• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
ناجي احمد البشير

التنافس يبدأ من هنا

ناجي احمد البشير

 0  0  1929
ناجي احمد البشير
بطاقة زرقاء
ناجي احمد البشير
التنافس يبدأ من هنا

.. الكل يعلم بان كرة القدم لم تعد بالنسبة لمنظميها ولاعبيها ومنظموتها الفنية والادارية هواية ولا تلعب للترويح وقضاء الوقت بل اصبحت صناعة مكتملة الاركان فيستثمر فيها المال علي النشء لتدريبه وانشاءه بالطريقة العلمية الصحيحة مراعين في المقام الاول الموهبة والرغبة والشغف ويصرف عليها اموالا طائلة لتعود باموال وارباح كثيرة من عدة منافذ وقد راينا تنافس كبار رجال الاعمال وهم يتبارون في صفقات ضخمة بمليارات الدولارات لشراء الاندية العالمية الكبيرة ذائعة الصوت..
.. في السودان وبعض الدول العربية والافريقية لازال الفكر الكروي متحجرا ومتسكعا في محطة الهواية لدي اللاعبين وبفضل الوقت من الاداريين رغم ان اتحاد الكرة السوداني قد تاسس في ثلاثينيات القرن الماضي وسبق مئات الدول افريقيا واسيويا الا ان اكثريتها قد تخطته بمراحل كثيرة. ومرجع ذلك لاننا لا زلنا نبحث عن اللاعب الموهوب صاحب التابلوهات او السرعة او القوة بينما اضحت كل هذه الصفات مجتمعة لا تمثل الا جزءا صغيرا في اللاعب المطلوب اليوم الذي تتم تهيئته منذ وقت مبكر ليكون لاعب كرة حقيقي يتمتع بالسرعة والقوة والموهبة والانضباط التكتيكي والقدرة علي استيعاب مطلوبات المدرب والالمام بدوره في الملعب مع كل حركة وخلجة وسكون..
.. انتهي وقت اللاعبين الهواة منذ عقود مضت وكذلك الاداريين غير المؤهلين واصبحت متطلبات النجاح والتقدم في البطولات مختلفة عن ذي قبل فالنادي يعني منظومة ادارية متكاملة واللاعب يعني اصل من اصول النادي الهامة التي تؤدي دورها في المنظومة ولم يعد العمل العشوائي غير المدروس طريقا للنجاح والوصول للغايات والبطولات. انتهي من زمن بعيد الاعتماد علي اللاعب الذي لا يملك غير الموهبة فقط والاداري الذي لايملك غير المال فقط. انتهي في كل العالم الا في السودان..
.. طالعت قبل ايام جدولا صدر من الكاف يوضح ترتيب الاندية الافريقية حسب قيمة اللاعبين التسويقية وكان ترتيب فريقا القمة السودانية في المركزين الثاني عشر والثالث عشر وهو مؤشر مهم لمن هم اصحاب الفرصة الاكبر في احراز البطولات القارية المطروحة في الساحة في كل سنة ووجدت الفوارق الكبيرة بين انديتنا واندية المقدمة في الكشف وتاكدت باننا بعيدين كل البعد عن الحلم بسبب هذا الفارق الكبير الذي تجاوز الثلاثين مليون يورو بيننا وبينهم. فكرة القدم لم تعد (مجنونة) ولم تعد (ما بتدي حريف) ..
.. الاصلاح يبدأ باصلاح القوانين والمنظومة الادارية في الاتحاد العام الذي بدوره ينظم عمل الاندية وقوانينها وطرق اختيار اداراتها. خلافا لما يحدث الان من حشد انتخابي ينتهي بمراسم اختيار لجان ضعيفة هزيلة متنافرة متصارعة واخري لم تفز تعمل علي اسقاط التي تم اختيارها من اليوم وقبل توليها مهام عملها. لتتفرغ لحماية نفسها بدلا من حماية النادي ومكتسباته واخرين مشجعين واصحاب اقلام نصبوا انفسهم اوصياء علي النادي وكيف يجب ان تعمل الادارة وما تفعله وما لايجب ان تفعله. في حملة انتقاد وتشهير يومية لا تقف عند الاداريين بل تطال حتي اللاعبين والمدربين.. اندية تعمل بلا ادارات تنفيذية ثابتة لا تتغير بتغير المجالس كيف لها ان تحقق اي نجاح. وبلا موارد او استثمارات حتي لو في ملايين المشجعين. وبلا اي نظم ضابطة كيف تفوز وكيف تتقدم وكيف تحرز البطولات الخارجية..
.. رفض دكتور شداد قبل ثلاثة عقود وبلا مبرر منطقي اشراك اندية الشركات والقوات النظامية بحجة واهية اسمها اهلية وديموقراطية الحركة الرياضية. وكان خوفه ومجموعته من فقدان اصوات واتحادات موالية لهم ومضمون صوتها الانتخابي. وهي في الاصل بلا منافسات وبلا ملاعب وان وجدت فهي مجرد ارضيات ترابية وقنا بدل العارضة وشوالات حول الملعب ورفضت مؤسسات قومية وشركات ذات قدرة مالية واصول وملاعب حديثة تستعين بها الاندية والاتحاد العام نفسه لتدريبات المنتخبات واقامة المعسكرات..
.. اتحادنا غارقة في الصراعات مجموعاته التي مع والتي ضد وكذا الحال في الاندية بل اضل فالصراعات بين المجموعات داخل الاندية اصبحث كريهة ومقززة ومنفرة حتي من تشجيع النادي ناهيك عن الاقتراب من اي مجموعة نقاش او مجموعات عمل. والدولة التي لا تهتم بالصحة والتعليم والخدمات واولويات العيش الكريم لن ننتظر منها ان تهتم بالشأن الرياضي الذي يعتبر في عالمنا الثالث رفاهية ليست ذات اهمية او اولوية..
.. صحيح ان التنافس الكروي علي البطولات يحسم داخل الملعب. ولكن قبل ان نصل لتلك المرحلة وقبل ان نتعشم في بطولات خارجية يجب ان ننافس في القوانين والتنظيم الاداري والقدرة المالية لتوفير الملاعب وملحقاتها ولاستقطاب المدربين المؤهلين واللاعبين. ومن هنا يبدأ التنافس الحقيقي. فعندما ننافس الاخرين اداريا وتنظيميا وماليا وفكريا وانضباطيا نستطيع ان نقول باننا جاهزون لحفل الختام والتنافس علي المستطيل الاخضر..
# الاحلام بلا عمل يدعمها ليست كافية لتحقيق اي انجاز.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : ناجي احمد البشير
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019