• ×
السبت 18 مايو 2024 | 05-17-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1298
اماسا
كأس الإستنزاف..!
ليس سراً إذا كتبنا أن الرياضة السودانية تمر بمرحلة تؤكسد فيها شحوم سنامها من أجل البقاء على قيد الحياة، وقد هرب منها من هرب وبقي في جحيمها من بقي في ظل الأوضاع الإقتصادية المتقلبة وصعوبة الإنتقال من مرحلة الإدارات التقليدية للرياضة وكرة القدم على وجه الخصوص إلى مرحلة الإحتراف وتفعيل جوانب أخرى مساعدة مثل التسويق وغيره من ركائز العمل الرياضي الحديث، وبناءً على هذه المعطيات انهارت أسماء كبيرة من الاندية العريقة على مستوى الوطن، وتكاد الخارطة الرياضية قد تبدلت بشكل مذهل، حتى أن أندية في مقام أهلي مدني العريق فشلت في الثبات والصمود وسط هذه العاصفة الهوجاء من المتغيرات، فذهبت بدون أن يجزم أحد بأنها ستعود يوماً لريادتها، بينما بقيت الساحة مفتوحة على مصراعيها لاستقبال أسماء جديدة وفق ما يستجد على الأوضاع المادية الخاصة بالأفراد والمشهد الإقتصادي العام.. وقد كنت قبل أيام حاضراً عندما تسلمت أندية بورتسودان برنامج مباريات كأس السودان في شكله الجديد، ودار النقاش على عدة محاور كان الاهم فيها المحور المالي والثاني من حيث الأهمية محور الفوائد الفنية التي يمكن أن تنعكس على هذه الفرق وهي تخوض مخاض بداية الموسم وتحتاج لأكبر عدد من المباريات حتى تستطيع تكملة الإعداد وتؤدي بالشكل المطلوب في الدوري، بمعنى أنها تريد أن تخوض هذه المنافسة بهدف الإعداد بها للدوري، ولكننا نعود إلى المحور الأول (النواحي المالية) لأن المشاركة في هذه المنافسة تحتاج لبضعة ملايين جنيه توزع ما بين سفر ونفقات جانبية تخص العلاج والغعاشة والإقامة وبعض البنود الفرعية في ظروف أبسط ما يمكن وصفها بانها مأساوية، وفي غياب الدعم الرسمي وإنحسار الجهد الشعبي الذي كان في السابق من زكائز العمل الرياضي لتدهور الوضع الإقتصادي للمواطن السوداني العادي، وربما يكون نادي حي العرب أقل ضرراً من النواحي المادية، والأكثر حاجة إلى أداء المزيد من المباريات لتدعيم موقف الفريق المكون أصلاً من عدد كبير جداً من اللاعبين الشباب والناشئين من حديثي العهد بالفريق وبالدوري الممتاز، وهم بحاجة إلى اللعب مع بعضهم لأكبر عدد من المباريات المتتالية مع عمل فني كبير يصنع منهم فريقاً يعيد سيرة السحرة الهنود، ولأن الفريق يلعب بمجموعة بورتسودان قررت إدارة الفريق المشاركة في كأس السودان ومحاولة الإستفادة منها بأقصى ما هو متاح، اما الهلال الساحلي فقد ضربت إدارته أخماس على أسداس وقررت في مسودة قرار ربما سيعلن قريباً الإنسحاب وعدم المشاركة، لأن القرعة أوقعتهم بمجموعة كسلا، وهو ما يعني السفر وتحمل نفقات إعاشة وترحيل وبنود أخرى أشرنا لها سلفاً في وقت تعاني فيه الخزينة من قلة الفئران، وأظنها حسابات سيجلس لها كل إدارات الأندية في هذا الموسم المعقد قبل أن تتخذ قراراً بالمشاركة أو عدمها، وفي الغالب ستكون القرارات المرتقبة بالإنسحاب، خاصة الفرق الكبيرة التي تحتاج لخصوم أقوى من تلك التي تواجههم في هذه المنافسة، وبالتالي يكون من ضمن أسباب الإنسحاب عدم جدوى المشاركة في هذه البطولة.
الدوري الممتاز نفسه كان وما يزال منهكاً من ناحية مادية في ظل المعطيات المذكورة أعلاه، ورغم أن الإتحاد قد اجتهد في توفير دعومات تحدث للمرية الاولى، استمرت الحلقات الإقتصادية لمعظم الأندية في التراجع لتكتم أنفاس المنافسة بعد أن استنزفت الاندية وشغلت إداراتها بجمع الاموال بدلاً عن التركيز في تطوير المستويات الفنية، وما من نادٍ من أندية الممتاز إلا وقد غصت خزائنه بالديون وتوابع الديون من لدن المريخ والهلال اللذين في ظاهرهما اندية ثرية ومترفة وفي باطنهما جمرات من جحيم لا يقترب منها إلا من يريد المغامرة.
منافسة كأس السودان تفتقر لأهميتها في هذا التوقيت أكثر من أي وقت، ولا يمكن أن نؤكد على فوائد منها وسط هذه الأضرار الفنية والمادية التي لا تعد ولا تحصى، ولو طالبنا إتحاد الكرة بإعادة النظر فيها الآن فقد نكون قد أذنا في مالطا، لأنهم يعيشون في برجهم العاجي ولا يهتمون بأنديتهم ومنافساتهم وذلك ما يبشرهم بنهاية قريبة للكرة السودانية لأنها وببساطة لا تنتقل بمرونة مع المتغيرات ولا تواكب التحولات المجتمعية ذات الصلة.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019