الشارع الرياضي
محمد أحمد دسوقي
عطبرة مدينة الحديد والنار ومصنع الرجال نالت الريادة والسيادة على كل مدن السودان
رفعت رايات الحرية وتوشحت بدماء الشهداء ورسمت لوحة لتضحية بالدم والروح
× كما وعدنا القراء امس الاول نواصل اليوم الحديث عن مدينة عطبرة التي خصص الاستاذ كمال حامد الجزء الأول من برنامجه "لمة الحبان" لتعريف المشاهدين بتاريخها المشرق والمضيء من خلال الملامح والومضات التي قدمها البروف هشام محمد عباس الأمين العام الجديد لمجلس الصحافة والأستاذ عبدالرحمن ود ابراهيم الصحفي المخضرم اللذان أدهشا المشاهدين بمعلومات غير معروفة للكثيرين عن ريادة عطبرة للرياضة والصحافة والثقافة والسينما والمسرح والعمل النقابي حيث سبقت عطبرة المدن السودانية بما فيها العاصمة في مختلف مجالات الحياة فكانت لها الريادة في تشييد أول استاد بالبلاد في العام 1927م وثاني اضاءة بعد استاد الخرطوم وأول دار للسينما في العام 1930م وأول مسرح في العام 1916م وأول تلفزيون ريفي في العام 1976م كما ان عبدالله دبورة يعتبر شيخ المراسلين الصحفيين في الولايات وأول من عرض الصحف للبيع في المحلات والأماكن العامة في البلاد بعد ان كانت توزع عن طريق الاشتراكات اضافة لذلك فان عطبرة أول مدينة سودانية قرأ سكانها الصحف والمجلات المصرية التي كانت تصلها بالقطار من حلفا, وعطبرة هي أول مدينة عرفت الوعي العمالي وأسست النقابات التي تدافع عن حقوق العمال وتناضل لتحقيق مطالبهم وتحسين أحوالهم المعيشية وشروط خدمتهم, واضيف من عندي انني عندما بدأت مشواري الصحفي بجريدة الصحافة في مطلع الثمانينات كان عمر المبارك واحداً من أقدم المراسلين الرياضيين واكثرهم كفاءة ونشاطاً وقدرة على مناقشة قضايا عطبرة الرياضية بشجاعة وجرأة وموضوعية.. كما ان عطبرة قد رفدت الصحافة الرياضية بعدد من رموزها وأقلامها الكبيرة والمؤثرة امثال ميرغني ابوشنب وكمال حامد وشجرابي الذين عرفوا بشجاعة الرأي والقدرة على المصادمة والمواجهة التي استمدوها من ثقافة هذه المدينة وتاريخها الحافل بالمواجهات مع الاستعمار والأنظمة الديكتاتورية التي كان يقودها الحاج عبدالرحمن الذي حمل شعلة الدفاع عن الحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة لعمال السكة حديد الذين شيدوا خطوط السكة حديد في كل انحاء البلاد بجهدهم وعرقهم وتضحياتهم وكان لهم شرف وضع أول بنية أساسية قامت عليها تنمية البلاد ونهضتها وسيذكر التاريخ السياسي لبلادنا قادة عظماء لهذه المدينة في المجال السياسي امثال الشفيع احمد الشيخ وقاسم أمين الذين تبنوا قضايا العمال وقدموا في سبيلها كل مرتخص وغال وفي فترة الانقاذ تقدم الصفوف امين حسن عمر واشراقة سيد محمود ومحمد مختار الذين تولوا مناصب سياسية وتنفيذية مهمة وكانوا عنواناً للكفاءة والنزاهة..
× واذا كنا قد تحدثنا عن ابناء عطبرة في الصحافة الرياضية فلابد ان نذكر بالخير هذه المدينة التي خرجت عدداً كبيراً من افذاذ نجوم الكرة امثال شوقي عبدالعزيز وزغبير وعبدالله موسى المر وعوض الحاج واحمد ابكر واحمد سالم وابوالليل ومأمون والطاهر حماد ونزار وصالح ولا ننسى ابناء عطبرة من الاداريين الذين اسهموا في تطوير اللعبة على المستوى القومي بفكرهم وقدراتهم وفي مقدمتهم محمد احمد رحمة وأمين عبدالمجيد ومجذوب المادح وعبدالعظيم التوم وحسن عبدالسلام رئيس اتحاد الخرطوم المحلي وعضو الاتحاد العام وصاحب الأيادي الممدودة بالخير والمواقف الانسانية المشهودة..
