• ×
الثلاثاء 30 أبريل 2024 | 04-29-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1948
اماسا
زووم
سباق التسجيلات.. يؤدي إلى المبالغات..!
من حق أي نادي في السودان وغيره أن يسعى بكل ما يملك من قوة لتقوية صفوفه بأفضل العناصر في الساحة من أجل رفع قدراته التنافسية وزيادة حظوظه في الحصول على الألقاب في البطولات التي يشارك فيها، وأن يكون الفريق الأقوى على الإطلاق في البطولة المحلية يعني أنه سيقدم الأفضل على المستوى الخارجي، ولكن المريخ والهلال يتنافسان على كل شيء حتى أن تنافسهما هذا انتقل إلى ما هو خارج المستطيل الأخضر، كان ذلك في الماضي، والآن انقلب هذا التنافس إلى ما هو خارج حدود وخيال عقول البشر، وكنت أحلم أن تحرص قيادات الفريقين على أن يحافظا على الجانب الإيجابي من هذا التنافس، وتوجيه ما يبذل في هذا المضمار من أجل رفع المستويات والقدرات التنافسية بالفعل حتى يستفيد الوطن من هذا التنافس في شكل المنتخبات الوطنية والأندية نفسها عندما تنتقل من التنافس المحلي إلى ما يمثل الوطن في المحافل الخارجية، ولكن هنالك أموال طائلة تنفق في سبيل تعطيل مسيرة الآخر، بشكل (مخابراتي) رهيب يضاهي ما تقوم به الموساد في الدول العربية المجاورة وغير المجاورة لإسرائيل، لذلك شبهتهما من قبل بأنهما غريقان أراد كل منهما أن ينجو على حساب الآخر بأنانية مفرطة، ولكنهما فشلا في ذلك وغرقا معاً.
التنافس بينهما في التسجيلات أدى في أول مخرجاته وإفرازاته إلى تضخيم ثمن بعض اللاعبين المحظوظين إلى ما يفوق قيمتهم المادية والفنية بعشرات المرات، فأصبحت الأندية تدفع مبالغاً مرعبة تكفي لصنع أشياء أخرى مفيدة أكثر من كسب توقيع لاعب جديد، ولكن الأندية تركز وتصر على ذلك، ليس لأن تسجيله يرفع من كفاءة الفريق أو لموهبة الوافد الجديد وقدرته على قيادة الفريق إلى إنجازات جديدة تضاف إلى تأريخه الطويل، ولكن لمجرد أن اللاعب كان محور تنافس كبير بين طرفي الصدارة وشريكي القيادة في الكرة السودانية، وأن التوقيع معه يمثل (ضربة) للطرف الثاني، ونحن كصحافيين نساهم في ذلك بطبيعة الحال لأننا نضفي الكثير من الإثارة التي تبدو مبالغ فيها أيضاً وتصور المسألة وكأنه فيلم مثير تجري تفاصيله على شاشة سينما عملاقة تجذب الناس وتجبرهم على المتابعة بدقة وتركيز، ولا أحد يرضى بالخسارة في هذا المضمار، برغم أننا رضينا بالخسائر على المستطيل الأخضر حتى وصلنا بالتصنيف إلى ماهو ادنى من قيمتنا الحقيقية، لذلك كان الناتج في كل ذلك أن يوجد لاعبون في كشوفات القمة الحالية لا تتسق قدراتهم مع قيمة الصفقات التي جاءت بهم، وبعضهم نبحث لهم عن أسباب تبرر وجودهم في الكشوفات ولانجد، ومثلاً عندما أقول لأحدهم أن المغربي كريم الدافي قد كلف المريخ ما يزيد عن الستمائة ألف دولار، تجحظ العينين وتتلاعب الشفاه وترتجف من فرط الدهشة والمفاجأة، لأن اللاعب لا يشارك أساسياً، ولا يدخل كبديل في الوقت الراهن إلا في مباراة واحدة بعد كل سبع مباريات تقريباً، وعندما يدور الهمس عن قيمة إنتقال لاعب الهلال الأوليمبي (عبده جابر) في الموسم الماضي من الميرغني كسلا (400) مليون جنيه، وقيمة إنتقال (أوتوبونج) من الإتحاد السكندري المصري للهلال بما يقرب من مليون دولار يموت الكثير من الهلالاب بين الدهشة والحسرة والندم على هدر مقدرات ناديهم لأن هذا الثنائي لا يستحقان كل تلك الضجة التي رافقتهما والمبالغ التي دفعت من أجل استقطابهما، وأنه ليس هنالك ما يستحق كل ذلك الجهد البدني والمادي من أجل التعاقد مع لاعبين ربما تكون جدواهم الفنية أقل من لاعبين كثر في دوري الدرجة الأولى العاصمي أو بعض دوريات الإتحادات المحلية المنتشرة في السودان لأن الموهبة في كرة القدم لا ترتبط بجغرافيا أو تأريخ، وإنما هبة وعطاء من المولى عزوجل يمنحها لمن يشاء، كان ذلك في دورديب أو غبيش في أقصى الشرق والغرب، أو (ود زلم) في قلب الجزيرة.. أتعرفون قرية ودزلم هذه؟.. هذه القرية الصغيرة الهادئة من قرى ريفي أبوقوتة.. سبق لها أن منحت السودان لاعب المنتخب الوطني الأسبق ومريخ الحصاحيصا وشمبات سابقاً أمين بدر المعارف.. لذلك أقول أنه ليس من شروط التميز في اللاعب السوداني أن يفوق سعره المليار، وقد أثبتت التجارب أن صراع العملاقين المريخ والهلال يقتل المواهب ويثبط الهمم بشكل أو بآخر إلا استثناءً، والغالبية العظمى من النجوم جاءوا إلى القمة بهدوء وبعيداً عن هذا التنافس المجنون والتركيز الإعلامي الذي يخلط حابل الموضوع بنابل السماسرة وأصحاب المآرب الأخرى.. وأخاف على ثنائي الأمل العطبراوي الموهوب نزار حامد وصالح الأمين أن يفقدا موهبتهما في خضم هذا الصراع والتناطح الغريب، ذلك لأن ما يجري الآن يؤدي إلى رسم صورة أسطورية لهما في أذهان الجمهور، ومهما اجتهدا بعد التوقيع فإن إمكانياتهما الواقعية لا تثبت أنهما من (الأساطير) مثلاً كما صورهما الإعلام بقدر ما تعكس أنهما لاعبان موهوبان وعاديان يسعيان للتطور.. ومن هنا تأتي صدمة الجمهور المسكين والذي يتعرض لنوع من التعبئة السلبية الآن.. ولكننا لا نستفيد من دروس الماضي وعبر التأريخ.. فسباق التسجيلات يؤدي إلى المبالغات.

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019