجة جاهزيته ومدى استعداده وبهذا الاحترام فقط يمكن أن يعاني منتخبنا كثيراً في مباراة اليوم التي تعتبر للمنتخب الغاني مباراة تعويض بعد أن ابتعد المنتخب الزامبي بست نقاط في صدارة المجموعة.
احترام منتخبنا الوطني كمنافس لايقف على لاعبي النجوم السوداني وجهازهم الفني فقط لكنه امتدّ للصحافة الغانية التي وصفت المباراة بموعد مع التحدي وقالت عن منتخبنا الوطني إنه منتخب المفاجآت غير السارة في إشارة إلى التعادل السلبي الذي فرضه صقور الجديان على المنتخب الغاني في آخر مواجهة جمعت بينهما في غانا، ولعل في ذلك درس يجب أن يستفيد منه لاعبو منتخبنا الوطني مفاده أهمية احترام الخصم حتى لايقود ذلك للاستهتار أو التخاذل، والاحترام لايعني تشييد حاجز من الخوف أو الرهبة فكرة القدم وإن كانت لاتخلو من المفاجآت إلاّ أنّها تضع قيمة خاصة للاجتهاد وسكب العرق داخل المستطيل الأخضر.
الوصول إلى كأس العالم حلم كبير تحقيقه يتطلب السير عبر طريق طويل وشاق ومواجهة منتخبات من العيار الثقيل على شاكلة المنتخب الغاني الذي سبق له التأهل والظهور بمظهر مشرف للقارة السمراء، وبما أنّ الكرة لاتزال في الملعب فيبقى من المشروع أن نحلم بتحقيق نتيجة تبقي المنتخب في أجواء المنافسة وانتزاع بطاقة التأهل عن المجموعة ومن ثم خوض المرحلة النهائية من التصفيات، ومن المعلوم أن خسارة المنتخب في مباراة اليوم تضعف حظوظه كثيراً حيث أن حصيلته ستكون نقطة واحدة من ثلاث مباريات في وقت سيصل فيه المنتخب الغاني إلى النقطة السادسة التي ستشعل المنافسة بينه وبين المنتخب الزامبي الذي سيقاتل بشدة ويتمسك بحظوظه في التأهل بعد أن نال ثلاث نقاط بخطأ إداري سوداني فادح.
نتمنى أن ينجح الجهاز الفني للمنتخب في وضع التشكيلة الواقعية ونعني بها مجموعة اللاعبين الأكثر جاهزية وقدرةً على التعامل مع مباراة كبيرةً كهذه، ولاشكّ أن المنتخب سيفتقد العديد من العناصر المهمة والمؤثرة لكن تبقى الثقة كبيرة في زملاء القائد هيثم مصطفى والغزال مهند الطاهر وحارس السودان الأول المعز محجوب الذي عودنا على الحضور في المباريات الكبيرة، منتخبنا الوطني ينبغي أن يتحرر من كل ضغط سوى ضغط احترام الخصم الذي أشرنا إلى أهميته في بداية هذا المقال هذا مع صادق دعواتنا وخالص امنياتنا لصقور الجديان بالتوفيق والسداد.