• ×
الجمعة 10 مايو 2024 | 05-09-2024
النعمان حسن

لدغة عقرب

النعمان حسن

 1  0  1109
النعمان حسن
لدغة عقرب النعمان

السبتا فرح الازرق والاحدا فرح الاحمر بينما حزن كل السودان لفرحهم الزائف



سنوات الاحزان تتواصل وتقارب العشرين عاما والسودان خارج المنظومة الكروية اقليميا وقاريا وعالميا ليبقى سجله خالى من اى( ركورد) فى بطولة معتبرة غير كاس الامم الافريقية عام 70 اى قبل ما يزيد عن اربعين عاما وطوال فترة ما بعد ذلك فشل كل المسئولين فى ان يستوعبوا انه لا امل تحت ظل النظام الرياضى الحالى فالدولة غائبة ومغيبةوالادارات تتدنى والمليارات تهدر فى لاعبين محليين واجانب غير مؤهلين والمحصلة صفر والاصفار تتوالى والكرة السودانية غير موجودة الا فى الصحف.

ما يسمونها بالقمة وهى فى حقيقتها (الغمة) طوال تاريحهاالذى قارب المائة عام لايعرف لها غير انجاز واحد حققه المريخ فى 89 بفوزه ببطولة الفاشلين فى التنافس وسط الكبار ومشاركة للهلال فى نهائى الابطال مرتين دون ان يحقق اى كاس.

ولكن الفشل الاكبر بل والاخطر من الفشل فى الملعب يتمثل فى انعدام الحس الوطنى فهذا ما جناه السودان من التردى الكروى ليصبح هذا جزءا مكملا للتردى العام فى كل المجالات والمؤسف ان هذا التردى لا علاج له حتى لو نجحنا فى معالجة التردى الكروى الذى يمكن معالجته بابتداع نظام رياضى مواكب للعالم لو شاء لنا ان ياتى يوما تدرك فيه السلطة انها مسئولة عن هذا التدهور و التهور كما يمكن معالجة التردى فى الملعب فنيا لو ارتقى المستوى الادارى فى الاندية ولكن ما لايمكن معالجته اعادة الحس الوطنى لانه شأن تربوى افتقد كل مقوماته على كل المستويات ولا يصلح العطار ما افسد الدهر ومن المحال ان ينصلح الحال بعد ان اصبحت الادارة حرفة لاصحاب المال وبعد ان دانت الصحافة لهم التى لم تعد تلعب اى دور اصلاحى وسوف لن تفعل وهى نفسها بحاجة للاصلاح ولكن هيهات فلقد فات الاوان .

انظروا لخارطة الطريق فى الايام الثلاثة الماضية وقيسوا على ذلك:

فلقد راود السودان امل بالرغم من اننا كنا نراه حلم الجيعان فى ان تستثمر الفرصة التى لاحت للسودان بان يضمن كاس الكونفدرالية بان يتاهل الفريقان ليضمن السودان الكاس بالرغم من انها البطولة الثانوية التى يتاهل لها الفاشلون فى البطولة الكبرى ويومها قلنا لا يهم السودان من يحقق هذا الحلم المهم ان يحققه اى واحد منهما ولكنها احلام طارت لان كلاهما غير مؤهل للخروج بنا من اخفاقات مائة عام ولكم ان تتصورو ان هدف واحد لو امكن لاى منهم ان يحرزه فى المباراتين لكفل لصاحب الهدف ان يلعب النهائى وان هدف واحد من كل منهما لاصبح الكاس سودانيا ومع ذلك لم تفلح مئات المليارات التى اهدرت فى المحترفين من الاجانب والمحليين الذين انتظرناهم ليحرزوا هدفا يؤهلنا للنهائى ولكن كيف لهم ان يحققوا هذا الامل ومنذ ان تم استجلابهم لم يحققوا اى نتيجة افضل مما سبقوهم دون اهدار المليارات ولكن تواصل اخفاقهم رغم ما سلط عليهم من اضواء كاذبة والقاب تضاهى ميسى ورونالدو .

ولكن ليست هذه القضية وانما القضية فى هذا المرض المسمى بالازرق والاحمروالذى افرغ اللونين من طعمها الحلو فالازرق لون النقاء والصفاء فكيف تحول لكدرومصادرة لحق الوطن والاحمر لون الثورة من اجل الانسان وقيمه فكيف اصبح تظاهرة ضد هكذا حال اللونين بسبب (الغمة) قتلا الحس الوطنى ودانوا بالولاء للالوان بدلا عن السودان الذى باعوه من اجل الوان فقدت طعمها:

عفوا ليلة السبت خرجت تظاهرة الازرق فرحا تهلل وليتها خرجت لتحتفى بتحقيق الهلال للكاس ولكنها خرجت تقرع الطبول لهزيمة المريخ وخروجه من نصف النهائى ثم كان يوم الاحد ليرد الاحمر بتظاهرة اكبرولم تكن فرحة لتأهل المريخ للنهائى ولكن لفشل الهلال فى التاهل .

هكذا عاشت اجواء السودان فى كل مكان تظاهرات الفرح بالهزائم ولم يحفل اى منهم بلون السواد لون الحداد الذى خيم على السودان الوطن الذى عمته التظاهرات الصامتة يذرف الموع على حلمه الذى ضاع.

صدقونى اذا كان لكل ازمة حل فازمة الحس الوطنى لا حل لها طالما انه لم يعد لنا غير عبادة لونين باالباطل وفضونا من شماعة التحكيم ومسئوليته عن الاخفاقات فالخسارة الاكبر موت الضمير الوطنى والذى تسال عنه الصحافة الرياضية

وبهذا نعلن نهاية العزاء لان الفقيد رحل ولم يعد منذ سبعين عاما وان عاد فلا امل فى ان يعود الحس الوطنى وان كان الامل فى اولادنا دون الخامسة عشر الذين انصرفوا عن متابعة الكرة السودانية بعد ان تفتحت امامهم متابعة الكرة العالمية وامنياتى ان يشفيهم الله من مرض الازرق والاحمر السرطانى

عليكم الله فضوها سيرة وبلاش متاجرة على حساب الحس الوطى وملعون ابوكى -----كورة
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : النعمان حسن
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    مؤيد 11-13-2012 03:0
    صدقت أبا سامرين فيما ذهبت إليه . ولنفكر جدياً وبعقول حاضرة فى كرتنا وإعلامنا الكاذب الكذوب والترهات الجوفاء والضحية المواطن المسكين الذى يكذب عليه الاعلام حتى صاروا يقتلون بعضهم البعض عشان لا شىء ولا نرى وطناً إلا ضجيج إعلامنا الفاشل المفسد الذى إرتزق فيه الكثيرون ولا يمكلون مهنية المهنة ولا هم متعلمون ..
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019