لن ينتهي الحديث عن المليارات المُهدرة ما لم تنتهي هذه التسجيلات الفلكية ولن تظهر آثارها إلَّا بعد وقوع الفأس في الراس... غايتو اللعيبة بختهم (جنينه ويسرحوا فيها) نحن والله وكتار زينا لعبوا (ملح) الحمد لله وحقيقة لا أذكر بأنَّني عندما كنت بالمرحلة الابتدائية كتبت في كراسة الرياضيات الرقم (مليون) فهذا الرقم لم نصل اليه ابداً وهو بعيد الإدراك في الحساب، فتخيلوا بأنَّنا نتحدث الآن عن مليارات يُدفع بعضها كاش والبعض مجرد نقاش وبعضها عقارات وعربات وفِلل للاعبين يمكن أنْ تجدهم أمامك ولا تعرفهم لسرعة ذوبانهم والشاهد الشطب الموسمي ونصف الموسمي سنوياً، ومحصلة منتخباتنا صفر كبير.
تخيلوا معي إنْ كانت هذه المليارات تُمنح لمستحقيها فعلاً وهؤلاء اللاعبين يستحقونها فعلاً بما يقدمونه لأنديتهم، فكم في العام تحصد هذه الأندية كؤوساً وبطولات .. وكيف يكون منتخبنا الوطني وهل يستطيع منتخب مقارعته أو الوقوف أمامه منطقياً ؟؟ فميسي أغلى لاعبي العالم سعراً وكذلك البرتغالي رونالدو مردودهم الشخصي والجماعي يشفع لهم وبطولات انديتهم ومنتخباتهم تشفع لهم كذلك ولذلك يستحقون بالإضافة للمداخيل التي يُدخلونها على أنديتهم من إعلانات ودعايات وعوائد فانلات ..نقعد في (الواطة) ونقارن بس للونسة وكده.
حكى لي صديقي الحبيب (مرتضى قلة) نجم المريخ السابق المحبوب بأنَّه عندما جاءه وفد المريخ لكسب توقيعه في الكشوفات الحمراء لم يكن مُصدِّقاً من عظمة وجسامة هذا الامتحان وبأنَّه سيلعب للمريخ بجوار نجوم ِ بوزن الذهب وكان خائفاً ولم يفاوض أو حتى يتحدث عن مقابل بل ذهب مع وفد المريخ للتوقيع ولم يسألهم عن مال مطلقاً وقالها لي بالحرف الواحد: (والله لو قالوا لي ما بنديك قروش كنت وقعَّت مجاناً ) لأنَّه يعرف قيمة النادي الذي سيذهب اليه وقيمة جماهيره ومعنى أن تكون لاعباً للمريخ شيء لا يقدَّر بثمن ويمكن القول أنَّ قلة وأمثاله لعبوا بالمجان مقارنةً بمليارات اليوم الفالصو.
واذكر حادثة أخرى بأنَّ لاعبي الهلال كانوا في معسكرهم في (بيت الصافية) وكنت قد ذهبت لزيارة صديقي الراحل المقيم (ود الجنيد)له الرحمة وواسع المغفرة فوجدتهم يجلسون في (حوش) المنزل وكان بين المتواجدين الراحل الرائع (والي الدين) والكابتن صبري مكين والفنان تنقا وآخر لا اذكره وكانوا يستعدون لمباراة لا ادري ان كانت دورية أو افريقية وكانت الشكوى لي وليست للإعلام وكنت وقتها لاعباً ولست اعلامياً وأنَّهم لم يتسلموا حوافزهم لثلاث مباريات ولم يبارح أحدهم المعسكر ولم يشتكي للصحافة أو يتمرد لأنَّهم كانوا يعشقون الهلال ويلعبون لحب جماهيرهم لا المال، فكل هؤلاء النجوم تركوا الكرة وهم لا يملكون شيئاً وتلك مشكلة إدارات انديتنا التي لا تنظر إلَّا تحت اقدامها فقط فقد قدموا ما لن يقدمه هؤلاء الملياريين الذين يأتون صباحاً ويذهبون مساء بلا أثرِ ولا رائحةِ ولا طعمْ كأنْ لم يكونوا مطلقاً، يأخذون معهم أموال تكفي لميزانية ولاية الخرطوم والتي لو سُخَّرت للصرف الصحي فقط لنظفت نفوسنا قبل مدينتنا التي ترزخ في العفن اليوماتي.
