• ×
السبت 27 أبريل 2024 | 04-26-2024
كمال الهدى

بتتحركوا متين يا جماهير الناديين؟!

كمال الهدى

 0  0  7681
كمال الهدى




kamalalhidai@hotmail.com

· لا جديد في الأمر.

· فقد ظللنا ندور في الحلقة المفرغة منذة فترة ليست بالقصيرة دون أن يحرك فينا ذلك ساكناً.

· اتحاد كرة ضعيف وهزيل وفاسد وفاشل يُناط به تسيير النشاط فمن الطبيعي أن يتكرر ذات المشهد البائس في نهاية كل موسم.

· في العام الماضي كان انسحاب الهلال.

· والآن ينسحب المريخ.

· ومثلما لم يُعاقب الهلال لن نجرؤ على المطالبة بمعاقبة المريخ.

· دعونا من الجدل البيزنطي الذي سوف يبدأ ولا ينتهي إلا بعد ظهور أزمة جديدة.

· نعم لن ينتهي إلا بظهور أزمة جديدة.. أتدرون لماذا؟!

· لأن هذه هي الطريقة المثلى لزيادة المُباع من صحفنا الرياضية وتكثيف ساعات بث البرامج الرياضية في قنواتنا لأن في ذلك انتعاش لسوق إعلانها.

· أعلم أن المريخ ظل يتصرف بعدم مسئولية منذ فترة.

· وقد سعى بعض القائمين على الأمر فيه إلى توريط الاتحاد في الأزمة منذ أيام حديثهم عن انسحابهم من مباراة الأهلي شندي.

· لكن في النهاية يبدو أنهم تلقوا وعوداً ترافقت مع عودة حارسهم جمال سالم فوافقوا على لعب المباراة.

· كان من الممكن أن يخوضوا اللقاء أمام الهلال ويسعوا للفوز حتى يستمروا في إجراءات شكواهم طالما أنهم انتظروا كل هذا الوقت.

· لو انهزم المريخ في الملعب بالأمس لفقد فرصته ولم يعد للشكاوى والاستئنافات أي جدوى.

· وهو للأسف ما حصل تماماً بقرار الإنسحاب الخاطيء.

· فقد (نفس) مسئولو النادي قضيتهم بأنفسهم إن كانت لهم قضية فعلاً.

· لو لم يخسروا نقاط الأمس كان من الممكن أن يذهبوا بشكواهم إلى لوزان؟!

· أما الآن فلن تكون مثل هذه الخطوة سوى مجرد إهدار للوقت والمال.

· لكن هل تظنون أنهم فكروا في الأمر بهذا الشكل قبل تنفيذ قرار الإنسحاب!

· شخصياً لا أظن.

· فقد تعامل البعض مع القضية بتهور.

· أرادوا استغلالها كفرصة للثأر لناديهم بأي شكل وبغض النظر عن الظرف ومصلحة النادي.

· ورغبوا في استدرار عطف الجماهير واقناع القاعدة بأنهم حريصون على مصالح النادي.

· مع أن مصلحة النادي تكون دائماً في القرارات الهادئة المدروسة.

· إن تهور الكاردينال وأضاع على ناديه بطولة كانت في متناول اليد بسبب قرار انسحاب خاطئ العام الماضي كان يفترض أن يتعلم الآخرون من الدرس لأن أن يستنسخوا الخطأ.

· هذا طبعاً لو كانت مصلحة الكيانات هي العليا كما أسلفت.

· لكن المؤسف أن مصالح الأفراد هي الأهم في سودان اليوم.

· ولهذا انسحب المريخ.

· وقد قال رئيس النادي ضمن كلامه لقناة النيليين بالأمس ما يشير إلى ذلك بوضوح.

· دون أن ينتبه الوالي أشار إلى أنهم تصرفوا على هذا النحو لأن هناك رأي عام قد تشكل ضدهم مفاده أنهم لا يقوموا باللازم للمحافظة على مصالح النادي.

