السودان يعيش أزمة معلقين..!
على الرغم من ظهور قناة متخصصة في الشئون الرياضية وقناة رياضية كانت قد سبقتها بفترة ليست بالقصيرة تبقى الساحة الإعلامية في حالة جدب مزمن لا يقبل الجدال من الكوادر المؤهلة أو الموهوبة للتعليق الرياضي، وقد امتلأت الساحة عن آخرها بمعلقين كبار السن يحاولون إقناعنا (بالقوة) والظهور القسري بأنهم معلقون، مع أنه قد مرت عليهم عشرات السنين وهم في محاولاتهم هذه دون أن ينجح أحدهم في نيل جزء من إحترام السادة الرياضيين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على التعاطي معهم حتى لا يفوتهم متابعة النشاط الرياضي الذي يحظى أصلاً بشعبية جارفة، ومعلقين آخرين من الشباب حبسوا كل قدراتهم في تقليد صوت أستاذنا الرشيد بدوي عبيد وبعض المعلقين العرب الذين ينتمون إلى دول تختلف منا في اللهجات والمفردات وبعض المصطلحات المستخدمة في التعبير عن الأحاسيس والأحداث معاً، وكنا نعتقد أن الأخ حاتم التاج قد خرج من تلك العباءات المهترئة وبات معلقاً مستقلاً له مفرداته المستمدة من بيئته أو بيئة المتلقي الذي يخاطبه، ولكن التاج عاد إلى مربع المبتدئين في هذا المجال، فتجده يجتهد في حشر بعض المفردات التي تتأرجح ما بين تونسية عصام الشوالي ورؤوف خليف، ومصرية محمد الطيب وحماده إمام، وخليجية حمدان حمد والمخضرم علي حميد وغيرهم من المعلقين العرب الذين ثبتوا شخصياتهم في هذا المجال فكانوا بالجد نماذج وحيدة وقبل قابلة للطبع والإستنساخ.
القنوات التلفزيونية السودانية بمختلف ميولاتها وأولها الفضائية السودانية حبست انفسها في الطريقة التقليدية القديمة في التعامل مع الشأن الرياضي، وهي في الغالب لا تنشط في التفاعل مع أي حدث رياضي ما لم تحسب حجم الارباح العائدة منها، فبقيت برامجها الرياضية المتخصصة فطيرة رغم تعطش الجمهور لمتابعة المزيد منها، وهي بتلك الإستراتيجية العوراء لا تتحدث عن تأهيل كوادرها العاملة في مجال التعليق أو التقديم فبقي برنامج عالم الرياضة الذي يقدمه الأستاذ رضا مصطفى الشيخ والاخبار البايته التي تتذيل النشرة الإخبارية الرئيسة هي كل ما يقدمه تلفزيون السودان، بينما لم تسع الأستاذة ميرفت حسين الصادق لتطوير برنامجها بعد أن أصبح الملل يتسلل إليه، ومازالت ميرفت تقدم برنامجها بنفس الطريقة التي بدأت بها قبل سنوات، برغم أن قناة النيل الأزرق بها بيئة إبداعية محفزة أفضل من الفضائية السودانية، وعلى سبيل المثال يستضيف برنامج بحث عن هدف ضيوفاً بالكاد تدفعهم دفعاً ليتناولوا معلومات منشورة أصلاً في الصحف اليومية ومتاحة للعامة، فضلاً عن تجاهل البرنامج وبعض الزملاء لحقيقة أن دخول الإنترنيت ما عاد ميزة تجعل الصحافي متفرداً بعد أن أصبح مرتادي الشبكة العنكبوتية برنامجاً يدمنه الآلاف من إخوان (محمد أحمد).. وأن خدمات سوداني وزين وبقية شركات الإتصالات قد جعلت (تيه) و (كوكو) في جبال النوبه.. و(أوهاج) و (أركه) في تلال البحر الأحمر، و(أبكر) و(إسحق) في أقاصي دارفور أعضاء شبه مقيمين على مواقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك وتويتر).. وبالتالي لا داعي لأن تستضيف أحد الزملاء مثلاً ليقرأ لنا بركاكة ما قاله حسام البدري للقنوات المصرية أو المواقع التي يقرأها كل الناس، فنحن عندما نجلس أمام شاشات التلفاز كمواطنين نكون قد تجاوزنا مرحلة المعلومة الجافة وأصبحنا نبحث عن التحليل العميق والصادق من جوانب غير مرئية لإنسان الشارع، وبذلك نقول أن برنامج بحث عن هدف لم يتحرك كثيراً من محطة البداية، وربما تظن مقدمته أنها قد أصبحت منافساً قوياً لمصطفى الأغا ففضلت أن تحافظ على مستواها الراهن.
