• ×
الإثنين 29 أبريل 2024 | 04-28-2024
علي الكرار هاشم

مساحة ثقافية

علي الكرار هاشم

 0  0  6380
علي الكرار هاشم
تأثير العولمة علي ثقافة الاقتراع

يوم بعد يوم يحمي وطيس معركة الانتخابات المزمع إقامتها في مطلع أبريل القادم وهي من منطلق الحراك والتفاعل تظل أمرا كبيرا جدا يأخذا حيزا مقدرا من زمن ووقت الناس ويأخذ الكثير من جهدهم وطاقاتهم بدنية كانت أو عصفا ذهنيا من حوارات وجدل ونقاش وليال سياسية وغير ذلك مما يصب في هذا الاتجاه الهام والذي تتشكل علي ضوء نتائجه شئون الدولة ومستقبل البلاد ومصيرها خاصة ونحن أمام لحظات مفصلية ربما نتجت عنها أحداث جسام تؤثر سلبا وإيجابا.
لقد ظلت حمى الانتخابات تجتاح العالم بأثره وتشغل الدول والشعوب قاطبة مما يجعل اهتمام الشعب السوداني بها ليس بدعا بل يتماهي تماما مع النمط الديمقراطي وحرية الشعوب وتطلعها للمشاركة في الحكم وصنع القرار وما ازدياد وتيرة الاهتمام إلا دليل وعي ومعرفة ذلك أن انصراف الجماهير بعيدا وعزوفها عن الصناديق يخلق وضعا هجينا ويصنع حكومات بلا سند شعبي وبلا دعم ويفقدها المشروعية.
ولعل من الظواهر المستحدثة والجديدة في الانتخابات السودانية الحالية هو استيعابها لكافة إفرازات العولمة في نطاق الإعلام ودخول الوسائط الإعلامية المتاحة علي الساحة وإذا كانت الإذاعة قد سبقت وعرفت في هذا المجال فقد جاءت معها القنوات الفضائية وبمعيتها الاتصال المباشر والتفاعلي ثم الانترنت بجوانبه كلها من فيس بوك ومواقع وساحات ورسائل الكترونية إضافة للدعم بالصور والفيديو والتسجيل أيضا قياس الرأي وما يحدثه من أثر مبكر غالبا ما يتوافق مع النتائج الفعلية ومن هنا فان حظوظ المرشح والناخب تتعاظم كلما كان امتلاكهم وفهمهم لهذه الآلة الإعلامية كبيرا وكلما كان تفاعلهم وتعاملهم معها علي درجة عالية ومن نافلة القول أن العكس صحيح.
هذه النقلة الكبيرة والتطور الذي استوعبته العملية الانتخابية يذكرنا بتلك الصورة المبسطة التي كانت تتم بها الدعاية الانتخابية سابقا فقد كانت وسائل الانتخابات التي عاصرناها ونحن صغار ترتكز علي رسائل مكتوبة تصل أهلنا في القرى من رؤساء وقادة الأحزاب تخبرهم بالمرشح ورمزه ثم ما يلبث أن يصل المرشح ليخطب في الناس وقد ينشط البعض في الكتابة بالجير الأبيض علي الحوائط ورفع ما تيسر من صور أو صفحات الصحف أما التفاعل في المدن فهو يتفوق باستخدام الإذاعة والصحف والمنشورات الورقية ولافتات القماش ولعل ذروة التفاعل كانت في الليالي السياسية والتي تشهد إقبالا كبيرا وتفاعلا من الجماهير.
إن المقارنة بين هذه الحالات ومدي السرعة الكبيرة التي شهدتها وسائل الدعاية والإعلان هي دليل صادق علي أن الأجيال القادمة سوف تشارك في الاقتراع بصورة قد تختلف كليا عن ما نشاهده الآن ولعلها غاليا ما تتم بواسطة الوسائط الإعلامية وكل يصوت من موقع عمله أو سكنه.
alialkarar@hotmail.com





امسح للحصول على الرابط
بواسطة : علي الكرار هاشم
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019