• ×
الأحد 5 مايو 2024 | 05-04-2024
هنادي الصديق

بلا حدود

هنادي الصديق

 0  0  1472
هنادي الصديق
محاكمة للتاريخ !
منذ أن كنا صغار كنا نسمع بأن الرياضة أخلاق وتربية وتهذيب وسلوك ,والأخيرة تحديدا كانت هي الأهم ,حيث كنا نسميها وقتها وزارة التربية والتهذيب والتعليم,ولكن يبدو أن الكثير من المعايير اختلفت وحلت محلها ظواهر دخيلة علي المجتمع السوداني الذي كان مثالا للأخلاق الحميدة والسلوك القويم ,وما دعاني لهذه المقدمة هو التجاوزات الخطيرة التي صاحبت الدورة المدرسية التي انتهت فعالياتها أمس بالخرطوم بعد أن تعذر قيامها بجوبا للتطورات السياسية التي عايشناها جميعا,فقد اشتكي لي عدد كبير جدا من أبناء الولايات منهم ولاية جنوب كردفان وشمال كردفان بأن هذه الدورة تعتبر فاشلة بكل المقاييس لأنها جانبت القيم والأخلاق والسلوك القويم بعد أن قامت العديد من الولايات ممثلة في وزارات التربية والتعليم بإشراك من وصلوا سن النبوة من الرجال والسيدات في بعض منافسات الصغار في الدورة المدرسية وأخص هنا منشط الكرة الطائرة والذين شكل أكبر فضيحة في تاريخ الدورات المدرسية بإشراكه فتيات تجاوزات اعمار البعض منهن الثلاثين ,ولا أدري كيف سمحت لهم أنفسهم بمثل هذا التجاوز الخطير الذي قتل روح المنافسة تماما وأفرغها من مضمونها,وأكثر من ذلك رسخ لسلوكيات قبيحة ومهد لتجاوزات مستقبلية أخطر,ولا أدري كيف فات علي قيادات الاتحادات الرياضية نفسها سحب المتجاوزين خاصة الذين ظلوا يشاركون باسم السودان منذ سنوات طويلة ممثلين للمنتخبات الوطنية الأولي سواء أكانوا من البنات أو الأولاد,هذا بالطبع بعد أن انتفت الصفة التي سميت بها الوزارة المعنية واعني هنا وزارة التربية التي وقفت متفرجة علي قتل القيم والتربية والسلوك والأخلاق,فالصدمة التي عاد بها العديد من التلاميذ الي ولاياتهم والإحباط الذي لازمهم طيلة أيام الدورة المدرسية بإشراك من هم في سن خالاتهم وأعمامهم ولن أقول أمهاتهم وآبائهم في المنافسات وتفوقهم عليهم مؤكد سيكون له آثاره السالبة علي العملية التربوية عموما وحتي لا أكون متجنية في نظر البعض دعوني أؤكد وبالمستندات(متي طلبت)بأن عدد من لاعبات ولاية النيل الأزرق في منشط الكرة الطائرة قد تجاوزن سن الجامعات بمراحل ومنهن من شاركت باسم السودان كلاعبات (أساسيات)في بطولات خارجية منذ العام 2003 وربما قبله وإذا ما قسنا أعمارهن التي شاركن بها حاليا بالعمر الافتراضي لمشاركتهن في بداية التسعينات هل هذا يعني أن يكنَ وقتها في سن الرضاع!
مؤكد لا ولكن هي التجاوزات الكريهة التي أقعدتنا عن التقدم ومواكبة العالم وهو الفساد الأخلاقي الذي استشري في وسطنا الرياضي والتربوي والذي ولج علي ما يبدو الجهة العليا المناط بها تربية النشء من أوسع الأبواب,أما فتياتنا اللائي شاركن وهن يعلمن تجاوزهن للسن ودسنَ بأقدامهن علي المعاني السامية والقيم الحقيقية للرياضة التي مارسنها منذ عشرات السنين ووصلنَ فيها للقب لاعبات (مخضرمات) فلا أعتقد ان الرياضة التي يمارسنها بحاجة لمجهوداتهن بعد الآن حتي وإن كان أمل السودان معلق بين أيديهن لاحراز ميداليات أولمبية وبطولات عالم لأنهن ماعدن يمثلن الرياضة بل يمثلن شيطان الكذب والنفاق! وكل ما نتمناه لتجنيب البلاد خطر مثل هذه الممارسات اللاأخلاقية معاقبة كل من تسبب في هذه الكارثة بدءا من إدارة النشاط الطلابي العامة وبالولايات المخالفة بجانب مسئولي الاتحادات المخالفة مرورا بأعضاء اللجان الفنية للدورة هذا إن كانت هناك عدالة.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : هنادي الصديق
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019