• ×
الخميس 2 مايو 2024 | 04-30-2024
اماسا

زووم

اماسا

 3  0  1617
اماسا

حبنا للوالي أدى لإستقالته..!

في وقت يتحدث فيه الرياضيين في كل دول العالم عن مكاسب ما بعد الثوابت في كرة القدم، ما تزال الرياضة السودانية تتقوقع إلى الأسفل في دوامة الجدل البيزنطي، والناس هنا يتصارعون حول: (من يحكم) وليس: (كيف يحكم)..؟ وإذا أجرينا مسحاً على كل المؤسسات الرياضية السودانية لتوصلنا إلى أنها جميعاً تعاني من الصراع ومآلاته وأصل الأسباب أنهم يركزون على تغيير الوجوه ولا أحد يتحدث عن مناهج ذات علاقة بالعلمية والمؤسسية بالمفهوم الواضح في الإدارة أو برامج محددة يمكن أن تحتل محور هذه الصراعات.. وأقرب مثال في هذا الشأن بطبيعة الحال هو نادي المريخ، حيث أن المنتمين إليه كانوا لا يقبلون توجيه النقد لرئيس النادي الحالي جمال الوالي ولدرجة أنه بات في مصاف المقدسات في ذلك الكيان وفي مكان لا يعترف فيه الناس بالثوابت، وتسيطر العواطف على كل شيء ، وفي التوقيت الذي كان يتيح لنا استدراك الأخطاء ومعالجتها بتجرد ونكران ذات، فهم في العادة يمتدحون الإنسان اليوم لمجرد أنه أظهر جزءً إيجابياً من (كل) كان يجب أن يرتبط معاً بحسابات قوية ومحكمة، وفي اليوم التالي مباشرة ينقلب الأنصار على نفس الإنسان الذي كان قد استحوذ على الإشادات بالأمس بنسبة 180 درجة.. هكذا بتون تعمق وتفاصيل، لذلك فقط كنت قد حذرت مجلس المريخ في وقت مبكر من جراء الإعتماد على العقلية الجماهيرية في إدارة شئون الفريق، وأذكر أنني إعتمدت على نظريات أكاديمية في علوم الإتصال والإتصال الجماهيري بالتحديد من أجل إيصال الفكرة وتقريب وجهة النظر حيث لا يمكن لإدارة نادٍ مثل المريخ أن يعتمد في إدارة قضاياه الحيوية والحساسة على العاطفة الجماهيرية، وقياس النجاح بهذا المعيار الخداع وهو ما ثبت فشله الآن حيث تراجعت شعبية جمال الوالي نفسه إلى ما يقارب النصف، وبدلاً أن كان الجمهور وقراء الصحف الرياضية يهاجموننا ويتهموننا بالخيانة عندما ننتقده أصبحوا يبحثون عن آراء تنتقده ويتهمون الأقلام المساندة له بأنها تتاجر بالمريخ وأنها مأجورة ولا تملك (حريتها)..وهي الأجواء التي أدت في النهاية إلى إستقالة الوالي، وبمعنى آخر فإن حبنا الزائد للوالي في شخصه أدى إلى اضطراب سياساته في إدارة النادي ومن ثم إستقالته وذهابه، أما مجلس المريخ فقد تم تجريده من كل شيء وبات الناس يتحدثون علناً عن ضرورة ذهابه، وأن الوالي نفسه قد أسر للمقربين منه بأن ضعف عناصر مجلسه وسلبيتها كان هو السبب الأساسي وراء سيل الأزمات التي تضرب ناديه وحالة عدم الإستقرار التي تغشاه هذه الأيام والسبب الأساسي وراء الإستقالة التي تقدم بها، وفي رأيي المكرر الذي أكتبه كل مرة أن التركيز دائماً على تبديل الوجوه وتغييرها في مجلس الإدارة أمر غير مجدي بالمرة وربما يكون سبباً مباشراً في أن تكون الأزمات (مقيمة) بالديار المريخية، والشيء الجدير بالبحث والمراجعة دائماً هو: المنهج السليم الذي ينبغي أن تدار به شئون المريخ بغض النظر عن الأسماء والوجوه، لأن ذلك هو الأساس في أي مؤسسة ناجحة في العالم وعلى مختلف الأصعدة، وكذلك هو السبب الأساسي لمعاناة الوالي شخصياً لأنه تولى أمور الرئاسة في نادٍ جماهيري يعاني من غياب العلمية والمؤسسية، وقبله كان العشرات من الإداريين قد فشلوا في نقل النادي وتحويله من هذا المربع إلى حيث تسير أموره بنوع من