زووم
ماهي مواصفات عضو مجلس إدارة نادي المريخ..؟
ظلت القواعد الجماهيرية في كافة الأندية الرياضية السودانية متمسكة بالصورة المرسومة بغير عناية لعضو مجلس الإدارة، والشخص الذي ينبغي إنتخابه لينال ذلك الشرف، وفي تقديري كانت الصورة من أساسها شائهة بالقدر الذي ترتبت عليه بعض الممارسات السالبة التي عصفت بإستقرار الرياضة وأطاحت بنتائجها، فالكثير منا يعتقد أن عضو مجلس الإدارة هو ذلك الشخص صاحب الزي البلدي أو الأفرنجي المهيب، والسيارة التي يفوق سعرها كل قريناتها، والحسابات المليارية في البنوك، والممتلكات من عقارات وشركات وغيرها، والأهم من ذلك من مواصفات يجب أن يكون الإداري سخياً يدفع بيمينه مالا تعلم شماله، وهذه صورة تقليدية لإداري كرة القدم كانت وماتزال تسيطر على ذهنية الناخبين والمشجعين الذين تكتظ بهم تلك الاندية، لذلك سيطرت الأفكار التي تدور حول (المال) على كل المعايير الإنسانية وانتشرت بعض العبارات التي تعبر عن ذلك بصدق، كأن يقول الناس: أن المال هو الاهم في إدارة العملية الرياضية، وأن الإداري بدون مال لا يساوي شيئاً، وأن ذلك الشخص لا يملك مؤهلات شغل منصب الرئيس لأنه من محدودي الدخل.. وهذه من المفاهيم التي عصفت بمعايير الإختيار للقيادة الرشيدة في كل المجالات الرياضية وظلت تمثل متهة تضلل الناس.
ربما يكون المال أمراً مهماً في إختيار رؤساء الاندية، ولكنه ليس كل شيء، أو أن الفكرة ليست في ذلك القالب الموغل في السطحية، والذي يناقش به الناس قضية مؤهلات الإداري المطلوب في مجلس إدارة نادي المريخ، ومن الظلم التعامل مع جمال الوالي مثلاً بالنمط الذي سرنا عليه في السنوات الماضية، فقد استمرأ الناس تقييم الرجل على أساس أنه ماكينة نقود مهمتها فقط مد النادي بالنقود والتعامل مع كافة القضايا من زاوية أنها مشكلات يتم معالجتها بالمال فقط.. وبتلك الطريقة ألغينا الجانب الإنساني والقدرات الحقيقية لجمال الوالي على سبيل المثال كشخص مؤهل لقيادة المريخ وإدارة قطاع كبير من البشر بمختلف صفاتهم، لاعبين ومدربين وصحافيين وإداريين وحتى معجبين، وليس من العدل أن يواجه رئيس نادي المريخ كل هذه المكونات على أساس أنه رجل أعمال وثري من أثرياء البلاد بدون الأخذ بالإعتبار أنه (إنسان) له أحاسيسه وقدراته في تقييم الأشياء، وحاجاته في الحياة من خصوصية وسرية في بعض الجوانب وغيرها، لذلك كنت ومازلت من أنصار تغيير المفهوم السائد عن صورة الإداري بنادي المريخ تحديداً وعدم التعامل معه على أساس أنه ماكينة نقود ومنحه المساحة التي يستحقها كإنسان لإظهار قدراته البشرية والعقلية، ورب قائد محدود الإمكانيات المادية يفلح بمنطق العقل في تحقيق ما لا تستطيع كنوز قارون تحقيقه بمنطق المال، فإدارة أندية في مقام المريخ تحتاج للعقل والتدبير، وقيادة تفكر وتخطط قبل أن تدفع وتتباهى بأنها دفعت وفي نهاية المطاف لا يحصد الكيان شيئاً من المال أو مايمكن أن يكون مقابل ذلك المال، فالأخذ بمعيار القدرات المالية لوحدها أمر فيه الكثير من الظلم، للنادي وللقيادات معاً..!
