• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
صلاح شكوكو

لأولي النهي

صلاح شكوكو

 1  0  1601
صلاح شكوكو
أنا والنّيل والصدى

رغم إنكسارات الكرة السودانية وهزتها التي أصابت تقريبا كل فرقنا التي تمثلنا، ورغم إستغراب الكثيرين لهذه المواجع التي هي في الأصل إنعكاس طبيعي لمستوى الكرة في بلادنا، ذلك أننا نسيير رياضنا بكم وافر من العواطف، وغياب تام للمنهجية العلمية، في كل مفاصلها، وبصفة خاصة في ما يتعلق منها بالجانب الإداري الذي يشكل عصب كل نشاط ناحج.

وبعيدا عن هذه المواجع التي تعترى ممارستنا الرياضية، وقد أشبع الكتاب القراء بردود أفعال جعلت الناس في حالة من الإحباط واليأس، لذا دعوني أستغل هذه المساحة، لأتحدث عن جزئية تخصني، وربطت بيني وبين صحيفة (الصدى)، هذه المجرة التي إنبرت وجعلت لنفسها مكانة متميزة في خارطة العمل الصحفي في بلادنا.

والحقيقة أن صلتي ووصلي بالأخ الأستاذ (مزمل أبو القاسم) وصل يتمدد الى أوانات الإغتراب بدولة الإمارات العربية المتحدة، والرجل حينها كان أحد الذين أسهموا في تأسيس صحيفة (أخبار العرب) الإمارتية، خاصة وأن الصحيفة كانت تصدر ملحقا كاملا في شكل ملف يومي، بجهد كبير ووافر يعادل حجم صحيفة كاملة، وكان الرجل أحد ركائزها الذين وضعوا لها أسس الصدور والظهور.

والشاهد أنني ومنذ أن عدت الى الوطن بعد إنقضاء فترة غربتي، جلست أتأمل الموقف حولي، إلى أن قررت ويممت شطر (الصدى) لأختارها من بين أخواتها كمكان أنشر فيه مقالاتي، بالرغم من أن لي صلات طيبة بصحفيين كثيرين في صحف مختلفة، لكنني وجدتني أكثر إنجذابا لها، وأحس الآن أنني وفقت في ذلكم الإختيار.

ولعلها مناسبة طيبة أن أبعث للأخ العزيز (مُزمل) بتهنئة حارة من سويداء الفؤاد لروح المثابرة وقوة العطاء عنده وهو يتفوق الظروف حوله، ويرسم لوحة مُبهرة في سوح العطاء كلها، برغم المغالبة بين العطاء اليومي والبحث العلمي المضني، الذي توجه بحصوله على درجة الماجستير بدرجة الإمتيار، ليرسم بذلك لوحة زاهية من صور البهاء والنجاح، ولن أنسى للرجل كلمته لي يوم إلتقاني بعد عدة مقالات لي بالصحيفة، ليقول لي بالحرف الواحد: (شكراً لإختيارك الصدى)، والحقيقة أنني لن أجد ما أكافئ به هذه الكلمات إلا أن أقول للرجل: (شكراً لأهل الصدى عندي).

لكن أروع تصاريف القدر أن تكون أول ما بدأت به الكتابة في الصدى، هي تلكم الكتابات التوثيقية التي تناولت فيها سيرة رجل يحتل في قلبي مكانة المودة والتقدير والإحترام، وكانت فكرة التوثيق له تراودني منذ أمد بعيد، لكن شاءت إرادة المولي أن ينتقل الرجل بعدها الى رحاب ربه راضيا مرضيا، وتُصادفُ هذه الأيام ذكرى رحيله الذي كان منذ عام تقريبا، الا هو الفقيد الغالي (عزالدّين الصبابي) الذي مازالت ذكراه تجوب دواخلي، دعواتنا بأن يتقبله الله قبولا طيبا وأن يجعل مستقره في رضوانه مع الصديقين والشهداء.

والشاهد أنني ظللت حريصا على إيصال مقالاتي للصدى مباشرة (يدا بيد) دون إرسالها عبر البريد الألكتروني، ذلك لأن إلتقائي بالكوكبة النيرة التي تشكل فريق العمل بالصحيفة مسألة عندي لها قدر وافر من صدق الإخاء والحميمية والمودة، والتي بدورها شكلت بيني وبينهم وشائج طيبة قوامها الإحترام المتبادل.

