عودة قريش.. ومجهود عصام الحاج ويوسف أبوحميد..!
لم يكن الأستاذ عصام الحاج لصيقاً بالأحداث المريخية منذ أن ترك منصب السكرتارية بنهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي، وقد رفض وصد محاولات عديدة بذلت لإعادته لهذا المنصب الذي كان لفترة طويلة ولم يزل محور أزمات النادي، وكان لإبتعاده أسباب كثيرة منها ما عرفناه ومنها ما لم نعرفه بعد، ولكن من بين الأسباب التي عرفناها (الإلتزامات الأسرية).. وهي نفسها الأسباب التي ساقها محمد جعفر قريش كجزء مما أدى إلى تقديم استقالته، وقد حرصت على مناقشته حول ما توارد في الصحف عن مشكلة تهميشه في التفاوض مع المدرب حسام البدري، وكنت أكثر قناعة بالقرار الذي اتخذه الرجل وبضرورة احترام خياره بالضبط كما احترمنا من قبل اختيار عصام الحاج للإبتعاد عن المريخ ورفضه العودة من جديد رغم حاجة النادي إليه، ولكن ظهور الأخير في مشهد (التحنيس) لإعادة الأمين العام المستقيل أمر له ما بعده، ففي البداية يطرح السؤال الأهم نفسه: لماذا أراد عصام الحاج إقناع قريش بما لم يقتنع به هو من قبل؟
أما الأخ والصديق يوسف أحمد محمود (أبوحميد) فلا أظنه يستطيع القطع بأنه قدم خدمة جليلة للمريخ بإعادة الرجل إلى منصبه في هذا التوقيت الذي كان فيه أول ماكينات النقود التي يتعامل معها المريخاب، وأعني أنه من الأشخاص الذين ربطوا وجودهم في المريخ بالمال وأهملوا الجانب الفكري والتنظيمي وهما أساس مشكلات المريخ، فالإستقالة في حد ذاتها ارتبطت بخلفيات وجذور وأسباب وكان ينبغي أن تطرح تلك الأسباب والجذور للمعالجة والمناقشة ومن ثم تقديم الحلول الناجعة حتى لا تتكرر الإستقالات، وقد سألت نفسي عن هذا الإئتلاف الغريب بين عصام الحاج وأبوحميد، متى التقيا ومتى وكيف ناقشا استقالة قريش؟.. وكيف خططا للتفاوض معه من أجل العودة؟.. الإجابات على كل هذه الأسئلة تضعنا أمام حقيقة في غاية الأهمية وهي أن قريش قد وافق لهذا الثنائي بالعودة، ولكنه غير مقتنع بالإستمرارية لأن الأسباب التي أدت إلى ذلك القرار ما تزال موجودة ومستمرة وهي الأجدر بالنقاش لأنها تخص الكيان ولا تخص قريشاً لوحده، وأن ما تم حتى الآن لا يتجاوز نوعاً من الأشكال الإجتماعية التي نحرص عليها نحن بطبيعتنا المحلية وعاداتنا وتقاليدنا كشعب سوداني، فمن الطبيعي أنه لو جاءك أحد ليثنيك عن أمر عزمت عليه وحزمت وحسمت أمرك فيه من قبل، وحلف عليك بالطلاق وبأبناءه وتربة والديه فإنك لا تملك سوى التنازل عن موقفك لإرضاء هذه الجحافل التي جاءتك تمتطي خيول الجودية في حالة قريش، ولكن العدول عن القرار بهذه الكيفية لا يعني (القناعة) أو زوال الأسباب.