× واذكر انني قد زرت عطبرة بصحبة والدي عليه رحمة الله في مطلع السبعينات ونحن في طريقنا بالقطار الى كريمة ومنها الى نوري زهرة مدائن الشمال وكانت تلك الزيارة بدعوة من ابن عمي الراحل الشيخ حمد دسوقي الذي كان يعمل في السكة حديد عطبرة واستضافنا بمنزله العامر لعدة ايام ورغم انني قادم من ام درمان العاصمة الوطنية فقد ادهشتني فيها هذه المدينة بحركتها وحيويتها في محطة السكة حديد والأسواق والملاعب ودور السينما وقد كنت حريصاً في الصباح الباكر على مشاهدة جموع العمال وهم يقودون دراجاتهم أو يهرلون نحو اماكن العمل بالسكة حديد وورشها التي تعاد لها القاطرات للاصلاح أو الصيانة والتي ينبغي ان يعاد لها بعض المسؤولين لاصلاح الخراب الذي اصاب ضمائرهم واخلاقهم..
× واعتقد ان هذه الحلقة من برنامج "لمة الحبان" والتي خصص اغلب زمنها لمدينة عطبرة كانت وستبقى مصدر فخر واعزاز لكل عطبراوي يدين بالولاء لهذه المدينة العظيمة كما ان كثير من ابناء المدن السودانية الاخرى بعد مشاهدتهم لهذه الحلقة اصبحوا يتمنون ان يكونوا عطبراويين حتى ينالوا شرف الانتماء لمدينة رفعت رايات الحرية والديمقراطية وتوشحت بدماء الشهداء الأبرار ورسمت في دروب النضال لوحة التضحية بالدم والروح لانتزاع استقلال الوطن وحقوق العمال عن طريق نقابة عمال السكة حديد التي تعرض رجالها للاعتقال والتعذيب والتشريد من اجل توفير الحياة الحرة الكريمة لعمال واجهوا نيران الورش وهجير الشمس الحارق في صيانة خطوط السكة حديد في سبيل وطن ترفرف عليه الوية الحرية والأمن والسلام والتنمية..
× وأخيراً لابد من تحية خاصة لفنان الشعب حسن خليفة العطبراوي الذي اشعل باغنياته جذوة النضال لاستقلال الوطن, وغنى للعائدين من المصانع والحقول ليدفعهم لمزيد من العمل والانتاج للوطن, وكان حادباً لركب الشعب والوطن وهو يشدو برائعته انا سوداني التي عبرت بصدق عن فخر واعتزاز السودانيين بوطنهم واكدت ان ولاءهم وارتباطهم به اكبر من كل قبلية وجهوية, وكما قال البروف هشام محمد عباس ان عطبرة مدينة لا تعرف القبلية وتقوم على الجغرافيا والتاريخ وانصهار كل الأجناس في بوتقتها..
محمد أحمد دسوقي
عطبرة مدينة الحديد والنار ومصنع الرجال نالت الريادة والسيادة على كل مدن السودان
رفعت رايات الحرية وتوشحت بدماء الشهداء ورسمت لوحة لتضحية بالدم والروح
× كما وعدنا القراء امس الاول نواصل اليوم الحديث عن مدينة عطبرة التي خصص الاستاذ كمال حامد الجزء الأول من برنامجه "لمة الحبان" لتعريف المشاهدين بتاريخها المشرق والمضيء من خلال الملامح والومضات التي قدمها البروف هشام محمد عباس الأمين العام الجديد لمجلس الصحافة والأستاذ عبدالرحمن ود ابراهيم الصحفي المخضرم اللذان أدهشا المشاهدين بمعلومات غير معروفة للكثيرين عن ريادة عطبرة للرياضة والصحافة والثقافة والسينما والمسرح والعمل النقابي حيث سبقت عطبرة المدن السودانية بما فيها العاصمة في مختلف مجالات الحياة فكانت لها الريادة في تشييد أول استاد بالبلاد في العام 1927م وثاني اضاءة بعد استاد الخرطوم وأول دار للسينما في العام 1930م وأول مسرح في العام 1916م وأول تلفزيون ريفي في العام 1976م كما ان عبدالله دبورة يعتبر شيخ المراسلين الصحفيين في الولايات وأول من عرض الصحف للبيع في المحلات والأماكن العامة في البلاد بعد ان كانت توزع عن طريق الاشتراكات اضافة لذلك فان عطبرة أول مدينة سودانية قرأ سكانها الصحف والمجلات المصرية التي كانت تصلها بالقطار من حلفا, وعطبرة هي أول مدينة عرفت الوعي العمالي وأسست النقابات التي تدافع عن حقوق العمال وتناضل لتحقيق مطالبهم وتحسين أحوالهم المعيشية وشروط خدمتهم, واضيف من عندي انني عندما بدأت مشواري الصحفي بجريدة الصحافة في مطلع الثمانينات كان عمر المبارك واحداً من أقدم المراسلين الرياضيين واكثرهم كفاءة ونشاطاً وقدرة على مناقشة قضايا عطبرة الرياضية بشجاعة وجرأة وموضوعية.. كما ان عطبرة قد رفدت الصحافة الرياضية بعدد من رموزها وأقلامها الكبيرة والمؤثرة امثال ميرغني ابوشنب وكمال حامد وشجرابي الذين عرفوا بشجاعة الرأي والقدرة على المصادمة والمواجهة التي استمدوها من ثقافة هذه المدينة وتاريخها الحافل بالمواجهات مع الاستعمار والأنظمة الديكتاتورية التي كان يقودها الحاج عبدالرحمن الذي حمل شعلة الدفاع عن الحرية والديمقراطية والحياة الحرة الكريمة لعمال السكة حديد الذين شيدوا خطوط السكة حديد في كل انحاء البلاد بجهدهم وعرقهم وتضحياتهم وكان لهم شرف وضع أول بنية أساسية قامت عليها تنمية البلاد ونهضتها وسيذكر التاريخ السياسي لبلادنا قادة عظماء لهذه المدينة في المجال السياسي امثال الشفيع احمد الشيخ وقاسم أمين الذين تبنوا قضايا العمال وقدموا في سبيلها كل مرتخص وغال وفي فترة الانقاذ تقدم الصفوف امين حسن عمر واشراقة سيد محمود ومحمد مختار الذين تولوا مناصب سياسية وتنفيذية مهمة وكانوا عنواناً للكفاءة والنزاهة..
