زووم
أحمد الباشا ظلم نفسه..!
سواء أكان لاعب وسط المريخ أحمد الباشا مخطئاً أم مظلوماً فإنه قد خسر فرصته في الظهور على شاشات المونديال الأفريقي وتعزيز سيرته الذاتي برعونة وغياب البصيرة، وقد اجتهد إعلام المريخ في تصويره بالمسكين والمظلوم والمستهدف، بينما تدخل إعلام الهلال واجتهد في معاقبة اللاعب وما بين هذه وتلك تغبشت القضية وبهتت معالمها وتراجعت ثقة الناس كالمعتاد في كل ماتورده وسائل الإعلام من كتابات لأنها مدفوعة بأجندة خفية، غير أنني أؤكد أنه ليس هنالك مدرب في العالم يمكنه استهداف لاعب من لاعبيه، خاصة إذا كان هو من إختاره ووثق فيه، وأن ينفعل مازدا ويصرخ في وجه الباشا فذلك لا يمنح الأخير الحق في الرد، فأي لاعب من لاعبي كرة القدم، أو أي تلميذ من تلاميذ مجالات العلم والمعرفة لم يصرخ فيه معلمه ويعنفه على خطأ حتى يكون الباشا هو الأول في ذلك؟
من أكبر الأخطاء، بل والمصائب التي تحدث في أنديتنا الكبرى وعلى رأسها المريخ والهلال أن خطأ اللاعب دائماً مغفور، وشخصيته تطغى على مدربه وكل إدارييه لأنه منصور في كل المواقف حتى لو كان هو من أخطأ وارتكب جرماً في حق الآخرين والكيان وأساء الطرف الآخر المظلوم، وهنالك أمثلة كثيرة تسبب فيها لاعبين بإقالة مدربيهم لمجرد مشاجرة نشبت بينهما في الوقت الذي كان فيه اللاعب يستحق العقاب والتعنيف من الإدارة، وأحياناً تصدر العقوبات من الأجهزة الفنية بحق لاعب تقاعس في تدريباته أو في أي من واجباته تجاه الفريق الذي تسبب في شهرته ونجوميته، وبدلاً أن تساعد الإدارات في تثبيت العقوبة ويساند الإعلاميين والكتاب مبدأ العقاب في مواجهة المقصرين يأتي التعاطف مع اللاعب دائماً وتلغى العقوبات ليستمر اللاعب في غيه يتصرف كما يريد، وهكذا نشأ اللاعب السوداني مقصراً في واجباته ومدلع جداً لدى جماهير ناديه التي لا ترضى له عقاباً، ومن إعلام ناديه الذي ينظر إليه من زاوية الإنتماء والتعصب أكثر من كونها عملية تربوية تقوم مسألة الإنتماء في حد ذاتها..
هكذا جاءت نظرة الإعلام وإدارة أزمة الباشا في الأيام القليلة الماضية، إعلام الهلال يريد من إتحاد الكرة إنزال أقصى العقوبات باللاعب لأنه قد استهزأ بالوطن وتقاعس في واجبه، بينما لا يرى إعلاميي المريخ أن الباشا قد ارتكب ما يستحق عليه العقوبة قياسا بما بدر من آخرين من الهلال من قبل ولم يعاقبوا، وطالما ان الإتحاد السودان الكسيح قد اختار من البداية أن يمسك بالعصا من الوسط فيجب عليه أن يدفع ثمن ميوعة مواقفه ويعاني بالتالي في معالجة كل القضايا التي يحاصر فيها ما بين الإنتماءات الضيقة لأنصار الأزرق والأحمر.. ولكن ثمة تصحيحات يجب أن تطال كل مواقفنا تجاه المنتخبات، أن نبعدها عن الشحناء والبغضاء التي اخترناها لتكون طابعاً للعلاقة بين طرفي العرضة، خاصة في مواقف مثل قضية أحمد الباشا، وهي في نظري مثل خلاف الأب والإبن، فعندما يعنف الأول الثاني.. هل يخرج عن طوعه ويترك المنزل لينطلق بحثاً عن مأوى له؟