· طيب يا والي هناك رأي عام يشكله بعض الزملاء المتعصبين بأن كل حكام جمهورية السودان يقفون ضد المريخ ويحسبون ركلات ترجيح للهلال من خيالهم، فهل نفهم من ذلك أنكم ستنسحبون في مرات قادمة ما لم يعين اتحاد الكرة حكاماً أجانب لجميع المباريات التي يكون ناديكم طرفاً فيها، وتلك التي يكون طرفها الهلال حتى لا يُمنح ركلات ترجيح غير مستحقة؟!

· هو الإعلام سبب 80% من البلاوي التي تعانيها كرة القدم السودانية.

· تجار هذا القطاع الحيوي والهام يسهمون في تدمير الكرة عندنا وكأن مصالحهم لا تتحقق في وجود مستويات عالية من اللعبة.

· قلت أن الإعلام سبب 80% من بلاوي الكرة لأن الاتحاد الواهن المتخلف الذي يدير اللعبة حالياً وجد دعماً إعلامياً مقدراً إلى أن وصل ضباطه لمواقعهم الحالية.

· والغريب في الأمر أن غالبية من دعموا معتصم ومجدي وأسامة ليغدروا بالرئيس السابق شداد كانوا من كتاب المريخ الذين يؤكدون في كل يوم الآن أن الاتحاد يعادي ناديهم ويتربص به.

· لا شك عندي مطلقاً في أن هؤلاء الرجال الذين يديرون الكرة في البلد أفشل وأضعف من عرفهم التاريخ.

· لكن يبقى السؤال: لماذا وجدوا الدعم الإعلامي في أوقات سابقة.

· لا يروقني حديث من نوعية أن الزملاء لم يتوقعوا منهم سوء إدارة بهذا الشكل لأن الكل كانوا يعرفون توجهاتهم جيداً.

· فجميعهم عملوا في نفس مناصبهم أو مناصب دونها في دورات سابقة للاتحاد.

· وكلهم أبدوا ضعف شخصيات لا نظير له على أيام شداد.

· فكيف ندعمهم لكي يصبحوا هم القادة، ثم نأتي في النهاية لنتباكى كل يوم؟!

· أعود مرة أخرى إلى تأكيد أن البعض يجدون سوقاً رائجة في صناعة الأزمات.

· لست بصدد وضع رأي محدد حول ما إذا كان المريخ هو المخطيء، أم أن مجلسه محق فيما ذهب إليه بإنسحابه، لأنني لا أود أن أكون طرفاً في جدل لا طائل من ورائه.

· أعرف أننا سنبدأ منذ اليوم في مغالطات لا نهاية لها.

· وقد بدأت تباشير ذلك بالفعل حين أوضح رئيس نادي المريخ أن الاتحاد لم يبلغهم بأنه سوف يتم تتويج الهلال في حالة فوزه فقط وأنه في حالة انتصار المريخ سيتم تأجيل التتويج، ليأتي المنسق الإعلامي للاتحاد ويؤكد أن الناديين أُبلغا بذلك.

· سوف يستمر الجدل والمغالطات التي لم تخدم كرة القدم السودانية في يوم إلى أطول فترة ممكنة وحتى تلوح بوادر أزمة جديدة كما أسلفت.

· لهذا السبب لا يفترض أن ندفع مثل هذا الجدل العقيم للأمام.

· بل المطلوب هو أن نقف مع أنفسنا ونتساءل: لماذا تتكرر الأزمات بهذا الشكل كل عام؟!

· لماذا لا ينتهي أي موسم كروي كما تنتهي المواسم الكروية في كل بلدان الدنيا بمباراة يفوز فيها فريق ويخسر الآخر ليتوج البطل ويجد التهنئة من الآخر؟!

· السبب هو أن اتحاد الكرة وضباطه لا يمكن أن ينجحوا حتى في إدارة كشك ليمون، دع عنك اتحاداً يسير النشاط الكروي في كل البلد.

· والمثير للغضب أن ضباط هذا الاتحاد لم يحدث أن وقفوا وقفة الرجال أثناء أي أزمة.

· ما أن تحدث المشكلة حتى يبدأ كل واحد فيهم بإغلاق هاتفه.

