هناك صدمة عنيفة و قوية أحاطت بمحبي و مشجعي المريخ الذين يكنون الحب والود والشعور والعاطفة لفريقهم الذي كُتِبَ عليه الانتظار الطويل مدة ثلاثمائة و خمسة و ستون يوماً حتى يعود للمشاركة في مسابقة دوري أبطال إفريقيا للأندية لكرة القدم , وذلك عقب خروجه من تمهيدي البطولة لدور ال64 على يد كمبالا ستي اليوغندي في 15 فبراير 2014م بفارق الأهداف . وقتها لقد قُضيَّ الأمرit is all up وعادت الحلقة المفرغة لتتم مناقشة معسكر الدوحة والهدف المفقود .
نعم نقولها بلون الوطن ولون الهلال ولون المريخ خروج المريخ من تمهيدي بطولة الأندية الإفريقية هو مأساة و تراجيديا وهو خروج مفجع و مُحزن في نفس الوقت .
من هنا يبدأ الهلال ليفسر و يحلل المثل الشعبي الذي يُذكِّره ( بشيل ) أي خطف التمساح لمن كان معه ليأخذ الحيطة و الحذر و يجد الحكمة أمامه يدق جرسها قائلة : العاقل من اتعظ بغيره .
هذا هو شقيقك المريخ قد فرَّط في مباراة الذهاب التي أُقيمت على أرضه ووسط جمهوره فكانت بمنزلة الطُعم للتمساح الذي لم يتوان في خطفه بإستاد مانديلا في العاصمة اليوغندية كمبالا وفريقها الذي حمل اسم العاصمة ليكتب تاريخاً له من ماردٍ كان يُنتظر منه الكثير !!!!!!!
شيل التمساح للمريخ سيجعل الهلال كما هو معروف لعشاقه هو المطر , أليس الهلالُ مطرٌ حلمٌ يطرق الأبواب يحمل كماً من الوعود المتفائلة والصحو ضياء يغمر القلب . لذا سيكون الهلال بإذن الله المتعظ بغيره ولن يضيع الفرصة و سيقضي على التمساح و يحقق الأمل أليس الهلال كما قال الشاعر : مطرٌ يتقاطر الصحو منه .... و صحو يكاد من نضارته يُمطر
الهلال عرَّاب الكرة السودانية و ممثلها الشرعي الوحيد لها الآن في بطولة الأندية الإفريقية الأبطال وهو واضعٌ في الحسبان ثقل المسئولية التي يحملها مدافعاً عن اسم السودان .
المباراة التي تكون للهلال على أرضه لن يُسمح له أن يخسر نتيجتها مهما كانت الظروف و العاقل من اتعظ بغيره ها هو الرجاء البيضاوي قد فاز بنصف دسته على أرضه في الدار البيضاء على دايموند ستار السيراليوني مهدت له طريق التأهل لدور ال32 والذي تأهل بالفعل بعد أن كسب مباراة الإياب في العاصمة فريتاون بهدفين مقابل هدف .
الهلال و العاقل من اتعظ بغيره ذاك هو الملعب المالي الذي سيقابله الهلال قد حسم مباراة الإياب في العاصمة المالية باماكو بخماسية .
الهلال سيلعب مباراة الذهاب خارج الديار و ثقافة الفوز في معيته وهو أهلٌ لها و قد تشبَّع بها لذا سيكون الهلال في الموعد محققاً ما يُدخل البهجة والسرور في نفوس كل أهل السودان .
الجيش يرافق المريخ
كما حقق المريخ خيبة أمل لعشاقه إثر خروجه الغير متوقع من الدور التمهيدي لدوري أبطال إفريقيا , كذلك حقق الجيش الملكي المغربي نفس خيبة الأمل التي حققها المريخ لجمهوره , فقد خرج الجيش الملكي وصيف بطل الدوري المغربي من الدور التمهيدي لمسابقة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم إثر تعادله مع مضيفه ريال باماكو المالي بهدف لكل فريق في نفس يوم خروج المريخ على يد كمبالا سيتي أي يوم السبت 15 فبراير 2014م في مباراة الإياب بعد أن فرَّط في مباراة الذهاب التي جرت في الرباط و انتهت نتيجتها تعادلية بهدفين لكلا الفريقين . ليتأهل ريال باماكو من خلال قاعدة تسجيله أكثر خارج قواعده .
المناكفات والروح الرياضية
بعيداً عن الخروج على الآداب و القِيَّم والطعن في الخاصرة كانت ظاهرة المناكفات الرياضية تشكل الروح الرياضية السمحة لدى المَشجع السوداني ولا زالت منذ القاعدة النبيلة التي أرساها سيد الخلق أجمعين المصطفى المرتضى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو يُمارس رياضة العدو( الإياب بعد أن خسر مسابقة الذهاب ) مع أم المؤمنين السيدة الصديقة بنت الصديق عائشة رضيَّ الله عنها قائلاً لها : (( هذه بتلك )) .
المناكفة التي أطلقها جمهور الهلال على جماهير المريخ إثر الخروج الغير متوقع من تمهيدي بطولة الأندية الإفريقية 2014م كانت تحمل روح الطُرفة التي تغلفها الابتسامة وليس فيها رائحة السادية sadism التلذُذ بتعذيب الآخرين فكانت عبارات مثل : ( التمهيداب ... حمام الوالي يا راحل ... يا حمام يا طاير .. الوصيف والرجوع إلى الرصيف) تُشكل الابتسامة لدى مُحب المريخ وهو دون شك في انتظار أحرَّ من الجمر أن يتعثر الهلال في بطولة الأندية الإفريقية الأبطال , ليرد الصاع صاعين . وهذه حلاوة الهلال والمريخ التي تتدثر بالقِيَّم الإسلامية . بعيداً عن السماجة و البشاعة و الغلو .
آخر الأوتاد :
مرَّ رجلٌ بأشعب , وكان يجرُّ حماره , فقال له الرجل مازحاً : لقد عرفت حمارك يا أشعب و لم أعرفك .
فقال أشعب : لا عجب في ذلك , فالحمير تعرف بعضها .