لكن إلتحاقي مؤخرا بالعمل بقناة النيل الأزرق بصورة كاملة، حرمني من هذا الوصل الجميل، حتى أصبحت إلتقاءاتي بالأخوة والأحباء في (الصدى) شحيحة لعدم وجود سعة في الوقت تتيح لي ذلك، فأصبح البريد الألكتروني خيارا يتناسب مع المتغيرات الجديدة، وبذلك غاب الإلتقاء بأهل المودة فيها، الذين آمل أن يلتمسوا لي في ذلك كل العذر.

أما أهلي الجدد بقناة النيل الأزرق، فقد وجدتهم أهل روعة وجمال، يدركون أن الإبداع يبدأ من الدواخل، لذلك أشاعوا المودة بينهم، وطوقوني بوشائج طيبة ومودة غامرة، والذين وجدت نفسي بينهم كأنني معهم منذ أمد بعيد، فبسطوا كنف الإخاء بيني وبينهم وطوقوني بروح الأسرة الممتدة عبر أثير إرسالهم في الفضاءات البعيدة.

والذين تبينت بقربي منهم، جهدهم وسعيهم الحثيث ودأبهم الطيب لتطوير العمل والإرتقاء بالقناة، وهم يدركون أنهم أصحاب رسالة، خاصة بعد أن أصبحوا هم الأكثر مشاهدة بين المثيلات في الفضاء السوداني، وذلك بسب مرونة مواعينها وجودة معينها القادر على إحتواء أكبر عدد ممكن من البرامج وأشكالها، بعد صياغتها بأيدي وأفكار الكوادر الفنية العاملة فيها، وهم في جهدهم هذا يحاولون تطويع المستحيل بجهد إبداعي مبهر، مستغلين إستخدامهم الأمثل للتصوير والمعالجات الرقمية التي تعطي نتاجا رائعا وألوانا جذابة وساحرة.

التحية لأسرتي في الصدى.. وبصفة خاصة لربانها الماهر (مزمل)، عازما أن يكون وصلي بهم وبالقراء متقدا إن شاء الله، رغم زحام العمل ومغالبات الظروف، والتحية لأسرتي الجديدة بالنيل الأزرق والذين أتشرف أن أكون بينهم، كواحد من أسرة العطاء وأهل الإبداع، بقيادة مديرها (حسن فضل المولى) وكل المنتسبين لها.

والتحية كذلك للقراء الكرام الذين ظل الكثيرون منهم يسألون عني ويتواصلون معي عبر البريد الألكتروني وعند الإلتقاءات الكثيرة التي أصادفهم فيها، وإن كان لي كلمة وفاء وتقدير يمكن أن تقال في سجل (الصدى) التي جعلت لي صدى بين الناس، فهي بعض تقدير أكافئ به صنيعهم الطيب معي، آملا أن يظل قلمي بينهم إضافة حقيقية وعنوانا للتواصل الجميل، وأن تعينني الظروف على التواصل المتقد.

والتحية كذلك لأهل الإذاعة الرياضية وهم يطوقونني بمودة اللقاء الأسبوعي عبر البرنامج الإسبوعي (مقهى الرياضية) هذا الذي عمق وصلي بالناس، ورسم منهجية التلقائية الأدائية عنوانا، والتحية كذلك للإذاعة السودانية وقائدها الهمام (معتصم فضل) ولبرنامج (الصفحة الأولى) وهو يقدم مادة رشيقة وبألوان زاهية لطيفة، تلمست من خلالها الثقافة العالية التي يتمتع بها أهل هذه الصفحة، والتحية كذلك لإذاعة البيت السوداني وهي تشكل نبعا من ينابيع العمل الجميل، وترسم ملامح المهنية بأروع صورها ولتتفرد في المضمون والفكرة، عبر مساحة العصف الثقافي والتلاقي الودود الذي يرسم ملامح إذاعة ترسم لنفسها مساحة في وجدان المستمعين.

صلاح محمد عبد الدائم (شكوكو)
hotmail.com@shococo

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : صلاح شكوكو
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    محمد 05-07-2012 01:0
    مقال شخصى جداً ولايفيد القارئ بشئ ايه الأمارات وصحيفة الامارات وماجستير مزمل والاذاعة السودانية والنيل الازرق وبطيخ وشمام وثوم وبصل ياخى أحترموا عقول القراء وقدمو الصحافة الرياضية شوية وأعلم أن راتبك هذا يأتى من القارئ فيجب إحترامه وتقديم مقال جيد يفيده ويفيد المسيرة الرياضة ، مافائدة علم الأشياء الشخصية بالنسبة للقارئ.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019