تخيلوا معي مرة اخرى كما يقول صاحب الخيالات جمال مأمون (هوبس) كمية المليارات التي تُصرف سنوياً في التسجيلات الوهمية واستجلاب مدربين أجانب (مكررين) ولاعبين محترفين (هكر) بماكينة (جاز) يداورونهم بين الاندية ويلعبون في الفريق الواحد لأكثر من مرة بينها سنوات وسنوات وايضاً محليون منفوخين بالمطبلاتية والهتيفة والصحف التي تبيع الكذب والخواء الذي بات ديدن ما يُكتب. فمن أين تأتي هذه الأموال ونحن احوج ما نكون اليه علاج البشر المسكينة في المستشفيات العامة خاصة بعد تحرير سعر صرف الدولار ووصوله للسعر الموازي وبالتالي ارتفاع أسعارالادوية والعقاقير الطبية والاستشفاء ..فهناك من لا يملك سعر (فتيل) دواء أو شريط حبوب او حقنه. فغداً سنُسأل عن مالنا وكيف انفقناه وفيما صرفناه، وان سلمنا جدلاً بأنَّ هذه المليارات تُصرف على لاعبين يمتعوننا وافترضنا بأَّنَّ متعة الناس وخلق قيمة مضافة لإنجاز أو بطولة تُدخل الفرح والسرور والرضا للنفس هي إحدى أوجه الصرف المشروع والله اعلم، فهل هؤلاء اللاعبين سيمتعوننا أو يقدمون اضافة لأنديتهم ومنتخباتهم تساوي مقدار ما يأخذونه أو بالأحرى ما يُعطى اليهم وسماسرتهم؟ لا اظن ذلك، فقط احسبوا عدد الداخلين للكشوفات الموسم المقبل وعدد الذين سيخرجون وستجدون الاجابة.

آلمني حد الوجع هبوط فريق الحي العتيق بيت المال عميد أندية الدرجة الاولى لمصاف اندية الدرجة الثانية والمؤلم أنَّ الأُمور تكشفت قبل فترة طويلة عندما توقف رصيد النادي منذ الدورة الاولى وهبط الفريق قبل قفل الموسم يعني (بالمزيكا) ولن نتحدث عن المؤامرات والاتفاقيات التي تدار بها المباريات من الخارج لأنَّنا لا نملك ما يُعضِّد القول بمعنى أنَّه ليس من المفترض أنْ (نعاين في الفيل ونطعن في ضلو) وقد كنت متابعاً للأحداث في الفترة الأخيرة من خلال مجموعة ملتقى (برلمان بيت المال) الذي وسع معظم أبناء الحي والاداريين القدامى وكذلك نجوم الفريق السابقين فمجلس الإدارة كان أضعف الحلقات بأكثر مما يتخيل الفرد منا فلم يحرك ساكناً وقد كان أعضاؤه مجرد تلاميذ نُجباء مُصغيين دوماً لأهواء وطموحات سكرتيره الذي لم يكن يرى إلَّا بعيِن وآحده ساقته الى (الليق) مباشرة يفعل كما يحلو له بلا محاسبة وبقيه مجلسه الصامت في حالة سكون تام لا ادري إنْكانوا يعلمون بما ستؤول اليه الأُمور أو أنَّهم (مُخدرين) بمعسول الكلام وسفر الافلام فحركة المجلس فقط تمثلت في عمل النفير لجمع المال بواسطة أبناء الحي للخروج من النفق الذي ادخلهم فيه السكرتير وبقيه المجلس الساكت!!.
احداث مهمة
بات نادي المريخ الكبير يعيش حالة تخبط واداريوه يقلبون دفاترهم القديمة وينفضون عنها الغبار فقد وجدوا كلتشي الذي كان بين السطور، وهاهم يبحثون عن عودة باسكال واوا ولا ندري غداً من سيعود للقلعة التي اصبحت صفراء.
لا زالت الجنسية السودانية تمنح ببساطة لأيِ لاعب في نادي ربما يشطب في يونيو المقبل ..تجنيس اللاعبين يفترض ان يكون جواز المنح فيه فقط لاتحاد الكرة حتى يستفيد منه منتخبنا الوطني هذا ان كان اللاعب حقا يستحق ارتداء الشعار.
النجم السابق والمدرب الحالي الرجل الراقي الفنان المهذب والخلوق محمد الفاتح حجازي استحق ان تتمسك به ادارة نادي مريخ الفاشر للمستوى الذي ظهر به الفريق ومحمد الفاتح مشروع مدرب قومي قادم بقوة
حدث مهم
مجلس ادارة ودنوباوي رغم انجازاته مع الفريق تقدم باستقالته لإفساح المجال للشباب لتقديم الافضل ..ومجلس بيت المال هبط بالفريق للدرجة الثانية ولسة مكنكشين قالوا عاوزين يصلحوا الاوضاع ..تفتكروا بصلحوها إذا كانوا ( الطبظوها) وحقيقة هم لا يعرفون ادب الاستقالة ...الخوف من الثالثة والله
وباكر أجمل