ما يجب أن يناقش في هذا الأمر هو البيئة الطاردة للإداريين في المريخ، وقد يكون الأستاذ عصام الحاج بخبرته الطويلة سيد العارفين، وبإختصار شديد.. يجب علينا مناقشة الأسباب التي تجعل العمل الإداري في المريخ مملاً وطارداً والأجواء مشحونة بالصراعات والنزاعات والحفر والإستفرادات بالقرارات وتبجيل وتقديس الأفراد على حساب الكيان وذلك من أجل أن يعود المريخ مكاناً تأتلف فيه القلوب ويتعانق فيه الأحبة، وقد لمس عصام الحاج من قبل تلميحاً لما تسبب فيه أصحاب المصالح من أضرار، ونعرف أن تلك الأضرار امتدت وانتشرت كالنار في الهشيم لتضر بمؤسسية العمل في نادٍ تشجعه الملايين وتديره مجموعة صغيرة من البشر بما لا يتناسب مع الإسم والسمعة، وقد يكون كل العاملين في محيط الإدارة المريخية قد توصلوا إلى قناعة تامة بأن ما يجري الآن لهو أبعد ما يكون عن الفكر الإحترافي الحديث في إدارات كرة القدم، وهو ما يظهر تقاطعات المصالح بذلك الشكل المبتذل وينعكس عن بيئة طاردة خرج منها قريش من قبل في درب عصام الحاج وأصبح محمد إلياس محجوب وغيره من الإداريين السابقين في سجن كبير إسمه الصمت، أو بالأحرى تكميم الأفواه، لأن المريخ وبإرادة بعض الأفراد غريبي الأطوار قد أصبح منطقة علقت على مشارفها لافتة مكتوب فيها: ما تسمعه أو تراه هنا أتركه هنا..!!.. وإذا رأيت شيئاً هناك لم يعجبك وأدليت برأيك فيه بما لا يتفق مع أمزجة القائمين بالأمر فوقتها ما عليك إلا أن تتهيأ لحملات إعلامية مسعورة تشارك فيها عشرات الأقلام في صحف المريخ الستة، بعضهم يشتمونك والبعض الآخر يهجونك هجاءً وكأن الحديث في هذا الأمر (حرام) في الشرع والدين والأعراف.. هذه مشاهد فقط من مشكلات المريخ التي تطرد أمثال قريش.. وإذا ناقشنا مسألة جعل المريخ بيئة جاذبة للمحبين، واتفقنا حول أسس الحوار الذي يصب في المصلحة العامة نكون قد خدمنا الكيان أكثر من دعمه بعشر مليارات من أوراق البنكنوت، ففي الظروف الحالية لا تثمر تلك المليارات إلا نوعاً من البشر جيد التغذية ورديء التربية، ولكن لو اهتممنا بالتفاصيل فإن مائة مليون جنيه بالقديم يمكن أن تقوم مقام العشر مليارات.. وأعني ما أكتب..!
لم يكن الأستاذ عصام الحاج لصيقاً بالأحداث المريخية منذ أن ترك منصب السكرتارية بنهاية عقد التسعينيات من القرن الماضي، وقد رفض وصد محاولات عديدة بذلت لإعادته لهذا المنصب الذي كان لفترة طويلة ولم يزل محور أزمات النادي، وكان لإبتعاده أسباب كثيرة منها ما عرفناه ومنها ما لم نعرفه بعد، ولكن من بين الأسباب التي عرفناها (الإلتزامات الأسرية).. وهي نفسها الأسباب التي ساقها محمد جعفر قريش كجزء مما أدى إلى تقديم استقالته، وقد حرصت على مناقشته حول ما توارد في الصحف عن مشكلة تهميشه في التفاوض مع المدرب حسام البدري، وكنت أكثر قناعة بالقرار الذي اتخذه الرجل وبضرورة احترام خياره بالضبط كما احترمنا من قبل اختيار عصام الحاج للإبتعاد عن المريخ ورفضه العودة من جديد رغم حاجة النادي إليه، ولكن ظهور الأخير في مشهد (التحنيس) لإعادة الأمين العام المستقيل أمر له ما بعده، ففي البداية يطرح السؤال الأهم نفسه: لماذا أراد عصام الحاج إقناع قريش بما لم يقتنع به هو من قبل؟
