زووم
ماهي الفائدة من إختيار مجالس الإدارات..!
ما نعرفه أن المجتمعات المتحضرة قد توصلت في قمة ممارستها إلى أن (تنتخب) أو تعين مجموعة محددة تختلف في مسمياتها ما بين (حكومة) و(مجلس إدارة) و (لجنة) وغيرها من المسميات التي تطلق على تلك النخبة التي يتم إختيارها بغض إدارة شئون الناخب أو المواطن العادي، ذلك لأنه ما من مجال أن يحكم الشعب نفسه بنفسه بالطريقة التي نريدها نحن في المجتمع السوداني، وبمعنى أن نشارك في كل القرارات التي تخص دورة الحياة اليومية وعجلة الأحداث التي لن تتوقف في يوم من الأيام في انتظار أن يعقد إجتماع شعبي وتتم المداولات في جو سلمي وفي نهاية المطاف يخرج القرار، فبتلك الطريقة لن يخرج قرار واحد في شهر أوشهرين او حتى سنة كاملة، ومهما تحدثنا في هذا الأمر فإننا لن نضيف شيئاً إلى كل ما لخصه عباقرة العلوم الإجتماعية منذ إفلاطون وأرسطو، ولكن الأمر الأهم الآن أن ما يجري في ناديي القمة لا ينتمي إلى أي من هذه المدارس، وأظنه نوع مستحدث من الهرج والمرج الإجتماعي في عصر العولمة، إذ كيف يقر بعضنا أن تقود صحافة المريخ القرار في ذلك النادي ونحن ندرك سلفاً أن غالبيتها ليست صحافة حرة بالمعنى الذي تعنيه الكلمة، وأن غالبيتها تتبع في ملكيتها للإداريين أصحاب القرار، فكيف يمكن أن يكون الرأي المكتوب في تلك الصحف حراً يؤخد به وغير متواتطيء مع الإداري، وكيف يمكنني في هذه الأجواء ان أميز ما بين المصلحة العامة والخاصة وكل ما يحدث من علاقات توادد بين الصحافة التي انحصرت كل أدوارها في تزيين صورة الإداري، وما بين الأخير الذي يهدف إلى مكاسب أخرى إجتماعية حتى لو كانت على حساب المصلحة العامة والإرتقاء بالرياضة عندنا؟
المريخ والهلال ناديان جماهيريان لم يقدما حتى الآن نموذجاً عصرياً في الممارسة الديمقراطية، ولم يؤكدا حتى الآن أنهما مجتمعات متحضرة تؤمن بمبدأ تنازل المواطن البسيط عن (بعض) حقوقه للحاكم من أجل أهليته لحكم بلاده وإدارة شؤونه، والمقصود هنا ليس السودان بقدر ما نقصد المريخ والهلال من حيث أنهما ناديان جماهيريان يتمتعان بنفوذ تفوق الأحزاب الكبيرة والعتيقة في بلادنا، ويتفوقان بالتأكيد على كل المؤسسات السياسية الوطنية الأخرى وعلى رأسها حزب المؤتمر الوطني نفسه، والدليل الأبرز في كل هذا الزخم الإعلامي أننا نعايش في هذه الأيام تداعيات قضية قمة الكأس، وفيها لم يتعامل المريخ مع الإتحاد على أساس أنه جهة مفوضة لإدارة شئون كرة القدم في البلاد، وأن المريخ نفسه كان قد شارك في هذا التفويض وتنازل عن حقه طواعية للدكتور معتصم وصحبه، ولكنه في هذه القضية ركن إلى العقلية الجماهيرية وفقه (الظنون) الذي يعني أنه لا ثقة بين الطريفين، وتعني كذلك أن عقلية المؤامرة ما تزال تسيطر على عقليتنا كسودانيين في تفسير كل شيء.. وبهذا الفقه لن نتردد في توجيه الإتهامات جزافاً بالتآمر حتى ضد الأشخاص الذين لا يعرفون حتى معنى التآمر ولا طريقه السالك والوعر، وكلنا يدرك في هذا المقام أن جمال الوالي ودكتور معتصم جعفر شريكان مقربان لبعضهما، وبينهما شراكة في العديد من الاعمال التجارية، ولقاءات على نطاق موغل في الخصوصية، وندرك علاقة أسامه ومجدي بالمريخ، وبالنسبة لي مهما بلغت الأزمة من مبالغات فإنها ستكون في نطاق تمثيلية بايخة بطلها هؤلاء الرجال الذين يعملون على التصعيد دائماً ولا يسعون إلى تقديم الحلول، وربما غادر جعفر والوالي إلى الحج بطائرتهما الخاصة كما يفعلان في كل سنة بينما الشعب السوداني كله يغلي مما افتعلا في هذه الأزمة.