× واذا كنا قد تحدثنا عن ابناء عطبرة في الصحافة الرياضية فلابد ان نذكر بالخير هذه المدينة التي خرجت عدداً كبيراً من افذاذ نجوم الكرة امثال شوقي عبدالعزيز وزغبير وعبدالله موسى المر وعوض الحاج واحمد ابكر واحمد سالم وابوالليل ومأمون والطاهر حماد ونزار وصالح ولا ننسى ابناء عطبرة من الاداريين الذين اسهموا في تطوير اللعبة على المستوى القومي بفكرهم وقدراتهم وفي مقدمتهم محمد احمد رحمة وأمين عبدالمجيد ومجذوب المادح وعبدالعظيم التوم وحسن عبدالسلام رئيس اتحاد الخرطوم المحلي وعضو الاتحاد العام وصاحب الأيادي الممدودة بالخير والمواقف الانسانية المشهودة..
× واذكر انني قد زرت عطبرة بصحبة والدي عليه رحمة الله في مطلع السبعينات ونحن في طريقنا بالقطار الى كريمة ومنها الى نوري زهرة مدائن الشمال وكانت تلك الزيارة بدعوة من ابن عمي الراحل الشيخ حمد دسوقي الذي كان يعمل في السكة حديد عطبرة واستضافنا بمنزله العامر لعدة ايام ورغم انني قادم من ام درمان العاصمة الوطنية فقد ادهشتني فيها هذه المدينة بحركتها وحيويتها في محطة السكة حديد والأسواق والملاعب ودور السينما وقد كنت حريصاً في الصباح الباكر على مشاهدة جموع العمال وهم يقودون دراجاتهم أو يهرلون نحو اماكن العمل بالسكة حديد وورشها التي تعاد لها القاطرات للاصلاح أو الصيانة والتي ينبغي ان يعاد لها بعض المسؤولين لاصلاح الخراب الذي اصاب ضمائرهم واخلاقهم..
× واعتقد ان هذه الحلقة من برنامج "لمة الحبان" والتي خصص اغلب زمنها لمدينة عطبرة كانت وستبقى مصدر فخر واعزاز لكل عطبراوي يدين بالولاء لهذه المدينة العظيمة كما ان كثير من ابناء المدن السودانية الاخرى بعد مشاهدتهم لهذه الحلقة اصبحوا يتمنون ان يكونوا عطبراويين حتى ينالوا شرف الانتماء لمدينة رفعت رايات الحرية والديمقراطية وتوشحت بدماء الشهداء الأبرار ورسمت في دروب النضال لوحة التضحية بالدم والروح لانتزاع استقلال الوطن وحقوق العمال عن طريق نقابة عمال السكة حديد التي تعرض رجالها للاعتقال والتعذيب والتشريد من اجل توفير الحياة الحرة الكريمة لعمال واجهوا نيران الورش وهجير الشمس الحارق في صيانة خطوط السكة حديد في سبيل وطن ترفرف عليه الوية الحرية والأمن والسلام والتنمية..
× وأخيراً لابد من تحية خاصة لفنان الشعب حسن خليفة العطبراوي الذي اشعل باغنياته جذوة النضال لاستقلال الوطن, وغنى للعائدين من المصانع والحقول ليدفعهم لمزيد من العمل والانتاج للوطن, وكان حادباً لركب الشعب والوطن وهو يشدو برائعته انا سوداني التي عبرت بصدق عن فخر واعتزاز السودانيين بوطنهم واكدت ان ولاءهم وارتباطهم به اكبر من كل قبلية وجهوية, وكما قال البروف هشام محمد عباس ان عطبرة مدينة لا تعرف القبلية وتقوم على الجغرافيا والتاريخ وانصهار كل الأجناس في بوتقتها..
جزاك الله خير يا استاذ دسوقي على هذا المقال الروووعة