• ×
الثلاثاء 30 أبريل 2024 | 04-29-2024
ابراهيم عبدالرحيم

في وجه الرياح

ابراهيم عبدالرحيم

 2  0  1980
ابراهيم عبدالرحيم


إنتصرنا وتأهلنا.. ولكن القادم أصعب..!!

· أدخل لاعبو منتخبنا الوطني أنفسهم في مواقف صعبة للغاية في مباراة الدور ربع النهائي أمام منتخب النيجر المغمور والمحظوظ... برفضهم حسم الخصم منذ وقت مبكر بإضاعة عدد كبير من الفرص كان كفيلاً بتهدئة الأعصاب التي إحترقت تماماً بالأمس.. بعكس المباريات الثلاث التي لعبها صقور الجديان في الدور الأول.. ولم يكن منتخبنا في حاجة البتة للوصول إلي الزمن الإضافي ومن ثم ركلات الحظ الترجيحية.. لو أحسن رماته وبخاصة المهاجم مدثر كاريكا الإستفادة ولو من فرصة واحدة من الفرص اليت تهيأت له وهو في مواجهة المرمي.. ليدخل صقور الجديان في تجربة صعبة للغاية كادت أن تنهي مشوارهم في البطولة التي ينظمونها.. ويبدو أن لاعبي المنتخب ظنوا أن الأمور ستسير في مباراة الأمس مثلما سارت معهم في مباراتي الجابون وأوغندا.. رغم الإعتراف بضعف منتخب النيجر مقارنة بمنتخبات الدور الأول.. وهذا ما حذرنا منه قبيل إنطلاقة المباراة.. حيث تركزت مطالبنا في مطلب وحيد وهو الحسم المبكر لمنتخب النيجر لتفادي أي مغامرات من هذا المنتخب المغمور الذي دوّخ منتخبي زيمبابوي وغانا في الدور الأول.. وفعل ذات الشيء أمس أمام صقور الجديان.. ولكن للأسف لم يتوصل لاعبو منتخبنا إلي هذه الحقيقة إلا بعد أن تمكن عيسي ماديبو من إدراك التعادل في الثلث الثاني من الشوط الثاني.. ليدرك لاعبونا صعوبة الموقف وإمكانية تضييع كل ما تحقق في الدور الأول.. فكان من الطبيعي أن يتأثر أداء منتخبنا بالتسرع والشفقة.. بل بدأ واضحاً إستكانة لاعبي المنتخب للهدف المبكر.. وظنوا مع هذه الإستكانة نهاية المباراة.. ونحن من حذرنا أيضاً في هذه المساحة من تركيز منتخب النيجر علي إحراز هدف ما بين الدقيقة(70) إلي الدقيقة(80).. فكان أن أحرز ماديبو هدف التعادل في مرمي بهاء قبل خمس دقائق من وصول المباراة إلي الدقيقة السبعين..!!

· كعادة منتخبنا في المباريات الثلاث الماضيات.. كانت بدايته سريعة جداً.. ورغم أن هذه محمدة للجهاز الفني ولاعبي الفريق.. إلا أن سيناريو مباراتي الجابون وأوغندا تكرر بالكربون.. هدف مبكر.. وإصرار غريب علي عدم تعزيزه بهدف إراحة الأعصاب.. والفرق الوحيد بين مباراة الأمس ومباراتي الجابون وأوغندا.. الكم الهائل من الفرص الضائعة.. فقد وجد منتخبنا أكثر من خمسة عشر فرصة لم يفلح في ترجمتها إلي أهداف.. إلا فرصة بكري المدينة الذي يستحق نجومية المباراة بتحركاته المزعجة والمتواصلة ولياقته البدنية العالية.. ولو وجد بكري مساندة حقيقية من مدثر كاريكا الذي لعب علي الواقف لإنتهي الشوط الأول علي الأقل بثلاثية لصقور الجديان.. ولكن بكري لم يركن إلي سلبية كاريكا.. وفعل كل شيء.. ونجح في حصر دفاع منتخب النيجر في منطقته الخاصة.. وحرمه تماماً من التقدم.. بل تفوق بكري علي زميله كاريكا بحسن التصرف والتريث في لعب الكرة.. وهذا ما لم يتوفر لكاريكا الذي كان شارد الذهن.. وإمتاز لعبه بالأنانية المفرطة والتي أضاعت علي صقور الجديان أكثر من أربع فرص مضمونة كانت كفيلة بتحويل بقية أوقات المباراة لفواصل إبداعية وإظهار المهارات.. والإستفادة منها في إعداد الفريق لمباراة نصف النهائي.. ويقيني أن بكري المدينة لو كان في مكان كاريكا الذي أفرط في إضاعة الفرص التي سنحت له.. لإستفاد علي الاقل من نصفها.. لأنه يمتاز عن كاريكا كما أسلفت بحسن التصرف أمام المرمي.. ويضاف إلي الفرص التي أضاعها كاريكا.. ما تهيأ من فرص لعدد من لاعبي صقور الجديان في شوط اللعب الثاني والشوطين الإضافيين.. ولكن كلها ضاعت بطريقة أتلفت الأعصاب.. حتي ظننا أن خروج منتخبنا من بطولة الشان سيكون هو السيناريو الذي سنعيشه مع صافرة نهاية المباراة.. ولن أكون كاذباً أن الكل تهيأ لقبول خروج السودان علي يد منتخب النيجر المغمور والمحظوظ..!!

