• ×
الثلاثاء 30 أبريل 2024 | 04-29-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1553
اماسا
زووم
محاضرة الفريق عبد الله حسن عيسى..!
مقال رياضي مليء بالمعاني العميقة أتحفنا به الفريق عبد الله حسن عيسى عبر صحيفتي آخر لحظة والمريخ قبل أسبوع تقريباً، قرأته أكثر من ثلاث مرات، المرة الأولى لكي أتعرف على الموضوع، والثانية حتى أزيد من مستوى إستيعابي له، والثالثة لأستخلص كل المعاني التي حواها المقال، ومن ثم فكرت فيه مرات ومرات لكي أتخيل مدى تجاوب الرياضيين معه، خاصة وأنه قد حوى نوعاً من النقد الحقيقي الذي يوصل الباحثين عن الحقيقة إلى حد الإشباع من فرط ما يمتليء به من تلك الحقائق، وقد ربط من خلاله الممارسة الرياضية ببعض المعاني الدينية والاخلاقية السامية، واستصحب معه الكثير من التفاصيل التي نحن بحاجة إليها طالما أننا متطلعين لترفيع الممارسة الرياضية وتوجيهها لما يراعي خصوصية مجتمعاتنا، فالإتحاد الدولي نفسه قد ركز على مسألة الاخلاق ووضع لها لوائحاً ترافق قواعد اللعبة وقوانينها، وعندما تدخل إلى موقع (فيفا) تجد ما يسمي بـ(Code of Ethics) وهو ما يؤكد إهتمام الإتحاد الدولي للعبة بالجانب الإنساني والاخلاقي ضمن مجهودات لم تتوقف ولن تتوقف نحو ترفيع الممارسة وصولاً إلى أقصى حد من الإستمتاع دون المساس بالمحرمات لدى الشعوب بالألفاظ أو الممارسات التي تقود الوسط إلى ما لا يحمد عقباه، فذلك ما نعانيه في الوسط الرياضي السوداني من مآلات جلها كانت من مستصغر الشرر، وكثير منا يذهب إلى الإستاد ليشاهد مباراة في كرة القدم فيعتقد أنه غير محاسب بما يتفوه به لسانه أثناء المباراة، فلا يسلم منه حكمها ولا اللاعبين سواء أكانوا لاعبي الخصم أو حتى لاعبي الفريق الذي جاء إلى الملعب من أجل مساندتهم والوقوف معهم، من سافر القول وساقطه، ومن نابيء الألفاظ التي لا يستطيع ذات الإنسان أن يكررها وهو في منزله أو حتى في الشارع العام، وربما أنكرها جملة وتفصيلاً إذا عرضت عليه وهو في ظرف طبيعي خارج الإستاد، أو يطأطيء رأسه خجلاً منها في حالة من الإنفصام التي لا يمكن أن تكون بسبب الرياضة نفسها إذا تعاملنا معها بعيداً عن التعصب، لذلك جاء في مقال الفريق عبد الله حسن عيسى وفي ديباجته أن الإنسان يهرب من معاناته اليومية وروتين الحياة القاسي من أجل أن يسلي نفسه ويستمتع بالسجال الجاري بين فريقين، (وذلك فن لا يجيده الكثيرين من مشجعي كرة القدم عندنا)، على حد تعبير سعادة الفريق في مقاله الرائع، لذلك تأتي التبعات بما لا ينسجم مع أخلاق الرياضة أو ما يفترض ان تكون عليه الاخلاق الرياضية، ومضى المقال في تشخيص الحالة المتأخرة لرياضيينا والمفاهيم الدخيلة التي استشرت واعتنقها قطاع كبير منهم من التعبيرات والإنفعالات وحتى (الشماتة) المتبادلة بين الفريقين الكبيرين المريخ والهلال وهو الداء الوبيل الذي ألم برياضتنا الآن وقد وصفها المقال بأنها من (الحسد) فهل فكر أي منكم في خطورة أن يكون حاسداً لأخيه؟
من وجهة نظري الخاصة ان تلك الممارسات التي انتقدها المقال قد تكون خفيفة الأثر إذا ما اعترف الناس بخطأ وجودها وسعوا إلى محاربتها من مطلق ديني وأخلاقي، ولكن من المؤسف جداً القول أنها قد أصبحت جزءً من السلوك العام، وبه انحرفت الممارسة فعلياً وبدلاً أن يحتدم التنافس نحو تقديم الأفضل أصبحت كل الجهود والمقدرات تذهب نحو (تحطيم) الآخر، وينفق على هذا الهدف أكثر مما ينفق في ترفيع وتوجيه أصول الممارسة وتطوير الكوادر الفنية والإدارية من أجل عطاء أفضل، والمتابع للصحف مثلاً أنها تركز على النيل من الآخر أكثر من شحذ الهمم من اجل تقديم ما يليق، وكثيراً ما نجد أحد المشجعين المتعصبين الذين يؤكدون أنهم كانوا يتعاملون مع القضايا الرياضية كافة بنوع من التعقل الذي لا يغفل الجانب الوطني عندما يتعلق الامر بفريق يمثل السودان في بطولة خارجية مثلاً، ولكن الكاتب (الفلاني) كان سبباً في أن يشعروا بالكراهية تجاه الآخر لأنه جنح إلى التقليل من شأنهم والإساءة إليهم مراراة وتكراراً لتتحول جزيئات التسامح عندهم إلى شحنات من الكراهية والبغضاء التي تترجمها بعض الأفعال التي ظهرت مؤخراً مثل حمل النعوش والكثير من مظاهر العنف اللفظي التي تفشت في الملاعب.
لكل ذلك استمتعنا بقراءة مقال سعادة الفريق الأديب عبد الله حسن عيسى، نائب رئيس نادي المريخ وأحد أكثر الشخصيات الرياضية وضوحاً واستقامة في الوقت الراهن، ولا أخفى أن هذا المقال قد أشبع عندي حاجة كبيرة لقراءة شيء مفيد من الكتابات التي تكتب بمئات من لترات المداد شهرياً وتسير كلها نحو الإتجاه السالب، ولا حاجة لنا للمجاملة هنا، لذلك تمنيت لو أن هذا المقال قد طبع ووزع على كل الرياضيين في مواقعهم على الأقل لأنه يساوي عندي بحث عميق أعد لنيل درجة علمية رفيعة.. فشكراً سعادة الفريق..!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019