· حتى الكلام عبر الهاتف لا يملكون الجرأة عليه.

· هذا وضع تكرر مرات ومرات دون أن يحرك فينا ساكناً أيضاً.

· لهذا فإن أكثر ما استغرب له هو موقف جماهير الكرة.

· فهذه الجماهير تحضر للاستادات قبل مواعيد المباريات بساعات طويلة.

· تتحمل الحر والتعب.

· وتتدفع المال العزيز في سودان اليوم.

· وتشجع وتؤازر لتخرج منتخباتها في كل مرة بهزائم جعلتنا مهزلة أمام شعوب العالم.

· وذات الجماهير تتدافع لمتابعة نادييها الكبيرين لتعيش ماسأة انسحاب مرة طرفها الهلال وفي أخرى طرفها المريخ.

· لكنها أي هذه الجماهير لا تفعل أكثر من النقاش فيما بينها لتخرج من الاستاد ويتوجه معظمها في صبيحة الغد لشراء الصحف الرياضية لكي يبدأون في متابعة مسلسل الأزمة الجديدة.

· إلى متى سيستمر هذا الوضع يا جماهير الكرة؟!

· ألم يتضح لكم جلياً بعد أن هذا الاتحاد لا يمكن أن يقدم للكرة أي شيء؟!

· فماذا تنتظرون إذاً؟

· بالطبع ليس المقصود أن تثوروا وتحطموا الاستادات وتمارسوا الفوضى.

· بل المقصود هو أن يكون لكم موقف ناضج من هذا العبث والسفه الذي يمارسه اتحاد الكرة.

· فإما أن يقوى رجاله على تنفيذ القانون واللوائح والنظم لفرض حالة الانضباط وضمان أن تُلعب الكرة في الملعب، بدلاً من ممارستها على صفحات الصحف واستديوهات القنوات الفضائية، وإلا فالمقاطعة تصبح واجباً على الجميع.

· نحن شعب غريب الأطوار صدقوني.

· نعاني في كل شيء ونواجه مصاعب ومشاكل لا حصر لها، لكننا نكتفي فقط بالحديث وسب هذا وانتقاد ذاك ونروح لحال سبيلنا.

· نريد لكل شيء أن يُحل من تلقاء نفسه.

· والواقع أنه لا يمكن لأي مشكلة أن تُحل بدون جهد يُبذل.

· ليس هناك نجاح بدون مواقف واجتهادات وتضحيات.

· والتضحية في مثل ما يفعله اتحاد الكرة في البلد تكون بالمقاطعة.

· لابد من مقاطعة جميع المباريات والتوقف عن شراء الصحف الرياضية أو متابعة البرامج عبر القنوات الفضائية.

· يجب أن يكون لهذه الجماهير موقفاً واضحاً مما يجري، فبدون ذلك سوف تدور الساقية وتصب في بحر الأزمات لتولد أزمات جديدة كل عام، بل كل شهر.

· كفانا مهازل فقد شبعنا منها ومللنا الحديث حولها.

· فلا الدولة معنية بحل المشكلة ولا اتحاد الكرة جاد في تحقيق الاستقرار كما يتشدقون في كل مناسبة.

· ولو كان هناك حداً أدنى من الجدية لما تكررت الأزمات بهذا الشكل.

· لا يمر علينا عام دون أن تكون هناك مشكلة في التتويج وأخرى في تحديد الأندية الهابطة.

· وأنتم ما زلتم تحملون الأعلام وتهتفون وتصفقون لرؤساء الأندية وتفرحون بأقل انجاز يا جماهير الكرة، ولهذا تساهمون بشكل رئيس في المهازل المستمرة منذ سنوات عديدة.

· بالأمس شاهدنا جماهير الناديين تشجع وتؤازر رغم أن المباراة لم تُلعب.

· قد يخدعكم آخر ويقول أن هذه هي الجماهير التي نريد، أي التي توازر أنديتها في كل الأوقات.

