زووم
سجل ياتأريخ.. إنسحاب آخر للمريخ..!
انتهت أزمة كأس السودان نظرياً وواقعياً وأصبح المريخ في مواجهة عقوبة لن تتخطى الغرامة المالية في أقصاها، وهي عقوبة فصلها أحد أعضاء الإتحاد العام لقيادات النادي وفقاً للقواعد العامة ولائحة الجزاءات الضعيفة أصلاً، وقد يكون رئيس المريخ قد أرضى بعضاً من غروره وانتقم من الإتحاد الذي يتهمه بالإنحياز للهلال وبالتالي إستهدافه ومعاكسته، برغم أنها ذات الإتهامات التي يوجهها الهلال لإتحاد كرة القدم ويفتعل بها الازمات معه في كل مرة، وفي ذلك دليل كبير على تخلفنا واعتمادنا كلياً على عدم إحترام الغير، وكذلك عدم الوثوق في أي طرف من الأطراف المكملة للعملية الرياضية لتكون أجواء الكرة السودانية ملبدة بأشكال من الغيوم، يتجاذبها الكثير من التيارات بعضها يرتبط بمزاجات الإداريين، والبعض الآخر ينجرف خلف نزعات بعض الزملاء من الكتاب الكبار وهم يعملون على تصفية حسابات شخصية والإنتقام لأسباب لا علاقة لها بأصل الموضوع وهو إدارة شئون كرة القدم والمنافسات، ولكن هذه المعركة بتفاصيلها وجولاتها لن تنمحي من ذاكرة الجميع، ولأنها الواقعة الثانية التي ينسحب فيها المريخ من أمام الهلال في نهائي كأس السودان في عهد رئيسه جمال الوالي، وبحسب مشاعري الخاصة وبعض من المريخاب العقلاء الذين نلجأ إليهم عادة عندما تكون القضية المطروحة بحاجة إلى قدر من الحياد، فإن مرارة الإنسحاب من أمام الهلال أشد من الخسارة على أرض الملعب ولو كانت الخسارة بخمسه صفر، أو بنصف دستة كما كانت بين مانشيستر سيتي ومانشيستر يونايتد في ديربي المدينة الإنجليزية الشهير، ففي المرة الأولى نشبت الأزمة بين نفس الأطراف وكادت المنافسة أن تلغى في ذلك العام لولا إتفاق له مدلولات سياسية انعقد بين أطراف كان من بينها الأستاذ حسن عثمان رزق وزير الشباب والرياضة الإتحادي وقتها، ورئيس نادي المريخ جمال الوالي وممثل للهلال قضى بتسليم الأخير كأس البطولة من المكاتب وليس على منصة التتويج كما جرت العادة، وقد كانت تلك السابقة سبباً لحنق كثير من المريخاب على الإتحاد واتهامهم إياه بالمحاباة للهلال وتدليله على حسابهم، ولم يعترف أي منهم بأن رئيس النادي هو من وافق على ذلك فاستمر الهجوم على الإتحاد لعامين أو ثلاثة بسبب كأس السودان.
وفي هذه المرة لم تأت الأسباب مقنعة أيضاً، إذ أن فلاسفة المريخ برروا هجر المجلس للنادي ونقله للمكاتب والمعاملات إلى ما سمي بالمكتب التنفيذي الكائن بشارع كترينا بالخرطوم (2) وقالوا أنهم يريدون ان يكونوا قريبين من مكاتب الإتحاد العام حتى يتابعوا مصالح ناديهم هناك ويمنعوا أية مؤامرة يمكن أن تحاك ضده، وقد تقبلنا ذلك المبرر بنوع من التحفظ لأن التجارب المتتالية أثبتت ان الموقع وقربه من مباني الإتحاد لم يفد المريخ بشيء، وإنما استمرت العلاقة بين الطرفين عادية مثل علاقة أي نادٍ بالممتاز بإتحاده، وبالتحديد مثل علاقة حي العرب وهلالي الساحل وكادقلي بهذا الإتحاد، ليس أكثر ولا أقل لأن الجغرافيا لم تكون في يوم من الأيام معياراً معتمداً في نوعية العلاقات، والدليل هنا ان قرار الإتحاد بأن (يغلق) الموسم بمباراة قمة الدوري بدلاً عن مباراة الكأس كان قبل أن يؤدي المريخ مباراتي نصف النهائي، وكان لدى أدارته وقتاً كافياً للمجادلة في هذا القرار وإلغاءه كما فعلت أندية الدوري التأهيلي الثلاثة المستثناة، حيث كان الإتحاد قد أصدر قراراً تعسفياً بإلغاء ذلك الإستثناء في منتصف الموسم، وبعد أن أنفقت تلك الأندية على فرقها وتعاقدت مع اللاعبين على أساس انهم مشاركون في التأهيلي استثناءً وتحفيزاً لهم لبلوغهم مرحلة الخمسة في العام المنصرم، فتحركت الأندية المتضررة ورفعت مذكرة شديدة اللهجة في الوقت المناسب أدت لتجميد القرار وإعتماده ابتداءً من الموسم القادم وكان ذلك نصراً إدارياً لتلك الأندية.
