• ×
الجمعة 26 أبريل 2024 | 04-25-2024
سيف الدين خواجة

قبطان المريخ ... وداعا ......لك حبي يااستاذي!!!

سيف الدين خواجة

 2  0  1742
سيف الدين خواجة
العنوان لفيلم امريكي بطولة سدني بوتيه لفصل (غلب ام غلابه) كما نقول ..سدني بشخصيته وضعهم علي الجادة لكنه نقل فاهدوه (كوبا ) مغلفا بأحكام حين استخرجه ذرف دمعة حري علي خده الاسيل من كحل عينيه من هذا الفيلم خرجت مدرسة المشاغبين المصرية بتصرف معاكس بين الجدة والجادة والعبث وهو فرق ثقافي كان ذلك يوم ان كانت السينما رافد ثقافي وهي راكدة الان ركود كل شئ الا الفساد تبكي حالا وحالنا ما عارفه في دموعه زوالا ...انها شمعه لكابلي ...والانسان شمعه هناك من يوقد نفسه نورا للايجاب واحدا من اؤلئك كان قبطان المريخ والرياضة التاجر الاديب الاريب الحبيب لكل القلوب حاج حسن عثمان الذي تواري بحجاب الخلود يوم عرفه وهو يوم يستحقه لو لا ركود حياتنا وبوارنا الراهن لكان القبطان قائدا لسفينتا الي بر الامان حتي ترجله ..رجل من اناقة وجهه سحائب الرحمه تنداح ومن يديه الندي الرحيب ومن ثغره درر العندليب ومن قلمه السيال ادب امة العرب وديوانها الذي لا يشيب ...دخلنا الي فصل درسه من باب الحياة العام في الرياضة فردنا المجد فرحا وحبورا وعبورا الي شرفات الثريا يحملك في ثنايا كلماته طفلا يهددك لتنام وان كنت جائع فقد ارضعك لبان المحبةوالود وانت علي الطرف الاغر الاخر من التنافس لا تملك الا ان تنام من هددته وتغني مع ابن البادية برائعة مجنون الهلال ابو امنه حامد (ووشوشني العبير فانتشيت ) كلاهما (القبطان وابومنه ) ضدان كانهما واحد (روح واحده في جسدين ) عثمان حسين ودوليب مثل ذاك الزمان لا يكون الا لاؤلئك الرجال وكان الوطن مثلهم تماما موطن حبله السري علي الحب (يا سقاة الكاس من عهد الرشيد ) ونفاج المحبة منداح في الجدران بين المنازل ما شكي من لغوب او ثقوب تمزق نسيج المجتمع .....لو كان لنا مركزية فكر ومنظومة عمل لما احتجب امثال القبطان وسعادة اللواء عمر علي حسن بعيدا عن ديار الوراقين غير الراقين الان الا من رحم ربي ...كانت الصحافة والايام تنفذان من السوق في اقل من ساعة زمان حين يكتب الضدان كما يلتقي النيلان بالخرطوم جريا الي الشمال بخصوبة حلال وماء زلال في وحدة هي الوحدة الوحيده التي لم يعضها ناب الزمان لانها بعيدة عن ايدينا الملوثة بلعنة السياسة ولعان الساسة وكنت حين تدخل الي الميدان تجد الجماهير في الشمال والجنوب تتباري جزلي بحلاوة ورشاقة ما كتب الضدان كانت المؤانسة ضحكا والثقافه بوحا وحبا وعشقا سرمديا وكنا بالمنزل نتحلق بعد الغداء حول والدنا يشرح لنا ما خطه يراع (القبطان واللواء ) كانه روائع بديع الزمان الهمزاني او كانك بين ابن العميد وابن المقفع واروع من كل ذلك ما تكتشفه من بين السطور ومناسبات الشعر واقوال الحكماء وكانت تلك من اطيب جلساتنا يتوق اليها المرء الان وقد باعد الزمان وابتعد المكان وتغيرت احوال حيث ما عاد للقيا مقام ولا للانس احترام وحل الجفاف بين الناس وما تري من اهتراء العلائق الان ودنس الجرائم هو نتيجة طبيعية لتفسخ النسيج الاجتماعي الهش اصلا بغير وعي من حكام الزمان الابتر وكنت قد سالت اللواء عمر وهو بالخليج عن ذاك الزمان فقال لي ( نحن زمان وجدنا ارثا محترما متداولا بين الاجيال قائم علي الحب والاحترام اما اجيال هذا الزمان فهم كنبات السلعلع لا جذور ولا ثقافه لذلك طبيعا ما تري ) ثم اردف (مرة وجدت شاخور في مناسبة اجتماعية فجثيت علي ركبتي وقبلت يده كما يقبل الحوار يد شيخه فانكر شاب هلالي ذلك قائلا كيف لرئيس الهلال ان يقبل يد رئيس المريخ وانظر ماذا كان رد الاب شاخور لتعرفوا معني الميراث للاجيال ( يا ولد رئيس الهلال لو لم يفعل ذلك لما استحق سعادة اللواء رئاسة نادي الهلال ) ثم سالته عن كتاباته والقبطان فقال ( كنت اكتب واقرا له فاذا اقر ما كتبت نشرته وكان يفعل ذلك معي ) فاين نحن من ذلك الادب الرفيع في العلاقات بين الناس من اقتطاف الذاكرة لا التوثيق نهدي رمزا لكتاب نامل ان يري النور في مقبل الايام يؤرخ ويؤطر علنا نرجع لجادة الطريق بعد هذا الاختطاف ....كتب اللواء يوم الفوز بكاس الذهب الاول ( اخي القبطان حاج حسن وعدناك ووعد الحر دين عليه ...وعدناك باننا سوف نظهر ونزار في سماء المليون ميل مربع فسحابة الرشيد ان امطرت ذهبا فخراجه لنا اما ما عداه من ماء ونيكل وصفيح فعطاش الارض اولي به ) وفي سانحه اخري يرد القبطان ( كاسي ذهب الهلال اصبحتا كمعلقة عمرو ابن كلثوم اغنت بني تغلب عن كل مكرمة ) وكان كل منهما يختم مقالته ( وعش لاخيك ) انظر يا هذا عمرك اين كنا وكيف اصبحنا !!!
بقي ان اقول احتجاب الحكماء من اهل البصيرة احياء او امواتا دليلا شؤم فقد احتجب القبطان باكرا عن الرياضة وكانت البداية يوم حل الاندية حيث راي ان جهد اجيال في البناء والتراكم قبر ببيان او كما قال في حكمته المنثورة بعد العودة (لم يبق في العمر ما يعيد بناء الاجيال ) وفيما اعلم انه عاد يوم الاحتفال بكاس مانديلا والقي كلمه ثم انسرب مختفيا لانه ادرك ببصيرته صيرورتنا القاتمة القادمة لكل الخراب الحادث الان كان يراه بالبصيرة مراي العين لانه يدرك مآلات ناشئة القوم في الحكم لا ارضا قطعوا ولا ظهرا ابقوا لغياب الحكمة ونور البصيرة والعمل بالبصر فقط مفسده وهو بصر ليس حديد وهو عين الذي قاله الاديب الطيب صالح لنا يوما قائلا ( من يحكمون الان اكثر الناس تاهيلا علميا لكن الله ما فتح بصيرتهم وفتح البصيرة من الله وغير متعلقه بالمؤهل !!!)
وهكذا ما نري امرا طبيعيا بعد غياب القبطان بالخلود واللواء بالاغتراب والهدهد (ابوامنه حامد ) وهو لقب اطلقه القبطان خاتما به احدي روائعه (مالي لااري الهدهد )وماثور عن القبطان روعة اطلاق الالقاب فهو الذي لقب(الدكتور ) علي لاعبنا كمال عبد الوهاب صححه الله وعافاه وايضا هو من لقب (مازدا ) وكان لقبه غير لطوله .... كما غاب الفارس (ابورفاس ) ومروان الفاضل لذلك اصبحنا في صحراء جرداء لافيها فاضل ولا فضل الا الشعب الفضل وهو كما نري تائه في بحور الحسرة والندم !!!
رحم الله الاديب الاريب القبطان حاج حسن عثمان الذي تتلمذنا علي يديه في هذا الضرب من المداعبات ورضعنا منه لبان المحبة والحب تعلمنا منه معني الحياة الواسع العريض فقد كان حديقة وارفة الظلال متنوعة الثمر احتمينا به من هاجرة الايام وتزودنا منه لمقبل العمر والزمان بوافر الحكم فله عظيم الامتنان من كل اجيالنا فقد كانوا نعم الاباء ونعم الاثر فلهم طوبي الخلود في جنة عرضها السماوات والارض في مقعد صدق عند مليك مقتدر ولك ولاضرابك ...حبي يا استاذي !!!