أن لم يكن أحمد الباشا مخطئاً في هذه الأزمة لقلنا أنه مخطيء، ليس دفاعاً عن مازدا، ولكن دفاعاً عن شخصية المدرب بصفة عامة، وإذا لم يسود مبدأ إحترام المدرب كمعلم ومربي مهما كان رأينا فيه فإن المسألة ستكون (منحرفة) تماماً عن المسار ولن ننتظر منها أن تثمر لنا شكلاً لكرة قدم متطورة في المستقبل، وقد كان من اوجب واجبات الباشا أن يحترم مدربه ولا يرد على انفعالاته، لأن الرد يعني أنه قد كسر حاجز الخوف، ما يعني انه لن يجتهد في طاعته بل سيتصرف معه بلا مبالاة، وبذات المعيار يجب أن نحكم على أي لاعب آخر في المنتخب يرتكب مخالفة، أو يسوق معه بعض الممارسات التي تحدث في الاندية، وبإختصار يجب أن يسود بينهم سلوك خاص بالمنتخبات الوطنية مستقل تماماً عن ذلك الذي يحدث في الأندية، خاصة وأن الحديث هنا يكون عن الوطن الكبير وليس مجرد إنتماء يرتبط بالمال.
ليذهب أحمد الباشا إلى مذبلة التأريخ لتبقى شخصية المدرب السوداني محترمة وذات هيبة، ففي ذلك فائدة للكرة السودانية وعافية لها، لأن حواء السودان ولود وحبلى الآن بآلاف المواهب ممن يحتاجون إلى التقويم من أجل غدٍ أفضل.. وحصاد زرع أجمل.. والآن يجب على اللاعب أن يعترف بأنه قد خسر كل شيء وأضاع الفرصة الأخيرة لتمثيل البلاد في النهائيات وهي فرصة ربما لن تتكرر في القريب وبالتالي هو الخاسر الأكبر بعد أن كتب الزملاء ما في مزاجهم، واحتار الإتحاد طويلاً في ترضية كل الأطراف.
أحمد الباشا ظلم نفسه..!
سواء أكان لاعب وسط المريخ أحمد الباشا مخطئاً أم مظلوماً فإنه قد خسر فرصته في الظهور على شاشات المونديال الأفريقي وتعزيز سيرته الذاتي برعونة وغياب البصيرة، وقد اجتهد إعلام المريخ في تصويره بالمسكين والمظلوم والمستهدف، بينما تدخل إعلام الهلال واجتهد في معاقبة اللاعب وما بين هذه وتلك تغبشت القضية وبهتت معالمها وتراجعت ثقة الناس كالمعتاد في كل ماتورده وسائل الإعلام من كتابات لأنها مدفوعة بأجندة خفية، غير أنني أؤكد أنه ليس هنالك مدرب في العالم يمكنه استهداف لاعب من لاعبيه، خاصة إذا كان هو من إختاره ووثق فيه، وأن ينفعل مازدا ويصرخ في وجه الباشا فذلك لا يمنح الأخير الحق في الرد، فأي لاعب من لاعبي كرة القدم، أو أي تلميذ من تلاميذ مجالات العلم والمعرفة لم يصرخ فيه معلمه ويعنفه على خطأ حتى يكون الباشا هو الأول في ذلك؟
من أكبر الأخطاء، بل والمصائب التي تحدث في أنديتنا الكبرى وعلى رأسها المريخ والهلال أن خطأ اللاعب دائماً مغفور، وشخصيته تطغى على مدربه وكل إدارييه لأنه منصور في كل المواقف حتى لو كان هو من أخطأ وارتكب جرماً في حق الآخرين والكيان وأساء الطرف الآخر المظلوم، وهنالك أمثلة كثيرة تسبب فيها لاعبين بإقالة مدربيهم لمجرد مشاجرة نشبت بينهما في الوقت الذي كان فيه اللاعب يستحق العقاب والتعنيف من الإدارة، وأحياناً تصدر العقوبات من الأجهزة الفنية بحق لاعب تقاعس في تدريباته أو في أي من واجباته تجاه الفريق الذي تسبب في شهرته ونجوميته، وبدلاً أن تساعد الإدارات في تثبيت العقوبة ويساند الإعلاميين والكتاب مبدأ العقاب في مواجهة المقصرين يأتي التعاطف مع اللاعب دائماً وتلغى العقوبات ليستمر اللاعب في غيه يتصرف كما يريد، وهكذا نشأ اللاعب السوداني مقصراً في واجباته ومدلع جداً لدى جماهير ناديه التي لا ترضى له عقاباً، ومن إعلام ناديه الذي ينظر إليه من زاوية الإنتماء والتعصب أكثر من كونها عملية تربوية تقوم مسألة الإنتماء في حد ذاتها..
