من أين أبدأ ؟ لا أعرف .. وجدتها الآن .. اليأس و القنوط من صفات الكافر و الضال , لذا اليأس و القنوط هما فقدان الأمل .. و للهلال ما زال الأمل باقياً رغم الصعوبة من منطلق إن كنتم تألمون فإنهم يألمون .
هذه بتلك .. كلمة يجب أن تكون حاضرة لدى نجوم الهلال في مباراة الإياب أمام إتحاد العاصمة الجزائري الذي قلب الطاولة في وجه الهلال أما جمهوره الوفي الذي رسم لوحات من الجمال .
سيناريو غريب للمباراة التي احتضنها ملعب الهلال في أم درمان مساء الأحد رابع أيام عيد الأضحى المبارك الموافق 27 سبتمبر 2015 التي جمعت هلال السودان و إتحاد العاصمة الجزائري في ذهاب نصف بطولة الأندية الإفريقية الأبطال , حيث بادر هلال الملايين بالهجوم منذ انطلاق المباراة والدقيقة الأولى التي شهدت عرقلة مهاجمه أبو بكر كيبي داخل المنطقة المحظورة و تغاضي الحكم عن الحالة , ليرد كيبي بالعمل حيث التمريرة الذكية لكاريكا في الدقيقة الثانية و يحرز كاريكا هدف التقدم للهلال و يسجل اسمه في لوحة شرف بطولة الأندية الإفريقية الأبطال بأنه صاحب أسرع هدف في البطولة .
تفاءل الجميع و استبشروا خيراً بأنَّ هناك سيل من الأهداف سوف يغمر شباك زماموش حارس مرمى إتحاد العاصمة الذي كان نجماً للمباراة دون منازع .
لتمر الثواني و الدقائق سريعاً دون أن نشعر بالزمن فإذا بالدقيقة الحادية عشر تحمل لعشاق الأزرق الدَّفَّاق الحزن و الألم و تنفيذ الكرة الثابتة لاتحاد العاصمة من منطقة بعيدة بعض الشيء عن خط الثمانية عشر ياردة لتجد الزلة و الخطأ المشترك بين دفاع الهلال و الحارس مكسيم مقابل النَّجاعة و الفلاح و النجاح لرأس مهاجم الاتحاد عودية الذي كان يلعب محترفاً في نادي فرانكفورت الألماني و يودع الكرة الشباك هدفاً تعادلياً أصاب الجميع بالوجوم و الاندهاش .
رغم التعادل لم يرمِ نجوم الهلال المنديل فكانت لهم السيطرة شبه المطلقة مع إهدار الفرص الكثيرة التي حتماً عضَّ عليها الجميع بنان الندم .
انتهى الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بهدفٍ لكل فريق .. الهلال بنفس الروح التي لعب بها شوط المباراة الأول الوقت يمر سريعاً أيضاً فإذا بالدقيقة 62 تحمل بشارة فرح لتنقلب إلى لحظة غمٍ و حزن عندما احتسب الحكم جاني ركلة جزاء لصالح بشة إثر مسك و جر المدافع الجزائري له من قميصه ليُعرقل بشة داخل المنطقة المُحرَّمة , تقدَّم لتنفيذها البرازيلي أندرزينهو الذي أهدرها بسبب التوفيق الرباني الذي حالف الحارس زماموش . فكانت نقطة التحول turning point في المباراة حيث ارتفاع الروح المعنوية للاعبي الاتحاد و التقدَّم للاعبي الهلال بغية إحراز الهدف الثاني و في تلك اللحظة كانت الهجمة المرتدة التي قصمت ظهر الهلال حيث الهدف الثاني للاتحاد في الدقيقة 66 بواسطة كريم باتشي .
مكسيم لم يكن مكسيم الذي أدخل الطمأنينة في قلوب الهلال فكان له نصيب الأسد في الهدفين الذين ولجا شباكه .
نزار حامد أمره يحتاج إلى دراسة .. انخفاض في المستوى لازم بطء في العودة للنواحي الدفاعية من قبل جميع لاعبي الهلال .
هنا وقفة مع ضياع و إهدار ركلات السجم عفواً الجزاء من قِبل لاعبي الهلال على التوالي سليمانو سيسه أهدر , أعقبه جوليام , نزار , فيصل موسى ثم أندرزينهو في مباراة إتحاد العاصمة . نعم ركلة الجزاء التي تُعتبر هدفاً بنسبة 90 % تُصْبَغ و توصف بركلة الحظ . أظهرت ضعفاً مهنياً للمدير الفني التونسي نبيل الكوكي .
في وقتٍ مضى لن يعود كان في الهلال الأسطورة الرمح الملتهب الدكتور و السفير و الكابتن علي قاقارين هو من يُنَفذ ركلات الجزاء و لم يسبق له أن أهدرها في يومٍ من الأيامِ هكذا قال لي بلسانه العفيف كابتن قاقارين . لماذا؟ لأنه كان يتدرب على تنفيذها قبل و بعد أي مران لعددٍ لا يقل عن العشرين مرة . أين الكوكي من هذا الفهم التدريبي . ؟ هل سبق له أن طبَّقَ التدريب على تنفيذ ركلات الجزاء حتى تكون المخرجات للاعبٍ أو أكثر من لاعب يجيد تنفيذ ركلة السجم التي وقفت عائقاً أمام الهلال في مباراتي التطواني و إتحاد العاصمة في نفس الملعب ليخرج الهلال منهزماً بسبب نقطة التحول العجيبة .
* آخر الأوتاد :
لو لم يكن ثمة أمل لانفطر القلب without hope the heart would break لذا الأمل موجود أن يكون الهلال حاضراً في المنافسة إذا استحضر نصره في لوممباشي عندما فاز على مازيمبي بهدفين نظيفين عقب الخماسية التي تذوَّق مرارتها . للأمل مساحة وجود عند الطُغرائي فقال في قصيدته المعروفة بـ " لامية العجم " :
أعلل النفس بالآمال أرقبها
ما أضيق العيش لولا فُسحةُ الأملِ
رسالة خاصة للابنة الغالية لبابة
لك كل الشكر بنيتي واعتبري هديتك وصلت ويكفينى شعورك اللطيف واحساسي بعبير البراءة الذي اتنسمه الان هو اغلى هدية تصلنى فى حياتى ربنا يحفظك انتى والمعاك ويستركم بستره الجميل ويخليكم للماما والبابا ويخليهم ليكم ويكفيكم شر كل ذى شر .... آآمين
وشكرا