***تباريح ***
يا بنية
ملعونه دنيا
انت فيها وماك ستها
وانت امها
غيرك سادوها
لا عرفو حسنها
ولا حسو نطحها
بس كيف تحلو دنيا
عقت امها !!!

امسح للحصول على الرابط
بواسطة : سيف الدين خواجة
 2  0
التعليقات ( 2 )
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • #1
    عاشق الهلال 10-14-2014 09:0
    رحم الله قبطان الكرة السودانية حاج حسن عثمان فقد كان هو وابناء جيله مدرسة فى الادب الرفيع والمساجلات والخلق الرياضى القويم ،،، كانت مساجلاتهم قطع ادبية تصلح لان تدرس فى مناهج التعليم ،،، للاسف نحن ننحدر الى الهاوية حتى وصلنا الى مراحل ما بنطير برانا وايها الشفوت وما يحدث من الفاظ واتهامات يندى لها الجبين تدور بين سبعينى يصر على ان سفاه الشيخ لا حلم بعده وثلاثينية تحاول اثبات ان الصعلكة لم تعد حكرا على الرجال
  • #2
    عماد عثمان - جدة 10-14-2014 08:0
    شكرا أخى سيف الدين على هذا المقال الرائع الجميل و السيرة العطرة لقامات سامقات من الزمن الجميل ... أتمنى أن يقرأ هذا المقال كل أهل السودان حتى يعرفوا قدر كبارهم و أن هلالية كاتب المقال لم تمنعه من الوفاء للقبطان وصحبه حتى و ان اختلفت انتماءاتهم الرياضية فالرياضة أخلاق و محبة قبل أن تكون تنافسا أشبه بالمعارك الحربية كما نرى اليوم على أعمدة صحفيي الغفلة الذين يؤججون نيران العصبية الرياضية طمعا فى تسويق بضاعتهم الكاسدة ...
أكثر

للمشاركة والمتابعة

تصميم وتطوير  : قنا لخدمات الويب

Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
Copyright© Dimensions Of Information.

جميع الحقوق محفوظة لـ "كفر و وتر" 2019