أما الأخ والصديق يوسف أحمد محمود (أبوحميد) فلا أظنه يستطيع القطع بأنه قدم خدمة جليلة للمريخ بإعادة الرجل إلى منصبه في هذا التوقيت الذي كان فيه أول ماكينات النقود التي يتعامل معها المريخاب، وأعني أنه من الأشخاص الذين ربطوا وجودهم في المريخ بالمال وأهملوا الجانب الفكري والتنظيمي وهما أساس مشكلات المريخ، فالإستقالة في حد ذاتها ارتبطت بخلفيات وجذور وأسباب وكان ينبغي أن تطرح تلك الأسباب والجذور للمعالجة والمناقشة ومن ثم تقديم الحلول الناجعة حتى لا تتكرر الإستقالات، وقد سألت نفسي عن هذا الإئتلاف الغريب بين عصام الحاج وأبوحميد، متى التقيا ومتى وكيف ناقشا استقالة قريش؟.. وكيف خططا للتفاوض معه من أجل العودة؟.. الإجابات على كل هذه الأسئلة تضعنا أمام حقيقة في غاية الأهمية وهي أن قريش قد وافق لهذا الثنائي بالعودة، ولكنه غير مقتنع بالإستمرارية لأن الأسباب التي أدت إلى ذلك القرار ما تزال موجودة ومستمرة وهي الأجدر بالنقاش لأنها تخص الكيان ولا تخص قريشاً لوحده، وأن ما تم حتى الآن لا يتجاوز نوعاً من الأشكال الإجتماعية التي نحرص عليها نحن بطبيعتنا المحلية وعاداتنا وتقاليدنا كشعب سوداني، فمن الطبيعي أنه لو جاءك أحد ليثنيك عن أمر عزمت عليه وحزمت وحسمت أمرك فيه من قبل، وحلف عليك بالطلاق وبأبناءه وتربة والديه فإنك لا تملك سوى التنازل عن موقفك لإرضاء هذه الجحافل التي جاءتك تمتطي خيول الجودية في حالة قريش، ولكن العدول عن القرار بهذه الكيفية لا يعني (القناعة) أو زوال الأسباب.
ما يجب أن يناقش في هذا الأمر هو البيئة الطاردة للإداريين في المريخ، وقد يكون الأستاذ عصام الحاج بخبرته الطويلة سيد العارفين، وبإختصار شديد.. يجب علينا مناقشة الأسباب التي تجعل العمل الإداري في المريخ مملاً وطارداً والأجواء مشحونة بالصراعات والنزاعات والحفر والإستفرادات بالقرارات وتبجيل وتقديس الأفراد على حساب الكيان وذلك من أجل أن يعود المريخ مكاناً تأتلف فيه القلوب ويتعانق فيه الأحبة، وقد لمس عصام الحاج من قبل تلميحاً لما تسبب فيه أصحاب المصالح من أضرار، ونعرف أن تلك الأضرار امتدت وانتشرت كالنار في الهشيم لتضر بمؤسسية العمل في نادٍ تشجعه الملايين وتديره مجموعة صغيرة من البشر بما لا يتناسب مع الإسم والسمعة، وقد يكون كل العاملين في محيط الإدارة المريخية قد توصلوا إلى قناعة تامة بأن ما يجري الآن لهو أبعد ما يكون عن الفكر الإحترافي الحديث في إدارات كرة القدم، وهو ما يظهر تقاطعات المصالح بذلك الشكل المبتذل وينعكس عن بيئة طاردة خرج منها قريش من قبل في درب عصام الحاج وأصبح محمد إلياس محجوب وغيره من الإداريين السابقين في سجن كبير إسمه الصمت، أو بالأحرى تكميم الأفواه، لأن المريخ وبإرادة بعض الأفراد غريبي الأطوار قد أصبح منطقة علقت على مشارفها لافتة مكتوب فيها: ما تسمعه أو تراه هنا أتركه هنا..!!.. وإذا رأيت شيئاً هناك لم يعجبك وأدليت برأيك فيه بما لا يتفق مع أمزجة القائمين بالأمر فوقتها ما عليك إلا أن تتهيأ لحملات إعلامية مسعورة تشارك فيها عشرات الأقلام في صحف المريخ الستة، بعضهم يشتمونك والبعض الآخر يهجونك هجاءً وكأن الحديث في هذا الأمر (حرام) في الشرع والدين والأعراف.. هذه مشاهد فقط من مشكلات المريخ التي تطرد أمثال قريش.. وإذا ناقشنا مسألة جعل المريخ بيئة جاذبة للمحبين، واتفقنا حول أسس الحوار الذي يصب في المصلحة العامة نكون قد خدمنا الكيان أكثر من دعمه بعشر مليارات من أوراق البنكنوت، ففي الظروف الحالية لا تثمر تلك المليارات إلا نوعاً من البشر جيد التغذية ورديء التربية، ولكن لو اهتممنا بالتفاصيل فإن مائة مليون جنيه بالقديم يمكن أن تقوم مقام العشر مليارات.. وأعني ما أكتب..!
