• ×
الأحد 5 مايو 2024 | 05-04-2024
هنادي الصديق

بلا حدود

هنادي الصديق

 4  0  1812
هنادي الصديق
لا لقهر الرجال!
هي دعوة للخروج قليلا من دنيا الرياضة وأزماتها التي لا تنتهي ومتناقضاتها المتعددة والتي ترقي لمستوي الظواهر رغم اننا لا نملك من الحس ولا الإنجاز الرياضي ما يجعلنا في زمرة دول (العالم السابع),ودعونا الآن نتناول قضية هامة وملحة ,فلا اعتقد أن هناك من وافق علي الاسلوب ولا الطريقة التي تم بها جلد فتاة الانترنت التي شغلت قضيتها الرأي العام السوداني والعالمي كثيرا ولست هنا بصدد مناقشة اسباب الجلد ولا حجم الجرم الذي إرتكبته تلك الفتاة التي اصمت صرخاتها الآذان ولكني بصدد الجريمة التي ارتكبت بحق تلك الفتاة وبحق الإنسانية جمعاء والجريمة الأكبر التي حدثت للشعب السوداني,فبالأمس خرجت العشرات من الناشطات في مجال حقوق الإنسان وحقوق المرأة في مسيرة سلمية لتسليم وزير العدل مذكرة رفض وإدانة للحادثة مطالبات بإلغاء قانون النظام العام وتعديل القوانين المقيدة للحريات,ونتيجة المسيرة بالطبع معروفة كسابقاتها حيث تم إعتقال جميع المشاركات وإيداعهن عدد من الحراسات لساعات طويلة قبل أن يتم الإفراج عنهن بالضمان,المهم أن الأمر برمته قد أحدث حراكا في الشارع السوداني وأربك الجهات الحكومية والعدلية وجعلها تدور حول نفسها وحتما لن يمر الأمر مرور الكرام وسيتبعه إجراءات عديدة مؤكد أنها ستصب في صالح المرأة السودانية وقانون النظام العام,وهنا ورغم أنني لم اشارك في هذه المسيرة إلا أنني سعدت لما حدث وهنأت القائمات عليها عبر الهاتف داخل الحراسة وكما قال الرئيس الاسبق أب عاج(أُحيَي نضال المرأة السودانية) فهي قد اسمعت صوتها وأعلنت رفضها للكثير من القضايا التي لم تكن في صالحها يوما ورغم سعادتي إلا أنني كنت سأكون أكثر سعادة لو أنني شاهدت نساء و(رجال) السودان يخرجون في مسيرات سلمية تندد بالكثير من التجاوزات التي أرهقت كاهل المواطن المسكين وتطالب بإلغاء الزيادات المفاجئة في أسعار السلع الضرورية والتي لم توازيها بالمقابل زيادات في الأجور وهو الأمر الذي سيقود لكوارث في المجتمع السوداني علي المدي القصير ولن ينتظر الطويل إن لم يتم التعامل معها بحكمة من قبل الجهات الحكومية خاصة والبلاد تمر بمنعطف خطير وهو حق تقرير المصير لجنوب السودان وهذا الأخير سيكون له تداعياته السالبة علي مستقبل السودان جنوبه وشماله وغربه وشرقه بلا إستثناء,فالتضامن لنساء السودان ممثلا لأولئك الناشطات ومن معهن من الرجال المؤمنين بقضية المرأة أماط اللثام عن الكثير من التجاوزات التي تنتهك في حق المواطن السوداني الذي يبدو انه وصل لمرحلة التبلد والتحجر وما عادت تؤثر فيه لسعات الزيادات المرهقة في اسعار المواد الغذائية الضرورية والوقود وفرض الرسوم والجبايات بمسمياتها المختلفة والكيفية التي يتم بها تحصيلها والتي أعادتنا لحقبة الدفتردار وحملاته الانتقامية, ولم يعد المواطن السوداني (وأعني بالمواطن هنا الرجل السودني) يهتم بارتفاع أسعار الدواء و(أسعار)التعليم رغم ما يقال في الخطب عن مجانيتهما,ولا عاد يهتم بما يحدث من إنكماش في العلاقات الإجتماعية والتواصل الاسري التي تميز المواطن السوداني عن غيره,ولم يعد يهتم بما يدخل بيته من ساقط القول وفاحشه عبر بعض الكتابات الصحفية غير المسئولة سياسية كانت أم رياضية ام إجتماعية,الرجل السوداني مقهور لانه لم يعد يقوي علي المطالبة بأبسط حقوقه رغم ما يؤدي من واجبات,ولن نتحدث أكثر من هذا بل دعونا نعلن ميلاد مبادرة(لا لقهر الرجال) عسي ولعل نستطيع عبرها إعادة بعض الحقوق الضائعة للمواطن السوداني ممثلا في المرأة والرجل رغم أن المرأة كانت أشجع وأقوي وهي تجاهر بمطالبها العادلة ولا زلنا في إنتظار إنضمام بعض الرجال لهذه المبادرة حتي ولو في(الظل).
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : هنادي الصديق
 4  0
التعليقات ( 4 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    محمد حامد 12-15-2010 05:0
    لكل شيء حد.. و بلا حدود اليوم يجب محاسبته من الكل .. الحكومة, الرجال و النساء أيضا .. هل تريدين أن تعم الفاحشة؟ .. لقد جانبت الصواب في حق المجلودة ..! و جانبت الخطأفي حق الحكومة فيما يخص الأسعار !!.
  • #2
    اشرف صالح 12-15-2010 11:0
    نحي نضال المرأة السودانية في المقام الاول ولكنني اتساءل هل الشريعة الاسلامية حقا دستورنا. اذا كانت الاجابة نعم .فلماذا لم تنفذ احكام الشريعة في سارقي قوت الشعب وفضائح الفساد الاداري والمصرفي قد ملأ الافاق . وحديث المرأة المخزومية اصبح شاهدآ على تخطي الحكومة لكل القيم والاعراف وقبل ذلك الرحمة والانسانية. هنالك امثلة كثيرة لتجاوزات وسرقة ونهب المال العام فلم تحرك الحكومة ساكنا.وما ان اذنبت حتى سارعوا الى حكم الله وليتهم راعوا الله في تنفيذه امتدت يد الجلاد بكل حقد تلهب جسم الفتاة في كل موضع وهم يضحكون . اوردت الحكومة انهم قاموا بنقل من قاموا بجلد الفتاة ولم تورد شيئا عن القاضي. استغفر الله العظيم
  • #3
    عمر عبدالله عثمان-السعودية 12-15-2010 10:0
    كل المؤشرات والدلائل تقول ان القادم سيكون سيئاوهو مايعنى كثير من الضغوطات للمواطن البسيط.ولاحول ولا قوة الا بالله.
  • #4
    ودمريودة 12-15-2010 09:0
    الأستاذه هنادي, الرجل السوداني مقهور منذ سنة 89 لأنه إذا تحدث زج به إلى الحراسات وأخصي ليكون مثلياً ثم يموت من كمده وغيظه لما لاقاه في المعتقل وما ابوذر زميلكم الصحفي ببعيد. حكام السودان جميعاً بشر بضون ضمائر وقلوب تخاف الله والوقوف امامه يوم الحق ليجيبوا على أسألتنا نحن وعن حقوقنا التي اضاعوها. لك الشكر استاذه.
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019