ثم ماذا بعد الإنفصال الرياضي!!
كنا حتي قريب وقت نظن وإن بعد الظن إثم أن الإنفصال مجرد هزوة يهزو بها أهل السياسة متي ما رفعوا السبابة كلٌ في وجه الآخر بين الفينة والأخري ولكنا لم نكن نتحسب لهذا اليوم,(التاسع من يناير)وهو اليوم المحدد لإجراء الإستفتاء ولكنه وكما قالت الكاتبة الرائعة إستيلا قايتانو (أشعر وكـأنه يوم الإنفصال) وآآآه من الإنفصال وتبعات الإنفصال.
فإن تركنا السياسة لأهلها وتحدثنا بلغة الرياضة ومحبيها فبالتأكيد سنسكب الدموع والعبرات علي الواقع المأساوي القادم والذي لم نتحسب له,فأمس الأول خاطب الوزير سوار جمعا رياضيا يضم جميع أبناء السودان (وأخشي أن يكون التجمع الأخير له مع أبناء الجنوب)حيث تحدث عن رغبته في وحدة السودان وعن التواصل الرياضي بين أبناء الولايات الجنوبية والمركز ,فهل تساءل أحدنا عن وضع الرياضة السودانية عقب الإنفصال الذي صار واقعا لا فكاك منه وإعلانه أصبح مسألة وقت ليس إلا!!أم لا زلنا ننظر للأمر وكأنه لعبة سياسية لا تعنينا من قريب أو بعيد ! وعندما أقول وضع الرياضة السودانية فبالتأكيد لا أعني كرة القدم فحسب,بل أعني كرة السلة والكرة الطائرة والملاكمة وألعاب القوي واليد وكل الألعاب التي تميز وبرع فيها ابناء وبنات الولايات الجنوبية بحكم نمطهم الجسماني الفطري وسجلوا فيها حضورا قويا اقليميا وقاريا (ماهو مصيرهم ومصيرنا ومصير تلك اللعبات من بعدهم) خاصة وانهم يشكلون نسبة كبيرة لا يستهان بها,هل يمكن أن نقول وداعا للسلة والملاكمة وغيرها من الالعاب التي فصلت تفصيلا علي أبناء وبنات الجنوب دون غيرهم , أم نحاول البحث عن آليه لضمان التواصل الرياضي والمحافظة علي ما تبقي من إرث جاء بفضل أبناء ذلك الجذء العزيز من بلد المليون ميل,واقع الحال يقول أن الجنوب وفي إطار تأسيس دولته الجديدة سيسعي جاهدا لفرض نفسه علي جميع الأصعدة وبما أن الولايات الجنوبية تعتبر منجما للرياضة فبالتأكيد لن تفرط الدولة الجديدة في الكنز الذي جاءها هبة من الله وستسعي لتأكيد جديتها في مجال كثيرا ما أهملته الحكومة الاتحادية وهو مجال الديبلوماسية الرياضية التي رفع بها الكثير من أبطال السودان علم السودان عاليا أمثال آيزك إيلي الذي شغل منصب نائب سكرتير اللجنة الأولمبية كأول جنوبي يحتل هذا الموقع عقب إعتزاله اللعب وهناك السفير شارلس منيانجق ومايكل بنجامين ووندر بوثديو وغيرهم من ابطال السودان الذين أحرزوا للسودان كأس البطولة الافريقية لكرة السلة بجانب أبطال الطائرة شارلس كليمنت ومعتز منيانق ووليم أندريا وأبطال العاب القوي الشقيقان بيتر وأركانجلو روكو والمعجزة الابنوسية التي صارت الآن عارضة أزياء بكندا أبوك شول,كل هؤلاء وغيرهم من الأبطال الذين قادوا السودان للكثير من الإنجازات في ظل شح الإمكانات وضآلة الإنفاق من المؤكد أن حكومتهم ستضع في حساباتها معالجة سلبيات الماضي وتفريخ جيل رياضي يرفع علم دولتهم خارجيا ,فهل عملنا علي إيجاد الآلية التي تمكننا من المحافظة علي هذا الإرث وتأكيد مقولة (الرياضة تصلح ما أفسدته السياسة )أم نسير في طريق العنتريات ورفع العصا لمن عصي ونخسر أكثر مما خسرنا..هي دعوة لأهل الرياضة ,دعوا عنكم التعصب والتفتوا للمستقبل المظلم للعباتنا الأولمبية وأبطال المستقبل عسي ولعل يكون لنا شأنا أرفع بين الأمم ولو بعد حين.!!