• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 05-01-2024
عبد اللطيف الهادي

فجر المشارق

عبد اللطيف الهادي

 0  0  4033
عبد اللطيف الهادي
كثير من القضايا التي تعج بها الساحة الهلالية تحتاج منّي وقفة للتعليق عليها وإبداء الرأي فيها ، لكن تظل قضية إغتيال ووأد الديمقراطية الزرقاء بمعاول بعض من أبناء النادي هي قضيتي الأساسية والمحورية وسأعمل على الدفاع عنها حتى آخر قطرة من مداد هذا القلم ، فالحريّة هبة من الله سبحانه وتعالى ولا يمكن لكل من عاش ويعيش في رحابها التنازل عنها بالرضوخ والخنوع للطغاة والدكتاتورين والشموليين الذين حاولوا ويحاولون عبر مر تاريخ البشرية الإستئثار بها لأنفسهم وللمطبلاتية وحارقي البخور والطيفلية الملتفون حولهم دون سواهم من الغالبية العُظمى من "الناس" المولودين من أرحام أمهاتهم أحراراً ، ولنا في الربيع العربي الذي زار عدد من البلدان العربية في أواخر العام قبل الماضي ومطلع العام المنصرم خير مثال للهفة تلكم الشعوب التي رزحت سنيناً طويلة تحت جبروت وصلف الأنظمة القمعية التي ظن قادتها أن السُلطة لن تفارقهم إلاّ بواسطة (هازم اللذات) ، ولكنهم تناسوا في غيّهم أن الخالق جلّ وعلا شأنه هو منْ يُعطي المُلكْ لمنْ يشاء وينزعه ممنْ يشاء ، وهو الذي بيده الخير وهو على كل قدير.

ــ والديمقراطية التي يُسيطر مناخها على السماء الزرقاء هي ـ رغم العصا التي تتوكأ عليها ـ أفضل بكثير من التعيين الذي كم وياما كاد أن يورد الهلال موارد التهلكة ، اللهم إلاّ من حالات نادرة كحالة المجلس المُعيّن في بداية الثمانينات بواسطة نظام حكومة مايو وفي عهده سيطر فريق الهلال على الساحة الكروية السودانية في تلك الحقبة الزمنية بعد توفق المجلس المُعيّن في التعاقد مع المدرب البرازيلي نوغيرا وبفضل العناصر المُتميزة الموجودة في كشف الفريق آنذاك ، وأبغض سيرة يمكن أن تُصاحب المجالس المُغيّنة أو لجان التسيير تتمثل في عدم وجود جهة "شرعية" تستطيع محاسبتها عكس المجالس المُنتخبة ديمقراطياً المُراقبة بواسطة الجمعية العمومية التي أولتها ثقتها وإختارت أعضائها لإدارة شؤون ناديها وفق برامجها ـ أي المجالس ـ المطروحة من قبلها على الناخب بغرض الإستحواذ على ثقته، والجمعية العمومية تملك مبدأ المحاسبة وتفعيله عبر الآلية المتاحة لها والمتوفرة بين يديها ومن ضمنها آلية طرح الثقة في المجلس أو دعوة الجمعية نفسها لعمومية طارئة لإختيار مجلس جديد ، وهذا نفس المتوفر الآن لبرلمان الهلال ، وقد ينبري لي منْ يقول أنه برلمان (مخجوج) ومُستجلب ولا يعبّر عن إرادة شعب النادي الأزرق ، فأُجيب هذا "المُنبري" بتأييدي وجهة نظره و(البصم) على إفادته بالعشرة لكن مع تذكيري له بأن (الخج) الذي تمّ ما هو إلاّ مولود شرعي للجنة التسيير التي عينتها السُلطة الشمولية الولائية وتحت إشراف مباشر لأمينها العام محمد أحمد الصادق الكاروري الذى هو أحد إفرازات (خج التعيين) ولولاه لما سمع به أحد من أُمة الهلال ، وكلنا يعلم البدعة التي أتى بها الكاروري بفتحه مراكز لتسجيل العضوية بمدينة الطائف وبنادي التحرير وهو ما يتنافى والنظام الأساسي للنادي المُشترط في أحد بنوده بضرورة إكتساب العضوية من داخل أسوار النادي ، وبما أن الصورة دوماً مقلوبة في هذا الزمن الأسيف فإن الكاروري المتغوّل على نظام الهلال الأساسي هو ذاته الساعي اللحظة لتغييب الديمقراطية عن المشهد الأزرق بعد أن أثبت بنفسه عملياً عدم قدرته على التنفس تحت مائها العذب!.

