الشارع الرياضي
محمد احمد دسوقي
تألق هيثم في مباراة المنتخب أبلغ رد على أكاذيب غارزيتو بعدم جاهزيته.!
إلتفاف الجماهير حول المنتخب أكد إرتفاع الحس القومي والتخلص من عصبية الأندية
الدفاع نقطة ضعف المنتخب.. ولابد من ترتيب أوراقه لتخطي الأثيوبي
}الإنتصار الذي حققه المنتخب الوطني على أثيوبيا بخمسة أهداف مقابل ثلاثة لم يكن عن جدارة وإستحقاق.. بل جاء بخلع الضرس وبعد معاناة شديدة وصلت مرحلة يأس الجماهير من تحقيقه لأن شكل منتخبنا ومستوى أدائه وضعف روحه ومسؤوليته لا تليق بمثل هذه المباريات الحاسمة والتي يفترض أن يخوضها اللاعبون بشجاعة وفدائية الأنصار في معركة كرري التي قدموا فيها عشرات الألوف من الشهداء فداءاً لحرية الوطن واستقلاله.. كان هذا هو المأمول والمتوقع من لاعبين يدركون أهمية تحقيق فوز كبير مع المحافظة على نظافة شباكنا لوضع أقدامنا على أعتاب التأهل.. ولكن كيف يتحقق ذلك ودفاعنا كان عبارة عن شوارع معبدة صال فيها الأثيوبيون وجالوا بحرية تامة مكنتهم من إحراز ثلاثة أهداف في مرمانا بسبب الأخطاء القاتلة للدفاع والحارس. وحتى لا نُحمِّل الدفاع وحده المسؤولية فقد كان لعدم وجود محاور تشكل ساتراً أمام الدفاع أثره الواضح في وجود ثغرات كبيرة في عمق الدفاع إخترقها الأثيوبيون بسرعة إنطلاقاتهم ومتابعتهم للكرات المرتدة من الحارس أكرم الذي كان أكرَّم من حاتم الطائي بفتح شباكه لاستقبال ثلاثة أهداف للضيوف الأثيوبيين.. وقد زاد طين الدفاع بله عدم إختيار مازدا لعمر بخيت لأنه أفضل من يشكل ساتراً أمام الدفاع ويوفر الحماية للمرمى من منطقة متقدمة بإجادته للتغطية وحسن توقعه للمكان الذي ستلعب فيه الكرة. كذلك فإن غياب علاء الدين بسبب الإصابة كان له أثره الواضح في ضعف الدفاع الذي إفتقد قدراته الكبيرة في التغطية والمراقبة وتنظيف المنطقة الأمامية لخط 18.. عموماً فالدفاع يحتاج لإعادة تنظيم وترتيب أوراقه حتى يتمكن من أداء دوره كاملاً في المحافظة على نظافة الشباك في مباراة أديس أبابا.. أما إذا لعب الدفاع بنفس التشكيلة التي أدى بها مباراة أمدرمان فإن عدم الوصول لجنوب افريقيا يصبح في حكم المؤكد!.
}التغييرات التي أجراها مازدا بدخول هيثم ومهند وبكري كانت موفقة وزادت من فعالية الهجوم وإصراره على تحقيق الفوز بعد أن نجح الأحباش في إدراك التعادل الذي كان بالنسبة لهم حلماً بعيد المنال في مواجهة قدرات وخبرات المنتخب السوداني الذي تجاوز عدد المباريات الدولية لبعض لاعبيه حاجز المائة مباراة.. وقد نجح بكري وهيثم في الحصول على ضربتي جزاء بإختراقهما للدفاع الأثيوبي في منطقة العمق والذي لم يكن أمامه سوى إرتكاب المخالفات لمنعهما من إحراز الأهداف والتي عوضها مهند بإحرازه هدفين من ضربتي جزاء.
رغم غياب البرنس هيثم مصطفى الطويل عن الملاعب فقد ظهر بمستوى جيد خلال فترة العشرين دقيقة والتي جهّز فيها عدة كرات للمهاجمين من بينها التمريرة التي أُرتكبت فيها ضربة جزاء مع بكري المدينة.. إضافة لتنظيمه لألعاب المنتخب بتمريراته المضبوطة في مختلف أنحاء الملعب وقيامه بعدة محاولات للوصول للمرمى عن طريق أختراق الدفاع من العمق. وقد كان المستوى الرائع لهيثم في مباراة المنتخب أبلغ رد على المدرب غارزيتو الذي كان يتعلَّل بإبعاد هيثم عن تشكيلة الهلال لعدم جاهزيته والتي إتضح أنها أكذوبة كبرى هدفها إبعاد الكابتن وحرمانه من شرف المشاركة مع الفريق الذي قاده لمنصات التتويج عديد المرات خلال السبعة عشر عاماً الماضية.
