هلال الشموخ و الرفعة قُدِّرَ له أن يكون هو المُتَحَكِّم في مزاج ثلاثة أرباع بني وطني سودان العزة و الفخر و الجود و الأخلاق العظيمة الجميلة .
إذا فاز سعِدوا و فرحوا و اعتدل المزاج و أغدقوا على الأحباب و الصغار بالهدايا و توزيع الابتسامة على من عرفوا و من لم يعرفوا من منطلق تبسمك في وجه أخيك صدقة . و إذا تعادل أو خسر أظلت الوجوه سحابة حزن ليس من أنواع المُزن , الطل , الرَّذاذ , الديم , الودق , الولي و الوابل , أي سحابة صيف سرعان ما تذهب لأنَّ الفرح هو السائد و الحزن هو المتنحي حسب قانون مندل الوراثي .
يوم الأحد الماضي 27 سبتمبر 2015 رضينا بالواقع حيث الأداء الطيب من فتية الهلال أمام إتحاد العاصمة الجزائري مباراة الذهاب نصف نهائي بطولة الأندية الإفريقية الأبطال و ما آلت إليها نتيجة مباراة الشوط الأول في العاصمة الوطنية أم درمان التي انقلبت نتيجتها بين لحظةٍ و لحظة لصالح أبناء أرض المليون شهيد .
الواقعُ حاضرٌ فيما قدمه الهلال من أداءٍ مقنع يسنده في ذلك شعراً :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .
أما صناعة الهلال للواقع سيتابعه و يشاهده الجميع بإذن الله عند مساء الثالث من أكتوبر الجاري , وما أدراك ما أكتوبر صاحب الوشم الظاهر في جبين السودان السياسي , فتغنى له فنان إفريقيا الأول محمد وردي " طيَّب الله ثراه " و بالمثل غنَّى له الموسيقار محمد الأمين حفظه الله و بارك في عمره . و سيُغنِّي شعب الهلال في أكتوبر هذا لحن الانتصار الذي سيقوده للنهائي الإفريقي المرتقب بقدرة من رفع السماء بغير عمد , عندما ينازل إتحاد العاصمة الجزائري بالجزائر في مباراة الإياب .
صناعة الواقع التي يجيد صناعتها الهلال تقتفي أثر الشاعر الذي ردد :
تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح و نحن البحر و السفن
أو كما في هذين البيتين :
إنَّ الذي يرتجي شيئاً بهمته
يلقاه لو حاربته الإنس و الجن
فاقصد إلى قمم الأشياء تدركها
تجري الرياح كما أرادت لها السفن
كما فاز إتحاد العاصمة في أم درمان للهلال كامل الحق أن يفوز عليه في الجزائر .. أي هذه بتلك . لنا في الهلال واسع التجربة حيث عوَّد جمهوره الوفي ثقافة الفوز الخارجي .
كثيرةٌ هي الدول و المدن الإفريقية و العربية التي لعب فيها الهلال و عاد إلى أرض الوطن تزفه انتصاراته المدوية . أليس في الذاكرة جزيرة سيشل و عزف نجوم الهلال بحيرة البجع .. أليس في الذاكرة ياوندي و استبسال الحارس يور و بلوغ الهلال النهائي الإفريقي و حرمان لاراش للكأس و منحها لأهلي قاهرة المعز .. أليس في الذاكرة دورة بني ياس التي جمعت الوحدات الأردني و المحرق البحريني و بني ياس الإماراتي بجانب ملح الدورة و بهارها هلال الملايين الذي عاد بالكأس جواً عبر مطار الخرطوم الدولي و هو يُجسِّد مفهوم ثقافة الفوز الخارجي . ومن قبل في ستينيات القرن المنصرم حيث أول كأسٍ جوية للوطن أتى بها الهلال من كنشاسا حملت السلام .لله درك يا هلال ما أجمل هذه الثقافة .
نعلم علم اليقين أنَّ عبور الهلال في بطولة الأندية الإفريقية الأبطال دون ألآم و صعوبات هي مجرد أحلام و أوهام لوجود مطبَّات و عتبات كثيرة و كان نجاح الهلال الحقيقي أن جعل من تلك المطبَّات و العتبات مدارج و مسالك وسلالم انتقل بها إلى القمة ووصل إلى هذا الدور نصف النهائي مكافحاً و باذلاً الجهد الذي حتماً سيكون حاضراً مساء الثالث من أكتوبر الجاري و بالهمة و العزيمة سيقول الهلال كلمته و سيكتب صناعة الواقع نصراً مبيناً .
* سلاح الدعاء
الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه و حصول المطلوب . لذا على جمهور الهلال يقع عاتق الدعاء له أن ينصره الله و يكتب له التوفيق أمام إتحاد العاصمة الجزائري .
* المريخ وكسر طموح مازيمبي
كل الأمنيات القلبية أن يجدد مريخ السودان حالة الفوز التي سبق أن حققها الهلال على مازيمبي في العام 2009 بهدفين نظيفين وهي الحالة التي كسر فيها الهلال عزيمة مازيمبي وسط أهله و جمهوره و أرضه حيث لم يسبق أن خسر مازيمبي على أرضه من الفرق الأجنبية .
لقد عوَّدنا مريخ السودان تقديره للمسئولية الملقاة على عاتقه لاسيَّما عندما يكون ممثلاً للوطن . كل التوفيق للمريخ أن يأت ببطاقة التأهل للنهائي من مدينة لوممباشي معقل مازيمبي .
* التاءات الست
اليوم الخميس الأول من أكتوبر يُصادف يوم رياضة المشي العالمي , تحت شعار الرياضة للجميع .
يجب أن تكون رياضة المشي جزءاً من البرنامج اليومي للفرد نظراً لما يسببه الخمول من أمراضٍ كثيرة برزت مؤخراً بسبب تغيُّر أنماط المعيشة
بمناسبة اليوم العالمي للمشي يجب أن تكون هناك تاءات ست ظاهرة الوجود في المجتمع حيث توعية , تثقيف , تمكين , تهيئة , و تعاون جميع أفراد المجتمع تفعيل رياضة المشي يومياً وهي البسيطة الأداء الثمينة النفع
* آخر الأوتاد :
لشاعر النيل حافظ إبراهيم أبيات شعر كأنَّها نُظمت للهلال بعد مباراة الذهاب أمام الاتحاد :
لا تلمْ كفِّي إذا السيف نبا
صحَّ مني العزم و الدهر أبى
رُبَّ ساعٍ مبصرٍ في سعيه
أخطأ التوفيق فيما طلبا