• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
محمد عثمان الجعلي

خرتاية الغنماية

محمد عثمان الجعلي

 0  0  12316
محمد عثمان الجعلي

نعود اليوم للمفكرة الإجتماعية وهي أول مفكرة في شهر رمضان وسوف نركز فيها على تواصل الإجيال من أجل نقل الخبرات التراكمية ونتطرق للثروة الحيوانية التي تزخر بها بلادنا الحبيبة وكيفية تطويرها من أجل مساندة المواطن البسيط في حياته ودعم ( قفة الملاح ) حتى يمكن توفير العيش الكريم للزول الحبوب في وطن السمر المحبوب ، عنوان المفكرة إستلفته من تعليق سابق لصديق المفكرة الأخ أبوعمار من مريخاب الرياض الذي تحدث عن تواصل الأجيال وأن جيل الواتس ماعاد مرتبط بالجذور وذكر طرفة أن أحد أقربائه عاد من العاصمة ليزور القرية أول مرة في حياته فشاهد الغنماية وحول ضرعها ( خرتاية ) حتى لا يرضعها صغارها ( بدل الصرار ) فقال لوالدته ( ماما أنا بحب حبوبة عشان وشها مسطر!! وكمان غنمايتهم لابسة ستيانة !! ) يلا ياناس لجنة الشرح أشرحوا للحناكيش معني الخرتاية بعد ماتضربوا الحلو البارد مع المغارب وإنت ياود الأقرع وأبوضحي شوفوا موضوع الصرار أما البقية على خواجة والأمين جيفارا وعثمان جميل وود العقيدة وأبو ناصروبقية الشلة ، يعجبني الأستاذ السر قدور ( متعه الله بالصحة والعافية ) وهو يقوم في مجاله الفني برسالة تواصل الأجيال بكل أمانة وسلاسة لذا كان برنامج ( أغاني وأغاني ) من أميز برامج قناة النيل الأزرق الفنية في رمضان ، وليت الأطباء والمهندسين والسياسيين والخطباء كل في مجاله حاول أن يربط الأجيال الحالية بتراثهم الجميل ونقل لهم خبرته في مجاله ، إذن كان السودان سوف ينهض ويقود قارته السمراء وأمته العربية والإسلامية لبر الأمان ، خاصة وأن بلادنا تزخر بالموارد الطبيعية من نيل وأرض خصبة ومعادن وثروة سمكية وثروة حيوانية ، والأخيرة هي بيت القصيد حيث يملك السودان 103 مليون رأس من الثروة الحيوانية حسب إحصاء عام 2011 منها 30 مليون رأس من الأبقار و37 مليون من الأغنام و33 مليون من الماعز و3 مليون رأس من الإبل ، نرجو من أهل الإختصاص تزويدنا بالمزيد ، نتمني أن نشاهد صناعات زراعية ومنتجات حيوانية على الأقل حتى تتطور الصناعات الجلدية ويجب أن نستفيد من خبرة تركيا وإيطاليا في هذا المجال ، وكما نعلم أن السودان هو الثالث في إنتاج السمسم بعد الهند والصين عشان كدة مفروض زيت السمسم يكفي السودان ودول الجوار من بعدنا وكذلك الحلويات وعندنا السكر والسمسم ، كما أن السودان هو الدولة العربية الأولي في إنتاج الأيثانول ، والإيثانول مادة قابلة للإشتعال وهو يتكون من تخمر السكر ويستخدم في صناعة العطور والمشروبات الكحولية ويستعمل كوقود ، بالله يا أخواننا مش عيب عليناعندنا أجود أنواع القطن ونشتري لي نسواننا تياب توتل من سويسرا !! يا أخي على الأقل أقنعوا شركة سويسرية تفتح لنا فرع في السودان ، وشوفوا كيف الدول تحمي منتجاتها حيث نجد الهند تمنع تصدير الصندل كعود يمكن إنباته في دوله أخرى ، وزيت الصندل يسمى ( الذهب السائل ) بالمناسبة نحن (زمان ) كنا نحتكر تجارة الصمغ العربي !! وجدودنا زمان وصونا على الوطن وعلى التراب الغالى !! لذا لزم التنويه .
*** إنسان السودان وجامعة الإعجاز العلمي في القرآن
رب العالمين وضع الصيام في أرفع مكانة بين الإيمان والتقوى ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) وفي الحديث الشريف الذي رواه مسلم ( الصيام جنة ) أي وقاية وستر ، وجاء العلم الحديث لينحني إجلالاً لتعاليم ديننا الحنيف فقد ذكر الطب الحديث أن الصيام يعالج أمراض القلب وتصلب الشرايين ويعالج السمنة ويقوي جهاز المناعة لدي الإنسان والصيام يرفع معدل الصوديوم في الدم ويقي الجسم من حصيات الكلي ... كما أن الصيام يزيد إنتاج مادة البولينا التي تمنع ترسب أملاح البول ويقي الجسم من السموم وغيرها من الأمراض ، وليت إنسان السودان بدأ في إنشاء جامعة الإعجاز العلمي في الخرطوم وجلب لها العلماء المحترفين من كل أنحاء العالم بالإضافة لعلماء السودان الميامين حتى ننال فائدة الدارين ، ومن فضل رمضان ماجاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن صاحب الرسالة العصماء صلوات ربي وسلامه عليه قال ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ومردة الجان ) ما أجمل هذه الخيرات في شهر الخير والبركات وحتى الشياطين التى تضل الإنسان تقيد حركتها بنسبة كبيرة ولا تستطع أن تنال ماتناله في غيره من الشهور ، يجب أن ينتبه البعض لوساوس الشيطان في رمضان لأن الشيطان يمنع البعض من لعنه والإستعاذة بالله من شره ويوسوس في النفس بأن الشياطين مصفدة فلا تنشغلي بها أيتها النفس !! ولكن المصفد ليس أبكم قد يوسوس ويتحرك ولكن حركة محدودة فيجب الإنتباه لحيل ومكائد اللعين وهو في رمضان أضعف والإستعاذة بالله ترهقه وتتعبه .