}الجماهير السودانية كانت نجم المباراة بلا منازع بحضورها الكثيف ومساندتها القوية والمتواصلة للمنتخب بالتصفيق والهتاف وترديد الأغاني والشعارات لبث روح الحماس في اللاعبين ودفعهم لتحقيق الفوز.. إن إلتفاف الجماهير حول المنتخب ظاهرة صحية ينبغي أن نحافظ عليها بالإشادة لإرتفاع الحس القومي حتى تتخلص من عصبية الأندية والولاء لها بمستوى أكبر من المنتخب الذي يمثل الوطن والذي هو فوق كل إنتماء وإعتبار سياسي أو رياضي أو ديني أو جهوي.
}لا شك أن تقدم أعمار لاعبي المنتخب السوداني كان له أثراً واضحاً في أدائهم وعدم قدرتهم على مجاراة سرعة ولياقة وقوة اللاعبين الأحباش الذين لا يتجاوز متوسط أعمارهم العشرينات. بينما متوسط أعمار لاعبي منتخبنا فوق الثلاثين. لذلك كان المتوقع أن تتاح فرصة المشاركة للاعبين صغار السن لتجديد شباب الفريق وضخ الدم حاراً في عروقه بإحداث الإحلال والإبدال في وجود عناصر الخبرة حتى لا تجبر الظروف الجهاز الفني لإجراء تغيير شامل في ظل التراجع الكبير لمستوى الأداء واللياقة. واعتقد أن وجود ثلاثة أو أربعة لاعبين صغار السن كان سيغير شكل المنتخب ويمكنه من مجاراة قوة وسرعة الأحباش.
}رغم الظروف الصعبة للمباراة القادمة بأديس في مواجهة الأحباش ودوافعهم وتطلعاتهم للوصول للنهائيات بعد 30 عاماً من الغياب فإنه ليس هناك مستحيلاً في كرة القدم أمام قوة الإرادة وروح الإصرار على تحقيق آمال الأمة في التأهل للنهائيات للمرة الثالثة في أربع بطولات. وقديماً قالوا على قدر أهل العزم تأتي العزائم
محمد احمد دسوقي
تألق هيثم في مباراة المنتخب أبلغ رد على أكاذيب غارزيتو بعدم جاهزيته.!
إلتفاف الجماهير حول المنتخب أكد إرتفاع الحس القومي والتخلص من عصبية الأندية
الدفاع نقطة ضعف المنتخب.. ولابد من ترتيب أوراقه لتخطي الأثيوبي
}الإنتصار الذي حققه المنتخب الوطني على أثيوبيا بخمسة أهداف مقابل ثلاثة لم يكن عن جدارة وإستحقاق.. بل جاء بخلع الضرس وبعد معاناة شديدة وصلت مرحلة يأس الجماهير من تحقيقه لأن شكل منتخبنا ومستوى أدائه وضعف روحه ومسؤوليته لا تليق بمثل هذه المباريات الحاسمة والتي يفترض أن يخوضها اللاعبون بشجاعة وفدائية الأنصار في معركة كرري التي قدموا فيها عشرات الألوف من الشهداء فداءاً لحرية الوطن واستقلاله.. كان هذا هو المأمول والمتوقع من لاعبين يدركون أهمية تحقيق فوز كبير مع المحافظة على نظافة شباكنا لوضع أقدامنا على أعتاب التأهل.. ولكن كيف يتحقق ذلك ودفاعنا كان عبارة عن شوارع معبدة صال فيها الأثيوبيون وجالوا بحرية تامة مكنتهم من إحراز ثلاثة أهداف في مرمانا بسبب الأخطاء القاتلة للدفاع والحارس. وحتى لا نُحمِّل الدفاع وحده المسؤولية فقد كان لعدم وجود محاور تشكل ساتراً أمام الدفاع أثره الواضح في وجود ثغرات كبيرة في عمق الدفاع إخترقها الأثيوبيون بسرعة إنطلاقاتهم ومتابعتهم للكرات المرتدة من الحارس أكرم الذي كان أكرَّم من حاتم الطائي بفتح شباكه لاستقبال ثلاثة أهداف للضيوف الأثيوبيين.. وقد زاد طين الدفاع بله عدم إختيار مازدا لعمر بخيت لأنه أفضل من يشكل ساتراً أمام الدفاع ويوفر الحماية للمرمى من منطقة متقدمة بإجادته للتغطية وحسن توقعه للمكان الذي ستلعب فيه الكرة. كذلك فإن غياب علاء الدين بسبب الإصابة كان له أثره الواضح في ضعف الدفاع الذي إفتقد قدراته الكبيرة في التغطية والمراقبة وتنظيف المنطقة الأمامية لخط 18.. عموماً فالدفاع يحتاج لإعادة تنظيم وترتيب أوراقه حتى يتمكن من أداء دوره كاملاً في المحافظة على نظافة الشباك في مباراة أديس أبابا.. أما إذا لعب الدفاع بنفس التشكيلة التي أدى بها مباراة أمدرمان فإن عدم الوصول لجنوب افريقيا يصبح في حكم المؤكد!.
