• ×
الثلاثاء 19 مارس 2024 | 03-18-2024
أمل بشير

الخرطوم التي تأريفت

أمل بشير

 0  0  2473
أمل بشير
ياويحها الخرطوم كيف أطيقها ..تبت يد الخرطوم لو لم تحتويك مهابة" نيلا" وتاريخا" وصرحا" من جلال...وياجمال النيل والخرطووووم بالليل ..تأخذ مفردة الخرطوم في أغانينا وأشعارنا من الجمال والحنين أليها ..حنين المهاجر البعيده ونحن بداخلها ...ولكن أين هي الخرطوم ..
تحنطت حاضرة السودان بعد توقف عن النمو في طفولة مبكره وجرى بها الزمن فأصبحت مختلفه بين صويحباتها...ولكن ماذا دهاها؟
بعد غارات منظمه وأخرى عشوائيه من أهل الريف عليها يحملون أحلام حضريه بالتعايش في عوالم أوسع واكثر إرتباطا" مع العالم وفرص تعليم وتمويل وربما ثقافه ...هجمت الجموع الهادره على أطراف وقلب العاصمه وتفاقمت حتى إمتلكت قلبها وعقلها المسيطر فأصبحت تدير المدينه (بأشواق ) الريف وتتعايش فيها بحضريه متميزه!.
هذه النظره المتناقضه إجتاحت المدينه بعد الكره من أبناء (الريف الصالح)للمدن الآثمه) مدججون بطابع تأصيلي مجددون لعهد الصحابه .....ساخرون من نمطية سكان المدن ورفاهية المدن بأستعلاء جهوي لطائفه مجدده ...تتقافز من مكبرات الصوت بالجامعات والمنابرووسائل الإعلام تعبيرات السخريه من الجماعات الأخرى..فهم المجددون في حركة المجتمع المنغمس والاهي في حياة الترف والدعه ..والغرابه في تلك المرحله أخذهم من الغرب وإعترافهم به سرا" وإنكارهم للغير بدواعي أحياءعلوم الدين وبهذه التركيبه التأصيليه متنازعة الود مع الغرب سادوا المدينه وتغير التاريخ والجغرافيا والإقتصاد والتعليم ...وتمزقت طبقات المجتمع .
فالزهد الإنتهازي للعصبه ورفضها لزخارف الدنيا وإستحواذها على أدوات الأقتصاد في أن ...خلق مجتمع جديد طوق أطراف المدينه بأحزمه عمرانيه سريعة النمو وإستفحل لقلبها النابض فغير مجرى الدم بعد أن زرع أعضاء جديده للجسد المتهالك بهد البتر فأصبحت العاصمه مسخا" مشوها" تتأريف
مدنها القديمه في الوسط والقلب لتجابه شح الأمكانيات والحصار الإقتصادي وتنتفخ أطرافها الجديده رفاهية" بغابات الأسمنت والعمارات السوامق ..ثم والحال كذلك أمتد الحنين بجماعة المأريفين لتمدين الريف الموطن فأصبحت قراهم تنادي بتؤمه مع المدن الجديده.
ربما لمصطلحات التنميه المتوازنه واللا مركزيه عزاء فيما آل اليه الحال في الخرطوم التي اصبحت تنام مع غروب الشمس لترتع بهائمها فجرا" ..وتستبدل طقوسها المدنيه وسبل عيشها بأريفه إضطراريه تدهش سكانها ...بعد ان كانت أسواقها تستقبل الصباح أصيبت بظلام قسري يكبت الأسواق والمقاهي ..وخريف ريفي ما كتب عليها ..وافتتحت مطاحن الغلال في قلبها لتواكب الأريفه لإسلوب معيشتها بصنع الخبز والبدائل البلديه لمواكبة الأزمات الفئويه.
وحتى أدب المدينه وأحاديثها وروحها التي يكتنفها الطابع الرومانسي حدث له إحلال بفهرس من المعاني المجدده ..فرقصت مدن وغنت مدن عاشت ليالي مخدره تنوم وتصحى علي مخدات الطرب ...طر ب الجهاد! لكن سر عان ما تلاشئ وسط هجمة المدنيه أتى ذلك بعد النداء لأهل المدينه بتهميش مظاهر المدنيه والحضاره والعوده لحياه هلاميه ..بهت وجه المدينه لقفزه حصريه جدا للمجددين والمأصلين ..امتدت أياديهم نحو العالم بعدأن أغلقوا المدينه وتركوها حيرى تتربص وصول التغيير المرتقب.
فضاهت الثله ( الصالحه ) أسيدة الأسياد وطائفية الطوائف بعد إنفراط العقد الفكري بينهم ...لم يتحولوا لحزب أو طائفه بل لسكان جدد معمرين لموارد البلاد إستعمارا" بأسم النهضه والتنميه والتمكين.!
افقدوا المدينه التراكم الزمني لأستخدام الوسائل المصاحبه للتخطيط لتبدو كمثيلاتها من العواصم المستقره التي تضج فيها مظاهر المدنيه الحضريه .
فمتى يتم التوازن في ضخ اثار المدنيه على حياة الخرطوم وضخ وسائل المدنيه على سكانها ؟
وبتذكر سؤالك لي متين جرح البلد يشفى
متين تضحك سما الخرطوم حبيبتنا ومتين تصفا
أمل بشير أبوراس

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : أمل بشير
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019