· لكن الحقيقة غير ذلك تماماً، فمثل هذه الجماهير التي تشجع وتوازر كرة لم تُلعب أصلاً جماهير مغيبة ومخدرة يوهمها البعض بأنها تصون مصالح فرقها، بينما هي تضيع وقتها فيما لا طائل من ورائه.

· وبعد انتهاء الزمن المحدد لحضور لاعبي المريخ نزل رئيس الهلال إلى الملعب وشاهدنا يلوح بـ ( كسكتته) لجماهير منتشية.

· وقتها سألني أصغر أبنائي ( دون الحادية عشرة) من هذا؟

· أجبته بأنه رئيس نادي الهلال.

· تخيلوا أطلق الصغير ضحكة ساخرة وسألني: حصل في يوم شفت رئيس نادي برشلونة نازل للملعب لما يفوزوا بالدوري ويمر على كل الجماهير بالطريقة دي؟!

· أجبته بأنه حتى في السودان يا صغيري لم يحدث أن شاهدنا مثل هذه ( المناظر) عندما كانت الكورة كورة والبلد بلد.

· وأوضحت له أن البلد يعيش الكثير من المهازل في هذه الفترة وما نشاهده الآن جزء منها، لكن سوف يتغير هذا الحال بإذن الله ويعود السودان كما كان لتفاخر به بين أصحابك.

· نفس صغيري الذي حدثتكم عنه استغرب قبل أيام عندما سمع حديث رئيس البلد حول زراعته في مزرعته الخاصة فسألني: ممكن كمان الرئيس يكون عنده مزرعة لبيع الخضار والفواكه.. يعني أسه السلطان قابوس ممكن يعمل كده؟ !

· تخيل عزيزي القارئ حجم المآسي التي نعيشها وكمية الألم الذي يعتصرك عندما يوجه لك صغارك مثل هذه الأسئلة!

· فقد كنا في وقت مضى مضرب الأمثال ليتعلم منا الآخرون.

· ذكرت لكم أسئلة الصغير لا تباهياً بقدراته الذهنية ( حاشا لله)، لكنني فقط أردت أن أؤكد أن ( العبط) الحاصل في بلدنا ده ما ممكن يفوت حتى على الأطفال الصغار.

· في أزمنه سابقة والله ما كانت حتى جماهير المريخ ستفرح إن أعلنوا لها من داخل الاستاد انسحاب فريقها.

· الكل كانوا يحضرون للملاعب لمشاهدة كرة القدم التي يحبونها.

· ولم يكن هناك شرائح من الجماهير موظفه لخدمة أغراض فلان أو علان من رموز هذا النادي أو ذاك.

· الجميع كان همهم مشاهدة لاعبيهم والاستمتاع بمغازلة هؤلاء اللاعبين للكرة.

· أما اليوم فهناك جماهير تساند الكاردينال وأخرى تخص صلاح وفئة تقف مع فاطمة والرشيد ومجموعة تؤازر مزمل وغيرها تقف مع رئيس النادي.

· تشرذمتم بصورة تدعو للأسى يا جماهير الناديين.

· أدرى أنه وضع يسعد الكثيرين.

· ويفرح به أكثر من يسعون دوماً لتجهيل إنسان السودان ودفعه نحو هاوية حقيقية في كل مجال.

· فلماذا لا نثور لأنفسنا ونحاول تغيير ما نستطيع على الأقل.

· ومثل ما نحن بصدده صدقوني تغييره أسهل مما تتخيلون.

· التوقف عن مشاهدة المباريات من داخل الاستادات والكف عن النقاش العقيم أو الاستجابة للإثارة الرخيصة والتجاوب مع الأزمات المفتعلة كافِ جداً لإيقاف هذه المهازل والضغط على المسئولين عن الكرة لكي يطبقوا القانون واللوائح والنظم على الجميع حتى تعود لكرة القدم السودانية هيبتها.

· لكن كيف ومتى تتحرك جماهير الناديين باتجاه الفعل الجاد؟!

· وفي المقال القادم أحدثكم عن قناة النيليين وحديث مذيعها المضحك.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : كمال الهدى
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019