*** مكانة الأدب والدعابة زمن الصحابة
يجب أن نعلم أن الله لم يرد حياتنا الدنيا جنة كما لم يردها جهنم وإنما أرادها حياة دنيا فيها الخير والشر والغني والفقر والسرور والحزن وفيها المكابدة والتعب فالحياة قائمة على الثنائية والله تفرد بالوحدانية ، وهناك بعض المفاهيم الخاطئة للدين والأصل في الإسلام الحل ( يعني أي شئ حلال والتحريم لا يكون إلا بالنصوص ) ولكن للآسف نجد بيننا بعض المحرماتية رغم أن في ديننا فسحة ، وفي زمن الصحابة نشاهد هناك الأدباء والظرفاء ، فتحكي كتب السيرة أن نعيمان بن عمرو الأنصاري كان من ظرفاء الصحابة وقد شهد بدراً وكان يرسم المقالب لكبار الصحابة ولم يسلم من مزاحه حتى الحبيب المصطفي صلوات ربي وسلامه عليه ، فحدث ذات يوم أن أحضر للحبيب المصطفي عسلاً وقال هذا هدية لك فشكره الحبيب ودعا له ، وبعد ساعات أحضر معه صاحب البضاعة وطرق باب المصطفي وقال يارسول الله أدفع لهذا الرجل ثمن العسل !! فقال الحبيب ألم تقل لي أنه هدية !! فقال يارسول الله أحبب لك أن تأكله ولم يكن معي ثمنه !! فيضحك الحبيب المصطفي ويدفع للبائع الثمن ، وموقف الحبيب الغالي مع الشاعر كعب بن زهير الذي سبق أن أهدر دمه ولكنه عندما جاء تائباً وقال قصيدة ( بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ) حتى قوله ... جئت رسول الله معتذراً والعذر عند رسول الله مقبول ... وإن الرسول لنور يستضاء به وسيف من سيوف الله مسلول ، وهنا منحه الحبيب بردته الشريفة إكراماً للأدب والأدباء ، وإشترى سيدنا معاوية البردة من ورثة كعب بن زهير بعشرين ألف درهم ، وكان الصحابة في السفر يقولون الشعر والغناء المباح من أجل الترويح عن النفس ، وفي أحد الأسفار طلب سيدنا أبوعبيدة بن الجراح من شريك سيدنا عبد الرحمن بن عوف في التجارة أن يغني لهم وكان إسم الشريك / رباح بن المعترف أن يشدو من أجل تقصير مسافة السفر ، وكان الفاروق عمر يحب شعر البادية ويطلب من خوات بن جبير وكان حسن الصوت أن ينشدهم قصيدة ضرار بن الخطاب عن يوم بدر وتقول بعض كلماتها
*** فإن تفاخروا يوم بدر ... بأحمد أمسى جدكم وهو ظاهر
*** يعد أبوبكر وحمزة فيهم ... ويدعى على وسط من أنت ذاكر
*** ويدعي أبو حفص وعثمان منهم ... وسعد إذا ماكان في الحرب حاضر
*** هم الطاعنون الخيل في كل معرك ...غذاة الهياج الأطيبون الأكاثر
نعم الإسلام يعرف حقوق الأدباء ويجب على الدولة تكريم الأدباء في السودان في شهر رمضان وخاصة المسرح فالدراما السودانية هي سيفنا الذي نهز به ونبشر .
*** خاتمة قبل الوداع
بمناسبة عنوان المفكرة ( خرتاية الغنماية ) من طرائف أهلنا بالمتمة ماذكره الأخ العزيز إبن الوهاج مريخاب الأمارات ، أنهم كانوا في ذات مرة في حلقة تلاوة في رمضان بمسجد المتمة العتيق وكان شيخ الحلقة هو المرحوم الفكي / أحمد عبد الماجد الضريري ( عليه رحمة الله ) فجاء أحدهم وقال لناس الحلقة عندي غنماية سرقوها شيلوا لي الفاتحة كان ربنا يجمع بيها ، وطلب الضريري من أحد تلامذته أن يقرأ سورة ( والشمس وضحاها ) وعقب نهاية كل آية يردد بقية القراء عبارة ( جمعت ) فبدأ القارئ والشمس وضحاها فصاح الجميع ( جمعت ) والقمر إذا تلاها وصاحوا ( جمعت ) ... وهنا أخطأ القارئ وقال (قد أفلح من دساها ) بدل خاب من دساها !! فصاح الجميع ( جمعت ) وهنا إلتفت لهم مولانا الضريري قائلاً ( والله غنمايتكم دي ماتجمع إلا يوم القيامة !! ) وإلى اللقاء في مفكرة قادمة تترككم في حفظ الله ورعايته وتقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وكما يقول الحبيب / محمد الفاتح ( كتاحة ) أقعدوا بالعااااااااافية .

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : محمد عثمان الجعلي
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019