< لم تعد الوظيفة العامة.. غالباً.. وسيلة لتصريف قضايا الناس.. كما لم يعد الاهتمام بالعمل في بلد التسيب والفوضى رهيناً بأخذ الأجر أو جفاف العرق وما بينهما علاقة طردية يحكمها المزاج العام وليس الصالح العام.
< كذلك أصبح المشتغلون في الوظيفة العامة أكثر إنشغالاً بمعاشهم وباتوا أعمق إستغراقاً في بناء المنزل الفاخر وإمتطاء العربة الفارهة وتعليم الأبناء في المدارس الأجنبية.. نفعل كل ذلك ونسدد الفواتير الباهظة من قدرتنا على إستغلال الوظيفة العامة في ركوب الصعاب.
< على أيام صحيفة (المشاهد) المؤودة كتب أحد الصحفيين مقالاً إتهم فيه أحد وزراء الشباب والرياضة السابقين باستلام (كراسات) من أحد رؤساء القمة.. وأشار الى أن ذلك يدخل من باب (القبض) وعربون محبة ما بين الوزير ورئيس النادي القمة.
< صبيحة نشر المقال تلقيت إتصالاً مزعجاً من السيد الوزير: (عرفنا كلو شيء يا كبوش.. قلتو جينا الوزارة في محاصصة ومجاملة.. وقلتو دخلت قريبي مجلس ادارة النادي وقلتو انا مريخابي ومرة هلالابي... اليوم عايزين تمرقوني مرتشي.. شوف يا اخوي الكلام ده ما كدي..).
< إستمعت للرجل وهو يهزئ ويسمعني مرافعته المهزوزة فلم أجد حرجاً في أن اسأله: (مع شديد احترامي لك أخي الوزير.. هذا الكاتب كتب كلاماً محدداً.. أما أن تنفيه وهذا هو حقك قانوناً وعرفاً.. وأما أن تسكت عليه ان كان صحيحاً).. قال لي: (شوف يا اخوي.. أنا عندي اخوي عندو منظمة ناشطة في مجال التعليم.. مرة جاني في المكتب وقال لي ياخي ما تكلم لينا صاحبك ده يدعمنا عندو مصنع كراسات... تناولت كرتي الشخصي وكتبت على ظهره: الاخ الكريم فلان الفلاني.. أرجو شاكرا دعم الاخوة في منظمة .... بما تيسر من كراسات.. اها يا اخوي دي انتوا بتسموها رشوة)..
< إنتهى الأخ الوزير من مرافعته الحزينة ولم ينته وكدت أذكره باستغلاله للوظيفة العامة وكيف أنه استخدمها مطية لتحقيق أغراضه الشخصية: (عن أبي حميد الساعدي قال استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه قال هذا مالكم وهذا هدية فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا).
< أصر يومها رئيس النادي (المفتح) على وضع ختم (اكرامي) على شحنة الكراسات التي نقلتها البكاسي.. ورغم ذلك وجدت طريقها الى الاسواق.
< لا تستغربوا يا اخي الارباب ويا اخوتي من الصداريين اذا ذبح القانون نهاراً جهاراً وسلب الحق رغم أنف المطالب.. اللهم أرنا الحق حقاً.
مرات يا أستاذ كبوش لو تطلقو اتنين واحدهما اولي بكفالة الابناء الا أن القاضي (وهو من يطبق القانون) يمكن ان يحول الكفالة الى الاخر لعدم اهلية وكفاءة الاول صاحب الحق لاسباب منها عدم القدرة على الصرف أو التربية الصحيحة او انعدام الامن لاي سبب مثل أن يكون مختلا عقليا أو به شيء من المرض النفسي والخ الخ.
لذلك نقول ان القانون يمكن ان يعطي الكاردينال حق رئاسة او بالاحرى كفالة الهلال على الاقل من اجل اكمال المنشاءات المتبقية مثل تكلمة الاستاد وبناء النادي الجديد والاكاديمية بجانب استمرار الحالية مثل القناة الفضائية وبيت الهلال والصرف على الفريق الاول والخ الخ والخ لا ينتهي.
صاحبك ما قدر دا كله والا ما كان هرب وترك وراءه المليارات كما يدعي. ياخي مشكلتكم أنكم مثل العزيز فرعون لا تريدون ان يرى الناس الا ما ترون. جمهور الهلال ناس تفتيحة زيكم كدا وقادرين يفرقوا بين الحق والباطل بين القادر والعاطل فارجو ان تعملوا للمصلحة مصلحة الهلال التى هي في اتباع الحق لا الباطل.
هدانا الله واياكم سواء السبيل او كما قلت انت: اللهم ارنا الحق حقا.