• ×
الأحد 5 مايو 2024 | 05-04-2024
اماسا

زووم

اماسا

 1  0  1374
اماسا
رائحة السماسرة..!
في لحظة صفاء ونقاء وصدق مع النفس، قرأ أحد إداريي المريخ خبراً يتحدث عن رغبة عدد من الأندية الأفريقية والعربية في التعاقد مع مدرب الفريق الحالي الألماني مايكيل كروجر قبل نهاية الموسم الحالي، وبدون أي طلب مني كصحافي كان من المفترض أن ألح في طلب تعليقه على الخبر بادر بتعليق أثار حفيظتي حيث قال: ده كلام سماسره بس عشان النادي يتسرع ويجدد معاهو.. انتهى تعليق الإداري النافذ، ولكن العبارات ظلت ترن في آذاني بشكل مزعج، خاصة وأنني قبل يومين من ذلك التأريخ كتبت مقالاً أحذر فيه من نفوذ السماسرة في المريخ ومن تمدد مساحاتهم وتغلغل سلطاتهم في عمق مصادر القرار، وحتى لا يعتقد البعض أنهم يمارسون عملاً شرعياً صرح به الإتحاد الدولي لكرة القدم وأصدر لها رخصاً تمنحها الصبغة القانونية، فإنه من الواجب علينا أن نوضح الفرق بين وكيل اللاعبين الذي يحمل رخصة (فيفا) والسمسار بالمعنى البلدي المتعارف عليه ولا يمكن أبداً أن يكون وكيل اللاعبين سمساراً بأي حال من الأحوال، كما لا يتأتى للسمسار أن ينال شرف أن يكون وكيلاً للاعبين، فهذا الأخير لا يروج لبضاعته من خلال مهنة أخرى يمتهنها لأن الإتحاد الدولي نفسه لا يمنح رخصته لصحافي أو مدرب أو إداري عامل وإنما يشترط على المتقدمين لها بالتحلل من كل الإرتباطات التي يمكن أن تؤثر في هذه (المهنة) المستحدثة، ومنبع الخطورة في ما نحن بصدد التحذير منه الآن أن السماسرة الذين أقصدهم صحافيين وزملاء عاملين الآن في الصحف، وغيرهم إداريين موجودين ضمن الخطط الإدارية للأندية الكبيرة والمريخ واحد من تلك الأندية التي نصفها بالجماهيرية، وهم قريبون جداً من مصادر القرار ومؤثرين فيها بصورة تجعل أجندتهم تمر بسهولة، فتنجح مخططاتهم في فتح القنوات المؤدية إلى الثراء ليتعذب الجمهور من ممارساتهم وتهرب قياداتنا بعد أن يلدغوا من الجحر ذاته مرات ومرات.. وما بدأت به هذا المقال إنما هو إعتراف ضمني لقيادي بالمريخ.. وإذا تحدثنا بصورة أكثر وضوحاً لأعلنا أسماء السماسرة المسيطرين على مقاليد الامور وما هي المكاسب التي عادت إليهم بالضبط وبالأرقام، ولكننا في هذه المرة نكتفي بتكرار التحذير من أفعالهم فقط والأضرار التي تترتب على طموحات المريخ كنادٍ كبير، وذلك على أساس أنها ظاهرة لم تكن موجودة في السابق ولكنها ظهرت الآن لتفرض نفسها على الواقع بعد ظهور الرأسمالية الجديدة في قيادة النادي وتدفق أرقام خيالية من الأموال التي ما كنا نحلم بتدفقها يوماً ما في المريخ، وإن صح التعبير فهي من سلبيات عهد المليارات بنادي المريخ.. أكرر.. من سلبيات عهد المليارات.. حتى لا يفهم البعض أن هذه المليارات مقصود بها جمال الوالي.. فقد اجتهد الرجل في توفير الكثير من المصادر للمريخ، ولكن الفوضى التي حدثت في توظيف هذه الاموال عادت للنادي بأضرار كبيرة أولها ظاهرة السماسرة الذين أحكموا قبضتهم على المريخ وعاثوا فيه فساداً.
الأخ طارق سيد المعتصم من أقطاب النادي الكبار، ومن رجال الاعمال الذين هيأت لهم طبيعة عملهم التنقل من دولة أفريقية إلى أخرى عربية، وقد تعرف من خلال تلك الرحلات على عدد كبير جداً من الرياضيين ووكلاء اللاعبين الحقيقيين وليسوا السماسرة، وقد سعى بكل ما يملك إلى أن يستفيد المريخ من تلك العلاقات، وقدم الكثير من المغريات في هذا المجال، ولكن المسؤولين بنادي المريخ تعاملوا معه بسلبية ربما تكون غير مقصودة، ولكن السبب الأساسي فيها أن (جيوش السماسرة) كانت قد سبقته إلى النادي واحتلت المواقع الإستراتيجية وأثارت الكثير من الأتربة التي حجبت الرؤية وغبشتها لدرجة أننا أصبحنا لا نفرق بين الخطأ والصواب والمفيد وغير المفيد والسمسار ووكيل اللاعبين.
حواشي
نتمنى أن يستفيد مجلس المريخ من كل تجاربه السابقة والتي سقط فيها ضحية لزحف السماسرة وهيمنتهم على مشروعاته.. وإذا لم تكن لديهم طموحات النجاح ورد الإعتبار لأنفسهم أمام كل من يشكك في قدراتهم، فعليهم العمل بجدية من أجل الجماهير المغلوب على أمرها..!