}التغييرات التي أجراها مازدا بدخول هيثم ومهند وبكري كانت موفقة وزادت من فعالية الهجوم وإصراره على تحقيق الفوز بعد أن نجح الأحباش في إدراك التعادل الذي كان بالنسبة لهم حلماً بعيد المنال في مواجهة قدرات وخبرات المنتخب السوداني الذي تجاوز عدد المباريات الدولية لبعض لاعبيه حاجز المائة مباراة.. وقد نجح بكري وهيثم في الحصول على ضربتي جزاء بإختراقهما للدفاع الأثيوبي في منطقة العمق والذي لم يكن أمامه سوى إرتكاب المخالفات لمنعهما من إحراز الأهداف والتي عوضها مهند بإحرازه هدفين من ضربتي جزاء.
رغم غياب البرنس هيثم مصطفى الطويل عن الملاعب فقد ظهر بمستوى جيد خلال فترة العشرين دقيقة والتي جهّز فيها عدة كرات للمهاجمين من بينها التمريرة التي أُرتكبت فيها ضربة جزاء مع بكري المدينة.. إضافة لتنظيمه لألعاب المنتخب بتمريراته المضبوطة في مختلف أنحاء الملعب وقيامه بعدة محاولات للوصول للمرمى عن طريق أختراق الدفاع من العمق. وقد كان المستوى الرائع لهيثم في مباراة المنتخب أبلغ رد على المدرب غارزيتو الذي كان يتعلَّل بإبعاد هيثم عن تشكيلة الهلال لعدم جاهزيته والتي إتضح أنها أكذوبة كبرى هدفها إبعاد الكابتن وحرمانه من شرف المشاركة مع الفريق الذي قاده لمنصات التتويج عديد المرات خلال السبعة عشر عاماً الماضية.
}الجماهير السودانية كانت نجم المباراة بلا منازع بحضورها الكثيف ومساندتها القوية والمتواصلة للمنتخب بالتصفيق والهتاف وترديد الأغاني والشعارات لبث روح الحماس في اللاعبين ودفعهم لتحقيق الفوز.. إن إلتفاف الجماهير حول المنتخب ظاهرة صحية ينبغي أن نحافظ عليها بالإشادة لإرتفاع الحس القومي حتى تتخلص من عصبية الأندية والولاء لها بمستوى أكبر من المنتخب الذي يمثل الوطن والذي هو فوق كل إنتماء وإعتبار سياسي أو رياضي أو ديني أو جهوي.
}لا شك أن تقدم أعمار لاعبي المنتخب السوداني كان له أثراً واضحاً في أدائهم وعدم قدرتهم على مجاراة سرعة ولياقة وقوة اللاعبين الأحباش الذين لا يتجاوز متوسط أعمارهم العشرينات. بينما متوسط أعمار لاعبي منتخبنا فوق الثلاثين. لذلك كان المتوقع أن تتاح فرصة المشاركة للاعبين صغار السن لتجديد شباب الفريق وضخ الدم حاراً في عروقه بإحداث الإحلال والإبدال في وجود عناصر الخبرة حتى لا تجبر الظروف الجهاز الفني لإجراء تغيير شامل في ظل التراجع الكبير لمستوى الأداء واللياقة. واعتقد أن وجود ثلاثة أو أربعة لاعبين صغار السن كان سيغير شكل المنتخب ويمكنه من مجاراة قوة وسرعة الأحباش.
}رغم الظروف الصعبة للمباراة القادمة بأديس في مواجهة الأحباش ودوافعهم وتطلعاتهم للوصول للنهائيات بعد 30 عاماً من الغياب فإنه ليس هناك مستحيلاً في كرة القدم أمام قوة الإرادة وروح الإصرار على تحقيق آمال الأمة في التأهل للنهائيات للمرة الثالثة في أربع بطولات. وقديماً قالوا على قدر أهل العزم تأتي العزائم