ــ ومن نعم الديمقراطية وسموها عكسها للراي العام واحدة من الغرائب والعجائب التي لا تحدث إلاّ عندنا هنا في (نادوس) ، فالحراك القوي والساخن للمعارضة التي أبرز أقطابها متمثل في الثلاثي عبدالرحمن أبومرين والكاروري والطاهر يونس إضافة لعناصر أخرى متحالفة معهم من "أدعياء النضال الجُدُد" ، هذا الحراك الشرس ما كان له أن يتأتى على أرض الواقع لولا مساحة الديمقراطية الزرقاء ، فلولاها لما سطّروا حرفاً واحداً من طعونهم التي من كثرتها فاقت وإبتزّت (الركشات) المنتشرة في شوارع العاصمة الحضارية ، ولولا الديمقراطية (المُتحكّرة) في أنسجة الخلايا الهلالية لما تجرأ أياً من هؤلاء على إستغلال هوائها النقي ونسيمها العليل لتعكير مناخ النادي بإثارتهم لغبارهم الخانق هذا ، فهل تسمح أجواء التعيين للاهثين خلفه والساعون إليه بكل قواهم و"إمكانياتهم" بمثل الحراك الماثل الان للعيان؟ .. لا أعتقد فصوت (سارينة) واحدة كفيل بإدخال كل (مناضل) من مستجدي النضال إلي داخل غُرف الهمبريب والترطيب التي فيها إرتدوا فاخر الملابس وتحت سقوفها تعطّروا بالراقي من الروائح الباريسية! .. هذه هي الديمقراطية (الغبشة) التي لا تحتملها العناصر الهشة و"الناعمة" لذا يجتهدون لطردها وتغييبها وإستبدالها بفقه الجماعة المُستحدث والمعروف إصطلاحاً بـ(الإجماع السكوتي)!.

ــ ولقد تعرضت شخصياً لإنتقادات من بعض القراء بسبب موقفي الداعم والمساند لمجلس الشرعية والديمقراطية ، وليعلم هؤلاء السادة المحترمين أن إيماني الراسخ بالديمقراطية وبالحرية وبحتمية ديمومتها في الحياة الإنسانية لن أُحيد أو أرتد عنه حتى آخر نفس تستقبل أوكسجينه رئتيّ ، وكما كتبتُ هنا في هذه المساحة بالأمس أنني واحد من المعارضين لمجلس الهلال (المنتخب) لكن في إطار الديمقراطية نفسها ، ولا يمكنني الخوض مع المعارضين الخايضين واللاهثين خلف النظام الحاكم حتى أُشاركهم جريمة نسفها وإقتلاع جذورها من تُربة نادينا لمجرد معارضتي للمجلس ، وأنا أحترم صاحب كل رأي مغاير لرأيي ، وأُقّر كل وجهة نظر مختلفة مع وجهة نظري ، كما أُبجّلُ كل طرح متعاكس مع طرحي ، لكن في حدود الإحترام والبُعد عن التهاتر والإسفاف الطافح في ردود بعض منْ لا يعجبهم ما أكتب من كلمات ، ويا أيها السادة المختلفون معي ضعوا في حسبانكم أن (الحرية لنا ولسوانا) ، والله سبحانه وتعالى نفسه ترك حرية الإيمان به أو الكفر والإلحاد بعدم وجوده فما لكم كيف تحكمون؟ .. أستغفر الله لي ولكم.

فجر أول

ــ خمسة أهداف نظيفة أودعها أشاوس الموج الأزرق في شباك الأهلي مدني عبرت بهم للمباراة النهائية لكأس السودان المحدد لها مساء الأربعاء المقبل.

ــ واصل رجال الهلال إنتصاراتهم العريضة وعروضهم الجميلة وبها إستردوا بطولة الدوري الممتاز وفي طريقهم للمحافظة على المنافسة الثانية التي هرب منها الوصيف العام الماضي.

ــ قدم سادومبا مساء أمس مباراة كبيرة توجها بثلاثية نارية أدخلت الرعب في دواخل الأحباب الوصيفاب والنيلاب.

ــ سادومبا كأنه بأداءه الجاد مساء أمس يرد على حملة الأجندة المعارضين الذين حاولوا المتاجرة بتجديد عقده مع الهلال!.

ــ المريخ والمريخ ـ عفواً ـ المريخ والنيل منْ فيهما سيحاول الإنتحار بالإنتصار اليوم وملاقاة المرعب الأزرق؟.

ــ جحيم الديمقراطية ولا نعيم الدكتاتورية!.

فجر أخير

ــ لا نغنيك ولكنّا نُناضل .. هذه الأوتار أعصاب شهيد كلفته الأرض أن يرحل ، فأستأذن راحل .. كشعاع ، بسلام ، هرب الدفء إلي الآتين من شُمْ المراحل .. هذه الأنغام أهداها لنا بعد أن نازل بـ(المنشور) أعواد المقاصل!.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : عبد اللطيف الهادي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019