أما إدارة المريخ فإنها عملت على إرغام الإتحاد على التعامل بأثر رجعي مع هذه القرارات، وإلغاءه بعد ان مرت على صدوره ما يزيد عن الشهر ونصف كان المريخ صامتاً فيه صمت الرضاء، وكنت أتمنى لو أن مجلس المريخ قد احتج على القرار في حينه وكسب القضية كما فعلت أندية التأهيلي، ولكنهم طمعوا في أكثر من الحق والمستحق فكانت الأزمة والمعركة في غير معترك، إضافة إلى أن فريق المريخ الحالي قوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قد يكون الحظ وسوء التخطيط قد حال دون تقدمه في البطولة الأفريقية، وكان بوسعه هزيمة الهلال في نهائي الكأس، وهزيمة الاهلي والنسور وملاقاة الهلال في نهائي الدوري وهزيمته مرة اخرى، ولكن الإنسحاب حمل معاني أخرى قريبه وبعيدة أبرزها ان رئيس نادي المريخ لا يثق في قدرات لاعبيه وفريقه، وأنه برر الإنسحاب (بإحتمالات) إصابة لاعبيه أو نيلهم لإنذارات في قمة الكأس وبالتالي خسارة إحدى مباراتي الأهلي او النسور في الدوري وفقدان الصدارة لمصلحة الهلال.. كل ذلك ليس له تفسير إلا إنحسار الثقة في اللاعبين.. مع أن المريخ لديه متصدرهدافي الدوري وثلاثة من أفضل الهدافين في تأريخ الدوري الممتاز إضافة إلى العاجي أديكو الذي برز على قائمة الهدافين وهو الذي لم يشارك إلا في مباريات الدورة الثانية.. وفي وجود باسكال الذي أعتبره أفضل مدافع أفريقي يلعب داخل القارة حالياً يعتبر عدم الثقة في المريخ هو عدم ثقة في الذات، والمطالبة في حد ذاتها كانت غير منطقية وغير مقنعة.. ولكن المساندة الجماهيرية والإعلامية كانت من زاوية أنا وبن عمي على الغريب، فعندما رأت القاعدة المريخية أن الحرب قد تحولت بين ناديهم والإتحاد، والهلال طرف فيها، اشتعلت جذوة التعصب الأعمى فساندوا مجلس الإدارة وليس في ذلك الأمر علاقة قريبة بالتنافس.
حاشية:
كل المعلومات والادلة والبراهين تؤكد ان العلاقة بين الإتحاد السوداني لكرة القدم ونادي المريخ علاقة (محترمة) على كل المستويات، فرئيس المريخ ورئيس الإتحاد متفاهمان بدرجة غير عادية، وشريكان في عدد من الاعمال التجارية، وقبلها ينتميان للمريخ معاً، وينتميان أيضاً لولاية الجزيرة، وزميلان في البرلمان، يجلسان بجوار بعضهما تحت قبته وكل منهما يخدم الآخر ويتفانى في ذلك، ونحن أيضاً نعرف مريخية أسامه عطا المنان وعدد من المتنفذين.. فإذا كان البرير قد استطاع بعد كل هذا أن يستميل الإتحاد فقد استحق الإعتراف بالحنكة، فيما استحق الوالي الوصف بانه إداري ضعيف كما يكتب البعض ويلمحون.