أما قناة قوون.. وما أدراك ما هذه القناة، فيبدو أن القائمين على أمرها قد انشغلوا باللهاث المستمر خلف الإعلانات والمكاسب الجانبية وأهملوا الأصل في الموضوع، وبما أننا في عصر التكنولوجيا والإتصالات فإن (الصبحية) أو (حنة العريس) تصور بأكثر من خمس كاميرات، بينما يتم تسجيل مباراة كاملة لكرة القدم في الدوري الممتاز بكاميرا واحدة فقط.. نعم كاميرا واحدة تظل تطارد الكرة وكأن كلباً أعمى قد أطلق للصيد في الظلام.. والأخوة معلقي قوون سامحهم الله يتكفلون يومياً بإلحاق الضرر بـ(مرارة) عدد من المشاهدين الأبرياء، والبرامج الفطيرة التي يقدمها بعض المعجبين بأشكالهم وميكياجاتهم تحتل مساحة تقدر بالمليارات بلغة البيزنس، غير أنها وبلغة الذوق لا تباع إلا ببضعة دراهم معدودة.
نحن نبحث عن برامج رياضية ناضجة ومواكبة تناقش قضايا الساعة، وتساعد على تطور اللعبة وتلقي الضوء على مقتضيات ذلك التطور، فإذا أجرينا مسحاً في أوساط المشاهدين سنجد أن 99% وأكثر لا يعرفون شيئاً عن كرة القدم الأمريكية وهوكي الجليد، في بلد بالكاد تحصل على (الثلج) من فريزرات الثلاجات، وكذلك ليس من بين السودانيين من لدن آخر مولود اليوم وحتى سيدنا آدم أبوالبشر من لعب هذه الألعاب حتى يستمتعوا بمشاهدتها على القناة الرياضية السودانية قوون.. وكذلك نبحث عن معلقين يركزوا على المباريات التي يعلقون عليها وليس أولئك الذين يكتبون معلوماتهم على الورق ويقرأونها لنا خطأ.. إرحمونا يرحمكم الله.
على الرغم من ظهور قناة متخصصة في الشئون الرياضية وقناة رياضية كانت قد سبقتها بفترة ليست بالقصيرة تبقى الساحة الإعلامية في حالة جدب مزمن لا يقبل الجدال من الكوادر المؤهلة أو الموهوبة للتعليق الرياضي، وقد امتلأت الساحة عن آخرها بمعلقين كبار السن يحاولون إقناعنا (بالقوة) والظهور القسري بأنهم معلقون، مع أنه قد مرت عليهم عشرات السنين وهم في محاولاتهم هذه دون أن ينجح أحدهم في نيل جزء من إحترام السادة الرياضيين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على التعاطي معهم حتى لا يفوتهم متابعة النشاط الرياضي الذي يحظى أصلاً بشعبية جارفة، ومعلقين آخرين من الشباب حبسوا كل قدراتهم في تقليد صوت أستاذنا الرشيد بدوي عبيد وبعض المعلقين العرب الذين ينتمون إلى دول تختلف منا في اللهجات والمفردات وبعض المصطلحات المستخدمة في التعبير عن الأحاسيس والأحداث معاً، وكنا نعتقد أن الأخ حاتم التاج قد خرج من تلك العباءات المهترئة وبات معلقاً مستقلاً له مفرداته المستمدة من بيئته أو بيئة المتلقي الذي يخاطبه، ولكن التاج عاد إلى مربع المبتدئين في هذا المجال، فتجده يجتهد في حشر بعض المفردات التي تتأرجح ما بين تونسية عصام الشوالي ورؤوف خليف، ومصرية محمد الطيب وحماده إمام، وخليجية حمدان حمد والمخضرم علي حميد وغيرهم من المعلقين العرب الذين ثبتوا شخصياتهم في هذا المجال فكانوا بالجد نماذج وحيدة وقبل قابلة للطبع والإستنساخ.