السلاسة التي بدورها تحول معاناة الإدارين فيه إلى متعة حقيقية تستمد من الإستمتاع بالرياضة نفسها، ولكن الوالي عمل على هدى من سبقه في هذا الجانب فتسببت قضية (المؤسسية) هذه في معاناته وربما كانت دليلاً كافياً على أن مشكلة المريخ قبل مجيء الوالي لم تكن في البنيات التحتية ولا المقصورة الجميلة وإنما كانت في المفاهيم التي تدير شؤون فريق ونادي تتحكم فيه المشاعر والعواطف، وكما أثبتنا سلفاً فإن هذه المشاعر والعواطف لا تصلح للقيادة في أي مكان وإلا لأصبحت كل الأندية الرياضية في العالم عبارة عن (وادي أم القرى) يلتقي فيه الأحبة ويتبادلون الكلمات الهفهافة وباقات الزهور والأشعار.
إذا نقلنا أنموذج المريخ إلى الإتحاد السوداني لكرة القدم سنجد أن الكرة السودانية تعوم في بحر من المتناقضات، فكلنا يؤمن بقدرات الدكتور العلامة كمال حامد شداد، وقد سبق لنا أن امتحدناه وقلنا أنه الأفيد في منصب الرئاسة، ليس لشيء وإنما لصرامته وقدرته على فصل الأمور ووضع الحد بين الخاص والعام والعاطفة والحقيقة والتعامل على أساس واقعي تحتاجه الكرة السودانية، ولكن كل ذلك لا يعني أنه سيكون مقدساً على طريقة الوالي وممنوع الإقتراب منه والتصوير، فمن حقنا أن نحاسبه على ما أنتج في السنوات التي تولى فيها رئاسة الإتحاد وماذا قدم من أجل إخراج الكرة السودانية من دائرة التخلف ووضعها في المضمار الصحيح لكي تسابق قريناتها.. والعالم كله يشهد بأن الكرة السودانية متخلفة لأنها أهملت الناشئين والشباب واهتمت بمن هم فوق الثلاثين وأنفقت عليهم المليارات لذلك تخسر منتخباتها على أرضها شأنها ومنتخبات سوازيلاند وموريشيص وجزر القمر والصومال وجيبوتي وغيرها من الدول التي لاتكاد تذكر عندما يتحدث الناس عن كرة القدم، وعندما نقول: الإهتمام بالناشئين فإننا لا نقصد بطبيعة الحال ما يفعله إتحاد الناشئين والأخ الصديق أبوهريرة لأنه حتى الآن بعيد عما هو مطلوب لنهضة حقيقية في مستويات ومفاهيم الكرة السودانية وعن نفسي أرى أن ما يجري ما هي إلا (حفلات) ومهرجانات لا علاقة لها بالموضوع الأساسي.. فنحن نتحدث عن تنمية.. والتنمية يجب أن تبدأ (بالإنسان) وإلا لأصبحت الأمور على نحو ما يجري الآن.. وما ننتظره الآن من اتحاد كرة القدم السوداني في دورته الجديدة أن يضع مشروعاً طموحاً بعيداً عن الغايات الخمسة غير المقنعة من أجل منتخبات قوية بنهاية العام 2014 والأعوام التي تليها وإلا فإن الإحتفاء بالدكتور معتصم جعفر أو المطالبة بعودة الدكتور شداد سيكون أيضاً في إطار الإهتمام بتغيير الوجوه وإهمال البرامج.
من أولى المتناقضات بشأن شداد أن الشارع العام كان يعتبره شماعة يعلق عليها كل إخفاقات الكرة السودانية من أنديتها إلى منتخباتها ودوريها الذي يعاني الأمرين في الإدارة والموازين، وفي كل المواسم الأخيرة كان الجميع يجتهدون في تعليق الإحفاقات على الإتحاد العالم وطريقته في إدارة الكرة السودانية وكثيراً ما صرح صلاح إدريس رئيس الهلال بأن شداد هو أس البلاء الذي أصاب الكرة السودانية وبينهما معارك تأريخية لم تمسح بعد من الذاكرة، وقد أراد الوالي أن يقلده في بعض المواقف برغم العلاقة القوية بينهما، ولكنه أحياناً كان يستجيب لبعض الضغوط الإعلامية في بعض المواقف فيقف موقفاً يثير الإستغراب، كل ذلك نسترجعه الآن والشارع الرياضي بنفس العاطفة يغير رأيه بين شداد في ليلة وضحاها من سبب نكسة الكرة السودانية إلى نكروما جديد سيحرر الكرة السودانية ويحقق لها ما لم تحققه على مدي ما يقارب القرن من عمرها، وأنا أنتقد طريقة التفكير ودوافع هذا التحول الغريب، فما يجب أن نستعين يه من معيار لإختيار القيادات للمؤسسات الرياضية هو: المنهج الإداري الذي سيعتمد عليه في تسيير وإدارة الأمور، ومن ثم ما هي الإنجازات والتطور النوعي الذي يتحقق كناتج من تلك السياسات؟