سجل ياتأريخ.. إنسحاب آخر للمريخ..!
انتهت أزمة كأس السودان نظرياً وواقعياً وأصبح المريخ في مواجهة عقوبة لن تتخطى الغرامة المالية في أقصاها، وهي عقوبة فصلها أحد أعضاء الإتحاد العام لقيادات النادي وفقاً للقواعد العامة ولائحة الجزاءات الضعيفة أصلاً، وقد يكون رئيس المريخ قد أرضى بعضاً من غروره وانتقم من الإتحاد الذي يتهمه بالإنحياز للهلال وبالتالي إستهدافه ومعاكسته، برغم أنها ذات الإتهامات التي يوجهها الهلال لإتحاد كرة القدم ويفتعل بها الازمات معه في كل مرة، وفي ذلك دليل كبير على تخلفنا واعتمادنا كلياً على عدم إحترام الغير، وكذلك عدم الوثوق في أي طرف من الأطراف المكملة للعملية الرياضية لتكون أجواء الكرة السودانية ملبدة بأشكال من الغيوم، يتجاذبها الكثير من التيارات بعضها يرتبط بمزاجات الإداريين، والبعض الآخر ينجرف خلف نزعات بعض الزملاء من الكتاب الكبار وهم يعملون على تصفية حسابات شخصية والإنتقام لأسباب لا علاقة لها بأصل الموضوع وهو إدارة شئون كرة القدم والمنافسات، ولكن هذه المعركة بتفاصيلها وجولاتها لن تنمحي من ذاكرة الجميع، ولأنها الواقعة الثانية التي ينسحب فيها المريخ من أمام الهلال في نهائي كأس السودان في عهد رئيسه جمال الوالي، وبحسب مشاعري الخاصة وبعض من المريخاب العقلاء الذين نلجأ إليهم عادة عندما تكون القضية المطروحة بحاجة إلى قدر من الحياد، فإن مرارة الإنسحاب من أمام الهلال أشد من الخسارة على أرض الملعب ولو كانت الخسارة بخمسه صفر، أو بنصف دستة كما كانت بين مانشيستر سيتي ومانشيستر يونايتد في ديربي المدينة الإنجليزية الشهير، ففي المرة الأولى نشبت الأزمة بين نفس الأطراف وكادت المنافسة أن تلغى في ذلك العام لولا إتفاق له مدلولات سياسية انعقد بين أطراف كان من بينها الأستاذ حسن عثمان رزق وزير الشباب والرياضة الإتحادي وقتها، ورئيس نادي المريخ جمال الوالي وممثل للهلال قضى بتسليم الأخير كأس البطولة من المكاتب وليس على منصة التتويج كما جرت العادة، وقد كانت تلك السابقة سبباً لحنق كثير من المريخاب على الإتحاد واتهامهم إياه بالمحاباة للهلال وتدليله على حسابهم، ولم يعترف أي منهم بأن رئيس النادي هو من وافق على ذلك فاستمر الهجوم على الإتحاد لعامين أو ثلاثة بسبب كأس السودان.
وفي هذه المرة لم تأت الأسباب مقنعة أيضاً، إذ أن فلاسفة المريخ برروا هجر المجلس للنادي ونقله للمكاتب والمعاملات إلى ما سمي بالمكتب التنفيذي الكائن بشارع كترينا بالخرطوم (2) وقالوا أنهم يريدون ان يكونوا قريبين من مكاتب الإتحاد العام حتى يتابعوا مصالح ناديهم هناك ويمنعوا أية مؤامرة يمكن أن تحاك ضده، وقد تقبلنا ذلك المبرر بنوع من التحفظ لأن التجارب المتتالية أثبتت ان الموقع وقربه من مباني الإتحاد لم يفد المريخ بشيء، وإنما استمرت العلاقة بين الطرفين عادية مثل علاقة أي نادٍ بالممتاز بإتحاده، وبالتحديد مثل علاقة حي العرب وهلالي الساحل وكادقلي بهذا الإتحاد، ليس أكثر ولا أقل لأن الجغرافيا لم تكون في يوم من الأيام معياراً معتمداً في نوعية العلاقات، والدليل هنا ان قرار الإتحاد بأن (يغلق) الموسم بمباراة قمة الدوري بدلاً عن مباراة الكأس كان قبل أن يؤدي المريخ مباراتي نصف النهائي، وكان لدى أدارته وقتاً كافياً للمجادلة في هذا القرار وإلغاءه كما فعلت أندية الدوري التأهيلي الثلاثة المستثناة، حيث كان الإتحاد قد أصدر قراراً تعسفياً بإلغاء ذلك الإستثناء في منتصف الموسم، وبعد أن أنفقت تلك الأندية على فرقها وتعاقدت مع اللاعبين على أساس انهم مشاركون في التأهيلي استثناءً وتحفيزاً لهم لبلوغهم مرحلة الخمسة في العام المنصرم، فتحركت الأندية المتضررة ورفعت مذكرة شديدة اللهجة في الوقت المناسب أدت لتجميد القرار وإعتماده ابتداءً من الموسم القادم وكان ذلك نصراً إدارياً لتلك الأندية.