القنوات التلفزيونية السودانية بمختلف ميولاتها وأولها الفضائية السودانية حبست انفسها في الطريقة التقليدية القديمة في التعامل مع الشأن الرياضي، وهي في الغالب لا تنشط في التفاعل مع أي حدث رياضي ما لم تحسب حجم الارباح العائدة منها، فبقيت برامجها الرياضية المتخصصة فطيرة رغم تعطش الجمهور لمتابعة المزيد منها، وهي بتلك الإستراتيجية العوراء لا تتحدث عن تأهيل كوادرها العاملة في مجال التعليق أو التقديم فبقي برنامج عالم الرياضة الذي يقدمه الأستاذ رضا مصطفى الشيخ والاخبار البايته التي تتذيل النشرة الإخبارية الرئيسة هي كل ما يقدمه تلفزيون السودان، بينما لم تسع الأستاذة ميرفت حسين الصادق لتطوير برنامجها بعد أن أصبح الملل يتسلل إليه، ومازالت ميرفت تقدم برنامجها بنفس الطريقة التي بدأت بها قبل سنوات، برغم أن قناة النيل الأزرق بها بيئة إبداعية محفزة أفضل من الفضائية السودانية، وعلى سبيل المثال يستضيف برنامج بحث عن هدف ضيوفاً بالكاد تدفعهم دفعاً ليتناولوا معلومات منشورة أصلاً في الصحف اليومية ومتاحة للعامة، فضلاً عن تجاهل البرنامج وبعض الزملاء لحقيقة أن دخول الإنترنيت ما عاد ميزة تجعل الصحافي متفرداً بعد أن أصبح مرتادي الشبكة العنكبوتية برنامجاً يدمنه الآلاف من إخوان (محمد أحمد).. وأن خدمات سوداني وزين وبقية شركات الإتصالات قد جعلت (تيه) و (كوكو) في جبال النوبه.. و(أوهاج) و (أركه) في تلال البحر الأحمر، و(أبكر) و(إسحق) في أقاصي دارفور أعضاء شبه مقيمين على مواقع التواصل الإجتماعي (فيس بوك وتويتر).. وبالتالي لا داعي لأن تستضيف أحد الزملاء مثلاً ليقرأ لنا بركاكة ما قاله حسام البدري للقنوات المصرية أو المواقع التي يقرأها كل الناس، فنحن عندما نجلس أمام شاشات التلفاز كمواطنين نكون قد تجاوزنا مرحلة المعلومة الجافة وأصبحنا نبحث عن التحليل العميق والصادق من جوانب غير مرئية لإنسان الشارع، وبذلك نقول أن برنامج بحث عن هدف لم يتحرك كثيراً من محطة البداية، وربما تظن مقدمته أنها قد أصبحت منافساً قوياً لمصطفى الأغا ففضلت أن تحافظ على مستواها الراهن.
أما قناة قوون.. وما أدراك ما هذه القناة، فيبدو أن القائمين على أمرها قد انشغلوا باللهاث المستمر خلف الإعلانات والمكاسب الجانبية وأهملوا الأصل في الموضوع، وبما أننا في عصر التكنولوجيا والإتصالات فإن (الصبحية) أو (حنة العريس) تصور بأكثر من خمس كاميرات، بينما يتم تسجيل مباراة كاملة لكرة القدم في الدوري الممتاز بكاميرا واحدة فقط.. نعم كاميرا واحدة تظل تطارد الكرة وكأن كلباً أعمى قد أطلق للصيد في الظلام.. والأخوة معلقي قوون سامحهم الله يتكفلون يومياً بإلحاق الضرر بـ(مرارة) عدد من المشاهدين الأبرياء، والبرامج الفطيرة التي يقدمها بعض المعجبين بأشكالهم وميكياجاتهم تحتل مساحة تقدر بالمليارات بلغة البيزنس، غير أنها وبلغة الذوق لا تباع إلا ببضعة دراهم معدودة.
نحن نبحث عن برامج رياضية ناضجة ومواكبة تناقش قضايا الساعة، وتساعد على تطور اللعبة وتلقي الضوء على مقتضيات ذلك التطور، فإذا أجرينا مسحاً في أوساط المشاهدين سنجد أن 99% وأكثر لا يعرفون شيئاً عن كرة القدم الأمريكية وهوكي الجليد، في بلد بالكاد تحصل على (الثلج) من فريزرات الثلاجات، وكذلك ليس من بين السودانيين من لدن آخر مولود اليوم وحتى سيدنا آدم أبوالبشر من لعب هذه الألعاب حتى يستمتعوا بمشاهدتها على القناة الرياضية السودانية قوون.. وكذلك نبحث عن معلقين يركزوا على المباريات التي يعلقون عليها وليس أولئك الذين يكتبون معلوماتهم على الورق ويقرأونها لنا خطأ.. إرحمونا يرحمكم الله.