في الهلال قال الأمين البرير وأنا ما زلت على رأيي أنه سيضيف الكثير من البدع كرئيس للهلال، قال: أن أعتصام مجموعة (ألتراس الهلال) بدار النادي هو ما دفعه لنقض الإتفاق الذي أبرمه مع الوالي ورئيس الإتحاد وتمسكه بأداء المبارة في وقتها بعد أن كان قد وافق على التأجيل، وهو أمر مضحك ومبكي في ذات الوقت، مع الإشارة إلى أن مجموعة (ألتراس) هذه كانت قد اعتصمت بدار النادي في أعقاب خسارة الهلال أمام الترجي في دوري الأبطال وأجبروا مجلس الهلال على اتخاذ القرار التأريخي بإقالة مدرب الفريق الصربي ميتشو في قرار تقبله الوسط الرياضي على أساس أن مجموعة المشجعين تلك هي من اتخذته وليس مجلس الهلال.. وسؤالي هنا: إذا كانت هذه المجموعة قادرة على التفكير بشكل أفضل من مجلس الإدارة، لماذا انتخبت البرير رئيساً ووضعت الثقة في زمرته؟
نفس الؤال نوجهه لقيادات المريخ والهلال معاً.. إذا كان محور تعاملكم مع إتحاد كرة القدم كله يدور حول الإستقطاب والإتهام بالإنحياز للطرف الآخر وادعاء الظلم.. فلماذا لم يتحدث الناس عن حلول ويسعوا لتشريع يجعل التعامل أكثر سلاسة بين الأطراف الثلاثة بدلاً من تضييع جل الوقت والموسم في مهاترات وحملات صحافية لا تسهم في خلق جو موائم لتطوير كرة القدم السودانية؟
ماهي الفائدة من إختيار مجالس الإدارات..!
ما نعرفه أن المجتمعات المتحضرة قد توصلت في قمة ممارستها إلى أن (تنتخب) أو تعين مجموعة محددة تختلف في مسمياتها ما بين (حكومة) و(مجلس إدارة) و (لجنة) وغيرها من المسميات التي تطلق على تلك النخبة التي يتم إختيارها بغض إدارة شئون الناخب أو المواطن العادي، ذلك لأنه ما من مجال أن يحكم الشعب نفسه بنفسه بالطريقة التي نريدها نحن في المجتمع السوداني، وبمعنى أن نشارك في كل القرارات التي تخص دورة الحياة اليومية وعجلة الأحداث التي لن تتوقف في يوم من الأيام في انتظار أن يعقد إجتماع شعبي وتتم المداولات في جو سلمي وفي نهاية المطاف يخرج القرار، فبتلك الطريقة لن يخرج قرار واحد في شهر أوشهرين او حتى سنة كاملة، ومهما تحدثنا في هذا الأمر فإننا لن نضيف شيئاً إلى كل ما لخصه عباقرة العلوم الإجتماعية منذ إفلاطون وأرسطو، ولكن الأمر الأهم الآن أن ما يجري في ناديي القمة لا ينتمي إلى أي من هذه المدارس، وأظنه نوع مستحدث من الهرج والمرج الإجتماعي في عصر العولمة، إذ كيف يقر بعضنا أن تقود صحافة المريخ القرار في ذلك النادي ونحن ندرك سلفاً أن غالبيتها ليست صحافة حرة بالمعنى الذي تعنيه الكلمة، وأن غالبيتها تتبع في ملكيتها للإداريين أصحاب القرار، فكيف يمكن أن يكون الرأي المكتوب في تلك الصحف حراً يؤخد به وغير متواتطيء مع الإداري، وكيف يمكنني في هذه الأجواء ان أميز ما بين المصلحة العامة والخاصة وكل ما يحدث من علاقات توادد بين الصحافة التي انحصرت كل أدوارها في تزيين صورة الإداري، وما بين الأخير الذي يهدف إلى مكاسب أخرى إجتماعية حتى لو كانت على حساب المصلحة العامة والإرتقاء بالرياضة عندنا؟