وعن حاجة المريخ من الإداريين الآن وهو مقبل على جمعية عمومية مطلوب منها إنتخاب مجلس إدارة جديد يتولى قيادة النادي في ثلاث سنوات قادمة، فإنها ومن وجهة نظري تنحصر في كلمة (التغيير).. ليس في الأسماء والوجوه بطبيعة الحال، وإنما في معايير بعض الأمور المصيرية ومنها تحديد المواصفات المطلوبة في الإداري المريخي، وتثبيت فكرة التخلص من الصورة التقليدية للإداري أبوعمة وجلابية وكريز والإنتقال إلى حقبة جديدة وجدية مطلوب فيها الإنتقال من عصر الهواية إلى عصر الإحتراف، والتركيز على ضرورة إدخال عقول تعمل على تفعيل موارد النادي الذاتية أكثر من العمل على التبرع من المال الخاص ومن ثم المطالبة بتلك الاموال وضمها إلى دفاتر مديونيات النادي، فالمريخ اليوم مطالب بسبع مليارات، وقد أدلى أحد المسؤولين فيه بحديث يؤكد أن النادي بحاجة إلى ميزانية تسيير لا تقل عن (22) مليوناً في اليوم الواحد بنسبة عجز لا تقل عن (60%).. وهذه أرقام تبث الرعب في القلوب، ليس لضخامتها فحسب، ولكنها تلفت النظر إلى مستوى التواضع في نمط الإدارة الذي كان معمولاً به في السنوات الماضية، وكيف أن الناس قد ركزت على بند الإنفاق وأهملت الواردات، مع تثبيت ضرورة الإعتراف بكفتي الميزان الإقتصادي وهما المدخلات والمخرجات، ومالم نحتكم لهذه النظرية وننزلها إلى أرض الواقع والتطبيق فإن الإستعانة بكل أثرياء العالم لن يخرج المريخ من ازماته ومشكلاته وديونه.. لذلك نعود إلى حيث كانت البداية لنقول أن الأهم في الجمعية العمومية هو تحديد مواصفات الإداري المطلوب في المريخ، والتأكيد على أن المال وحده ليس الفيصل وإنما الفكر والأفق هو ما يحدد نجاح النادي في الثلاث سنوات القادمة.
ماهي مواصفات عضو مجلس إدارة نادي المريخ..؟
ظلت القواعد الجماهيرية في كافة الأندية الرياضية السودانية متمسكة بالصورة المرسومة بغير عناية لعضو مجلس الإدارة، والشخص الذي ينبغي إنتخابه لينال ذلك الشرف، وفي تقديري كانت الصورة من أساسها شائهة بالقدر الذي ترتبت عليه بعض الممارسات السالبة التي عصفت بإستقرار الرياضة وأطاحت بنتائجها، فالكثير منا يعتقد أن عضو مجلس الإدارة هو ذلك الشخص صاحب الزي البلدي أو الأفرنجي المهيب، والسيارة التي يفوق سعرها كل قريناتها، والحسابات المليارية في البنوك، والممتلكات من عقارات وشركات وغيرها، والأهم من ذلك من مواصفات يجب أن يكون الإداري سخياً يدفع بيمينه مالا تعلم شماله، وهذه صورة تقليدية لإداري كرة القدم كانت وماتزال تسيطر على ذهنية الناخبين والمشجعين الذين تكتظ بهم تلك الاندية، لذلك سيطرت الأفكار التي تدور حول (المال) على كل المعايير الإنسانية وانتشرت بعض العبارات التي تعبر عن ذلك بصدق، كأن يقول الناس: أن المال هو الاهم في إدارة العملية الرياضية، وأن الإداري بدون مال لا يساوي شيئاً، وأن ذلك الشخص لا يملك مؤهلات شغل منصب الرئيس لأنه من محدودي الدخل.. وهذه من المفاهيم التي عصفت بمعايير الإختيار للقيادة الرشيدة في كل المجالات الرياضية وظلت تمثل متهة تضلل الناس.