عليهم أولاً أن يبعدوا قصة التعاقد مع المدرب كروجر من متناول يد السماسرة ويفكروا لوحدهم ويقرروا في ذلك بناءً على الرؤية التي تصلح الفريق ومستقبله.
والأهم من كل ذلك.. يجب إشراك مدرب الفريق في وضع إطار عام للتعاقدات القادمة، ذلك لأننا نشتم رائحة السماسرة في هذه الأيام، ونرصد لهم تحركات مريبة في الحديث عن لاعبين أجانب في طريقهم إلى البلاد، وكيف ينبغي على مجلس المريخ أن ينفذ سياسة إحلال وإبدال بتسجيل هذا والإستغناء عن ذاك برغم أنهم من كان وراء تسجيل اللاعبين الذين كانوا بالأمس أساطير، وأصبحوا الآن (فاشلين) يطالبوا بإحلالهم وتنسيقهم من الكشوفات.
لو راجعتم الصحف الصادرة في الأيام القليلة الماضية ورصدتم ما يكتب من ترشيحات للاعبين جدد في طريقهم لكشوفات المريخ، والأخبار التي تكتب عن مفاوضة الهلال لبعضهم على طريقة مفاوضة الأندية العربية لكروجر لاستعملتم غطاء الأنف الطبي تحاشياً لرائحة السماسرة التي تفوح من بين السطور.
لاعب كرة القدم المميز لا يحتاج لوسيط يروج له، ودور الوكيل هو التفاوض إنابة عنه وإدارة بعض شؤونه نيابة عنه، واللاعب ليست بضاعة يمكن لعارضها أن ينادي عليها، ولربما كانت رؤية كثير من المشجعين في مدرجاتنا ثاقبة وصائبة فنياً أكثر من كل الوسطاء الذين هزوا عرش الكرة السودانية بأفعالهم..!
أميز نجوم المريخ في الفترة الأخيرة جاءوا للكشوفات بإحدى طريقتين.. إما الإختبارات المباشرة أو متابعة اللاعب مع لاعبه وفي الدوريات التي يشارك فيها، وأذكر أن علاء الدين يوسف كان قد شارك في تدريب للمريخ بدار الرياضة أم درمان، ووقتها كان استاد المريخ مغلقاً لبناء المقصورة وإعادة صيانته، وقد شارك في تدريبات الفريق بطلب من قطب المريخ حسان الربيع وهو شقيق الشهيد عز الدين الربيع، ولأن لاعب الكرة الحقيقي قادر على فرض نفسه في أي وقت لإقناع مراقبيه تفوق علاء الدين على إثنين من النيجيريين الذين شاركوا معه بالإضافة إلى بعض المحليين، فسحب البساط لتندفع الجماهير بصورة تلقائية وتحمله على الأعناق.
أما حموده بشير فقد شارك في أكثر من عشرين حصة تدريبية مع المريخ قبل فترة الإنتقالات بشهرين، ولأنه كان متميزاً فيها استدعاه النادي في آخر أيام التسجيلات ليلحقه في خانات الشباب.. ورغم أنهما رحلا إلى الهلال فيما بعد فإنهما لا يزالا نماذج جيدة للاعبين الذين تأتي بهم الإختبارات.
أما محمد علي سفاري وحمد الشجرة وموسى الزومة وعبد الحميد السعودي فهم نماذج للأسلوب الآخر وهو أسلوب الرصد والمتابعة في الأندية الصغيرة والدرجات الدنيا، حيث أن المريخ جاء بسفاري من فريق أم بده بعد أن رشحه مجموعة من الكشافين وبدون سمسار وسيط، وجاء موسى الزومه من فريق الزومه بالدرجة الثانيه بترشيح مباشر من جمال أبوعنجه، وفي تأريخ المريخ القديم هنالك أيضاً العشرات من النجوم الكبار الذين راقبتهم إدارات المريخ مع فرقهم.
ليس إلى هذا الحد فحسب، وإنما كان المجلس يصطحب معه مدرب الفريق لمراقبة لاعب فيختار المدرب لاعباً آخراً غير المعني بالمراقبة.. وعلى سبيل المثال اصطحب الراحل عبد الرحمن شاخور المدرب الأسطورة والراحل أيضاً منصور رمضان لمراقبة لاعب بفريق الإخلاص الأم درماني، وبعد نهاية المباراة وقع إختيار منصور رمضان على محمد عبدالله مازدا النجم السابق والمدرب المميز حالياً، وكانت رؤية منصور رمضان تتلخص في أن مازدا لاعب يجيد المهام داخل الملعب، وبما أنه مبرز أكاديمياً فإنه لن يرهق المدربين كثيراً في توصيل تلك المهام وتوجيه زملاءه داخل الملعب وهوالطالب بجامعة الخرطوم فيما بعد، وأردف ذلك برؤية أخرى وهي أن مازدا سيفيد المريخ لاعباً وفي فترة ما بعد الإعتزال.. فما رأيكم الآن.. هل صدقت نبوءته أم لم تصدق؟

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 1  0
التعليقات ( 1 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019