المريخ والهلال ناديان جماهيريان لم يقدما حتى الآن نموذجاً عصرياً في الممارسة الديمقراطية، ولم يؤكدا حتى الآن أنهما مجتمعات متحضرة تؤمن بمبدأ تنازل المواطن البسيط عن (بعض) حقوقه للحاكم من أجل أهليته لحكم بلاده وإدارة شؤونه، والمقصود هنا ليس السودان بقدر ما نقصد المريخ والهلال من حيث أنهما ناديان جماهيريان يتمتعان بنفوذ تفوق الأحزاب الكبيرة والعتيقة في بلادنا، ويتفوقان بالتأكيد على كل المؤسسات السياسية الوطنية الأخرى وعلى رأسها حزب المؤتمر الوطني نفسه، والدليل الأبرز في كل هذا الزخم الإعلامي أننا نعايش في هذه الأيام تداعيات قضية قمة الكأس، وفيها لم يتعامل المريخ مع الإتحاد على أساس أنه جهة مفوضة لإدارة شئون كرة القدم في البلاد، وأن المريخ نفسه كان قد شارك في هذا التفويض وتنازل عن حقه طواعية للدكتور معتصم وصحبه، ولكنه في هذه القضية ركن إلى العقلية الجماهيرية وفقه (الظنون) الذي يعني أنه لا ثقة بين الطريفين، وتعني كذلك أن عقلية المؤامرة ما تزال تسيطر على عقليتنا كسودانيين في تفسير كل شيء.. وبهذا الفقه لن نتردد في توجيه الإتهامات جزافاً بالتآمر حتى ضد الأشخاص الذين لا يعرفون حتى معنى التآمر ولا طريقه السالك والوعر، وكلنا يدرك في هذا المقام أن جمال الوالي ودكتور معتصم جعفر شريكان مقربان لبعضهما، وبينهما شراكة في العديد من الاعمال التجارية، ولقاءات على نطاق موغل في الخصوصية، وندرك علاقة أسامه ومجدي بالمريخ، وبالنسبة لي مهما بلغت الأزمة من مبالغات فإنها ستكون في نطاق تمثيلية بايخة بطلها هؤلاء الرجال الذين يعملون على التصعيد دائماً ولا يسعون إلى تقديم الحلول، وربما غادر جعفر والوالي إلى الحج بطائرتهما الخاصة كما يفعلان في كل سنة بينما الشعب السوداني كله يغلي مما افتعلا في هذه الأزمة.
في الهلال قال الأمين البرير وأنا ما زلت على رأيي أنه سيضيف الكثير من البدع كرئيس للهلال، قال: أن أعتصام مجموعة (ألتراس الهلال) بدار النادي هو ما دفعه لنقض الإتفاق الذي أبرمه مع الوالي ورئيس الإتحاد وتمسكه بأداء المبارة في وقتها بعد أن كان قد وافق على التأجيل، وهو أمر مضحك ومبكي في ذات الوقت، مع الإشارة إلى أن مجموعة (ألتراس) هذه كانت قد اعتصمت بدار النادي في أعقاب خسارة الهلال أمام الترجي في دوري الأبطال وأجبروا مجلس الهلال على اتخاذ القرار التأريخي بإقالة مدرب الفريق الصربي ميتشو في قرار تقبله الوسط الرياضي على أساس أن مجموعة المشجعين تلك هي من اتخذته وليس مجلس الهلال.. وسؤالي هنا: إذا كانت هذه المجموعة قادرة على التفكير بشكل أفضل من مجلس الإدارة، لماذا انتخبت البرير رئيساً ووضعت الثقة في زمرته؟
نفس الؤال نوجهه لقيادات المريخ والهلال معاً.. إذا كان محور تعاملكم مع إتحاد كرة القدم كله يدور حول الإستقطاب والإتهام بالإنحياز للطرف الآخر وادعاء الظلم.. فلماذا لم يتحدث الناس عن حلول ويسعوا لتشريع يجعل التعامل أكثر سلاسة بين الأطراف الثلاثة بدلاً من تضييع جل الوقت والموسم في مهاترات وحملات صحافية لا تسهم في خلق جو موائم لتطوير كرة القدم السودانية؟