ربما يكون المال أمراً مهماً في إختيار رؤساء الاندية، ولكنه ليس كل شيء، أو أن الفكرة ليست في ذلك القالب الموغل في السطحية، والذي يناقش به الناس قضية مؤهلات الإداري المطلوب في مجلس إدارة نادي المريخ، ومن الظلم التعامل مع جمال الوالي مثلاً بالنمط الذي سرنا عليه في السنوات الماضية، فقد استمرأ الناس تقييم الرجل على أساس أنه ماكينة نقود مهمتها فقط مد النادي بالنقود والتعامل مع كافة القضايا من زاوية أنها مشكلات يتم معالجتها بالمال فقط.. وبتلك الطريقة ألغينا الجانب الإنساني والقدرات الحقيقية لجمال الوالي على سبيل المثال كشخص مؤهل لقيادة المريخ وإدارة قطاع كبير من البشر بمختلف صفاتهم، لاعبين ومدربين وصحافيين وإداريين وحتى معجبين، وليس من العدل أن يواجه رئيس نادي المريخ كل هذه المكونات على أساس أنه رجل أعمال وثري من أثرياء البلاد بدون الأخذ بالإعتبار أنه (إنسان) له أحاسيسه وقدراته في تقييم الأشياء، وحاجاته في الحياة من خصوصية وسرية في بعض الجوانب وغيرها، لذلك كنت ومازلت من أنصار تغيير المفهوم السائد عن صورة الإداري بنادي المريخ تحديداً وعدم التعامل معه على أساس أنه ماكينة نقود ومنحه المساحة التي يستحقها كإنسان لإظهار قدراته البشرية والعقلية، ورب قائد محدود الإمكانيات المادية يفلح بمنطق العقل في تحقيق ما لا تستطيع كنوز قارون تحقيقه بمنطق المال، فإدارة أندية في مقام المريخ تحتاج للعقل والتدبير، وقيادة تفكر وتخطط قبل أن تدفع وتتباهى بأنها دفعت وفي نهاية المطاف لا يحصد الكيان شيئاً من المال أو مايمكن أن يكون مقابل ذلك المال، فالأخذ بمعيار القدرات المالية لوحدها أمر فيه الكثير من الظلم، للنادي وللقيادات معاً..!
وعن حاجة المريخ من الإداريين الآن وهو مقبل على جمعية عمومية مطلوب منها إنتخاب مجلس إدارة جديد يتولى قيادة النادي في ثلاث سنوات قادمة، فإنها ومن وجهة نظري تنحصر في كلمة (التغيير).. ليس في الأسماء والوجوه بطبيعة الحال، وإنما في معايير بعض الأمور المصيرية ومنها تحديد المواصفات المطلوبة في الإداري المريخي، وتثبيت فكرة التخلص من الصورة التقليدية للإداري أبوعمة وجلابية وكريز والإنتقال إلى حقبة جديدة وجدية مطلوب فيها الإنتقال من عصر الهواية إلى عصر الإحتراف، والتركيز على ضرورة إدخال عقول تعمل على تفعيل موارد النادي الذاتية أكثر من العمل على التبرع من المال الخاص ومن ثم المطالبة بتلك الاموال وضمها إلى دفاتر مديونيات النادي، فالمريخ اليوم مطالب بسبع مليارات، وقد أدلى أحد المسؤولين فيه بحديث يؤكد أن النادي بحاجة إلى ميزانية تسيير لا تقل عن (22) مليوناً في اليوم الواحد بنسبة عجز لا تقل عن (60%).. وهذه أرقام تبث الرعب في القلوب، ليس لضخامتها فحسب، ولكنها تلفت النظر إلى مستوى التواضع في نمط الإدارة الذي كان معمولاً به في السنوات الماضية، وكيف أن الناس قد ركزت على بند الإنفاق وأهملت الواردات، مع تثبيت ضرورة الإعتراف بكفتي الميزان الإقتصادي وهما المدخلات والمخرجات، ومالم نحتكم لهذه النظرية وننزلها إلى أرض الواقع والتطبيق فإن الإستعانة بكل أثرياء العالم لن يخرج المريخ من ازماته ومشكلاته وديونه.. لذلك نعود إلى حيث كانت البداية لنقول أن الأهم في الجمعية العمومية هو تحديد مواصفات الإداري المطلوب في المريخ، والتأكيد على أن المال وحده ليس الفيصل وإنما الفكر والأفق هو ما يحدد نجاح النادي في الثلاث سنوات القادمة.
