ماذا قال قريش للكاف؟
سأجتهد بقدر المستطاع لأعرف تفاصيل الدفوعات التي قدمها الأستاذ محمد جعفر قريش الأمين العام لنادي المريخ أمام لجنة الإنضباط بالإتحاد الأفريقي، ولكن ذلك الإجتهاد لن يكون قبل إطلاق العنان لبعض التخمينات والتوقعات بناءً على حقيقة واضحة وبينة وهي أن سلوك لاعب المريخ في الفترة الأخيرة قد شهد تراجعاً مخيفاً بسبب الإنفلات العام في بند الإنضباط وهذه ليست إتهامات تفترى على المريخ لأننا حريصون على مصلحة المريخ وتطوره أكثر من البعض ممن يدعون ذلك، وقد أحصينا عدد البطاقات الملونة وعرفنا أنها رقم قياسي للفريق في العشرة أعوام الأخيرة على الأقل كمؤشر مهم، وكتبت من قبل في هذه الزاوية أن هنالك أحداثاً شارك فيها نجوم المريخ ألقت بظلالها على سجل السلوك غير الرياضي للفريق منها إعتداء أحد لاعبيه على رجل مرور في قلب الخرطوم وتهديده له بالدهس ودفع الدية، وحادثة أخرى شهدت الإعتداء على الإداري الشاب عمرو محمد توفيق في دهاليز النادي، وأخرى شهدت الإعتداء على الزميل الصحافي إبراهيم باتره في فناء النادي وحرمه، ومن ثم محاولة التهجم على مدرب الفريق الألماني مايكيل كروجر في فترة تدريبه الأولى موسم 2008، وإبان تواجد الفريق برواندا لأداء مباراة التاكسي، وكلها أحداث ووقائع سبقت ما حدث بالنيجر قبل شهرين من الآن وكرد فعل على هزيمة الفريق وخروجه من البطولات الأفريقية خالي الوفاض.
كل هذه السوابق التي أشرت إليها لم نشهد بعدها لجان محاسبة أو حتى مسائلة واستفسار شكلها مجلس المريخ لتأديب المخطيء وإنصاف المظلوم فيها برغم أن الطرفين ينتميان للنادي نفسه، ولم نجد أحدهم يتقمص دور الإداري (التربوي) ليرشد بعض اللاعبين الذين هم من الفاقد التربوي على التصرفات الصحيحة التي تليق باللاعب المحترف، وكانت النتيجة الطبيعية المتوقعة أن ترتفع حالات التعدي على الآخر داخل الملعب وخارجه فكانت حادثة بنين كحلقة من تلك الحلقات المربوطة مع بعضها البعض.. لذلك كنت أتساءل عن تفاصيل المرافعات التي قدمها قريش أمام لجنة الكاف، هل قال لهم أن اللاعبين الذين اعتدوا على خصمهم في النيجر لا يتبعون للمريخ؟.. أم أن الخصم الفائز والمتأهل في تلك المباراة هو من بادر بالإعتداءات ليقصي نفسه من البطولة؟.. ماذا قال قريش هناك يا ترى.
العشرة آلاف التي فرضت كعقوبة على نادي المريخ ليست الأولى، وأظنها لن تكون الأخيرة إذا استمرت (السياسات كما هي عليه الآن وما كانت عليه في السنوات الأخيرة حيث أن العنوان الأبرز في الوقائع أنه ما من لاعب إرتكب خطأ ووجد التوبيخ عليه، وفي الغالب كانت هنالك محفزات لإرتكاب المزيد من التصرفات غير الرياضية حتى أصبح المجهود الذي يبذل في النزاعات والإحتجاجات على قرارات الحكام أكبر من الذي يبذل في المباراة من أجل تحقيق الفوز وتحاشي حالات الغضب التي تحدث عقب المباريات.
هذه الحالة التي عوقب عليها المريخ كانت ولا تزال ثقافة في الحواري وبعض القرى النائية، وفي الروابط والدرجات الدنيا، خاصة الدرجة الثالثة حيث الملاعب مفتوحة والحكام دائماً في متناول (عكاكيز) الجماهير، والفريق الخاسر دائماً ما يسعى لتصفية حساباته بالعضلات بالإعتداء على الخصم أو طاقم التحكيم حتى لو كان الفريق جيداً في الأداء وسبب خسارته أن مهاجميه أهدروا فرصاً أكثر مما يجب.. إعتدنا على مثل هذه الأحداف في الليق ومن لاعبي الروابط ولكن ليس في المريخ، وأخشى أن يستمرأ اللاعب مثل هذه الأمور ويعتاد على أن إدارييه يجهزون له الشماعات للهزائم فيتقاعس ولا يجتهد للفوز، لأن المريخ كان في متناوله الفوز على أرضه بأم درمان بغلة وافرة من الأهداف.. والحقيقة التي يجمع الكل عليها هي أن المريخ في تلك المباراة كان دون المستوى، وعدد من لاعبيه كانوا أقل بكثير من مستوياتهم المعروفة وفوق هذا وذاك لم يجتهدوا لتحقيق الفوز، وبالتالي لم يكن هنالك مبرر لهزيمة نيامي والإعتداء على الحكم.
دفوعات محمد جعفر أياً كانت تعني إقرار سوء السلوك، وهو طريق مظلم يسلكه المريخ وأولى الخسائر فيه أننا سندفع عشرة آلاف دولار كغرامة ونخسر على ذلك مجهودات عدد من اللاعبين مطلع الموسم الجديد.. وفوق ذلك لم يصدر المجلس قراراً بتكوين لجنة للتحقيق مع لاعبيه المذنبين.
حاشية
مصطفى جعفر لاعب ضمن الفئات الشبابية بنادي المريخ طالته العقوبات مع زملائه الكبار، والمعروف أن جعفر بجانب أنه صغير لا يجلس عادة على دكة البدلاء مع الإحتياطيين، ولكن ظرفاً ما دفع به إلى السفر ليكون إحتياطياً لمحمد كمال.. ولا أعرف من الذي دله على ذلك التصرف؟
////////////////////////////////////////////