هكذا جاءت نظرة الإعلام وإدارة أزمة الباشا في الأيام القليلة الماضية، إعلام الهلال يريد من إتحاد الكرة إنزال أقصى العقوبات باللاعب لأنه قد استهزأ بالوطن وتقاعس في واجبه، بينما لا يرى إعلاميي المريخ أن الباشا قد ارتكب ما يستحق عليه العقوبة قياسا بما بدر من آخرين من الهلال من قبل ولم يعاقبوا، وطالما ان الإتحاد السودان الكسيح قد اختار من البداية أن يمسك بالعصا من الوسط فيجب عليه أن يدفع ثمن ميوعة مواقفه ويعاني بالتالي في معالجة كل القضايا التي يحاصر فيها ما بين الإنتماءات الضيقة لأنصار الأزرق والأحمر.. ولكن ثمة تصحيحات يجب أن تطال كل مواقفنا تجاه المنتخبات، أن نبعدها عن الشحناء والبغضاء التي اخترناها لتكون طابعاً للعلاقة بين طرفي العرضة، خاصة في مواقف مثل قضية أحمد الباشا، وهي في نظري مثل خلاف الأب والإبن، فعندما يعنف الأول الثاني.. هل يخرج عن طوعه ويترك المنزل لينطلق بحثاً عن مأوى له؟
أن لم يكن أحمد الباشا مخطئاً في هذه الأزمة لقلنا أنه مخطيء، ليس دفاعاً عن مازدا، ولكن دفاعاً عن شخصية المدرب بصفة عامة، وإذا لم يسود مبدأ إحترام المدرب كمعلم ومربي مهما كان رأينا فيه فإن المسألة ستكون (منحرفة) تماماً عن المسار ولن ننتظر منها أن تثمر لنا شكلاً لكرة قدم متطورة في المستقبل، وقد كان من اوجب واجبات الباشا أن يحترم مدربه ولا يرد على انفعالاته، لأن الرد يعني أنه قد كسر حاجز الخوف، ما يعني انه لن يجتهد في طاعته بل سيتصرف معه بلا مبالاة، وبذات المعيار يجب أن نحكم على أي لاعب آخر في المنتخب يرتكب مخالفة، أو يسوق معه بعض الممارسات التي تحدث في الاندية، وبإختصار يجب أن يسود بينهم سلوك خاص بالمنتخبات الوطنية مستقل تماماً عن ذلك الذي يحدث في الأندية، خاصة وأن الحديث هنا يكون عن الوطن الكبير وليس مجرد إنتماء يرتبط بالمال.
ليذهب أحمد الباشا إلى مذبلة التأريخ لتبقى شخصية المدرب السوداني محترمة وذات هيبة، ففي ذلك فائدة للكرة السودانية وعافية لها، لأن حواء السودان ولود وحبلى الآن بآلاف المواهب ممن يحتاجون إلى التقويم من أجل غدٍ أفضل.. وحصاد زرع أجمل.. والآن يجب على اللاعب أن يعترف بأنه قد خسر كل شيء وأضاع الفرصة الأخيرة لتمثيل البلاد في النهائيات وهي فرصة ربما لن تتكرر في القريب وبالتالي هو الخاسر الأكبر بعد أن كتب الزملاء ما في مزاجهم، واحتار الإتحاد طويلاً في ترضية كل الأطراف.