أما إدارة المريخ فإنها عملت على إرغام الإتحاد على التعامل بأثر رجعي مع هذه القرارات، وإلغاءه بعد ان مرت على صدوره ما يزيد عن الشهر ونصف كان المريخ صامتاً فيه صمت الرضاء، وكنت أتمنى لو أن مجلس المريخ قد احتج على القرار في حينه وكسب القضية كما فعلت أندية التأهيلي، ولكنهم طمعوا في أكثر من الحق والمستحق فكانت الأزمة والمعركة في غير معترك، إضافة إلى أن فريق المريخ الحالي قوي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، قد يكون الحظ وسوء التخطيط قد حال دون تقدمه في البطولة الأفريقية، وكان بوسعه هزيمة الهلال في نهائي الكأس، وهزيمة الاهلي والنسور وملاقاة الهلال في نهائي الدوري وهزيمته مرة اخرى، ولكن الإنسحاب حمل معاني أخرى قريبه وبعيدة أبرزها ان رئيس نادي المريخ لا يثق في قدرات لاعبيه وفريقه، وأنه برر الإنسحاب (بإحتمالات) إصابة لاعبيه أو نيلهم لإنذارات في قمة الكأس وبالتالي خسارة إحدى مباراتي الأهلي او النسور في الدوري وفقدان الصدارة لمصلحة الهلال.. كل ذلك ليس له تفسير إلا إنحسار الثقة في اللاعبين.. مع أن المريخ لديه متصدرهدافي الدوري وثلاثة من أفضل الهدافين في تأريخ الدوري الممتاز إضافة إلى العاجي أديكو الذي برز على قائمة الهدافين وهو الذي لم يشارك إلا في مباريات الدورة الثانية.. وفي وجود باسكال الذي أعتبره أفضل مدافع أفريقي يلعب داخل القارة حالياً يعتبر عدم الثقة في المريخ هو عدم ثقة في الذات، والمطالبة في حد ذاتها كانت غير منطقية وغير مقنعة.. ولكن المساندة الجماهيرية والإعلامية كانت من زاوية أنا وبن عمي على الغريب، فعندما رأت القاعدة المريخية أن الحرب قد تحولت بين ناديهم والإتحاد، والهلال طرف فيها، اشتعلت جذوة التعصب الأعمى فساندوا مجلس الإدارة وليس في ذلك الأمر علاقة قريبة بالتنافس.
حاشية:
كل المعلومات والادلة والبراهين تؤكد ان العلاقة بين الإتحاد السوداني لكرة القدم ونادي المريخ علاقة (محترمة) على كل المستويات، فرئيس المريخ ورئيس الإتحاد متفاهمان بدرجة غير عادية، وشريكان في عدد من الاعمال التجارية، وقبلها ينتميان للمريخ معاً، وينتميان أيضاً لولاية الجزيرة، وزميلان في البرلمان، يجلسان بجوار بعضهما تحت قبته وكل منهما يخدم الآخر ويتفانى في ذلك، ونحن أيضاً نعرف مريخية أسامه عطا المنان وعدد من المتنفذين.. فإذا كان البرير قد استطاع بعد كل هذا أن يستميل الإتحاد فقد استحق الإعتراف بالحنكة، فيما استحق الوالي الوصف بانه إداري ضعيف كما يكتب البعض ويلمحون.