وداع وارغو والهاتريك الحزين !
الذين وقعوا على قرار اعارة المحترف النيجيرى وارغو لمصلحة النادى الاهلى الليبى اظنهم الان اكثر حسرة على هذا القرار الذى اعترض عليه عدد كبير من الزملاء فى اعلام المريخ بمبررات منطقية ابرزها ظروف النقص الذى يعانى منه المريخ فى المقدمة الهجومية التى فرضت على كروجر اللجوء للتوليف والاعتماد على لاعبى الوسط ,, واعتقد ان اهمية وارغو الذى سيغادر الى الدورى الليبى بعد مباراة الامس ضد حى العرب قد برزت الان بعد الثلاثية التى سجلها فى شباك السوكرتا كاول هاتريك له فى هذا الدورى مرتفعا برصيده فى قائمة الهدافين الى عشرة اهداف بالتمام والكمال وهو رقم كاف جدا فى ان يدفعه نحو المنافسة القوية على لقب الهداف اذا اكمل موسمه الحالى مع المريخ ,, ولكن قرار مغادرته واعارته للاهلى الليبى بالتأكيد سيضفى على هذا الهاتريك قدرا من الحزن والحسرة التى سيخلفها فى قلوب جماهير المريخ التى كانت فرحتها واضحة على مستوى الاداء الذى قدمه وعلى كل هدف سجله فى شباك السوكرتا تتويجا لاداء زملائه وتمريراتهم الذكية نحوه الى جانب براعته فى المراوغة والانطلاق والتسديد وهى مميزات كثيرا ماغابت عن اداء وارغو خلال الفترة الماضية وكانت سببا فى ان تتباين الاراء حول قرار اعارته للنادى الاهلى بين مؤيد ومعترض على القرار ,, ولكن فى كل الاحوال لن تفيد الحسرة على اللبن المسكوب بعد ان توافق مجلس المريخ على القرار الذى يرى انه من مصلحة اللاعب والنادى فى آن واحد ,, واظن ان حسرة كروجر على مغادرة وارغو كانت ايضا اكثر وضوحا عندما اصطادته كاميرا التلفزيون القومى وهو يحتض الفتي النيجيرى عقب تبديله فى الشوط الثانى لادراك ومعرفة كروجر باهمية اللاعب الذى اعترض على انتقاله وجهر بهذا الاعتراض فى مؤتمره الصحفى الاخير ولكنه فى النهاية فان مجلس الادارة هو صاحب القرار النهائى فى تحديد مصير اللاعب ان كان يرى فى هذه الاعارة الفائدة التى تخدم مصلحة الطرفين وكل مانرجوه ان لايندم اصحاب القرار على هذه الخطوة بعدما شاهدوا مافعله وارغو بالامس وهو يمنح المريخ اغلى ثلاث نقاط خارج ملعبه وفى مباراة سبقتها الكثير من الاقاويل التى كانت تهدف لتعطيل مسيرة المريخ والاساءة الى علاقته بنادى حى العرب ولكن نحمد لمجلس ادارة نادى حى العرب انه استطاع ان يوئد هذه الفتنة فى مهدها ويلقم مثيريها حجرا اخرس به السنتهم وكشف به زيف اقلامهم وكذلك نحمد للاعبى الفريقين وعيهم وعدم تأثرهم بما قيل ويقال وتركيزهم على اللعب وبالتالى مساعدتهم للحكم ابوشنب فى ان يخرج بالمباراة الى بر الامان ,, نعود الى ماجرى فى الملعب من اداء رجحت فيه كفة المريخ الذى سيطر على الكرة واستحوذ عليها منذ البداية بفضل التشكيلة المثالية التى اختارها كروجر والتى كان عنوانها الاستقرار على ذات العناصر التى حققت الفوز على الميرغنى باستثناء دخول بله جابر فى وسط الملعب وزميله محمد كمال فى حراسة المرمى فكان لهذا الاختيار اثره الايجابى الواضح على ترابط خطوط الفريق واستثماره للفرص بتسجيل هدفين فى الشوط الاول ,, كما ساعد اداء حى العرب المضطرب فى هذا الشوط المريخ فى السيطرة على منطقة المناورات والتصدى لكال المحاولات الهجومية من جانب مهاجم السوكرتا بركه عباس ,, ولكن هذا التفوق والتقدم بهدفين يبدو انه كان سببا فى ان يتسرب التراخى على اداء المريخ فى بداية الشوط الثانى الذى منح حى العرب الفرصة ليقلص الفارق عن طريق البديل الناجح محمد مقدم الذى كان لدخوله الاثر الايجابى على الاداء الهجومى للسوكرتا وكشف عن خطورة الاخطاء الدفاعية الشنيعة التى لاندرى متى يتخلى عنها طارق مختار وزميله سفارى اللذان فشلا فى التصدى للاختراقات العرباوية والتى كادت ان تفسد على المريخ تقدمه بهدفين ,, ولكن العزاء فى قرارات كروجر الذى نجح فى اعادة التوازن للفريق من جديد بدخول العجب الذى منح وارغو تمريرة الهدف الثالث فاصاب السوكرتا بالاحباط ودفع لاعبيه للتراجع والدفاع والانسحاب لملعبهم مع الاعتماد على الهجمات المرتدة التى يفلح الفريق العرباوى فى استثمارها ,, انتصار المريخ فى بورتسودان له قيمته الفنية والمعنوية على فريق استطاع من قبل ان يحرج المريخ ويعطل مسيرته فى اكثر من موسم سابق ولاننسى ان هذه المباراة هى قبل الاخيرة للمريخ فى الولايات حيث تبقت امامه مواجهة الاهلى سيد الاتيام فى مدنى وبالتالى فان ذلك سيمنح المريخ الدافع القوى نحو التركيز لتحسين ادائه فى ملعبه ,, وكل مانرجوه ان يسعف الزمن المريخ فى عودة عناصره الهجومية الاساسية بعد حسرة اعارة وارغو ومغادرته للمريخ عقب هذه المباراة ,, فهو بالفعل الوداع الحزين والمؤلم لجماهير المريخ !