· ولعل أبرز ما ساهم في إرتفاع مستوي الخظ لدي منتخب النيجر.. هو دخول منتخبنا الوطني في حالة إسترخاء غريبة في الشوط الثاني.. رغم الإستحواذ الواضح علي الكرة.. ولكنه كان إستحواذاً دون فعالية هجومية.. حيث إنحصر أداء منتخبنا في اللعب في الوسط.. والتحضير الكثير والرجوع المتكرر للخلف.. دون الإستفادة من الإرتباك لواضح الذي يعاني منه دفاع الخصم والذي كان يظهر بوضوح كلما نقل صقور الجديان الكرة بالأرض.. ولكن للأسف ساعد منتخبنا خصمه في إكتساب الثقة.. خاصة في ظل الإصرار الغريب علي لعب الكرات الطويلة والعالية.. والتي كانت لقمة سائغة لأفراد دفاع ووسط منتخب النيجر.. وكل من يعيد سيناريو المباراة يجد أن أخطر ألعاب وهجمات صقور الجديان نتجت عن اللعب الأرضي السريع الذي يتسبب في إرتباك دفاع أي منتخب أفريقي.. لتتسبب حالة الإسترخاء هذه والإصرار علي اللعب بإسلوب واحد.. في تحرر لاعبي منتخب النيجر قليلاً من تخوفهم من قوة وخبرة منتخبنا.. فأحرزوا هدفاً غريباً أسهم بصورة واضحة في خفض أداء منتخبنا بصورة مزعجة.. بالإضافة للإرتباك الأوضح والتسرع في إحراز هدف.. ولجأ أغلب أفراد صقور الجديان للعب الفردي الذي أضاع الكثير من المجهودات.. ومانحاً منتخب النيجر المزيد من الثقة.. وهذا ما وضح تماماً في كشفهم لإسلوب منتخبنا.. رغم أن ثقة مهاجمة مرمي بهاء الدين لم تصل عندهم لذاك المستوي المزعج.. ولكن وضح أنهم يريدون جر منتخبنا الوطني لوقت إضافي ومن ثم ركلات الترجيح.. وهذا ما نجحوا فيه تماماً بقتل حماس لاعبي منتخبنا بالوقوع المتكرر علي أرضية الملعب وإدعاء الإصابة.. وإعتمادهم علي التكتل الدفاعي الكامل في منطقتهم.. الشيء الذي صعّب من مهمة لاعبينا في إختراق دفاعهم والوصول إلي مرماهم.. لتتحول المباراة ومنذ إحراز النيجر لهدف التعادل لهجوم متواصل من منتخبنا ودفاع أكثر تواصلاً من الخصم.. ولكن الحظ الذي إبتسم للنيجر في الدور الأول تخلي عنهم تماماً في ركلات الترجيح.. ليصعد منتخبنا بصعوبة بالغة إلي الدور نصف النهائي من بطولة أمم أفريقيا للمحليين..!!

إتجاه الرياح..!!

