• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 05-01-2024
اماسا

زووم

اماسا

 0  0  1283
اماسا
إعارة وارغو.. بين الخطأ والصواب..!
أشفقت على مجلس المريخ ومن إتخذ قرار إعارة النسر النيجيري ستيفن وارغو بعد مباراة حي العرب والتألق اللافت له وثلاثيته النادرة.. ونادرة هذه حقيقة لأنه لم يسبق للاعب في المريخ أن أحرز ثلاثية خارج القواعد في مباراة تنافسية في العقدين الأخيرين على الأقل، وبعيداً عن حسابات الصواب والخطأ في القرار نفسه سيكون مجلس الإدارة محاصراً بإنتقادات عاطفية لا حصر لها من القريبين والبعيدين، ولكن أولى ردود الأفعال التي أدهشتني صباح أمس، أن كل الزملاء الكتاب الرياضيين المهتمين بشأن المريخ ومن كانوا ينادون بالإستغناء عن اللاعب الأغلى في تأريخ الكرة السودانية حتى ولو كان بدون مقابل، وكتب البعض يصفونه بكلمة (ماسوره) وهي لفظة سوقية إذا أردنا أن نصفها وصفاً محترماً، وقد درج البعض على كتابتها في الصحف، فانتقلت إلى المدرجات وأصبح الجمهور يستخدمها للإساءة إلى بعض اللاعبين، سيما الأجانب منهم، والشيء الذي لا يعرفه الناس أن مفعول هذه الكلمة عند الأجانب (قاتل).. لذلك كان النيجيري إيفياني يرد عليها بكلمة أخرى (نابية) تعلمها من الشخص الذي شرح له معنى كلمة ماسورة.
المهم في موضوعنا أن كل الكتاب الذين كانوا ينادون بالتخلص من النيجيري وارغو وبسرعة تحولوا في صحف أمس إلى كتاب مناحات، ويطالبون بالتراجع عن قرار الإعارة ما امكن، وسيتعود نفس المجموعة لتكيل بالسباب لمجلس إدارة النادي إذا حدث وأخفق الفريق في نهاية الموسم وفشل في تحقيق لقب الدوري أو تعرض للهزائم، وهو دليل آخر على أن كل الكتابات أو معظمها باتت إنطباعية وبعيدة عن الموضوعية، فجميعها لم تتناول الأسباب المنطقية التي حولت اللاعب من نجم من نجوم الصف الأول على مستوى منافسات القارة الأفريقية إلى (ماسورة) تتندر عليها الصحف، وهل شرب النادي المقلب أم أن الأجواء لدينا غير محفزة للعطاء؟
إذا رجعنا لقرار إعارة وارغو فقد لجأ إليه المجلس بحسب ما توفرت لدينا من معلومات من أجل تخفيف الأعباء المالية الملقاة على عاتقه بعد إستقالة جمال الوالي، وأقول بعد استقالة الوالي لأنني أستبعد أن يكون هذا القرار قد مر وخرج إلى العلن بدون أن يعرض على الرئيس السابق أو المتنحي، وبالتالي فإن هنالك حسابات دقيقة قد لا يعرف تفاصيلها إلا من هم على سدة الحكم اليوم في جمهورية المريخ، وأصحاب القرار في هذه الجمهورية، فأنا لا أعني هنا وعلى سبيل المثال أمين المال الأخ عادل محمد عثمان لأن المنصب واقعياً شاغر تماماً في ظل الدفعيات المنتظمة التي ترد إلى النادي من بئري البترول في الداخل والخارج، وبالتالي يكتفي الرجل بالفرجة على المستندات الورقية وهي تدخل وتخرج من الخزينة دون أن تعرض عليه وبسرعة تغالط بطئه وإيقاعه السلحفائي، فإعارة هداف الدوري الممتاز حالياً توفر على النادي المأزوم إدارياً مبلغاً ضخماً يكفي ميزانية ما تبقى من الموسم الحالي ونصف الموسم القادم، إذا وضعنا مع هذه الحسابات أن هنالك مبالغ ستدفع للمريخ لقاء هذه الصفقة مع التكفل براتب اللاعب لتسعة أشهر قادمة على أن يعود في يونيو من العام القادم.. قد يكون القرار قاسياً للغاية من النواحي الفنية وقد انتقدها الألماني مايكل كروجر بوضوح في المؤتمر الصحافي الذي عقده، ولكن الإدارة رأت طوق نجاة في هذه الصفقة فقررت إكمالها، وإن هي تراجعت عنها فهذا يعني أنها وجدت حلولاً للأزمة المالية الوشيكة مع بقاء وارغو كمشروع إستثماري جيد في حالتي إعارته أو التراجع عن قرار الإقالة.
أما موقف البعض من اللاعب قبل مباراة حي العرب وبعدها فهي مجرد (أحاسيس ومشاعر) طالما تعاملت بها مجالس المريخ وأودت بأحلام الجماهير إلى مزبلة التأريخ، ولا يعني تراجع بعض الزملاء وتغيير موقفهم من اللاعب أن يدعو المجلس أفراده لإجتماع طاريء ليغير رأيه ويلغي قراراته السابقة والعقد المبدئي الموقع في ليبيا ليبقي على اللاعب في صفوف الفريق، فهذه الثلاثية في مرمى العرب لا تعني شيئاً مقارنة بدستة أهداف كان اللاعب قد أحرزها في دوري الأبطال قبل التوقيع للمريخ، ولم تشفع له أمام لفظة (ماسورة) عندما جاء إلى السودان.. وبالتالي يبقى قرار إعارته صحيحاً في نظر المجلس بحساباته وخطأ في نظر البعض بإعمال العاطفة.. وربما تحول إلى جريمة جعلت البعض يطالب برؤوس أعضاء المجلس.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 0  0
التعليقات ( 0 )
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019