هي مسألة مفاهيم عامة يجب أن تسود، وتطلعات كبيرة للشعب السوداني بضرورة العمل من أجل الإرتقاء على المستوى الدولي، وعدم الإكتفاء بدور المتفرج في المنافسات الدولية، كما يتوجب علينا تحيري الرياضة من الغعتقاد في الأفراد بعيداً عن البرامج الطموحة.. فقد تحدث رئيس الجمهورية في واحدة من الخطب الأخيرة عن ضرورة بلوغ نهائيات كأس العالم ولو مرة واحدة في السنوات القادمة وإذا كانت تلك هي طموحات الدولة فهي بحاجة إلى العمل والإخلاص وقبل ذلك كله برنامج ينفذ.
امسح للحصول على الرابط
بواسطة : اماسا
 3  0
التعليقات ( 3 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    tariq idris 08-05-2010 06:0
    الاستاز ابوعاقلة اولا انا اسف جدا جدا علي التعليق السابق يااخي لك العتبي حتي ترضي وبيننا كل الاحترام وحب المريخ العظيم
  • #2
    الحلفاوى 08-05-2010 05:0
    اخونا ابو عاقلة اتابع كتاباتك بانتظام ولم ارى يوما ان شيئا اعجبك فى جمال الوالى وبما ان افعال الرجل مقارنة بما سبقوه لا تخطؤه العين . هل ترى اخى ان مستقبل المريخ فى استقالة الوالى ها قد حدث فلننتظر عواقب محاربة رجل مثل الوالى . اما حديثك عن دكتور شداد ففيه كثير من المغالطات . اؤكد لك ان الادارة التى تنشدها شتنتظرها كثيرا
       الرد على زائر
    • 2 - 1
      أبوعاقله أماسا 08-07-2010 03:0
      الحبيب/ حلفاوي سلام في تعليقك على المقال وضح أنك من المحبين جداً لجمال الوالي وكذلك نحن.. وهذه أمور شخصية، ولكن عيب ردك أنك لم تتبين موضوع المقال جيداً، فهو يتركز على (مفاهيم) وليس (أشخاص).. وشتان ما بين المفاهيم والأشخاص. بمعنى... هنالك أخطاء تأريخية متعلقة بالممارسات العامة في المريخ ورثها جمال الوالي من قبله وأنا لست صحافياً جديداً وقد كنت في عهد محمد الياس أكتب بإلحاح من أجل تصحيح هذه الأخطاء وأولها التدليل الزائد للاعبين وغياب اللوائح.. وعندما تعالج هذه الأخطاء الأزلية في الممارسة يمكننا ضمان استمرار رئيس مثل جمال الوالي لأطول فترة ممكنة.. أما في حالة إستمرار مثل هذه الأخطاء فإن أي رئيس قادم ولو كان هو (بيل غيتس) نفسه لن يستمر لدورة واحدة.. والخلاصة أن العيب ليس في الأسماء وإنما في المناهج. ثانياً أنا ليس طرفاً من أطراف الصراع في المريخ حتى أحارب الوالي.. ومن يريد محاربة شخص لا يبصره بأخطاءه بإستمرار ويطالبه بتصحيحها بإلحاح وهو ما أفعله لأنني لم أكتب مرة بشماته.. ولكنني أتحسر عندما يكون الخطأ واضحاً ومع ذلك يرتكب.. أو يأتي رئيس للمريخ ويكرر أخطاء من سبقه.. وأكرر أنني ليس طرفاً في أي صراع في المريخ.. وأقرب أصدقائي في المريخ اليوم يوجد داخل مجلس الإدارة.
  • #3
    waleed 08-05-2010 11:0
    استاذ اماسا تحياتي والاشاده بالمقال الرائع حقيقه لكن لدي سؤال هل هناك صعوبه في تحويل ماتتحدث عنه الي ارض الواقع في اعتقادي ان ماتتحدث عنه هو الصحيح لكن لماذا لايطبق؟
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019