· أغلظ كثيرون علي لاعب وسط منتخبنا نصر الدين الشغيل بسبب تمريراته الخاطئة.. ولكن لم يلحظ أحداً الأدوار التي كان يقوم بها في تخريب لعب وسط منتخب النيجر.. خاصة مختارو شعيبو أبرز لاعبي الخصم..!!

· تواجد الشغيل في المنطقة الخلفية منح علاء الدين يوسف فرصة التقدم هجوماً ومساندة هيثم مصطفي..!!

· الشوطان الإضافييان.. كانا نسخة مكررة من سيناريو الزمن الإضافي.. إستحواذ وهجوم متواصل من منتخبنا.. وإستماتة دفاعية من منتخب النيجر.. وما يحسب للاعبي الخصم نجاحهم الكامل في قفل وقتل اللعب بصورة يُحسدون عليها.. ساعدهم في ذلك تسرع لاعبينا في إحراز هدف ثانٍ..!!

· لو قُدر للفرص التي سنحت لمنتخبنا دخولها شباك سيموني حارس منتخب النيجر.. لوصلت النتيجة إلي أكثر من نصف دستة من الأهداف.. لذا يجب أن يفطن مازدا إلي هذا الأمر.. لأن إستثمار أي فرصة يعني قتل طموحات الخصم تماماً..!!

· صراحة تخوفت من تدني لياقة لاعبي منتخبنا بوصول المباراة إلي الوقت الإضافي.. ولكنهم نجحوا في القتال حتي آخر لحظة دون أن تظهر عليهم آثار تدني في اللياقة البدنية..!!

· بلغت القلوب الحناجر عندما وصلت المباراة لركلات الحظ الترجيحية.. وكدنا نفقد صوابنا مع إضاعة سيف مساوي لركلة الترجيح الثانية.. ولكن بهاء الدين كان في الموعد تماماً وهو يعيد الأمل بصده لركلة الترجيح التي تقدم لها موديبو محرز هدف التعادل في الزمن الرسمي للمباراة..!!

· في المباراة الأولي نجح منتخب الجزائر في التغلب علي نظيره الجنوب أفريقي بهدفين دون رد.. وشخصياً لم أتوقع أن يجد الخضر الطريق سالكاً لنصف النهائي.. بعد المستويات الرفيعة اليت قدمها منتخب البافانا بافانا في الدور الأول..!!

· أي حديث عن إستخدام منتخب النيجر للسحر.. يعدو خبلاً وهبلاً لا مكان له من الإعراب.. ولو كان السحر يفيد لماذا خسر الخصم سباق ركلات الترجيح..!!

· متي نتحرر من مثل هذه المفاهيم السطحية والغريبة.. ومتي نعرف أن كرة القدم هي بذل وعطاء.. ولا أدري هل كان سيتحدث أحد عن السحر لو أحرز كاريكا نصف الفرص التي تهيأت له..!!؟

· خسارة جنوب أفريقيا والنيجر الصاعدان من المجموعة الثانية من الجزائر والسودان.. أكد قوة المجموعة الأولي التي يتواجد متصدرها وثانيها في الدور نصف النهائي..!!

· في الدور نصف النهائي.. سيواجهه منتخبنا الفائز من لقاء الكاميرون وأنغولا.. ولا بد من التأكيد علي أن الإصرار علي تكرار سيناريو مباراة الأمس لن يجدي البتة أمام المتأهل منهما..!!

· إنتصرنا.. وفرحنا.. ولكن..!!
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ابراهيم عبدالرحيم
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    maher wahbe - riyadh 02-19-2011 02:0
    اخى ابراهيم منتخب بعشرة لاعبين من الدقيقة الثالثة من الشوط الثانى ومازدا لاعب بثلاثة محاور الى ولوج هدف التعادل فى مرمانا.مازدا جبان وماينفع مدرب للمنتخب.قال مدرب صقور الجديان والله دة ماينفع مدرب طيور الجديان
    ابو ملك
  • #2
    ادريس حمبكول 02-19-2011 09:0
    وانقلب السحر علي الساحر . شاهد ركلة الجزاء التي لعبها هيثم كيف عادت للمرمي بعد ان كانت في طريقها للخارج.. المباراة لو شفتها من التلفزيون ممكن تقول عليها بالبلدي(مكجرة) التحية يااستاذ..
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019